متاجر الهلال تتأهب لطرح رقم قميص «الساحر البرازيلي»

نيمار طوى صفحة باريس سان جيرمان بعد الكثير من المواقف التاريخية

متاجر الهلال تتأهب لطرح رقم قميص «الساحر البرازيلي»
TT

متاجر الهلال تتأهب لطرح رقم قميص «الساحر البرازيلي»

متاجر الهلال تتأهب لطرح رقم قميص «الساحر البرازيلي»

جاء إعلان نادي الهلال السعودي صفقة التعاقد الضخمة مع المهاجم البرازيلي نيمار لتلفت أنظار العالم من جديد إلى الدوري السعودي، وذلك لكون اللاعب المنضم يصنَّف ضمن أهم خمسة لاعبين في تاريخ كرة القدم الحديثة.

وبدأت المتاجر الهلالية المنتشرة في العاصمة الرياض في طباعة وتجهيز قميص النجم البرازيلي الساحر الذي يعد الأفضل مهارياً في العالم حالياً، وبدأ مشجعو ومشجعات النادي الأزرق الذهاب إلى متاجر النادي الرسمية لشراء القميص الأزرق المزيّن برقم 10.

أحد متاجر الهلال يتأهب هذا الأسبوع لاستقبال الجماهير العاشقة للنجم البرازيلي (رويترز)

ويتوقع أن يحظى القميص بمبيعات هائلة، كون اللاعب يحظى بشعبية كبيرة في السعودية والخليج العربي.

وطالبت رابطة المشجعين في نادي الهلال بتجهيز تيفو أزرق احتفائي بالنجم التاريخي واستقباله في مباراة الهلال والفيحاء المقررة السبت المقبل في العاصمة الرياض.

وبعد 6 سنوات متفاوتة قضاها في باريس سان جيرمان الفرنسي، وضع النجم البرازيلي نيمار حداً لمغامرته الباريسية من خلال انتقاله المدوّي إلى نادي الهلال السعودي، كما أعلن الأخير، الثلاثاء.

انضم نيمار إلى كوكبة من النجوم الآخرين في الدوري السعودي مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو، والسنغالي ساديو مانيه (النصر)، والفرنسيين كريم بنزيمة ونغولو كانتي (الاتحاد)، والجزائري رياض محرز (الأهلي). كما سينضم إلى نجوم آخرين في فريقه الجديد على غرار البرتغالي روبن نيفيز، والصربي سيرغي ميلينكوفيتش - سافيتش، والسنغالي خاليدو كوليبالي، ومواطنه مالكوم.

نيمار فك ارتباطه بباريس سان جيرمان (أ.ف.ب)

وصل نيمار إلى سان جيرمان عام 2017 من برشلونة الإسباني مقابل مبلغ عالمي قياسي آنذاك قدره 220 مليون يورو، إلا أن النجم البرازيلي تحوّل لاحقاً إلى لاعب غير مرغوب فيه في باريس، خلال مواسم تميّزت بسلسلة من الإصابات والمغامرات التي لا تنتهي.

وبعد أن دُفع باتجاه الخروج، وافق نيمار على العرض الذهبي من الهلال، حيث سيحصل على راتب ضخم مقدّر حسب مصدر، بـ«100 مليون يورو (109 ملايين دولار) للاعب سنوياً، ومثلها لنادي باريس سان جيرمان»، مشيراً إلى أن اللاعب كان يفاوض على عقد لعامين بدلاً من ثلاث سنوات.

لا يمكن فصل موقف نيمار (31 عاماً) تماماً عن موقف كيليان مبابي، الذي جعل رحيل البرازيلي أحد شروط تجديد عقده في عام 2022، ويأتي الإعلان عن توقيع نيمار في السعودية، تزامناً مع اقتراب بطل كأس العالم 2018 من إبرام صفقة تجديد عقده مع نادي العاصمة الفرنسية، إثر مفاوضات حادة وتكهنات حول انتقاله إلى ريال مدريد الإسباني.

