أوكرانيا تعلن عن «تقدم محدود» في هجومها المضاد

بريطانيا تتحدث عن اعتراض مقاتلتين روسيتين شمال أسكوتلندا

صورة نشرتها لندن لإحدى طائراتها من طراز «تايفون» تعترض مقاتلة روسية إلى الشمال من أسكوتلندا الاثنين (أ.ب)
صورة نشرتها لندن لإحدى طائراتها من طراز «تايفون» تعترض مقاتلة روسية إلى الشمال من أسكوتلندا الاثنين (أ.ب)
TT

أوكرانيا تعلن عن «تقدم محدود» في هجومها المضاد

صورة نشرتها لندن لإحدى طائراتها من طراز «تايفون» تعترض مقاتلة روسية إلى الشمال من أسكوتلندا الاثنين (أ.ب)
صورة نشرتها لندن لإحدى طائراتها من طراز «تايفون» تعترض مقاتلة روسية إلى الشمال من أسكوتلندا الاثنين (أ.ب)

أعلنت أوكرانيا، الاثنين، تحقيق تقدم محدود في جبهات القتال، في إطار الهجوم المضاد الذي باشرته قبل شهرين بهدف تحرير المناطق التي تحتلها روسيا.

ففي الشرق، تتواصل المعركة الضارية الجارية منذ عام للسيطرة على مدينة باخموت المدمّرة، التي باتت رمزاً للحرب في هذا البلد. وتجد القوات الروسية نفسها فيها في موقع دفاعي، بعدما احتلتها في مايو (أيار) إثر أشهُر من المواجهات الدامية. وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار، الاثنين: «في قطاع باخموت تم تحرير 3 كيلومترات مربعة الأسبوع الماضي. وجرى حتى الآن تحرير 40 كيلومتراً مربعاً بالإجمال على الخاصرة الجنوبية لمحيط المدينة».

وفيما يتعلق بالجبهة الجنوبية؛ حيث تحاول القوات الأوكرانية منذ أسابيع رصد نقاط ضعف في خطوط الدفاع الروسية المحصنة بحقول ألغام وخنادق وحواجز مضادة للدبابات، لم تدلِ ماليار بتفاصيل، مكتفية بالكشف عن تحقيق تقدم، وقالت: «تتواصل المعارك في بلدة أوروجاينه وحققنا بعض النجاح».

أما في منطقة خيرسون بالجنوب، فأفادت نائبة الوزير عن «عمليات» تقوم بها «بعض الوحدات» الأوكرانية على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو التي انسحب إليها الجيش الروسي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، ما حول النهر إلى خط الجبهة. وقالت: «لا يمكننا كشف التفاصيل؛ لكننا قمنا بهذه العمليات. ولا بد لأجل التحصن هناك من طرد العدو وتحرير الأراضي».

اعتراض طائرات

بدوره، أعلن الجيش الروسي أنه أرسل مقاتلة، الاثنين، لاعتراض طائرة حربية نرويجية كانت تقترب من حدود روسيا فوق بحر بارنتس في المحيط المتجمد الشمالي. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: «مع اقتراب المقاتلة الروسية، عادت الطائرة العسكرية الأجنبية أدراجها»، موضحة أن الطائرة النرويجية من طراز «بوينغ بي- 8 إيه» (بوسايدن) مخصصة للدوريات البحرية.

من جانبها، قالت بريطانيا إن طائرات مقاتلة تابعة لها اعترضت قاذفتين روسيتين، أثناء قيامهما بدورية في المجال الجوي الدولي إلى الشمال من أسكوتلندا، الاثنين، وذلك داخل حدود المنطقة الجوية الشمالية الخاضعة لحلف شمال الأطلسي. وقال وزير القوات المسلحة البريطانية، جيمس هيبي: «انطلق الطيارون بطائرات (تايفون) لاعتراض قاذفتين روسيتين بعيدتي المدى هذا الصباح، وتابعوهما خلال تحليقهما شمالي جزر شيتلاند، استعداداً لمواجهة أي تهديد محتمل لأراضي المملكة المتحدة».

