الذكاء الاصطناعي «أكثر بشرية» من البشر على مواقع التواصل الاجتماعي

منصات الذكاء الاصطناعي قادرة على محاكاة المحادثات البشرية بشكل مقنع بناءً على المطالبات التي يقدمها المستخدمون (رويترز)
منصات الذكاء الاصطناعي قادرة على محاكاة المحادثات البشرية بشكل مقنع بناءً على المطالبات التي يقدمها المستخدمون (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي «أكثر بشرية» من البشر على مواقع التواصل الاجتماعي

منصات الذكاء الاصطناعي قادرة على محاكاة المحادثات البشرية بشكل مقنع بناءً على المطالبات التي يقدمها المستخدمون (رويترز)
منصات الذكاء الاصطناعي قادرة على محاكاة المحادثات البشرية بشكل مقنع بناءً على المطالبات التي يقدمها المستخدمون (رويترز)

وجدت دراسة أن النص الناتج عن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يظهر بشكل «بشري» على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من النصوص المكتوبة بواسطة بشر حقيقيين.

وحسب تقرير نشره موقع «فوكس نيوز»، فإن منصات الذكاء الاصطناعي، مثل «ChatGPT»، قادرة على محاكاة المحادثات البشرية بشكل مقنع بناءً على المطالبات التي يقدمها المستخدمون. بروز المنصة العام الماضي، كان بمثابة لحظة فاصلة للذكاء الاصطناعي، حيث أتاحت للجمهور الوصول السهل للتحدث مع روبوت يمكنه المساعدة في مهام المدرسة أو العمل أو حتى الخروج بوصفات العشاء.

وكان الباحثون وراء دراسة نُشرت في المجلة العلمية «Science Advances»، المدعومة من الجمعية الأميركية لتقدم العلوم، مفتونين بنصوص «GPT-3» الخاص بـ«OpenAI» في عام 2020 وعملوا على اكتشاف ما إذا كان بإمكان البشر «التمييز بين المعلومات المضللة والمعلومات الدقيقة، والمنظمة في شكل تغريدات»، وتحديد ما إذا كانت التغريدة كتبها إنسان أو الذكاء الاصطناعي.

وقال أحد مؤلفي الدراسة، فيديريكو جيرماني من معهد أخلاقيات الطب الحيوي وتاريخ الطب في جامعة زيورخ، إن الاكتشاف «الأكثر إثارة للدهشة» هو كيف أن البشر على الأرجح وصفوا التغريدات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي بأنها من صنع الإنسان أكثر من التغريدات التي صنعها البشر بالفعل، وفقاً لـ«PsyPost».

وقال جيرماني: «كان الاكتشاف الأكثر إثارة للدهشة أن المشاركين غالباً ما كانوا يرون أن المعلومات التي ينتجها الذكاء الاصطناعي تأتي على الأرجح من الإنسان، وفي كثير من الأحيان أكثر من المعلومات التي ينتجها شخص حقيقي».

ومع الزيادة السريعة في استخدام الذكاء الاصطناعي، أطلق خبراء التكنولوجيا وقادة وادي السيليكون جرس الإنذار حول كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يخرج عن نطاق السيطرة وربما يؤدي إلى نهاية الحضارة. أحد أهم المخاوف التي رددها الخبراء؛ كيف يمكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى نشر معلومات مضللة عبر الإنترنت وإقناع البشر بشيء غير صحيح.

وقام الباحثون بجمع 697 مشاركاً من دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وآيرلندا وكندا للمشاركة في استطلاع. وتم تقديم التغريدات للمشاركين وطُلب منهم تحديد ما إذا كانت تحتوي على معلومات دقيقة أو غير دقيقة، وما إذا كانت قد تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي أو صنعها عضوياً.

وقال جيرماني عن الدراسة: «تؤكد دراستنا التحدي المتمثل في التمييز بين المعلومات التي يولدها الذكاء الاصطناعي وتلك التي أنشأها البشر. وتسلط الضوء على أهمية التقييم النقدي للمعلومات التي نتلقاها ووضع الثقة في مصادر موثوقة».

ووجد الباحثون أن المشاركين كانوا أفضل في تحديد المعلومات المضللة التي صنعها إنسان من المعلومات المضللة التي كتبها «GPT-3».