وواجه نيمار تحديات كبيرة خلال فترته في باريس، لا بل يمكن وصفها بالـ«فوضى الكبيرة»

مشجع هلالي يتنقل في متجر ناديه فيما نيفيز البرتغالي حاضر على الجدار الأمامي (رويترز)

بعد دوره الكبير في الـ«ريمونتادا» الشهيرة لمصلحة برشلونة أمام سان جيرمان في إياب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا عام 2017، اعتقد النادي الفرنسي أنه أبرم صفقة مدوّية من خلال التعاقد مع الفتى الذهبي مبابي ونجم المنتخب البرازيلي نيمار.

لكنّ لاعب سانتوس السابق، الذي كان أحد أضلاع «الثلاثي الشهير» في كاتالونيا مع الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروغوياني لويس سواريس، حيث فاز معهما بلقب دوري الأبطال عام 2015، خالف التوقعات الكبيرة التي كانت معقودة عليه.

مع 118 هدفاً و70 تمريرة حاسمة في 173 مباراة في جميع المسابقات، فإن سجله الرقمي لم يكن ضعيفاً، لكنه لم يتمكن من قيادة سان جيرمان إلى لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، بعد أن حطم بايرن ميونيخ الألماني أحلامه في النهائي عام 2020.

كانت تلك الهزيمة بمثابة «القشّة التي قصمت ظهر البعير»، حيث تدهورت علاقته بالجمهور الباريسي. ومنذ عام 2019، بعد عامين فقط من وصوله، أراد نيمار مغادرة ناديه للعودة إلى برشلونة لكنّ المسؤولين القطريين رفضوا الأمر قبل تمديد عقده حتى عام 2027.

.

مشجع يتفحص قميصاً لنادي الهلال لشرائه لابنه (رويترز)

واختلف الوضع دراماتيكياً العام الماضي مع صعود أسهم مبابي داخل أروقة النادي وتعيين لويس كامبوس «مستشاراً لكرة القدم». حينها، فتح سان جيرمان الباب أمام رحيله، وهو ما لم يتحقق بسبب الراتب الباهظ للاعب، والمقدّر بنحو 30 مليون يورو سنوياً.

إلا أن الإصابة الجديدة التي تعرّض لها البرازيلي في الكاحل ثمّ الجراحة التي خضع لها في مارس (آذار) الماضي، عززت رغبة باريس في التخلي عن مهاجم سيليساو، رغم عروضه الممتازة في النصف الأول من الموسم الماضي.

وبعد عام آخر مخيّب جداً للآمال احتفظ فيه سان جيرمان بصعوبة بلقب الدوري الفرنسي للمرة الحادية عشرة، أبدى الأخير تصميماً على ضخ دماء جديدة في صفوفه مع رحيل ميسي والإسباني سيرخيو راموس وقرب رحيل الإيطالي ماركو فيراتي المرجح انضمامه أيضاً إلى الهلال السعودي.

صفحة نيمار ستكون جديدة مع الهلال السعودي (أ.ف.ب)

واجه نيمار خلال الفترة الأخيرة اعتراضات واسعة من جماهير الألتراس الذين تظاهروا أمام منزله في مايو (أيار) الماضي. لتكون تلك الشرارة الأخيرة التي أوصلت إلى الطلاق النهائي بين الطرفين.


مقالات ذات صلة

كالزادا لـ«الشرق الأوسط»: عظمة الهلال فاقت كل توقعاتي

رياضة سعودية ستيف كالزادا (الشرق الأوسط)

كالزادا لـ«الشرق الأوسط»: عظمة الهلال فاقت كل توقعاتي

قال الإسباني ستيف كالزادا، الرئيس التنفيذي لنادي الهلال، إن مشاركته في القمة العالمية لكرة القدم كانت فرصة مميزة لتمثيل النادي أمام نخبة من كبار التنفيذيين.