وذكرت بريطانيا أن عدداً من طياريها قادوا في الآونة الأخيرة مهمة تأمين جوي تابعة للحلف في إستونيا، وأجروا خلالها أكثر من 50 عملية اعتراض لطائرات.

حاجة ماسة إلى أسلح

وكانت أوكرانيا قد أطلقت في يونيو (حزيران) هجوماً مضاداً واسع النطاق، مدعومة بمساعدة عسكرية غربية قوية، بهدف طرد الجيش الروسي من الأراضي التي يحتلها. وأعدت كييف للعمليات على مدى أشهر، فجمعت الموارد ودربت جنودها، بينما كانت القوات الروسية تعزز دفاعاتها، ما يجعل من الصعب على الجيش الأوكراني تحقيق تقدم سريع. ويصرح القادة الأوكرانيون باستمرار بأن المعارك صعبة، غير أن القوات بدأت تحقق نتائج، مطالبين بمزيد من الأسلحة، لا سيما بصواريخ بعيدة المدى لإصابة الخطوط الخلفية الروسية، واستعادة مزيد من الأراضي. وتلك كانت الرسالة التي تلقاها وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر خلال زيارة لكييف، الاثنين. وصرح رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، بعدما استقبل ليندنر: «شددت على أن أوكرانيا بحاجة ماسة إلى أسلحة؛ إلى مضادات جوية دفاعية، وأسلحة بعيدة المدى. نعول على شركائنا ليتفهموا الوضع، وأنه لا يمكن تأجيل ذلك».

في المقابل، يردد المسؤولون الروس -وفي طليعتهم الرئيس فلاديمير بوتين- أن الهجوم المضاد فشل. وشنت موسكو هجوماً مقابلاً في شمال شرقي أوكرانيا، وباتت قواتها تهدد مدينة كوبيانسك التي حررتها كييف في سبتمبر (أيلول) الماضي. وأمرت السلطات الأوكرانية، الخميس، بإخلاء عشرات القرى أمام التقدم الروسي في هذه الناحية من منطقة خاركيف. كما تواصل روسيا حملة القصف على أوكرانيا، مؤكدة أنها تدمر مستودعات ومراكز عسكرية.

جنازة طفل

غير أن القصف الروسي يدمر يومياً مطاعم وفنادق ومساكن، مُوقعاً قتلى وجرحى. وشُيع طفل في الثامنة من العمر، الاثنين، في منطقة إيفانو فرانكيفسك (غرب) الواقعة على بعد مئات الكيلومترات من خط الجبهة، والتي نادراً ما تتعرض للقصف. وقضى الطفل -حسب كييف- حين سقط صاروخ فرط صوتي من طراز «كينجال» على منزل، بعدما كان يستهدف مطاراً.

من جهة أخرى، أعلنت قيادة العمليات الجنوبية الأوكرانية تعرض أوديسا على البحر الأسود، ليل الأحد- الاثنين، لهجوم بواسطة 15 مُسيَّرة و8 صواريخ من طراز «كاليبر». وأضاف المصدر أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت المُسيَّرات، غير أن شظاياها ألحقت أضراراً بـ«سوبرماركت» وأصيب 3 من موظفيه بجروح، بينما أفادت البلدية بإصابة دور حضانة بشظايا.

على صعيد آخر، نددت أوكرانيا، الاثنين، بطلقات تحذيرية أطلقتها سفينة حربية روسية، الأحد، باتجاه سفينة شحن متوجهة إلى ميناء إسماعيل، الممر الرئيسي لتصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية، منذ انسحاب موسكو من اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود في يوليو (تموز).

وأعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان، أن «هذه الأعمال تجسد سياسة روسيا المتعمدة بتهديد حرية الملاحة وأمن النقل البحري التجاري في البحر الأسود».


