من هم الأشخاص الأكثر عرضة للأمراض المرتبطة بالحرارة العالية؟

رجل يبرد جسده من الموجة الحارة في إسبانيا (أ.ف.ب)
رجل يبرد جسده من الموجة الحارة في إسبانيا (أ.ف.ب)
TT

من هم الأشخاص الأكثر عرضة للأمراض المرتبطة بالحرارة العالية؟

رجل يبرد جسده من الموجة الحارة في إسبانيا (أ.ف.ب)
رجل يبرد جسده من الموجة الحارة في إسبانيا (أ.ف.ب)

يمكن أن تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على الصحة وتعرض حياة الأشخاص للخطر، حيث إنها قد تؤدي إلى الإصابة بالجفاف والمشاكل القلبية وقد تعوق قدرة الرئتين على العمل بصورة طبيعية.

ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن عدد من خبراء الصحة قولهم إن هناك أشخاصا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والمشاكل الصحية التي ترتبط بالحرارة، حيث إن أجسامهم تفتقد القدرة التي يمتلكها الأشخاص العاديون للتكيف مع الحر الشديد.

وهؤلاء الأشخاص هم:

مرضى السمنة

يتسبب الوزن الزائد في احتفاظ الجسم بمزيد من الحرارة، الأمر الذي قد يؤدي للإنهاك الحراري وقد تكون له عواقب صحية خطيرة.

مرضى السمنة يكونون أكثر عرضة للإصابة بمشكلات صحية خطيرة في الحر الشديد (رويترز)

الحوامل والأجنة

يمكن أن تضر درجات الحرارة المرتفعة بالنساء الحوامل وأجنتهن، فقد أكد الخبراء أن الحر الشديد قد يتسبب في الولادة المبكرة وقد يؤثر على نمو الجنين بسبب عدم كفاية تدفق الدم إليه.

بالإضافة إلى ذلك، يزيد الحر الشديد من فرص الإصابة بأمراض القلب لدى النساء الحوامل، خاصة خلال الثلث الثالث من الحمل، وفقا لما أكدته الدراسات السابقة.

درجات الحرارة المرتفعة يمكن أن تضر بالنساء الحوامل (أ.ب)

وقالت المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إن الحوامل يكن أكثر عرضة للإصابة بالجفاف وقد لا يتمكن من تبريد أنفسهن عن طريق التعرق، لذلك، فإنهن قد يصبن بالإنهاك الحراري أو ضربة الشمس أو غيرها من الأمراض المرتبطة بالحرارة بسرعة أكبر من غيرهن.

وقالت جمعية القلب الأميركية على موقعها على الإنترنت إن ارتفاع درجة الحرارة ارتبط «بالتغيرات في بنية قلب الجنين، وعيوب الأنبوب العصبي وهي نوع معين من العيوب الخلقية التي تصيب الدماغ والعمود الفقري والحبل الشوكي».

المصابون بمشكلات الصحة العقلية

قد يصعب على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نقص الانتباه والقلق والاكتئاب وحالات الصحة العقلية الأخرى التعامل مع الحرارة.

الحرارة الشديدة تؤثر على مرضى الاكتئاب والقلق (رويترز)

ويقول الخبراء إن الحرارة تضغط على الدماغ، مما يؤثر على القدرة على التفكير والتخطيط والانتباه ومعالجة المعلومات.

الأشخاص الذين يتناولون بعض الأدوية

يمكن أن تساهم بعض الأدوية في حدوث مشاكل صحية للأشخاص الذين يتناولونها في الحرارة الشديدة.

تناول بعض الأدوية في الحر الشديد يساهم في حدوث مشاكل صحية خطيرة (رويترز)

ومن بين هذه الأدوية، أدوية الصداع النصفي والحساسية و أدوية الغدة الدرقية والأدوية المستخدمة لعلاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط والملينات ومدرات البول بالإضافة إلى مضادات الاكتئاب، حيث إنها تقلل التعرق وبالتالي تعوق تنظيم درجة الحرارة بالجسم.

كبار السن والأطفال الصغار

يقول الخبراء إن كبار السن، خاصة أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 70 عاماً، والأطفال الصغار، عادة ما يكونون أكثر عرضة للإنهاك الحراري وضربة الشمس.

