الكوريتان تستأنفان حربهما الكلامية بعد عشرة أيام فقط على الاتفاق

تحذيرات من تدهور العلاقات مجددًا إلى شفير المواجهة

الكوريتان تستأنفان حربهما الكلامية بعد عشرة أيام فقط على الاتفاق
TT

الكوريتان تستأنفان حربهما الكلامية بعد عشرة أيام فقط على الاتفاق

الكوريتان تستأنفان حربهما الكلامية بعد عشرة أيام فقط على الاتفاق

استأنفت الكوريتان الشمالية والجنوبية أمس الجمعة حربهما الكلامية بينهما، وذلك بعد مرور أقل من أسبوعين على توصلهما إلى اتفاق نادر لتهدئة التوتر في شبه الجزيرة.
فبعد مفاوضات ماراثونية، أعلنت بيونغ يانغ وسيول في 25 من أغسطس (آب) الماضي أنهما توصلتا إلى تسوية لإنهاء أزمة كانت تهدد بدفعهما إلى نزاع مسلح. إلا أن الحرب الكلامية استؤنفت أمس الجمعة، وذلك عندما ردت سيول بحدة على انتقادات وجهتها بيونغ يانغ بشأن تصريحات أدلت بها هذا الأسبوع رئيسة كوريا الجنوبية بارك غيون وهي في بكين.
وقال جونغ جون هي، الناطق باسم وزارة التوحيد الكورية الجنوبية، الذي يهتم بالشؤون بين الكوريتين إنه «من المؤسف أن تنتقد كوريا الشمالية تصريحات رئيستنا... وتهدد بتقويض الاتفاق بين الكوريتين». ودعا الشمال إلى التعاون «لتطبيق الاتفاق بشكل جدي».
وكانت كوريا الشمالية قد انتقدت بحدة رئيسة كوريا الجنوبية لأنها شكرت الصين على «دورها البناء» في تسوية هذه الأزمة، حيث رأت غريمتها الجنوبية أن إقحام طرف ثالث بشكل علني في الخلاف الكوري يعد «إهانة خطيرة»، فيما قال ناطق باسم اللجنة الكورية الشمالية لإعادة التوحيد السلمي لكوريا، المكلف القضايا بين الكوريتين، إن «سلطات كوريا الجنوبية أدلت عدة مرات بتصريحات غريبة.. وإذا واصلت نقل ملفات داخلية للأمة إلى الخارج فإن العلاقات ستتدهور مجددا إلى دوامة المواجهة»، وانتقد تصريحات للرئيسة الكورية الجنوبية التي قالت فيها إن «استفزازات» بيونغ يانغ هي سبب الأزمة الأخيرة.
من جانبها، قالت رئيسة كوريا الجنوبية، التي تزور الصين حاليا، إن هناك حاجة إلى بذل جهد مشترك نحو المستقبل الجديد من أجل تحويل الصراعات والمواجهة التي تجري في شمال شرقي آسيا حاليا إلى السلام ونظام التعاون.
وأكدت بارك في مقابلة مكتوبة، أجرتها معها صحيفة «الشعب» الصينية الصادرة أمس، على أن تضميد جروح الماضي، يكون ممكنا في حال استيفاء هذه الأشياء، وقالت في التصريحات التي أوردتها وكالة يونهاب الكورية الجنوبية إن عدم الاعتراف بالتاريخ هو محاولة لتغطية السماء بكف اليد، وتقييم للقدرات الذاتية بصورة مفرطة، مضيفة أن العام الحالي له مغزى كبير لكونه «عاما يشهد مرور 70 عاما على استقلال كوريا وتقسيمها إلى الشمال والجنوب، بالإضافة إلى انتصار الصين على اليابان والفاشية العالمية».
ويرى المحللون أن تأكيد الرئيسة بارك على «أهمية فهم التاريخ بصورة صحيحة»، يعني حثها لليابان بصورة غير مباشرة على تغيير موقفها من قضية التاريخ الاستعماري الياباني، وعلى وجه الخصوص قضية نساء المتعة المجندات من قبل الجيش الياباني أثناء الحرب العالمية الثانية.