أحمد الجدي (الرياض )
رياضة سعودية صورة ضوئية لمنشور فابريزو رومانو في منصة «إكس» وتعليقه على خبر «الشرق الأوسط» (حساب فابريزو)

تصريح مغربل في «الشرق الأوسط» يتصدر منصّات الانتقالات العالمية

شهدت منصّات كرة القدم العالمية، اليوم (الأربعاء)، تفاعلاً واسعاً مع ما نشرته «الشرق الأوسط» حول تصريحات الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري السعودي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية محمد صلاح (د.ب.أ)

مصادر سعودية لـ«الشرق الأوسط»: مفاوضات محمد صلاح «أخبار ترويجية»

أبلغت مصادر سعودية رسمية «الشرق الأوسط»، الأربعاء، بأن الأندية السعودية لم تطرح مطلقاً فكرة التفاوض مع مهاجم ليفربول محمد صلاح.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية صلاح خلال الحصص التدريبية الأخيرة (د.ب.أ)

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: الهلال لم يفاوض صلاح... و ما ينشر «إشاعات»

علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن نادي الهلال السعودي لم يُبدِ أي تحرك فعلي نحو التعاقد مع النجم المصري الدولي محمد صلاح، لاعب ليفربول الإنجليزي، في الفترة الحالية.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية النجم المصري محمد صلاح (د.ب.أ)

سان دييغو يدخل على خط صلاح… والهلال يترقّب

يعيش النجم المصري محمد صلاح لحظة مفصلية في مشواره مع ليفربول، بعدما تحوّلت خلافاته مع المدرب الهولندي أرني سلوت إلى محور حديث الشارع الكروي عالمياً.

مهند علي (الرياض)

الأخضر السعودي إلى نصف نهائي كأس الخليج

الأخضر سيواجه العراق في نصف النهائي (المنتخب السعودي)
الأخضر سيواجه العراق في نصف النهائي (المنتخب السعودي)
TT

الأخضر السعودي إلى نصف نهائي كأس الخليج

الأخضر سيواجه العراق في نصف النهائي (المنتخب السعودي)
الأخضر سيواجه العراق في نصف النهائي (المنتخب السعودي)

تعادل المنتخب السعودي، تحت 23 عاماً، مع نظيره القطري بهدف لكل منهما، في المباراة التي جمعتهما الخميس، ضمن الجولة الثالثة من منافسات بطولة كأس الخليج.

وشهدت المباراة حضور ومتابعة رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل.

وجاء هدف الأخضر عن طريق اللاعب ثامر الخيبري في الدقيقة 85 من مجريات المباراة.

ودخل المدرب الإيطالي لويجي دي بياجو اللقاء بقائمة مكوّنة من: تركي بالجوش في حراسة المرمى، عواد دهل، محمد برناوي، عبد الرحمن العبيد، مشعل العلائلي، فرحة الشمراني، فيصل الصبياني، بسام هزازي، عبد الله معتوق، طلال حاجي، ثامر الخيبري.

وبهذا التعادل الإيجابي، تصدّر الأخضر الأولمبي مجموعته الأولى برصيد 7 نقاط، ليضمن تأهله إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس الخليج؛ حيث سيواجه العراق، فيما سيلتقي منتخب قطر نظيره الإماراتي في الدور نفسه، السبت.


تالوار يتصدر… وبريسنو يخطف الأضواء في بطولة السعودية للغولف

سابتاك تالوار (الشرق الأوسط)
سابتاك تالوار (الشرق الأوسط)
TT

تالوار يتصدر… وبريسنو يخطف الأضواء في بطولة السعودية للغولف

سابتاك تالوار (الشرق الأوسط)
سابتاك تالوار (الشرق الأوسط)

تصدر الهندي سابتاك تالوار منافسات اليوم الأول من بطولة السعودية المفتوحة المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة، بعد أن أنهى آخر حفرته بضربة «بيردي» في ملعب ديراب للغولف، مسجلاً رقماً قياسياً جديداً بثماني ضربات تحت المعدل وبمجموع (64) ضربة.