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يحول لأوكرانيا 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية

أوروبا أوراق نقدية من فئة 20 و50 يورو (د.ب.أ)

الاتحاد الأوروبي يحول لأوكرانيا 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية

أعلن الاتحاد الأوروبي تأمين 1.5 مليار يورو (1.6 مليار دولار) لدعم أوكرانيا، وهي أول دفعة من الأموال المكتسبة من الأرباح على الأصول الروسية المجمدة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

بوتين يدعو إلى «معاقبة» الساعين لـ«تقسيم» روسيا

شجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المحققين الروس على التصدي لأي خطر يتسبب بانقسام المجتمع في روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم وزير الخارجية الصيني وانغ يي (إلى اليمين) يصافح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماع وزاري على هامش الاجتماع الـ57 لوزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والاجتماعات ذات الصلة في فينتيان 25 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

بدء محادثات بين روسيا والصين على هامش اجتماع «آسيان»

التقى وزيرا خارجية روسيا والصين، الخميس، في فينتيان عاصمة لاوس، على هامش اجتماع إقليمي وغداة لقاء الوزير الصيني نظيره الأوكراني في الصين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
رياضة عالمية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

زيلينسكي: مشاركة أوكرانيا في الأولمبياد إنجاز في زمن الحرب

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الأربعاء)، إن مجرد مشاركة بلاده في دورة الألعاب الأولمبية تمثل إنجازاً في زمن الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا صورة تُظهر جانباً من وسط موسكو في روسيا 23 نوفمبر 2020 (رويترز)

«هاكرز» أوكرانيون يوقفون الخدمات المصرفية وشبكات الهواتف في روسيا مؤقتاً

تردَّد أن خبراء في الحواسب الآلية بالاستخبارات العسكرية الأوكرانية عرقلوا أنظمة البنوك والهواتف المحمولة والشركات المقدِّمة لخدمة الإنترنت بروسيا لفترة وجيزة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

لافروف: تصريحات كييف في شأن مفاوضات السلام «متناقضة»

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مشاركته باجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان الجمعة (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مشاركته باجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان الجمعة (رويترز)
TT

لافروف: تصريحات كييف في شأن مفاوضات السلام «متناقضة»

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مشاركته باجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان الجمعة (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مشاركته باجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان الجمعة (رويترز)

رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، السبت، أن تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزير خارجيته حول مفاوضات السلام تنم عن تناقض، مؤكداً أنه «لا يستمع إليهما».

ولافروف الموجود في فينتيان بلاوس، كان يتحدث بعد زيارة للصين قام بها هذا الأسبوع وزير الخارجية الأوكراني، ديمتري كوليبا، وإثر تصريحات لزيلينسكي رأى فيها أن بكين وجهت «إشارة دعم واضحة» لوحدة أراضي أوكرانيا.

ورداً على أسئلة طرحها صحافيون على هامش اجتماع رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان)، كان لافروف يشير إلى تعليقات أخيرة لزيلينسكي وكوليبا انطوت في رأيه على شيء من الازدراء.

ففي مقابلة مع قناة «تي إس إن» الأوكرانية خصصت لزيارته لبكين، الجمعة، أعلن كوليبا أنه لا يمكن إجبار كييف على التفاوض مع موسكو، وأن بكين التي ترغب في أداء دور الوسيط بين البلدين تحترم وحدة أراضي أوكرانيا.

مصافحة بين وزيري خارجية الصين وانغ يي وروسيا سيرغي لافروف في عاصمة لاوس فينتيان الخميس (أ.ف.ب)

وعلق لافروف بالقول إن كوليبا «لا يقول ذلك للمرة الأولى، وقد أعلن أحياناً موقفاً مناقضاً تماماً». أضاف: «قبل وقت غير بعيد، تحدث (الأوكرانيون) عن مفاوضات. أبدى زيلينسكي استعداده للجلوس إلى طاولة مفاوضات مع ممثلين لروسيا. ولأكون صادقاً، لا أستمع إليهم».

