غارات روسية توقع قتلى وجرحى في إدلب

اعتقال «داعشي» في عملية لـ«قسد» و«التحالف» بريف دير الزور

دخان يتصاعد بعد غارة روسية على ضواحي إدلب السبت (د. ب. أ)
دخان يتصاعد بعد غارة روسية على ضواحي إدلب السبت (د. ب. أ)
TT

غارات روسية توقع قتلى وجرحى في إدلب

دخان يتصاعد بعد غارة روسية على ضواحي إدلب السبت (د. ب. أ)
دخان يتصاعد بعد غارة روسية على ضواحي إدلب السبت (د. ب. أ)

قُتل ثلاثة مدنيين على الأقل وأصيب ستة آخرون بجروح في غارات جوية روسية على ضواحي مدينة إدلب، بشمال غربي سوريا، السبت، فيما نفذت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) و«التحالف الدولي» عملية إنزال جوي فجراً في ريف دير الزور الشمالي أسفرت عن اعتقال عنصر ينتمي لتنظيم «داعش».

وحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فإن الغارات الجوية الروسية على غرب إدلب ضمن منطقة «بوتين - أردوغان» أدت إلى مقتل 3 أشخاص، هم أفراد عائلة واحدة، بينهم سيدة وطفل، وإصابة ستة بجروح، حيث عمل «الإنقاذ» على انتشالهم من تحت الأنقاض، وإسعافهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وبذلك، يرتفع إلى 27 تعداد المدنيين والعسكريين الذين قتلوا باستهدافات جوية من قبل طائرات حربية روسية على منطقة «بوتين - أردوغان» خلال عام 2023، تحديداً منذ تاريخ 24 يونيو (حزيران)، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 46 شخصاً بجروح متفاوتة.

وأوضح «المرصد» أن أربع ضربات استهدفت المنطقة التي توجد فيها قواعد لفصائل مسلحة.

دخان يتصاعد بعد غارة روسية على ضواحي إدلب السبت (د. ب. أ)

وأودى النزاع في سوريا منذ اندلاعه عام 2011 بأكثر من نصف مليون شخص.

وتمكنت حكومة الرئيس بشار الأسد، بدعم روسي وإيراني، من استعادة مساحات كبيرة من المناطق التي سيطرت عليها فصائل مسلحة في بداية النزاع.

غير أن مناطق عدة لا تزال خارج سيطرة دمشق، بينها تلك الواقعة تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها في شمال البلاد، ونحو نصف محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، إضافة إلى مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال وشمال شرق البلاد.

ولا يزال وقفٌ لإطلاق النار تم التوصل إليه برعاية تركيا في 2020 صامداً، على الرغم من اشتباكات متقطعة. لكن سُجل في يونيو (حزيران) ارتفاع في وتيرة أعمال العنف.

عناصر من الدفاع المدني ينقلون جثة قتيل بعد غارة روسية على ضواحي إدلب السبت (د. ب. أ)

إلى ذلك، أفاد «المرصد»، السبت، بأن «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) وقوات التحالف الدولي نفذتا عملية إنزال جوي فجراً في قرية ضمان التابعة لمدينة البصيرة بريف دير الزور الشمالي أسفرت عن اعتقال عنصر ينتمي لتنظيم «داعش».

وقال «المرصد» إنه تم فرض طوق أمنى مشدد في القرية ليجري بعد ذلك اقتياد العنصر إلى أحد المراكز الأمنية التابعة لـ«قسد». ولم يذكر «المرصد» تفاصيل بشأن هوية المعتقل أو دوره في التنظيم.

وتستمر «قوات سوريا الديمقراطية» وقوات «التحالف الدولي» بملاحقة فلول تنظيم «داعش» في مناطق شمال شرق سوريا، التي تشهد نشاطاً متزايداً في الآونة الأخيرة، من خلال استهدافات مباشرة وهجمات مباغتة ضد التشكيلات العسكرية العاملة في المنطقة.

ورصد «المرصد السوري» بتاريخ 31 يوليو (تموز) الماضي، عملية أمنية نفذتها وحدات تابعة لـ«قسد» وبمساندة الطيران المروحي التابع لقوات «التحالف الدولي»، في منطقة العزبة بريف دير الزور الشمالي، بحثاً عن خلايا تنظيم «داعش». وأسفرت العملية عن اعتقال مسؤول التسليح لـ«التنظيم» سابقاً في دير الزور. ومنذ مطلع العام الحالي 2023، أحصى «المرصد» 58 عملية نفذتها قوات «التحالف الدولي» أسفرت عن مقتل 13 من المنتمين لخلايا تنظيم «داعش»، بالإضافة إلى مقتل مدني، واعتقال 473 منهم. كما أحصى دخول 1105 شاحنات في إطار التعزيزات العسكرية لقواعد قوات «التحالف الدولي».