كبار السن قد يكونون أكثر عرضة للمشاكل المتعلقة بالحر الشديد (أ.ف.ب)

وتتزايد المخاطر التي قد تتعرض لها هذه الفئات العمرية عند معاناتها من مشاكل صحية مثل الضغط أو السكري أو مشاكل القلب.


مقالات ذات صلة

مظاهرات واستدعاءات برلمانية تُسخّن أزمة الكهرباء العراقية

المشرق العربي عراقي يلطف من الحرارة المرتفعة بمياه نهر شط العراق جنوب البصرة (أ.ف.ب)

مظاهرات واستدعاءات برلمانية تُسخّن أزمة الكهرباء العراقية

زادت مظاهرات بجنوب العراق، واستدعاء محتمل لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى البرلمان، من سخونة أزمة انقطاع الكهرباء المشتعلة بسبب الارتفاع الكبير للحرارة.

فاضل النشمي (بغداد)
يوميات الشرق موعد الاعتدال الخريفي في 22 سبتمبر المقبل (واس)

بعد ساعات من «الانقلاب الصيفي»... دول الخليج تسجّل درجات حرارة مرتفعة

أكد المركز الوطني للأرصاد في السعودية أن معدّلات الحرارة المسجلة حتى اللحظة منذ بداية الصيف «أرصاديّاً» لم تتجاوز المسجّلة خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي عراقيون هاربون من انقطاع الكهرباء في منازلهم إلى المسابح الخاصة (رويترز)

صيف عراقي بنصف درجة الغليان... وغضب من تراجع الكهرباء

تجددت الانتقادات الشعبية اللاذعة للحكومة العراقية مع تراجع إمدادات الطاقة الكهربائية في ظل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.

فاضل النشمي (بغداد)
بيئة رجل يحمل طفلاً على رأسه منشفة لحمايته من أشعة الشمس في جامو بالهند (أ.ب)

بالصور: الملايين حول العالم يعانون حرارة صيف لا يزال في أول أيامه

تجتاح موجات حر مهلكة المدن في أربع قارات بالفعل مع حلول اليوم الأول من فصل الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 4 جوانب صحية حول شرب الماء

4 جوانب صحية حول شرب الماء

عند الحديث عن الماء وشرب السوائل، فإن الأمر يتعلق بسلامة الحياة، وخاصة في فصل الصيف. ويتعلق الأمر أيضاً بالراحة البدنية والنفسية للعيش في الحياة.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

دراسة: الجلد يمتص مواد كيميائية خطيرة من الملابس وبعض المنتجات

الدراسة وجدت أنه من بين 17 مادة من المواد الكيميائية الأبدية التي تم اختبارها 15 منها أظهرت امتصاصاً «كبيراً» في الجلد
الدراسة وجدت أنه من بين 17 مادة من المواد الكيميائية الأبدية التي تم اختبارها 15 منها أظهرت امتصاصاً «كبيراً» في الجلد
TT

دراسة: الجلد يمتص مواد كيميائية خطيرة من الملابس وبعض المنتجات

الدراسة وجدت أنه من بين 17 مادة من المواد الكيميائية الأبدية التي تم اختبارها 15 منها أظهرت امتصاصاً «كبيراً» في الجلد
الدراسة وجدت أنه من بين 17 مادة من المواد الكيميائية الأبدية التي تم اختبارها 15 منها أظهرت امتصاصاً «كبيراً» في الجلد

وجدت دراسة جديدة أن «المواد الكيميائية الأبدية (PFAS)» السامة يمكن امتصاصها من خلال جلد الإنسان.

وكان يُعتقد سابقاً أن تلك المواد، وهي مواد «البيرفلوروألكيل»، الموجودة في مجموعة واسعة من المنتجات المنزلية، غير قادرة على اختراق حاجز الجلد.

لكن دراسة أجريت على 17 نوعاً شائع الاستخدام من تلك المواد لأول مرة، ووجدت الدراسة أن معظمها كان قادرًا على دخول مجرى الدم عبر الجلد بعد 36 ساعة من التعرض لها، حسبما أفادت صحيفة «تلغراف» البريطانية.