اللاعب البالغ من العمر 26 عاماً، شارك في عدد محدود من بطولات الجولة الآسيوية منذ احترافه في عام 2021، لكنه استثمر الفرصة، الخميس، مسجلاً أربع ضربات «بيردي» في كل نصف من الملعب، في جولة خالية تماماً من الأخطاء.

ويأتي في المركز الثاني كل من الأميركي جون كاتلين، حامل اللقب والفائز بوسام الاستحقاق الآسيوي الموسم الماضي، والأسترالي جاك طومسون، بعد أن سجّل كل منهما 65 ضربة في ختام اليوم الأول للحدث الختامي في الجولة الآسيوية.

أما أقرب الملاحقين لهم فكانوا: التايلاندي رونشانابونغ يوبرايونغ، ومواطنه جاز جانيواتانانوند، واللاعب السويدي بيورن هيلغرين، والأميركي تشارلز بورتر، والمغربي الهاوي آدم بريسنو، بعد تسجيل كل منهم 66 ضربة.

وكان لاعب الصين تايبيه تشانغ وي لون، الذي لعب ضمن آخر مجموعة مع تالوار، قد وصل إلى سبع ضربات تحت المعدل قبل حفرته الأخيرة (وكانت الحفرة التاسعة بعد أن انطلقت مجموعته من الحفرة الـ10)، لكنه أنهى الجولة ببوجي.

وسجّل الياباني كازوكي هيغا نتيجة 69 ضربة، ليحتل المركز الـ24 مشتركاً، في بداية جيدة نحو هدفه في الفوز بلقب وسام الاستحقاق الآسيوي. وسيضمن قطع الجولة الجمعة تقريباً تتويجه، مع حاجة اللاعب الزيمبابوي سكوت فينسنت (صاحب المركز الثاني) إلى إنهاء البطولة ضمن المراكز الأربعة الأولى على الأقل للمنافسة على اللقب. وكان فينسنت، الفائز بتصنيف السلسلة الدولية قبل ثلاثة أسابيع، قد سجل 70 ضربة.

وقال تالوار عقب صدارته :«كنت أتوقع رياحاً، الخميس، لكن عندما وصلت صباحاً ولم تكن هناك رياح تقريباً تمنيت أن تستمر الأجواء على هذا النحو؛ لأن لاعبي الفترة الصباحية تمكنوا من تسجيل عدد من البيرديات. سعيد جداً بالبداية القوية واستغلال الأجواء الهادئة. أعتقد أن الرياح ستشتد لاحقاً».

وأضاف أنه خاض الكثير من البطولات هذا العام في «التشالنج تور» الأوروبية إلى جانب بطولاته في الهند: «لعبت الكثير هذا العام... بعض الجولات كانت جيدة وأخرى أقل، لكن كان التحدي هو الحفاظ على الأداء المتماسك عبر أربع جولات. واحدة مضت... وأتمنى أن أتمكن من تقديم ثلاث جولات أخرى بالمستوى نفسه».

أما الأميركي جون كاتلين، فعدّ هذه الجولة بداية مثالية لإنهاء موسم صعب، مشيراً إلى أن عوامل عدة أثرت على مستواه هذا العام.

ففي مثل هذا الوقت من العام الماضي، تُوّج كاتلين بلقب وسام الاستحقاق الآسيوي للمرة الأولى بعد موسم مذهل حقق خلاله انتصارين ومركزين وصيفين، كما أصبح أول لاعب في تاريخ الجولة يسجل 59 ضربة، وحصل على جائزة لاعب اللاعبين للمرة الثانية.

لكن كاتلين كشف عن أن أحداث نهاية عام 2024 أثّرت عليه بشدة، أبرزها وفاة والدته في أكتوبر (تشرين الأول)، وهو ما شكّل صدمة كبيرة له: «لولا دعمها لما أصبحت لاعب غولف محترفاً. كانت ترافقني منذ كنت طفلاً وتدعمني في كل شيء. تلقيت الخبر من والدي بعد انتهاء الجولة الأخيرة في إندونيسيا... وكان الأمر صادماً للغاية».

