«الفيدرالي» يرفع الفائدة لأعلى مستوى منذ 2001

رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مؤتمره الصحافي (موقع المصرف المركزي الأميركي)
رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مؤتمره الصحافي (موقع المصرف المركزي الأميركي)
TT

«الفيدرالي» يرفع الفائدة لأعلى مستوى منذ 2001

رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مؤتمره الصحافي (موقع المصرف المركزي الأميركي)
رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مؤتمره الصحافي (موقع المصرف المركزي الأميركي)

رفع «مصرف الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)» أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، لتكون ضمن نطاق يتراوح بين 5.25 في المائة و5.50 في المائة، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 2001.

وأبقى رئيس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، الباب مفتوحاً أمام زيادات قادمة، فيما كانت الأسواق تعدّ أن هذه الزيادة ستكون النهائية؛ إذ قال في مؤتمر صحافي عقب اجتماع «اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة» التي يرأسها: «مستعدون لرفع إضافي في الفائدة إذا لزم الأمر»، موضحاً أن «جميع الخيارات مفتوحة في اجتماع سبتمبر (أيلول)» المقبل.

وربط باول ذلك بقوله إن التضخم لا يزال مرتفعاً أكثر بكثير من نسبة اثنين في المائة المستهدفة، شارحاً أن «التضخم الرئيسي انخفض بشكل كبير، لكن التضخم الأساسي على العكس». لكنه، في الوقت نفسه، عرض احتمال «تثبيت الفائدة لبعض الوقت»، مؤكداً «أننا لن نخفض الفائدة هذا العام».


مقالات ذات صلة

أسواق آسيا تتراجع مع تحول التركيز إلى الاقتصاد الأميركي

الاقتصاد تجار العملات بالقرب من شاشة تعرض مؤشر أسعار الأسهم الكورية المركب «كوسبي» (أ.ب)

أسواق آسيا تتراجع مع تحول التركيز إلى الاقتصاد الأميركي

انخفضت أسهم آسيا بشكل عام يوم الخميس مع تحول اهتمام السوق إلى البيانات القادمة حول الاقتصاد الأميركي بعد أن أعلنت «إنفيديا» عن نتائجها المالية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد صورة مركّبة للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

خطاب شعبوي يطغى على خطط ترمب وهاريس لمعالجة الاقتصاد

مع اقتراب موعد أول مناظرة بين الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، ونائبة الرئيس الحالي، كامالا هاريس، يدخل الاقتصاد في خطاباتهما الشعبوية.

إيلي يوسف (واشنطن)
الاقتصاد مستثمر يراقب شاشة تعرض معلومات الأسهم في «سوق الأسهم السعودية (تداول)» بالرياض (رويترز)

آمال خفض «الفائدة الأميركية» تدفع معظم الأسهم الخليجية للمكاسب

أغلق معظم أسواق الأسهم بمنطقة الخليج على ارتفاع بنهاية تداولات الاثنين، بعد إشارة رئيس «بنك الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي جيروم باول إلى احتمال خفض سعر الفائدة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ومحافظا بنك إنجلترا أندرو بيلي وبنك كندا تيف ماكليم خلال استراحة خارج قاعة مؤتمر جاكسون هول (رويترز)

التوقعات القاتمة تنذر بأوقات مضطربة للاقتصاد العالمي والأسواق المالية

طغت العلامات المتزايدة على ضعف النمو والمخاطر الناشئة في سوق العمل على تجمع لصُناع السياسات العالميين بمؤتمر جاكسون هول السنوي.

«الشرق الأوسط» (جاكسون هول)
الاقتصاد نائبة الرئيس كامالا هاريس على اليسار والمرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب (أ.ب)

شركات أميركية معرضة لخسائر جمة مع قرب الانتخابات الرئاسية

بينما بات المناخ السياسي أكثر استقطابا من أي وقت مضى في أميركا، تجد الشركات الكبرى نفسها في مرمى نيران الانتقادات والاتهامات بدعم مرشح ما في الانتخابات الرئاسية

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«الولاية التي يجب الفوز بها»... تحدي هاريس وترمب الأصعب

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في ميلووكي بويسكونسن 20 أغسطس 2024 ودونالد ترمب في بيدمينستر بنيوجيرسي 15 أغسطس (رويترز)
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في ميلووكي بويسكونسن 20 أغسطس 2024 ودونالد ترمب في بيدمينستر بنيوجيرسي 15 أغسطس (رويترز)
TT

