تهديدات إرهابية بسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة وراء غلق شوارع في العاصمة تونس

صحيفة تونسية تنشر صور مائة متطرف قتلوا في سوريا

تونسي يطالع صحيفة {الصحافة} الحكومية وما نشرته حول المتطرفين (أ.ف.ب)
تونسي يطالع صحيفة {الصحافة} الحكومية وما نشرته حول المتطرفين (أ.ف.ب)
TT

تهديدات إرهابية بسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة وراء غلق شوارع في العاصمة تونس

تونسي يطالع صحيفة {الصحافة} الحكومية وما نشرته حول المتطرفين (أ.ف.ب)
تونسي يطالع صحيفة {الصحافة} الحكومية وما نشرته حول المتطرفين (أ.ف.ب)

حذرت السلطات التونسية أمس من إمكانية شن متشددين هجمات بسيارات ملغومة وأحزمة ناسفة تستهدف مواقع حيوية وحساسة في العاصمة تونس، بعد تلقيها معلومات استخباراتية. وأعلنت وزارة الداخلية الأسبوع الماضي غلق شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة أمام حركة سير العربات دون أن تعطي أي أسباب لقرارها.
لكن مصدرا مسؤولا بوزارة الداخلية التونسية قال لـ«الشرق الأوسط» إن قرار غلق عدة شوارع وسط العاصمة التونسية سببه ورود معلومات استخباراتية مؤكدة عن وجود مخططات إرهابية لاستهداف منشآت حيوية داخل العاصمة عن طريق السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة. وأضاف المصدر: «غلق شارع الحبيب بورقيبة والشوارع المتفرعة عنه يعد إجراء وقائيا تحسبا لتسلل عناصر إرهابية إلى المنشآت والفضاءات المهددة». وبشأن المنشآت التي وجدت على لائحة التهديدات الإرهابية، قال المصدر نفسه إن قصر الحكومة بالقصبة ومقرات وزارات المرأة والداخلية والسياحة والتجارة وسط العاصمة وفضاءات حيوية على غرار مرقد الزعيم النقابي فرحات حشاد في المدينة العتيقة كانت من بين أهداف الإرهابيين.
ويأتي التحذير بعد شهرين من هجوم دموي نفذه مسلح على فندق بمنتجع سوسة. وقتل خلال الهجوم 38 سائحا أجنبيا أغلبهم من البريطانيين. وتبنى الهجوم وهو الأسوأ في تاريخ تونس تنظيم داعش الإرهابي. وأعلنت تونس حالة الطوارئ عقب الهجوم. وقبل ذلك في مارس (آذار) الماضي قتل مسلحان هذا العام أيضا 21 سائحا أجنبيا في هجوم استهدف متحف باردو في تونس. وعززت قوات الأمن والجيش إجراءاتها الأمنية منذ هجوم سوسة الأخير، واعتقلت مئات المتهمين في قضايا إرهابية. وتواجه تونس منذ انتفاضة 2011 التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي تهديدا من جماعات متطرفة قتلت عشرات من قوات الأمن والجيش خصوصا على الحدود مع الجزائر.
وصادق البرلمان التونسي في 25 يوليو (تموز) الماضي على قانون جديد متعلق بمكافحة الإرهاب يشدد العقوبات ضد مرتكبي الأعمال الإرهابية والتي قد تصل حد الحكم بالإعدام. وكانت وزارة الداخلية التونسية قد قررت بصفة مفاجئة منع التجول وحظرت مرور السيارات بشارع الحبيب بورقيبة في جزئه الممتد بين ساحة الاستقلال وساحة «ثورة 14 يناير»، وكذلك منع الوقوف والتوقف بكل من شارع مختار عطية وشارع عاصمة الجزائر وشارع الحبيب ثامر وشارع فرنسا وطريق الجزيرة وطريق تركيا، منذ مساء الجمعة إلى غاية صباح اليوم الاثنين، دون أن تذكر الأسباب الكامنة وراء هذا القرار.
من جهة ثانية، نشرت صحيفة تونسية موالية للحكومة أمس على ثماني صفحات صور أشخاص أكدت أنهم من المتطرفين التونسيين الذين قتلوا في سوريا إلى جانب مجموعات متطرفة. وتعرض الصور 122 متطرفًا أغلبهم شبان قتلوا في 2013 و2012 بحسب جريدة «الصحافة»، أول صحيفة تونسية تنشر صورًا بهذا الشكل.
وأفادت بأن جزءًا كبيرًا من هؤلاء انضموا إلى تنظيم داعش وآخرين إلى جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، لكنها لم تحدد مصدرًا لمعلوماتها. ورفضت وزارة الداخلية الكشف عن أعداد المتشددين التونسيين في سوريا وعدد قتلاهم هناك. كما لم يتسنَّ الاتصال بوزارة الخارجية. ويقول خبراء في الأمم المتحدة، إن أكثر من 5500 تونسي يقاتلون في سوريا، أي بين «أكبر أعداد» المقاتلين الأجانب، موضحين أن غالبيتهم من الشبان الذين تتراوح «أعمارهم بين 18 و35 عامًا» و«هم من أوساط اجتماعية اقتصادية فقيرة، وكذلك من فئات اجتماعية متوسطة»، بحسبهم. وفي يوليو (تموز)، أكد رئيس الوزراء الحبيب الصيد أمام البرلمان، أن 15 ألف تونسي منعوا من الانضمام إلى المتطرفين في مناطق النزاع. ومنذ ثورة 2011، تزداد قوة التيار المتطرف المسؤول عن هجمات وتفجيرات أدت إلى مقتل عشرات من الشرطة والعسكر والسياح.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.