وقال جيرماني: «أحد الاكتشافات الجديرة بالملاحظة أن المعلومات المضللة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي كانت أكثر إقناعاً من تلك التي ينتجها البشر».


مقالات ذات صلة

الذهب يلمع مع التركيز على بيانات التضخم الأميركية

الاقتصاد سبائك ذهبية وعملات ذهبية بأحجام مختلفة ملقاة في خزانة على طاولة في أحد المتاجر لتجارة المعادن الثمينة في ميونيخ (د.ب.أ)

الذهب يلمع مع التركيز على بيانات التضخم الأميركية

ارتفعت أسعار الذهب قليلاً يوم الخميس بدعم من تراجع الدولار وآمال في خفض أسعار الفائدة الأميركية، في حين تحول التركيز إلى بيانات التضخم بأميركا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية (رويترز)

الذهب ينخفض 1% بسبب قوة الدولار

هبطت أسعار الذهب خلال تعاملات الأربعاء 1 في المائة، تحت ضغط من قوة الدولار وعدم اليقين، قبل تقرير التضخم الأميركي الرئيسي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك من الذهب الخالص في مصنع تكرير وتصنيع المعادن الثمينة بمدينة نوفوسيبيرسك السيبيرية (رويترز)

الذهب يتراجع مع صعود الدولار وتوقعات التضخم

تراجعت أسعار الذهب، الأربعاء، مع ارتفاع الدولار، في حين ينتظر المستثمرون تقريراً مهماً عن التضخم الأميركي المقرر صدوره هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد دمية صغيرة أمام شعار شركة «بوليوس» الروسية لتعدين الذهب (رويترز)

«بوليوس» الروسية تتحدى العقوبات... أرباح قياسية في الذهب

أعلنت شركة «بوليوس» الروسية لتعدين الذهب، اليوم (الثلاثاء)، زيادة 183 في المائة في أرباح النصف الأول من العام إلى 1.58 مليار دولار رغم العقوبات الغربية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد سبائك مكدسة في غرفة صناديق الأمانات بدار الذهب «برو أوروم» بميونيخ (رويترز)

الذهب يتراجع بعد انتعاش طفيف للدولار

انخفضت أسعار الذهب قليلاً الثلاثاء بعد انتعاش طفيف للدولار، رغم أن الخسائر كانت محدودة بسبب تفاؤل المستثمرين بخفض وشيك للفائدة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

معرض فوتوغرافي يستعيد «الخضرة والوجه الحسن» في مصر 

حديقة الحيوان في الثمانينات (مركز بساط الثقافي)
حديقة الحيوان في الثمانينات (مركز بساط الثقافي)
TT

معرض فوتوغرافي يستعيد «الخضرة والوجه الحسن» في مصر 

حديقة الحيوان في الثمانينات (مركز بساط الثقافي)
حديقة الحيوان في الثمانينات (مركز بساط الثقافي)

تستعيد صور فوتوغرافية فكرة النزهة العائلية «المُفتَقَدة» في الحدائق العامة، التي طالما كانت متنفساً لأغلب الأسر المصرية، وهي ما تبدو أنها صارت بعيدة المنال مع تعرُض عديد من الحدائق العامة للإهمال، أو إخضاعها لخطط التطوير، أو تقلص مساحاتها مع ابتلاع الأرصفة لها، وهي نقاط ترددت أصداؤها ونقاشاتها في أروقة فعالية «أغسطس الأخضر» التي اختتم بها القائمون على «مركز بساط الثقافي» بالقاهرة شهر أغسطس (آب)، مع الدعوة لاستحضار ذكريات الحدائق وهوامشها الاجتماعية.

وبعد دعوة أطلقها «مركز بساط الثقافي» بالقاهرة، عبر مواقع التواصل، لاستقبال صور من الأرشيف العائلي الشخصي في الحدائق، فوجئت مديرة المركز، دعاء الشريف، بتدفق المشارَكات من الصور التي شاركها الجمهور مع القائمين عليه، في احتفاءٍ بذاكرة الحدائق والمتنزهات.