«الولاية التي يجب الفوز بها»... تحدي هاريس وترمب الأصعب

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في ميلووكي بويسكونسن 20 أغسطس 2024 ودونالد ترمب في بيدمينستر بنيوجيرسي 15 أغسطس (رويترز)
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في ميلووكي بويسكونسن 20 أغسطس 2024 ودونالد ترمب في بيدمينستر بنيوجيرسي 15 أغسطس (رويترز)

عَدَّ تقرير صحافي أن التحدي الأبرز لكامالا هاريس هو ولاية بنسلفانيا، أما بالنسبة لدونالد ترمب فهي ولاية جورجيا.

وعَدَّ تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال»، اليوم الأحد، أن كل حملة لديها ولاية يمكن القول إنها «يجب الفوز بها»، وهو ما يفسر سبب إنفاق المرشحين كثيراً من الوقت والطاقة والمال في ذلك.

وستقضي هاريس جزءاً من عطلة عيد العمال في بيتسبرغ، إلى جانب الرئيس بايدن، بعد جولة بالحافلة عقب المؤتمر، يومي الأربعاء والخميس، أخذتها عبر جورجيا الريفية. في غضون ذلك، كان ترمب يسافر عبر ما يسمى ولايات «الجدار الأزرق»، بما في ذلك أكبر جائزة ساحة معركة وهي بنسلفانيا.

و«الجدار الأزرق» ​​مصطلح يستخدمه الخبراء السياسيون للإشارة إلى 18 ولاية أميركية، ومنطقة كولومبيا التي فاز بها الحزب الديمقراطي في كل انتخابات رئاسية من عام 1992 إلى عام 2012. لم يتمكن جورج دبليو بوش، الرئيس الجمهوري الوحيد المنتخب خلال هذه الفترة، من الفوز بفارق ضئيل في المجمع الانتخابي خلال عاميْ 2000 (271)، و2004 (286)، إلا من خلال الفوز بعدد كافٍ من الولايات خارج الجدار الأزرق لهزيمة مُنافسيه الديمقراطييْن؛ آل جور وجون كيري على التوالي.

في هذا السياق، يقول دوج سوسنيك، الاستراتيجي الديمقراطي ومستشار الرئيس السابق بيل كلينتون: «هناك نقطتان محوريتان للانتخابات: بنسلفانيا وجورجيا. إذا كان بإمكان ترمب الفوز في بنسلفانيا، أو كان بإمكان هاريس الفوز في جورجيا، فأعتقد أنهما المرشحان المفضلان للفوز بالانتخابات».

وأردف سوسنيك: «لا يزال من الممكن أن يفوز ترمب دون جورجيا، ولا يزال من الممكن أن تفوز هاريس دون بنسلفانيا، لكن الأمر أكثر صعوبة بكثير».

وبناءً على نتائج خريطة عام 2020، والتقييمات الداخلية التي أجرتها حملة ترمب، قد يعود الرئيس السابق إلى البيت الأبيض ببساطة، من خلال استعادة الثلاثية المتأرجحة؛ جورجيا وبنسلفانيا وكارولينا الشمالية. وفي ظل هذا السيناريو، قد يخسر الرئيس السابق ولايات متعددة، بما في ذلك نيفادا وأريزونا وميشيغان وويسكونسن، ومع ذلك يفوز بإعادة انتخابه.

شاب يقف لقَسَم الولاء خلال تجمع انتخابي للمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب في ملعب موهيجان صن بويلكس باري ببنسلفانيا (أ.ب)

وبالنسبة لهاريس، فإن الفوز بأصوات جورجيا الانتخابية الستة عشر، وأصوات بنسلفانيا الانتخابية التسعة عشر، من شأنه أن يضعها على أعتاب الوصول إلى عتبة 270 صوتاً انتخابياً. وإن تحقيق فوز واحد في أي من الولايات الأربع - ميشيغان أو ويسكونسن أو نورث كارولينا أو أريزونا - من شأنه أن يجعلها في المقدمة.