وأضاف أن فقدان بطاقة التأهل إلى ليف غولف بعد فشله بفارق بسيط في تصنيف السلسلة الدولية كان أيضاً ضربة نفسية قوية.

في سياق متصل، برز المغربي آدم بريسنو بوصفه أفضل لاعب عربي في اليوم الافتتاحي، بعد أداء مبهر وضعه بين أول أربعة مراكز في الترتيب العام، مؤكداً تطور الغولف العربي وفاعلية المسارات التطويرية الحديثة التي أتاحت ظهور لاعبين شباب قادرين على منافسة نخبة نجوم آسيا.

وبعد نهاية جولته، أشاد بريسنو بجودة الملعب قائلاً: «الظروف اليوم كانت ممتازة، وأكثر ما ميز الملعب هو صلابة المساحات الخضراء والممرات. أنا سعيد جداً بوجودي هنا. بالنسبة للجولات القادمة، سأحافظ على العقلية نفسها؛ فالصبر هو المفتاح في بطولة تمتد لأربعة أيام، وهدفي هو الاستمتاع باللعب والتركيز على كل ضربة».

ويُعد ظهور بريسنو اللافت وهو لا يزال لاعباً هاوياً دليلاً على النجاح المتزايد لبرامج تطوير المواهب العربية، والدور المتنامي للاتحاد العربي للغولف بالتعاون مع غولف السعودية في صناعة جيل جديد من اللاعبين القادرين على التواجد في المراكز المتقدمة لهذه البطولات الرفيعة.

وعلى صعيد المشاركة السعودية، قدّم اللاعب شيرجو الكردي أداءً ثابتاً واحترافياً في الجولة الافتتاحية، عاكساً تطور مستواه وقدرته على المنافسة أمام نخبة لاعبي الجولة الآسيوية. وظهر الكردي بثقة عالية طوال اليوم الأول، مستفيداً من خبرته الدولية ودعم الجماهير السعودية الحاضرة التي شكَّلت حافزاً إضافياً له. وأعرب الكردي عن فخره بتمثيل المملكة في هذا الحدث الكبير، مؤكداً أن الدعم المتواصل لبرامج تطوير الغولف الوطنية يمنح اللاعبين السعوديين الأسس القوية التي تساعدهم على الوصول إلى مستويات أعلى في البطولات العالمية.

وتُعدّ هذه الجولة بداية واعدة لمنافسات يُتوقع أن تشتعل أكثر في الأيام الثلاثة المتبقية، مع ملاحقة كاتلين وطومسون لمتصدر البطولة، وصعود بريسنو بثبات في سباق المنافسة؛ ما يجعل من بطولة السعودية المفتوحة 2025 واحدة من أقوى نسخها على الإطلاق.


إيلين غلييسون: الاستدامة طريق الرياضة السعودية لمزيد من التنافسية العالمية

إيلين غلييسون (يسار) وفرخندة محتاج (يمين) (الشرق الأوسط)
إيلين غلييسون (يسار) وفرخندة محتاج (يمين) (الشرق الأوسط)
TT

إيلين غلييسون: الاستدامة طريق الرياضة السعودية لمزيد من التنافسية العالمية

إيلين غلييسون (يسار) وفرخندة محتاج (يمين) (الشرق الأوسط)
إيلين غلييسون (يسار) وفرخندة محتاج (يمين) (الشرق الأوسط)

شهد منتدى كرة القدم العالمي جلسة حوارية بعنوان «اللعبة المقبلة: مقاطع جديدة والاستضافة العالمية في كرة القدم النسائية»، بمشاركة كل من إيلين غلييسون، رئيسة تطوير كرة القدم النسائية في الاتحاد الآيرلندي لكرة القدم، واللاعبة الكندية - الأفغانية فرخندة محتاج، حيث ناقشتا مستقبل اللعبة، وواقع الاستثمار، والفجوات بين الأسواق الناضجة والواعدة.