لقطة من حديقة الأزهر وسط القاهرة (مركز بساط الثقافي)

«كان الغرض من المعرض الفوتوغرافي بشكل رئيسي ملاحظة تغيّر ممارساتنا الاجتماعية في الحدائق، والمساحات التي تقلّصت. لاحظنا كثيراً من الأشجار التي اختفت، والحدائق التي لم نعد نعرف أسماءها، وذلك من خلال صور عادية شاركت معنا حكايات أصحابها الشخصية مع الحدائق، بعضهم دوّن اسم الحديقة مع تاريخ تصوير الصور، وآخرون لم يجدوا حدائق فقاموا بمشاركة صورهم داخل مساحات خضراء ضيقة أو حتى اكتفوا بتصوير ورود عبروا بجوارها، وهي توثق فترة تمتد من الخمسينات حتى هذا العام، بكثير من المشاعر التي افتقدها الناس بتقلص اللون الأخضر» وفق ما قالته دعاء لـ«الشرق الأوسط».

أطفال جيل الثمانينات (مركز بساط الثقافي)

ويمكن من خلال التجوّل بين الصور المعروضة، التقاط ملامح من حدائق الخمسينات، حيث الألفة تطغى على كادرات حديقة «الأندلس» العريقة، و«حديقة الحيوان» بالجيزة، التي ظهرت في أكثر من لقطة، ما بين لقطات لها في الخمسينات وأخرى في فترة الثمانينات، في استعادة لواحدة من أشهر حدائق مصر التي تم إغلاق أبوابها أمام الجمهور منذ عامين بعد إدراجها للتطوير، ويعود تأسيسها إلى عام 1891 وتعدّ أكبر حدائق الحيوان في منطقة الشرق الأوسط من حيث المساحة، حيث تقع على نحو 80 فداناً.

لقطة عائلية في حديقة الحيوان (مركز بساط الثقافي)

وهناك صور خلت من العنصر البشري، اعتمد أصحابها على توثيق زياراتهم لها؛ مثل حديقة «قصر عابدين» الأثري، وصور مُلتقطة من داخل حديقة «الأورمان» بأشجارها وزهورها النادرة، علاوة على تكوينات أظهرت كثيراً من ملامح البهجة في حديقة «الأزهر» ما بين صور لأمهات يلتقطن أنفاسهن وسط اللون الأخضر، وصور بالأبيض والأسود لحديقة النباتات بأسوان (جنوب مصر)، وأطفال يطلقون العنان للعب.

وفي تعميق للارتباط المتجذر بين اللون الأخضر وذاكرة المدينة، دارت محاضرة «المياه والخضرة والوجه الحسن» ضمن فعاليات المعرض، التي تحدثت فيها المهندسة علياء نصار، مؤسسة «مدرسة خزانة للتراث»، التي تعدّ أن «إحياء ذاكرة الأماكن والتراث يبقيها حيّة حتى لو نالها التغيير، فليست فقط الحدائق التي يتم تقليصها لأغراض التطوير، ولكن حتى الشجر يُقطع من مكانه، وصار يختفي تدريجياً من الشوارع»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».

حديقة الأندلس الشهيرة (مركز بساط الثقافي)

وتضيف أن «مسألة الاهتمام بالحدائق والمساحات الخضراء طالما ارتبطت تاريخياً بالاهتمام بالتخطيط البيئي للمدن، حيث كان هناك قديماً اتجاه حدائق بينية بين العمارات بمساحات مختلفة، فكانت تمثل متنزهات صغيرة للأهالي مثلما كان في شوارع شبرا، مروراً بالاهتمام بتخصيص كيانات للاهتمام بالزراعة والبستنة مثل (المعرض الزراعي الصناعي) الذي تأسس عام 1897، وكان حدثاً يفتتحه الملك، ثم صار يفتتحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وقد ظهر في فيلم (حب حتى العبادة) وهو من بطولة صلاح ذو الفقار وتحية كاريوكا».

اللون الأخضر يتسع للجميع (مركز بساط الثقافي)

وتعدّ المهندسة علياء نصار أن «ذاكرة السينما مصدر مهم لتتبع تاريخ الحدائق في مصر» على حد تعبيرها، وتقول: «السينما أرّخت لعديد من الحدائق التي لم نعد نعلم أسماء كثير منها، كما أنها احتفظت بذاكرة حدائق ارتبطت بقصص حب شهيرة في الخمسينات والستينات، وأشهرها حديقة الأسماك، وحديقة الحيوان، وحديقة الأندلس».