ملايين الدولارات في الدعاية

وضخَّ ترمب وهاريس والمجموعات المتحالفة 85.7 مليون دولار في الإعلانات ببنسلفانيا منذ 22 يوليو (تموز) الماضي، وهو اليوم التالي لانسحاب بايدن من السباق، وفقاً لشركة تتبع الإعلانات «آد إمباكت». وبينما أنفق كلا الجانبين المستوى نفسه تقريباً في بنسلفانيا، إلا أن ترمب وحلفاءه في جورجيا أنفقوا، حتى الآن، أكثر من معسكر هاريس - 25.4 مليون دولار مقابل 17.5 مليون دولار.

وأظهر استطلاعٌ للرأي أجرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، ونُشر يوم الخميس، أن هاريس حققت تقدماً، في أعقاب المؤتمر الديمقراطي، حيث حصلت نائبة الرئيس على 48 في المائة من الدعم، بينما حصل ترمب على 47 في المائة، في اختبار وجهاً لوجه للمرشحيْن. وفي اقتراعٍ شمل مرشحين مستقلين، ومرشحين من أحزاب ثالثة، حصلت هاريس على 47 في المائة، وترمب على 45 في المائة.

النساء السود مقابل الرجال البيض

يدفع الناخبون المنقسمون كلتا الحملتين إلى إخراج قاعدتيهما من المؤيدين الأساسيين، إلى جانب شريحة أضْيق من الناخبين المستقلين وغير المنتظمين، بالإضافة إلى ما يسمى الناخبين القابلين للإقناع - وكثير منهم من نساء الضواحي، وهي المجموعة التي عانى منها ترمب، وفقاً للصحيفة.

يعترف مسؤولو حملة ترمب بأنه لن ينجح مع النساء السود، الآن، بعد أن أصبحت هاريس على رأس الحزب الديمقراطي. ومع ذلك، يعتقدون أنهم ما زالت لديهم فرصة في ولايات رئيسية لجذب مزيد من الرجال السود والناخبين من أصل إسباني، الذين يشعرون باليأس بسبب ارتفاع التضخم خلال السنوات الأخيرة.

عبارة «أسود بلا اعتذار» تُزين أقراط إحدى الحاضرات بفعالية حملة المرشحة الرئاسية الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس في لاس فيجاس بنيفادا (أ.ب)

قالت رينا شاه، الاستراتيجية الجمهورية في مؤسسة «ريليكس إستراتيجيس»، إن السباق في هذه الولايات الحاسمة لن يفوز به «على الهامش» الناخبون السود أو من أصل إسباني، بل بالأحرى، النساء البيض بشكل أساسي اللاتي يحتجن إلى الظهور بشكل كبير حتى يفوز أي من المرشحين. وفي استطلاع «وول ستريت جورنال» يتقدم ترمب على هاريس بين تلك المجموعة بنسبة 49 في المائة إلى 46 في المائة.

وقال مسؤولون في حملة ترمب إنهم يركزون أنظارهم على «الأشخاص الذين يمكن إقناعهم»؛ وهم الناخبون الذين لا يصوّتون عادة، أو لا يصوّتون دائماً على أسس حزبية، والذين لم يقرروا بعدُ ما إذا كانوا سيصوّتون لصالح ترمب أم هاريس، أم أي مرشح من طرف ثالث.

فرص جديدة لكل حملة

في جورجيا وبنسلفانيا، تعمل حملة ترمب على تكثيف عملياتها الميدانية المتواضعة حتى الآن، وفتح مكاتب جديدة، وتوسيع العمليات للوصول إلى هؤلاء الناخبين.

وفي الوقت نفسه، تغلبت حملة هاريس على ترمب على الأرض، حيث بنت كادراً ماهراً في الولايات المتأرجحة - ما يقرب من 1600 موظف مدفوع الأجر و300 مكتب بتلك الولايات. ويعتقد فريقها أن هذا سيساعد في إحداث فرق في إشراك الناخبين عندما يبدأ التصويت المبكر في سبتمبر (أيلول) الحالي وأكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وفي يوم الانتخابات.

وخلقت مسيرات هاريس فرصاً جديدة للحملة للوصول إلى الناخبين. على سبيل المثال، اجتذبت مسيرة أسبوع المؤتمر في ميلووكي 18000 شخص، وأدت إلى تسجيل 2800 مناوبة تطوعية، وفقاً للحملة.