كذلك، أوضح لافروف أنه تطرق خلال محادثاته مع نظيره الصيني، وانغ يي، في فينتيان إلى التصريحات التي صدرت خلال زيارة كوليبا، مؤكداً أن الروس «شعروا بأن الموقف الصيني لم يتغير».

وفي رأيه يرى أن بكين تشدد على وجوب أن يكون شكل مفاوضات السلام «مقبولاً لدى جميع الأطراف».

وأعلن زيلينسكي أخيراً أنه يجب أن تمثَّل موسكو في قمة ثانية حول السلام، بخلاف ما حصل خلال قمة أولى استضافتها سويسرا في يونيو (حزيران) الفائت، الأمر الذي دفع الصين إلى عدم المشاركة فيها.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتفقد جنوداً جرحى في أحد مستشفيات كييف السبت (أ.ف.ب)

وتناول لافروف أيضاً الموقف الذي يمكن أن يتبناه الرئيس الأميركي السابق الجمهوري، دونالد ترمب، حيال أوكرانيا في حال فاز في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) الرئاسية، وقال: «فيما يتعلق بترمب، سمعت أنه اقترح إقراض أوكرانيا 500 مليار دولار، بدلاً من مجرد إعطائها المال»، لافتاً إلى أن ذلك يعكس براغماتية «رجل أعمال». أضاف: «لا يمكنني أن أعلق على أفكار عديدة ليست جدية فعلاً... حين يتم طرح شيء جدي، مثلما قال الرئيس (فلاديمير بوتين)، نحن جاهزون دائماً لإجراء حديث صادق، مع أخذ الحقائق الراهنة في الاعتبار».

ميدانياً، قال مصدر بالمخابرات العسكرية الأوكرانية لوكالة «رويترز» إن طائرات مسيّرة أوكرانية ألحقت ضرراً بقاذفة قنابل استراتيجية روسية من طراز «تو - 22 إم 3» في مطار عسكري بشمال روسيا.

وأضاف المصدر أنه تمت إصابة قاذفة القنابل فرط الصوتية بعيدة المدى، في مطار أولينيا العسكري قرب أولينيغورسك بشمال روسيا.

وذكرت صحيفة «أوكراينسكا برافدا» أن المطار الذي تُقلع منه الطائرات الاستراتيجية الروسية لشن هجمات صاروخية على أوكرانيا، يبعد 1800 كيلومتر عن الحدود الأوكرانية.

وأضافت الصحيفة أنه تم شن هجمات أخرى على روسيا شملت مطاراً عسكرياً في مدينة إنعلز بمنطقة ساراتوف، ومطار دياغيليفو في منطقة ريازان. كما أصابت طائرة مسيّرة مصفاة نفط في ريازان.

نيران تتصاعد من مسيرة روسية أسقطتها الدفاعات الأوكرانية في خيرسون الجمعة (رويترز)

ولم يتسن لـ«رويترز» التحقق من التقارير على نحو مستقل.

وفي المقابل، أعلنت روسيا، السبت، سيطرتها على بلدة جديدة شرق أوكرانيا حيث تواصل تقدمها البطيء منذ أشهر من دون تحقيق خرق كبير في هذه المرحلة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي إن «وحدات من مجموعة القوات المركزية حررت بلدة لوزوفاتسكي».

تقع هذه البلدة شرق مدينة بوكروفسك، في قطاع أوتشريتين حيث تقدمت القوات الروسية بسرعة نسبياً في الأشهر الأخيرة.

بدأت روسيا تكتسب المزيد من الأرض منذ فشل الهجوم الأوكراني المضاد الكبير في صيف 2023، وسقوط أفدييفكا في فبراير (شباط).

وتواجه القوات الروسية جيشاً أوكرانياً يفتقر إلى الأسلحة والذخيرة مع تفكك المساعدات الغربية، ويواجه صعوبات في التجنيد.