تصدّت المعارضة السورية يوم أمس لمحاولة اقتحام تنظيم داعش لمدينة مارع في ريف محافظة حلب الشمالي، بشمال سوريا، التي تحوّلت إلى منطقة منكوبة بعد نحو أسبوعين من المعارك المستمرة على مختلف الجبهات بين الطرفين، حسبما أعلن المكتب الإعلامي لـ«الجبهة الشامية»، في حين ذكر القيادي في «الجيش السوري الحر» العقيد عبد الجبار العكيدي، أن النظام يساند «داعش» بتركيزه على قصف مواقع «الجيش الحر» بالمدفعية متجنبا في الوقت عينه مراكز التنظيم.
المكتب الإعلامي لـ«الجبهة الشامية» قال بأن «داعش» شن هجومًا عنيفًا خلال ساعات الليل من محوري بلدة فافين وكلية العقيد يوسف الجادر في محاولة للتقدم باتجاه مدينة مارع واستهدف خلاله المدينة بوابل من قذائف المدفعية والأسلحة الثقيلة. وشنّ أيضا هجومًا آخر على بلدة صندف في محيط مدينة مارع، مستخدما خلاله قذائف الأسلحة الثقيلة، وفق المكتب الإعلامي الذي أكّد أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من إحباط الهجومين وقتل وجرح العشرات من عناصر التنظيم في محيط المدينة وبلدة صندف وأسر عناصر أخرى، مشيرا كذلك إلى قصف مواقع «داعش» في بلدة تلالين في ريف حلب الشمالي بصواريخ الكاتيوشا وتحقيق إصابات مباشرة.
أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فأفاد عن سقوط 19 قتيلا في صفوف مقاتلي «داعش» و20 آخرين من المعارضة نتيجة الاشتباكات المستمرة مع المعارضة في محيط مارع بريف محافظة حلب، لافتا كذلك إلى استهداف طائرات التحالف الدولي مقرات «داعش» في المنطقة. وأشار المرصد إلى أن التنظيم المتطرف حقّق تقدما في عدة مزارع بمحيط قرية الكفرة، حيث مني كذلك بخسائر بشرية فيما تمكنت فصائل المعارضة من إعطاب عربة مفخخة ومقتل من بداخلها قبل وصولها إلى بلدة مارع. وجاءت محاولة الاقتحام بعد يومين على إطلاق «الفرقة 30» المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية أولى عملياتها ضد تنظيم داعش، قرب مارع إلى جانب الفصائل العسكرية التابعة لـ«الجيش الحر». وأشارت معلومات إلى أن دور أعضاء الفرقة 30 الذين يبلغ عددهم 25 شخصًا، سيقتصر على التواصل مع طائرات التحالف وغرف العمليات التابعة لهم، بغية معرفة مواقع تنظيم داعش والإبلاغ عنها، على غرار ما كانت عليه مهمة ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية في بلدة عين العرب (كوباني).
وكان مجلس محافظة حلب قد أعلن مدينة مارع الخاضعة لسيطرة المعارضة وما حولها بالريف الشمالي منطقة منكوبة، وذلك بعد الهجمة التي تعرضت لها البلدة من قبل «داعش» الذي استخدم في هجماته السيارات المفخخة والأسلحة المحملة بغازات سامة أدت إلى مقتل وإصابة العشرات، وهو ما أكّده العكيدي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» مشيرا إلى أنّ هناك إصابات موثقة أصيبت في القصف بالغازات السامة. وفيما يصف العكيدي المعركة بـ«الصعبة»، يؤكّد أنّ الوضع لا يزال تحت السيطرة لكن المنطقة قد أفرغت من سكانها ولم يبق فيها إلا المقاتلون. وأشار إلى أنّ الهجوم على مارع المحاصرة من الجنوب والشرق والشمال يتم من 5 محاور أبرزها من الشمال والشمال الشرقي والجنوب الغربي، مضيفا: «هناك محاولات يومية من قبل التنظيم للتقدم لكننا ننجح في التصدي لها وإيقاع خسائر في صفوف مقاتليه».
من جهته، أعلن «مكتب أخبار سوريا» المعارض، أنّ «اشتباكات عنيفة دارت بين المعارضة وداعش على أطراف مارع من الجهة الشمالية للمدينة استعمل فيها الطرفان الأسلحة الخفيفة والمتوسطة». ونقل المكتب عن مصدر في المدينة قوله بأن عناصر من «كتائب الصفوة الإسلامية» أحبطوا محاولة التنظيم إدخال سيارة مفخخة إلى مارع بعد استهدافها بقذيفة مدفعية، كما أسر مقاتلو المعارضة قائدا عسكريا وستة عناصر من التنظيم، مشيرًا إلى أنه قتل جراء المعارك 10 عناصر من التنظيم، وسبعة تابعون للمعارضة. ويوم أمس، استهدف الطيران الحربي التابع للتحالف الدولي أمس، بعدد من الغارات مواقع تابعة للتنظيم داخل بلدتي تلالين وحربيل بريف حلب والخاضعتين لسيطرته، من دون أن تؤدي الغارات إلى خسائر في صفوفه.
المعارضة السورية تتصدى لمحاولة اقتحام «داعش» مدينة مارع بريف حلب والتحالف يقصف مقراته
العكيدي: النظام يساند التنظيم والمعركة صعبة لكن الوضع لا يزال تحت السيطرة
المعارضة السورية تتصدى لمحاولة اقتحام «داعش» مدينة مارع بريف حلب والتحالف يقصف مقراته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة