وزير الدفاع العراقي ينفي ووزارته تؤكد تعرضه لمحاولة اغتيال

أثناء تفقد العبيدي قطعات عسكرية شمال بغداد

وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي خلال تفقده قطعات عسكرية في محافظة الأنبار مؤخرًا (رويترز)
وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي خلال تفقده قطعات عسكرية في محافظة الأنبار مؤخرًا (رويترز)
TT

وزير الدفاع العراقي ينفي ووزارته تؤكد تعرضه لمحاولة اغتيال

وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي خلال تفقده قطعات عسكرية في محافظة الأنبار مؤخرًا (رويترز)
وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي خلال تفقده قطعات عسكرية في محافظة الأنبار مؤخرًا (رويترز)

نفى وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، أمس، تعرضه لمحاولة اغتيال أو الهجوم على موكبه أثناء زيارته لتفقد القطعات العسكرية في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين شمال العاصمة العراقية بغداد، بينما أكد على أهمية إخلاء جامعة تكريت قبل بداية العام الدراسي، وتعهد بتقديم الدعم للقوات الأمنية.
وقال العبيدي خلال اجتماع مع محافظ صلاح الدين، رائد إبراهيم، وبحضور قائد عمليات صلاح الدين، وعدد من القادة الكبار في الجيش العراقي، لبحث الأوضاع الأمنية في المحافظة، إن «الأنباء التي تحدثت عن تعرض الموكب لهجوم مسلح أثناء زيارتنا للقطعات العسكرية في مدينة تكريت عارية عن الصحة».
اللافت أن وزارة الدفاع أعلنت على موقعها الإلكتروني «تعرض موكب وزير الدفاع، الدكتور خالد العبيدي، في منطقة تل أبو جراد في بيجي إلى إطلاق نار من سلاح قناص أصيب على أثرها أحد مرافقي الوزير أثناء جولته للإشراف الميداني على العمليات العسكرية في محور بيجي». وأكد مسؤول في وزارة الدفاع لوكالة الصحافة الفرنسية أن العبيدي كان موجودًا في الموكب لحظة وقوع إطلاق النار، وأنه لم يصب بأذى.
وكان تنظيم داعش سيطر على مدينة بيجي (200 كلم شمال بغداد)، التي تعد إحدى أبرز مدن محافظة صلاح الدين وتقع على مقربة من كبرى مصافي النفط في البلاد، إبان هجومه الكاسح في شمال العراق وغربه في يونيو (حزيران) 2014. واستعادت القوات العراقية بيجي في نوفمبر (تشرين الثاني) ، قبل أن يعود التنظيم إليها وتتجدد المعارك فيها. ولم يتمكن أي من الطرفين من حسم المعركة لصالحه منذ ذلك الحين.
وتعرض مسؤولون عسكريون ومحليون عراقيون لهجمات خلال تفقدهم الخطوط الأمامية، لا سيما في محافظتي الأنبار (غرب) وصلاح الدين. وكان القائد السابق لعمليات صلاح الدين الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي الذي قاد عملية استعادة بيجي في نوفمبر، أصيب بتفجير عبوة ناسفة استهدف موكبه في يناير (كانون الثاني) 2015.
وفي 27 أغسطس (آب) الماضي، قتل معاون قائد عمليات الأنبار وقائد الفرقة العاشرة في الجيش وعدد من الجنود، في هجوم على مقر عسكري قرب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، تبناه تنظيم داعش. وفي أوقات سابقة من هذا العام، أصيب قائدان لعمليات الأنبار، وقتل ضابطان كبيران. وخلال العام الماضي، أصيب محافظ الأنبار السابق أحمد الدليمي بشظايا قذيفة أثناء تفقده الخطوط الأمامية.
وتمكنت القوات العراقية خلال الأشهر الماضية، بمساندة طيران ائتلاف دولي تقوده واشنطن، من استعادة مناطق سيطر عليها التنظيم، إلا أن الأخير لا يزال يسيطر على مناطق عدة بينها مدن رئيسية، أبرزها الموصل مركز محافظة نينوى (شمال) والرمادي (غرب).
وفي قاطع عمليات الأنبار، وبينما تعتزم القوات العراقية المدعومة من قبل طيران التحالف الدولي تحقيق تقدم عسكري لاستعادة السيطرة على مدينة الرمادي بعد أربعة أشهر على سقوط المدينة بيد مسلحي تنظيم داعش، بدأت المخاوف تتصاعد لدى أهالي الأنبار وحكومتها من عملية تحرير المدينة وطرد المسلحين منها، خصوصًا وأن العمليات العسكرية تبدو متوقفة مع قرب حلول فصل الشتاء. وقال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن قاسم المحمدي إن «وجود المدنيين المحاصرين من أهالي مدينة الرمادي والذين يقدر عددهم بنحو 150 ألف مواطن كان سببًا رئيسيًا في عدم دخول قطعاتنا العسكرية للكثير من المناطق داخل المدينة بسبب استخدامهم دروعًا بشرية من قبل مجرمي تنظيم داعش الإرهابي، وكذلك الكم الهائل من العبوات الناسفة والألغام التي زرعها المسلحون عند مداخل المدن».
وأضاف المحمدي: «كما أن الضربات الجوية من قبل طائرات التحالف الدولي تبدو غير كافية من أجل إضعاف قدرة تنظيم داعش على الأرض، فضلاً عن بطئها، ناهيك بأن الطلعات الجوية للتحالف لا تتوفر باستمرار. لذا، فإن تحرك أرتال المسلحين بين مدن الأنبار تجري بسهولة، فهم مشغولون في أماكن أخرى بالعراق إلى جانب سوريا أيضًا؛ لذا يمكن القول إن هناك نقصًا في الضربات، ولقد طلبنا من التحالف زيادة عدد الطلعات الجوية وهم يقولون هناك نقص في عدد الطائرات وإن الجبهات متعددة».
ومنذ شهر ونصف تقريبًا تحاول القوات الأمنية التقدم إلى وسط مدينة الرمادي، لكن دون نتائج تذكر، وهذا ما أشار إليه ضابط كبير في القوات الأمنية رفض الكشف عن اسمه، مضيفًا أن هناك قصورًا في العملية العسكرية التي تفتقر إلى خطة وقيادة. وقال الضابط: «لا توجد صورة واضحة لأي هجوم على الرمادي أو الفلوجة، وأن مسلحي تنظيم داعش لا يزالون قادرين على التحرك بين المدينتين».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.