برلمان كوريا الجنوبية يعزل الرئيس يون بسبب إعلان الأحكام العرفية

رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول ينحني بعد خطاب اعتذار بثه التلفزيون الرسمي (أ.ف.ب)
رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول ينحني بعد خطاب اعتذار بثه التلفزيون الرسمي (أ.ف.ب)
TT

برلمان كوريا الجنوبية يعزل الرئيس يون بسبب إعلان الأحكام العرفية

رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول ينحني بعد خطاب اعتذار بثه التلفزيون الرسمي (أ.ف.ب)
رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول ينحني بعد خطاب اعتذار بثه التلفزيون الرسمي (أ.ف.ب)

عزل برلمان كوريا الجنوبية الذي تقوده المعارضة، الرئيس يون سوك يول، اليوم (السبت)، بعد التصويت على منعه من أداء مهامه الرسمية في أعقاب محاولته فرض الأحكام العرفية هذا الشهر، وهي الخطوة التي صدمت البلاد وقسمت حزبه وعرضت رئاسته للخطر في منتصف فترة ولايته.

وصوّت 204 نواب لصالح المذكرة بينما عارضها 85 نائباً. وامتنع 3 نواب عن التصويت، وأُبطلت 8 بطاقات تصويت، وفق النتيجة التي أعلنها رئيس البرلمان.

وتم تمرير الاقتراح بعد انضمام بعض أعضاء حزب قوة الشعب الذي ينتمي إليه يون إلى أحزاب المعارضة، التي تسيطر على 192 مقعداً في الجمعية الوطنية المكونة من 300 عضو، مما أدى إلى تجاوز عتبة الثلثين اللازمة لتأييد العزل.

رئيس الوزراء رئيساً بالإنابة

وسيصبح رئيس الوزراء المعين من قبل يون، هان داك سو، رئيساً بالإنابة للبلاد، وفق «رويترز».

وأكد رئيس الوزراء للصحافيين، أنه سيبذل قصارى جهده لإدارة الحكومة بشكل مستقر بعد عزل يون.

وقال هان: «قلبي ثقيل للغاية».

رئيس الجمعية الوطنية وو وون شيك يوقع على قرار عزل رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول (أ.ف.ب)

انتصار للشعب

وقال زعيم الحزب الديمقراطي (قوة المعارضة الرئيسة) في البرلمان بارك تشان داي، إنّ «إجراءات العزل اليوم تمثّل انتصاراً عظيماً للشعب والديمقراطية».

وتجمّع عشرات آلاف المتظاهرين أمام مبنى الجمعية الوطنية بانتظار التصويت، حيث انفجروا فرحاً عندما أُعلنت النتيجة، وفق مراسلي «وكالة الصحافة الفرنسية» الذين كانوا في المكان.

يحتفل الناس بعد أن أقر البرلمان الكوري الجنوبي اقتراحاً ثانياً بعزل الرئيس يون سوك يول (رويترز)

وتراجع يون عن مسعاه لفرض الأحكام العرفية في 3 ديسمبر (كانون الأول) بعد 6 ساعات فقط، بعد أن تحدى نواب البرلمان حواجز الجيش والشرطة للتصويت ضد المرسوم، لكن ذلك دفع البلاد إلى أزمة دستورية وأثار دعوات واسعة النطاق لاستقالته لانتهاك القانون.

وقاطع حزب سلطة الشعب المحافظ الذي ينتمي إليه يون أول تصويت على المساءلة قبل أسبوع، مما منع اكتمال النصاب القانوني.

وبعد التصويت بعزله، سيفقد يون السلطة لكنه سيظل في منصبه إلى أن تعزله المحكمة الدستورية أو تعيده إلى منصبه.

لي جاي ميونغ زعيم الحزب الديمقراطي يدلي بصوته خلال جلسة عامة للتصويت على عزل الرئيس يون سوك يول (أ.ب)

انتخابات خلال 60 يوماً

وإذا عزلت المحكمة الرئيس أو استقال، فسوف يتعين إجراء انتخابات رئاسية في غضون 60 يوماً.

ويخضع يون لتحقيق جنائي منفصل بتهمة التمرد بسبب إعلان الأحكام العرفية، ومنعته السلطات من السفر إلى الخارج.

ولم يُبدِ أي استعداد للاستقالة؛ وفي خطاب ألقاه يوم الخميس، تعهد بأنه «سيقاتل حتى النهاية»، ودافع عن مرسوم الأحكام العرفية باعتباره كان ضرورياً للتغلب على الجمود السياسي وحماية البلاد من الساسة المحليين الذين يقوضون الديمقراطية.