مقالات ذات صلة

تركيا تعيد للواجهة المبادرة العراقية للتطبيع مع سوريا بعد موقف روسيا

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا تعيد للواجهة المبادرة العراقية للتطبيع مع سوريا بعد موقف روسيا

أعادت تركيا إلى الواجهة مبادرة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للوساطة مع سوريا بعد التصريحات الأخيرة لروسيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان متحدثاً في البرلمان التركي (الخارجية التركية)

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام في سوريا

أوضح وزير الخارجية التركي فيدان أن الرئيس السوري لا يريد السلام في سوريا، وحذر من أن محاولات إسرائيل لنشر الحرب بدأت تهدد البيئة التي خلقتها «عملية أستانة».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي دخان الغارات في تدمر (متداولة)

ارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية على تدمر إلى 79 قتيلاً موالياً لإيران

طائرات إسرائيلية استهدفت ثلاثة مواقع في تدمر، من بينها موقع اجتماع لفصائل إيرانية مع قياديين من حركة «النجباء» العراقية وقيادي من «حزب الله» اللبناني.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مؤتمر صحافي في ختام مشاركته بقمة الـ20 بالبرازيل ليل الثلاثاء - الأربعاء (الرئاسة التركية)

تركيا تؤكد استعدادها لمرحلة «ما بعد أميركا في سوريا»

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن تركيا مستعدة للوضع الجديد الذي سيخلقه الانسحاب الأميركي من سوريا، وعازمة على جعل قضية الإرهاب هناك شيئاً من الماضي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية صورة جوية للقصف التركي على مواقع «قسد» في شمال سوريا (وزارة الدفاع التركية)

تركيا تصعد هجماتها على «قسد» شمال وشرق سوريا

واصلت القوات التركية تصعيد ضرباتها لمواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال وشرق سوريا، وسط حديث متصاعد في أنقرة عن احتمالات القيام بعملية عسكرية جديدة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«الاتحاد الوطني» يتحدث عن «توقعات متشائمة» بشأن حكومة كردستان

أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني خلال احتفال بعد إعلان نتائج الانتخابات (رويترز)
أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني خلال احتفال بعد إعلان نتائج الانتخابات (رويترز)
TT

«الاتحاد الوطني» يتحدث عن «توقعات متشائمة» بشأن حكومة كردستان

أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني خلال احتفال بعد إعلان نتائج الانتخابات (رويترز)
أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني خلال احتفال بعد إعلان نتائج الانتخابات (رويترز)

يُتوقع أن يدعو رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، خلال الأيام القليلة المقبلة، الكتل السياسية الفائزة إلى عقد أول جلسة للبرلمان بعد إعلان «مفوضية الانتخابات» المصادقة على نتائج انتخابات إقليم كردستان التي جرت في العشرين من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وطبقاً للنظام الداخلي لبرلمان الإقليم، يتعيّن على رئيس الإقليم دعوة البرلمان المنتخب إلى عقد جلسته الأولى خلال 10 أيام من المصادقة على نتائج الانتخابات، وإذا لم يدعُ الرئيس إلى عقد الجلسة الأولى يحق للبرلمانيين عقدها في اليوم الحادي عشر للمصادقة على النتائج.

ويترأس العضو الأكبر سناً جلسات البرلمان قبل انتخاب الرئيس الدائم بعد تأدية القسم الدستوري.

وحصل «الحزب الديمقراطي» على 39 من أصل 100 مقعد في برلمان الإقليم بدورته السادسة، في حين حصل غريمه التقليدي «الاتحاد الوطني» على 23 مقعداً، كما حصل «الجيل الجديد» على 15 مقعداً، و«الاتحاد الإسلامي» على سبعة مقاعد، وأحزاب صغيرة على بقية المقاعد.

ومع أن الجلسة الأولى للبرلمان يُتوقع أن تنعقد بانسيابية وسهولة طبقاً للوائح والإجراءات القانونية، فإن معظم الترجيحات تتحدث عن «شتاء قاسٍ» ينتظر الإقليم بالنسبة إلى عملية الاتفاق على تشكيل الحكومة، بالنظر إلى الانقسامات القائمة بين قواه السياسية.

