استأنفت الكوريتان الشمالية والجنوبية أمس الجمعة حربهما الكلامية بينهما، وذلك بعد مرور أقل من أسبوعين على توصلهما إلى اتفاق نادر لتهدئة التوتر في شبه الجزيرة.
فبعد مفاوضات ماراثونية، أعلنت بيونغ يانغ وسيول في 25 من أغسطس (آب) الماضي أنهما توصلتا إلى تسوية لإنهاء أزمة كانت تهدد بدفعهما إلى نزاع مسلح. إلا أن الحرب الكلامية استؤنفت أمس الجمعة، وذلك عندما ردت سيول بحدة على انتقادات وجهتها بيونغ يانغ بشأن تصريحات أدلت بها هذا الأسبوع رئيسة كوريا الجنوبية بارك غيون وهي في بكين.
وقال جونغ جون هي، الناطق باسم وزارة التوحيد الكورية الجنوبية، الذي يهتم بالشؤون بين الكوريتين إنه «من المؤسف أن تنتقد كوريا الشمالية تصريحات رئيستنا... وتهدد بتقويض الاتفاق بين الكوريتين». ودعا الشمال إلى التعاون «لتطبيق الاتفاق بشكل جدي».
وكانت كوريا الشمالية قد انتقدت بحدة رئيسة كوريا الجنوبية لأنها شكرت الصين على «دورها البناء» في تسوية هذه الأزمة، حيث رأت غريمتها الجنوبية أن إقحام طرف ثالث بشكل علني في الخلاف الكوري يعد «إهانة خطيرة»، فيما قال ناطق باسم اللجنة الكورية الشمالية لإعادة التوحيد السلمي لكوريا، المكلف القضايا بين الكوريتين، إن «سلطات كوريا الجنوبية أدلت عدة مرات بتصريحات غريبة.. وإذا واصلت نقل ملفات داخلية للأمة إلى الخارج فإن العلاقات ستتدهور مجددا إلى دوامة المواجهة»، وانتقد تصريحات للرئيسة الكورية الجنوبية التي قالت فيها إن «استفزازات» بيونغ يانغ هي سبب الأزمة الأخيرة.
من جانبها، قالت رئيسة كوريا الجنوبية، التي تزور الصين حاليا، إن هناك حاجة إلى بذل جهد مشترك نحو المستقبل الجديد من أجل تحويل الصراعات والمواجهة التي تجري في شمال شرقي آسيا حاليا إلى السلام ونظام التعاون.
وأكدت بارك في مقابلة مكتوبة، أجرتها معها صحيفة «الشعب» الصينية الصادرة أمس، على أن تضميد جروح الماضي، يكون ممكنا في حال استيفاء هذه الأشياء، وقالت في التصريحات التي أوردتها وكالة يونهاب الكورية الجنوبية إن عدم الاعتراف بالتاريخ هو محاولة لتغطية السماء بكف اليد، وتقييم للقدرات الذاتية بصورة مفرطة، مضيفة أن العام الحالي له مغزى كبير لكونه «عاما يشهد مرور 70 عاما على استقلال كوريا وتقسيمها إلى الشمال والجنوب، بالإضافة إلى انتصار الصين على اليابان والفاشية العالمية».
ويرى المحللون أن تأكيد الرئيسة بارك على «أهمية فهم التاريخ بصورة صحيحة»، يعني حثها لليابان بصورة غير مباشرة على تغيير موقفها من قضية التاريخ الاستعماري الياباني، وعلى وجه الخصوص قضية نساء المتعة المجندات من قبل الجيش الياباني أثناء الحرب العالمية الثانية.
الكوريتان تستأنفان حربهما الكلامية بعد عشرة أيام فقط على الاتفاق
تحذيرات من تدهور العلاقات مجددًا إلى شفير المواجهة
الكوريتان تستأنفان حربهما الكلامية بعد عشرة أيام فقط على الاتفاق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة