كيف يبطئ مرض السكري التئام جروح العين؟ دراسة جديدة تجيب

كيف يبطئ مرض السكري التئام جروح العين؟ دراسة جديدة تجيب
TT

كيف يبطئ مرض السكري التئام جروح العين؟ دراسة جديدة تجيب

كيف يبطئ مرض السكري التئام جروح العين؟ دراسة جديدة تجيب

قدم محققون من مركز «سيدار» الطبي فهمًا جديدًا لكيفية تأخير مرض السكري التئام الجروح في العين، حيث حددوا لأول مرة تغييرين مرتبطين بالأمراض في القرنية.

فقد حددت نتائج الدراسة الجديدة التي نُشرت اليوم (الأربعاء) بمجلة «Diabetologia»، ثلاثة مسارات علاجية عكست هذه التغييرات وأعادت وظيفة التئام الجروح جزئيًا إلى القرنية (وهو اكتشاف يمكن أن يُعلّم في النهاية علاجات جديدة لمرض السكري).

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال الدكتور ألكسندر ليوبيموف مدير برنامج العيون بمعهد الطب التجديدي لمجلس المحافظين في مركز «سيدار» كبير مؤلفي البحث «لقد وجدنا أن مرض السكري يسبب تغيرات خلوية أكثر مما كنا على علم به سابقًا». مبينا «لا يؤثر الاكتشاف على تسلسل الجينات ولكنه يستلزم تعديلات معينة في الحمض النووي لتغيير التعبير الجيني - ما يعرف بالتغييرات اللاجينية». وذلك وفق ما نشر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.

ويعاني أكثر من 37 مليون شخص في الولايات المتحدة (11 % من السكان) من مرض السكري؛ وهو اضطراب جهازي يمكن أن يؤدي إلى أمراض الكلى وأمراض القلب والبتر والسكتة الدماغية وتلف الأعصاب.

وتم تصميم معظم أدوية مرض السكري لزيادة تحمل الغلوكوز أو توفير الأنسولين المستنفد. لكنها لا تعالج التغيرات الجزيئية والخلوية أو المضاعفات المرتبطة بها. وفي هذا الاطار، يحدد البحث الجديد أيضًا ولأول مرة دورًا مهمًا لـ Wnt-5a (بروتين تأشير مُفرَز وجد مسؤولًا عن التئام جروح القرنية ووظيفة الخلايا الجذعية؛ وهي خلايا قادرة على التمايز إلى العديد من أنواع الخلايا).

من جانبه، أفاد الدكتور روتشي شاه العالم بمختبر ليوبيموف المؤلف الأول للدراسة بـ«ان العلاجات الحالية تعالج الأعراض فقط، لذلك هناك حاجة ملحة لفهم الآليات الجزيئية لمشاكل التئام الجروح المتعلقة بالسكري». وتابع «ان فهم آلية التئام الجروح الجديدة المنظمة وراثيًا يمكن أن يؤدي إلى علاجات يمكن أن تساعد المرضى على تجنب المزيد من مشاكل صحة العين على المدى الطويل».

وعلى الرغم من أن مرض العين السكري ينصب بشكل كبير على شبكية العين، إلا أن ما يصل إلى 70 % من مرضى السكري يعانون من مشاكل في القرنية (السطح الخارجي الواقي الشفاف للعين).

ففي مرض السكري المتقدم، تصبح الخلايا الجذعية للقرنية معطلة، وتتعافى القرنية بشكل أبطأ وأقل كليا بعد إصابة أو إجراءات مثل الجراحة والعلاج بالليزر لاعتلال الشبكية السكري.

ولتحديد التغيرات اللاجينية المكتشفة في هذه الدراسة (التغييرات التي لم يتم إدخالها على الجينوم منذ الولادة لكن تم إدخالها لاحقًا) قارن ليوبيموف وفريقه خلايا من قرنيات ستة مرضى مصابين بالسكري مع خمسة متبرعين أصحاء. فوجدوا أنه في القرنيات المصابة بداء السكري، تم كبح منتج البروتين الخاص بجين WNT5A. بالإضافة إلى ذلك، في عينات مرضى السكري، وجدوا زيادة في microRNA الذي يثبط WNT5A. كما قام فريق العلماء بعد ذلك بإحداث جروح بخلايا القرنية في المزرعة وزراعة أعضاء القرنية واختبروا ثلاثة تدخلات مصممة لتطبيع التعبير البروتيني Wnt-5a. ثم أضافوا بروتين Wnt-5a مباشرة؛ إذ قاموا بإدخال مثبط مثيلة الحمض النووي، الذي تمت الموافقة عليه في الأصل لعلاج السرطان؛ واستهدفوا مستويات الرنا الميكروي بنهج علاج جيني جديد باستخدام مركب نانوي. وطور الفريق المركب، الذي يستخدم جزيئات اصطناعية لمنع الرنا الميكروي، كبديل للعلاج الجيني الفيروسي الذي وجدوه سامًا للخلايا الجذعية. ووجدوا ان جميع الطرق العلاجية الثلاث في عينات مرضى السكري حفزت إنتاج واسم الخلايا الجذعية وحسنت تجديد الأنسجة وسرعت التئام الجروح.

