يراهن الفنان المصري محمد رمضان على الدراما الإنسانية في فيلمه الجديد «ع الزيرو» الذي يبدأ طرحه بدور السينما المصرية، ضمن موسم أفلام الصيف.
ويبحث رمضان من خلال فيلمه الجديد عن الابتعاد عن منطقة الأكشن التي وجد نفسه فيها خلال السنوات الماضية، فبينما جاء الإعلان التشويقي معتمداً على مشاهد الأكشن، والأغنيات التي يقدمها بالفيلم، فإن العمل يعتمد على قضية إنسانية تثير الشجن في بعض المواقف وتجعلها تقترب من «الميلودراما»، عكس أفلامه الأخيرة ومن بينها «هارلي»، التي كانت مشاهد الأكشن مسيطرة على تفاصيلها، بينما في «ع الزيرو» يكتفي رمضان بمشهد أكشن وحيد حين يضطر للبحث عن المال لإنقاذ حياة ابنه المريض ضمن سيناريو الفيلم.
الفيلم الذي كتبه د. مدحت العدل وأخرجه ماندو العدل، يُعدّ أول شراكة إنتاجية بين «العدل غروب» و«فوكس سينما»، يجسد فيه محمد رمضان شخصية حمزة، الشهير بـ«دراجون» الذي يعمل «دي جي» ويعيش وطفله في ظروف صعبة بعد وفاة الأم، لكن مشاهد إنسانية تجمعهما يلعبان معاً، ويؤديان الصلاة معاً، فيما أزمة البطل والفيلم تتعقد حين يكتشف إصابة طفله بورم خبيث يهدد حياته، ويحتاج الطفل إلى جراحة عاجلة ويصطدم بقوائم الانتظار الطويلة في المستشفيات الحكومية، وبالأسعار الفلكية في المستشفيات الاستثمارية، فيبحث عن المال بأي طريقة حتى لو كانت غير مشروعة إنقاذاً لطفله.
يقدم رمضان 3 أغنيات في فيلمه هي: «خمسة» و«هنرقص» و«تعالى نحلق زيرو»، التي يقدمها والطفل منذر ويحلقان شعرهما «ع الزيرو» بعدما لاحظ سقوط شعر طفله جراء العلاج الكيماوي.
تؤدي نيللي كريم شخصية الممرضة التي تتصدى بقوة لفوضى التعامل مع المرضى، وتتعاطف مع حمزة وطفله وتسانده بقوة، فيما تبرز أدوار، الفنانة السورية جومانا مراد بشخصية وردة صاحبة البنسيون المفتونة بالفنانة سعاد حسني، التي تقلدها في مظهرها وحديثها، وإسلام إبراهيم صديق دراجون، كما يظهر شريف الدسوقي بشخصية ميمي سمسار تجارة الأعضاء، والفنان محمد لطفي تاجر المخدرات، الذين أتاح لهم السيناريو مساحات ملائمة بجوار الأبطال.
يصور المخرج ماندو العدل لقطات نهارية وليلية تبرز جمال القاهرة، كما يخوض بكاميرته داخل الأوكار العشوائية لتجارة المخدرات وبيع الأعضاء، ويقدم الفيلم للجمهور نهاية سعيدة تبدو خارج كل التوقعات.
وحسب الناقد أحمد سعد الدين فإن فيلم «ع الزيرو» يشهد توظيف موهبة الفنان محمد رمضان بشكل جديد في موضوع إنساني يهم شريحة كبيرة من الناس في قضية العلاج وتجارة الأعضاء، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن «الفيلم قد يكون نقطة انطلاق جديدة لمحمد رمضان في المرحلة المقبلة بعدما نجح في تحقيق نجومية كبيرة عن طريق أفلام الأكشن، متوقعاً أن يحقق الفيلم نسبة مشاهدة مرتفعة».
ويوضح أنه إذا «كُتب النجاح للفيلم فقد يغير مسار رمضان ليستغل الشعبية التي حازها في طرح أعمال تحمل مضامين أكثر أهمية»، مشيداً بذكائه في تغيير اتجاهه. ويشير إلى أن رمضان «ممثل متميز ويستطيع أن يؤدي مختلف الأدوار».
وكان العرض الخاص للفيلم قد بُثّ مساء (الأحد) في أحد مولات مدينة 6 أكتوبر (غرب القاهرة) بحضور محمد رمضان وفريق العمل الذي غابت عنه نيللي كريم لسفرها، وشهد زحاماً كبيراً من الجمهور.
وقال محمد رمضان خلال المؤتمر الصحافي الذي نُظّم عقب عرض الفيلم: «منذ بداية مشواري وأنا حريص على التنوع، وأسعى للتغيير منذ (عبده موتة) وحتى هذا الفيلم»، مؤكداً اهتمامه بالنقد، الذي لولاه لغرق في أعمال غير جيدة في بداياته الفنية.
وأضاف أن ما يميز العمل مع شركة «العدل غروب» أنهم عاشقون للفن ولهم تاريخ عبر جيل كامل أطلقوه من النجوم، وأن الإنتاج ليس أموالاً فقط بل لا بدّ أن يكون المنتج فناناً ليهيئ مناخاً فنياً ملائماً للعمل.
وعن دوافعه لإطلاق تقديم أغنية «نمبر وان» قال: «تعرضت لاستفزاز وقت طرح الأغنية، خصوصاً بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل (الأسطورة)، وقد رددت على المشككين بهذه الأغنية، لأنني كنت شاباً صغيراً، اليوم مهما قيل عني من المستحيل أن أندفع مجدداً، لأنني أصبحت في الرابعة والثلاثين من عمري، وأكتسب خبرات، لكن (نمبر وان) كانت دليلاً معنوياً على نجاحي كأكثر نجم جماهيري في الشارع، كما أنني الأعلى أجراً في الوطن العربي».
وتحدثت دارين الخطيب المنتجة المشارك لشركة (vox) مشيدة بالشراكة الإنتاجية مع «العدل غروب» في أول إنتاج لها بالمنطقة العربية، وأكدت أن الفيلم يطرح قصة إنسانية تمسّ كل العالم.
وقالت جومانا مراد إنها تحمست للفيلم لأنها تعمل مع الشركة المنتجة وأعجبها الموضوع، كما كانت تتطلع للعمل مع محمد رمضان.
وذكر المؤلف د. مدحت العدل أن شخصية حمزة بطل الفيلم تعكس الإنسان في الوطن العربي الذي يتطلع لحياة كريمة، وأن رمضان يشبه كل الناس التي نتمنى تقديمها في أفلامنا.
فيما أشار المنتج جمال العدل إلى أن هناك ممثلين لا يقدمون سوى الأكشن لأن قدراتهم التمثيلية لا تمكنهم من أكثر من ذلك، بينما موهبة محمد رمضان أكبر، لذا نحقق نقلة مختلفة بهذا الفيلم وهو باستطاعته تقديم الكوميدي والرومانسي ولدينا معه اتفاقات بأعمال عديدة. بينما أكد المخرج ماندو العدل أنه يحرص في كل فيلم على تقديم تركيبة مختلفة تمسّ قلوب الناس.