مسرور بارزاني يتحدث على هامش معرض تجاري في أربيل (حكومة إقليم كردستان)

ويتحدث حزب الاتحاد الوطني عن «تقديرات متشائمة» بشأن تشكيل الحكومة قد تمتد إلى نهاية العام المقبل.

ويتوقع القيادي في حزب الاتحاد، غياث السورجي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «تبقى قضية تشكيل الحكومة حتى موعد الانتخابات الاتحادية العامة نهاية عام 2025، وبعد ذلك يتم الاتفاق على مناقشة مسألة المناصب في الإقليم وفي بغداد بيننا وبين الحزب الديمقراطي».

وخلال السنوات الماضية غالباً ما تم الاتفاق بين الحزبين على أن يحصل حزب الاتحاد الوطني على منصب رئيس جمهورية العراق، في حين يحصل «الديمقراطي» على رئاسة الإقليم ورئاسة وزرائه.

وأضاف السورجي: «أتوقع تأخّر تشكيل الحكومة؛ لأن لدينا شروطاً من أجل المشاركة فيها. قادة (الديمقراطي) يقولون إن الجميع سيشارك وفق استحقاقه الانتخابي، وهذا لن نقبل به. نريد أن نشارك في حكومة لنا فيها دور حقيقي برسم السياسات. لن نشارك وفق مبدأ الاستحقاق، إنما وفق دور حقيقي».

ويؤكد أن «جميع الأحزاب الفائزة أعلنت رسمياً عدم المشاركة في الحكومة، وبعضها انسحب من البرلمان، والأمر سيبقى محصوراً بين الحزبين الديمقراطي والاتحاد في مسألة تشكيل الحكومة».

وكشف السورجي عن أن «(الديمقراطي) بدأ (الاثنين) زيارة الأحزاب الفائزة؛ للمناقشة حول تشكيل الحكومة، ونحن في (الاتحاد) شكّلنا لجنة، وسنتفاوض خلال الأيام المقبلة مع جميع الأحزاب».

وعن المناصب الحكومية التي يمكن أن يحصل عليها «الاتحاد الوطني» في حال مشاركته في الحكومة، قال السورجي: «حتى هذه اللحظة لم نناقش المناصب، لكننا نريد الحصول على أحد المنصبين؛ رئاسة الإقليم، أو رئاسة الوزراء، وبخلافه لن نتنازل عن شرطنا، وهناك شروط أخرى».

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني خلال لقاء في بغداد (أرشيفية - رئاسة الوزراء)

بدوره، يقلّل كفاح محمود المستشار الإعلامي لزعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني، من أهمية «التوقعات المتشائمة» التي يتحدث عنها حزب الاتحاد، ويقول لـ«الشرق الأوسط»، إنه «ومهما كانت الخلافات السياسية بين (الديمقراطي) و(الاتحاد)، فإن نهاية التنافس هي حكومة ائتلافية بينهما؛ لأن الواقع على الأرض مع الاستحقاقات الانتخابية سيرسم خريطة الحكومة القادمة حتى وإن تأخرت لعدة أشهر».

ويتوقع محمود، أن تركز الحكومة المقبلة على «قضية الخدمات والمشروعات الصناعية الزراعية، خصوصاً أن حكومة مسرور بارزاني الحالية أرست أسس بنية تحتية لصناعة الغذاء وملحقاته الأساسية التي تتعلق بالزراعة والمياه خصوصاً السدود ومشروعات البرك المائية التي تستثمر مياه الأمطار الغزيرة في كردستان، وما يتعلق ببعض الصناعات التحويلية التي تحتاج إلى حكومة تكنوقراط تلبي الحاجة الماسة للمواطن والإقليم».

ويرجح محمود أن «يحصل رئيس الوزراء الحالي (المنتهية ولايته) على ولاية جديدة في الحكومة المقبلة».

وأدلى عضو الحزب الديمقراطي عبد السلام برواري، بتصريحات إلى «شبكة رووداو» الإعلامية، الاثنين، قال فيها، إن «(الاتحاد الوطني) عادة ما يمارس هذه الأساليب ويرفع من سقف مطالبه، وفي النهاية نحن نعرف وهم يعرفون وكذلك الناس تعرف، أنه يجب أن تتشكل الحكومة بالاتفاق ما بين (الديمقراطي) و(الاتحاد الوطني)».

وأضاف أن «هذا هو الواقع، سواء كان مُرّاً أم حلواً، يعجبني أو لا يعجبك، هذا هو الواقع في إقليم كردستان... لا تتشكل حكومة دون البارتي (الديمقراطي) واليكتي (الاتحاد)».