وخلال حديثها، أكدت إيلين غلييسون أن كرة القدم النسائية باتت اليوم تتمتع باعتراف متزايد بقيمتها الاقتصادية والاجتماعية، مشيرةً إلى أن التدفقات الاستثمارية بدأت تُحدث تحولاً واضحاً في احترافية الدوريات ونموّها. لكنها شددت على ضرورة المواءمة بين طموحات التوسع وحجم الاستثمارات الفعلية، قائلةً: «السؤال الأهم هو: هل يتوافق هذا الزخم المالي مع الطموحات المتعلقة بتوسيع الدوريات وتطوير الفرق؟».

وأوضحت غلييسون أن نقطة الانطلاق تختلف من دولة إلى أخرى؛ ففي المملكة المتحدة يتمثل الهدف في الوصول إلى أفضل دوري نسائي في العالم، فيما تمر دول أخرى، مثل السعودية، بمرحلة تأسيسية رغم ما حققته من خطوات احترافية في وقت قصير. وأضافت: «إذا أردنا اتخاذ قرارات صحيحة، فعلينا التركيز على الاستدامة ونمو اللعبة، وبناء القدرة التنافسية على مستوى البطولات الدولية».

وأشادت بالتطور السريع الذي تشهده السعودية في كرة القدم النسائية خلال السنوات الأربع الماضية، من إطلاق دوري محترف ودرجة ثانية، إلى استقطاب لاعبات دوليات من النخبة، مؤكدةً أن ذلك يسهم في الارتقاء بالمستوى المحلي وتطوير المواهب. لكنها حذرت من أن يتحول الدوري إلى دوري دولي بالكامل من دون قاعدة محلية متينة، ووصفت ذلك بأنه «عنصر حاسم لنجاح المنتخب الوطني». كما نوّهت بمشاركة نادي النصر في النسخة الأولى من دوري أبطال أفريقيا للسيدات، معتبرة ذلك خطوة مهمة في بناء مسار تنافسي مستدام.

من جانبها، قدّمت اللاعبة فرخندة محتاج، رؤية مختلفة مستندة إلى التجربة الكندية، إذ أشارت إلى أن غياب دوري محلي قوي في كندا لسنوات طويلة أجبر اللاعبات على الاحتراف في الخارج، مما حدَّ من فرص تطورهن بسبب أولوية منح الفرص للاعبات المحليات في تلك الدوريات. وقالت: «من خلال ما مررنا به، نحن الكنديين، أدرك تماماً أهمية وجود دوري محلي قوي لكل دولة».

وأكدت أنها ستوجه الاستثمار نحو المناطق التي تمتلك مواهب ضخمة لكنها غير مستغلة بالشكل الصحيح، خصوصاً في آسيا وأفريقيا، حيث تُمنح اللاعبات وعوداً بالتصعيد إلى المستويات العليا دون أن تتحقق فعلياً بسبب غياب البنية التحتية والفرص الحقيقية. وأضافت أن الأثر المالي في تلك الأسواق قد يكون مضاعفاً مقارنةً بالدول ذات الأنظمة المتقدمة، موضحةً: «في بعض الأماكن مثل أميركا الشمالية أو أوروبا، قد لا يكفي 400 مليون دولار إلا لتأسيس ناديين أو ثلاثة، بينما يمكن للمبلغ نفسه أن يبني دورياً كاملاً في مناطق أخرى».

وعكست الجلسة توافقاً بين المتحدثتين على أهمية بناء الأساسات وتطوير المواهب المحلية لضمان استدامة اللعبة، مع الإقرار بأن الأسواق الناشئة، ومن ضمنها السعودية أصبحت لاعباً أساسياً في مستقبل كرة القدم النسائية عالمياً.