في هذا السياق، قال دان كانينين، مدير الولايات المتأرجحة في الحملة: «لدينا سِجل في الفوز بالسباقات المتقاربة في هذه الولايات. وفي بنسلفانيا وجورجيا سجلنا أقوى من فريق ماغا». وقال كانينين إنه يتوقع أن تكون الولايات المتأرجحة «تنافسية حقاً مرة أخرى، هذه المرة». وحركة «ماغا» هي حركة سياسية قومية نشأت في الولايات المتحدة، خلال الحملة الرئاسية لعام 2016 لزعيمها دونالد ترمب. واشتُق اسمها من شعار حملة ترمب لعام 2016: «اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى».

وفي هذا الأسبوع، قام ترمب، ونائبه في الترشح السيناتور جيه دي فانس، برحلات منفصلة إلى بنسلفانيا؛ سعياً إلى تكثيف جهودهما من أجل هذه الولاية الحاسمة مع دخول السباق الشهرين الأخيرين. ووفقاً لمسؤولي الحملة، سيعتمد كل من ترمب وفانس بشكل كبير على مهاجمة سجل بايدن - هاريس فيما يتعلق بالاقتصاد والحدود؛ وهما قضيتان أساسيتان يقولان إنهما من الأولويات القصوى لناخبي ترمب.

هاريس والتكسير الهيدروليكي

ركز فانس رسالته في إيري بولاية بنسلفانيا على الاقتصاد والطاقة، مع التركيز على تأييد هاريس في الماضي لحظر التكسير الهيدروليكي؛ وهو الموقف الذي عكسته منذ أن أصبحت نائبة بايدن.

وفي مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، يوم الخميس، قالت نائبة الرئيس هاريس إنها لن تحظر التكسير الهيدروليكي إذا جرى انتخابها رئيسة، وهو ما يمثل تراجعاً عن موقفها خلال أول ترشح لها للرئاسة. وعندما ترشحت هاريس للرئاسة، لأول مرة في عام 2019، قالت إنها تؤيّد بشدة حظر التكسير الهيدروليكي؛ وهو الموقف الذي تخلّت عنه لاحقاً عندما انضمت إلى حملة الرئيس بايدن مرشحةً لمنصب نائب الرئيس، لتقف إلى جانبه في معارضته مثل هذا الحظر. وعلى الرغم من المبادرات الشاملة لإدارة بايدن لمعالجة تغير المناخ، فقد أشرف الرئيس أيضاً على أكبر طفرة نفطية شهدتها الولايات المتحدة أو العالم.

كلفت تعليقات بايدن المتضاربة حول هذه القضية، كلّفته كثيراً في جنوب غربي بنسلفانيا وجنوب شرقي أوهايو خلال عام 2020، عندما فاز بالولاية الأولى، لكنه خسر الثانية. ويوم الأربعاء، حذّرت حملة ترمب، في رسالة بريد إلكتروني، من أن «حظر التكسير الهيدروليكي مِن شأنه أن يدمّر ولايات مثل بنسلفانيا». وأشارت هاريس، في مقابلة شبكة «سي إن إن»، إلى أنه «بصفتي نائبة للرئيس، لم أحظر التكسير الهيدروليكي. بصفتي رئيسة، لن أحظر التكسير الهيدروليكي».

وقد أبرزت الجولة الصيغة التي نشرها بايدن في انتخابات عام 2020، واستخدمها ديمقراطيون مثل السيناتور رافائيل وارنوك (ديمقراطي، جورجيا): تحقيق هوامش كبيرة في أتلانتا والمنطقة المحيطة بها وتجنب الهزائم الساحقة في الأجزاء الريفية من الولاية، والتي تُعدّ معاقل جمهورية إلى حد كبير.

وقبل المؤتمر الوطني الديمقراطي، سافر هاريس ووالز إلى ضواحي بيتسبرغ، بما في ذلك مقاطعة بيفر، حيث تمكّن بايدن من انتزاع نسبة أعلى قليلاً من الأصوات ضد ترمب في عام 2020، مقارنة بما فعلته هيلاري كلينتون في عام 2016.

وفي حين تعتقد حملة ترمب أنها لا تزال تتمتع بأرضية صلبة في جورجيا، فإن الأسابيع القليلة الصعبة، التي دفعت بها تصريحات ترمب غير المكتوبة حول عِرق هاريس، وهجماته على حاكم الولاية الجمهوري الشهير، بريان كيمب، وزوجته، ربما أضافت إلى التحديات التي يواجهها الرئيس السابق في الولاية.