تُسمى المواد الكيميائية الأبدية بهذا الاسم لأنها لا تتحلل بشكل طبيعي في البيئة. ولقد تم استخدامها لعقود من الزمن في منتجات مثل الملابس المقاومة للماء والمقالي غير اللاصقة ومستحضرات التجميل.

وقد تم العثور على تلك المواد في مياه الشرب والتربة والغبار، وتم ربطها باختلال جهاز المناعة وضعف وظائف الكبد وانخفاض الوزن عند الولادة.

وطبقت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة برمنغهام عينات من كل مادة كيميائية على أنسجة مزروعة في المختبر، والتي تحاكي جلد الإنسان.

ووجدت الدراسة أنه من بين 17 مادة من المواد الكيميائية الأبدية التي تم اختبارها، أظهرت 15 منها امتصاصاً «كبيراً» في الجلد، وامتصاص 5 في المائة على الأقل من الجرعة.

توجد «المواد الكيميائية الأبدية» في عدد من المنتجات المصنعة مثل المقالي غير اللاصقة (أرشيفية - أ.ف.ب)

ووجدت الدراسة أن امتصاص حمض البيرفلوروكتانويك في مجرى الدم، الذي يستخدم عادة لتغليف المواد الغذائية، بلغ 13.5 في المائة من الجرعة، مع الاحتفاظ بنسبة 38 في المائة أخرى داخل الجلد.

وقال الدكتور أودني راجنارسدوتير، المؤلف الرئيسي للدراسة: «نعلم مسبقاً رفض قدرة هذه المواد الكيميائية على الامتصاص عبر الجلد، لأن الجزيئات تتأين، إذ يُعتقد أن الشحنة الكهربائية التي تمنحهم القدرة على طرد الماء والبقع تجعلهم أيضاً غير قادرين على عبور غشاء الجلد، لكن بحثنا يظهر أن هذه النظرية لا تكون صحيحة دائماً، وأن امتصاصها عبر الجلد يمكن أن يكون مصدراً مهماً للتعرض لهذه المواد الكيميائية الضارة».

ووجدت الدراسة أيضاً أن المواد الكيميائية الأبدية الأكثر حداثة، والتي تحتوي على سلاسل كربون أقصر، قد يتم امتصاصها بسهولة أكبر، على الرغم من إدخالها من قبل الصناعة لأنه يعتقد أنها أقل سُمية.

وأضاف البروفسور ستيوارت هاراد، من كلية الجغرافيا وعلوم الأرض والبيئة بجامعة برمنغهام والمؤلف المشارك للدراسة: «تساعدنا هذه الدراسة في فهم ما يحدث للجلد عند التعرض لهذه المواد الكيميائية، حيث يتم امتصاصها بسهولة أكبر»، وأردف: «هذا أمر مهم لأننا نشهد تحولاً في الصناعة نحو المواد الكيميائية ذات أطوال سلاسل أقصر لأنه يعتقد أنها أقل سمية - ولكن قد يكون المقابل هي أننا نمتص مزيداً منها، لذلك نحن بحاجة إلى معرفة المزيد عن المخاطر التي تنطوي عليها».

وأضاف البروفسور هاراد أن الدراسة ستساعد في إعلام المنظمين حول مستويات تركيز «PFAS» التي يمكن أن تؤدي إلى مستويات يمكن امتصاصها بسهولة من خلال الجلد.

وتابع أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لمعرفة تأثير المواد الكيميائية بعد اختراقها لحاجز الجلد.

وفي السياق، قال الدكتور ديفيد ميغسون، وهو قارئ في الكيمياء والطب الشرعي البيئي من جامعة مانشستر متروبوليتان، إن البحث قد قلب الافتراضات السابقة بأنه سيكون من الصعب على «المواد الكيميائية الأبدية» اختراق حاجز الجلد، وقال: «هذا أمر مثير للقلق بشكل خاص بالنظر إلى أن المواد الكيميائية الأبدية يستخدم على نطاق واسع في ملابسنا وكثير من مستحضرات التجميل».

وتابع: «معظم السكان يغطون أنفسهم دون قصد بمادة من (المواد الكيميائية الأبدية) كل يوم عندما يرتدون ملابسهم ويضعون مكياجهم، وهذه المواد الكيميائية السامة تتسرب إلينا ببطء وقد تؤدي إلى مجموعة واسعة من الآثار الصحية الضارة».