بدوره، قال الدكتور كليف سفندسن مدير معهد الطب التجديدي المؤلف المشارك للدراسة «ان العلاجات الجديدة لعكس التأثيرات اللاجينية يمكن أن تحسن وظيفة القرنية. وقد تثبت أيضًا أهميتها في مضاعفات مرض السكري الأخرى. هذا العمل يساعد بالتأكيد على المضي قدما في هذا المجال».

وسيستمر المحققون في تحليل بياناتهم لفهم آليات WNT5A والجينات الأخرى المتعلقة بالتئام الجروح بشكل أفضل.

جدير بالذكر، يعكف الباحثون حاليا على دراسة علاج مركب لاستهداف كل من microRNA و DNA methylation على أمل أن يعمل على تطبيع التئام الجروح بشكل أكثر شمولاً عن طريق زيادة بروتين Wnt-5a.

من أجل ذلك، يخلص ليوبيموف الى القول «ان هدفنا هو تطوير عقاقير موضعية ومستمرة التحرر من أجل التئام جروح القرنية. فالأدوية التي تمت الموافقة عليها من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية التي يمكن تطبيقها بسهولة قد تكون من أكثر الأساليب الواعدة للعلاجات المستقبلية الفعالة».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: فيروس «إتش إم بي في» في الصين شائع ولا يشكل تهديداً

آسيا طفل يضع كمامة وينتظر دوره مع أسرته داخل مستشفى في شرق الصين (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: فيروس «إتش إم بي في» في الصين شائع ولا يشكل تهديداً

قدمت منظمة الصحة العالمية، اليوم، تطمينات بشأن فيروس «إتش إم بي في»، وهو عدوى تنفسية تنتشر في الصين، مؤكدةً أن الفيروس ليس جديداً أو خطيراً بشكل خاص.

«الشرق الأوسط» (جنيف - بكين)
صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

اكتشف الباحثون وجود صلة بين عدوى الأمعاء المزمنة الناجمة عن فيروس شائع وتطور مرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

وفق تصنيف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

صحتك أكواب من الحليب النباتي بجانب المكسرات (أرشيفية - إ.ب.أ)

دراسة: النباتيون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب

تشير دراسة إلى أن النباتيين قد يكونون أكثر عرضة للاكتئاب؛ لأنهم يشربون الحليب النباتي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة: التوتر النفسي يزيد من حساسية الجلد

التوتر النفسي يحد من قدرة الخلايا المناعية المتخصصة  (أرشيفية)
التوتر النفسي يحد من قدرة الخلايا المناعية المتخصصة (أرشيفية)
TT

دراسة: التوتر النفسي يزيد من حساسية الجلد

التوتر النفسي يحد من قدرة الخلايا المناعية المتخصصة  (أرشيفية)
التوتر النفسي يحد من قدرة الخلايا المناعية المتخصصة (أرشيفية)

اكتشف باحثون أدلة جديدة تساعد في فهم كيف يمكن للتوتر والضغط النفسي أن يزيدا من حساسية الجلد. ووجد الباحثون في دراسة منشورة بدورية (جورنال أوف أليرجي آند كلينيكال إيميونولوجي) أن التوتر يعمل على تعطيل الوظائف المناعية والتدخل في استجابة الجسم للالتهاب.

الدراسة التي أجريت على الفئران أظهرت أن التوتر النفسي يحد من قدرة الخلايا المناعية المتخصصة التي تسمى الخلايا البلعمية المضادة للالتهابات على إزالة الخلايا الميتة في موقع الحساسية. وقال الباحثون إن تراكم الخلايا الميتة في الأنسجة يزيد من تسلل الخلايا المناعية المسماة الخلايا الحمضية، مما يرفع مستوى الاستجابة التحسسية، ومن ثم يؤدي إلى زيادة الشعور بالحساسية.

ذاكرة الضغط النفسي

وقال الدكتور سويشيرو يوشيكاوا، كبير الباحثين في الدراسة والاستاذ بكلية الطب بجامعة جونتيندو في اليابان، في بيان «هذه أول دراسة في العالم تثبت أن التوتر... يعطل وظيفة الخلايا البلعمية، والتي تساعد عادة في كبح ردود الفعل التحسسية، وبالتالي زيادة الاستجابة التحسسية». كما وجد الباحثون أن تأثير الضغط النفسي على الخلايا المناعية يبدو طويل الأمد ويمكن أن يؤثر على الخلايا البلعمية التي ينتجها الجهاز المناعي في وقت لاحق.

وقال يوشيكاوا «هذه الظاهرة، التي يشار إليها باسم 'ذاكرة الضغط النفسي'، تعني أن الضغط والتوتر الشديدين يتركان بصمة باقية على الخلايا المناعية، مما يؤثر على وظيفتها ويساهم في تطور المرض». وأشار الباحثون إلى أن تجنب الضغط النفسي تماما سيكون الحل الأمثل لمنع خلل وظائف الخلايا المناعية. ونظرا لأن هذا ليس ممكنا دائما، فإن فهم الآليات الجزيئية وراء «ذاكرة الضغط النفسي» قد يمهد الطريق لسبل علاج لحساسية الجلد.