البنتاغون يؤكد أن «فاغنر» لا تقاتل في أوكرانيا... وقائدها يرفض عرض بوتين الانضمام للجيش

كييف تتسلم أولى الذخائر العنقودية الأميركية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
TT

البنتاغون يؤكد أن «فاغنر» لا تقاتل في أوكرانيا... وقائدها يرفض عرض بوتين الانضمام للجيش

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

قال البنتاغون إن قوات مجموعة «فاغنر» الروسية المرتزقة، لا تقاتل الآن بقدرة كبيرة في أوكرانيا، مما زاد من التساؤلات المحيطة بمصيرها وقائدها، يفغيني بريغوجين، بعد تمردهم القصير على القيادة العسكرية الروسية الشهر الماضي. وقال المتحدث باسم البنتاغون، الجنرال باتريك رايدر، في إفادة صحافية الخميس، إن غالبية مقاتلي «فاغنر»، ما زالوا في المناطق التي تحتلها روسيا في أوكرانيا، لكنهم لا يشاركون في القتال. وقال رايدر: «في هذه المرحلة، لا نرى قوات (فاغنر) تشارك بأي قدرة مهمة لدعم العمليات القتالية في أوكرانيا».

يفغيني بريغوجين قائد مجموعة «فاغنر» (أ.ب)

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، في بيان نشرته على تطبيق «إنستغرام» للمراسلة، إن الجيش الروسي بدأ بجمع الأسلحة والمعدات من قوات «فاغنر»، على الرغم من أن مقاتليها أثبتوا فاعليتهم في أكثر المعارك دموية التي خاضتها روسيا في أوكرانيا، خصوصاً في معركة السيطرة على مدينة باخموت.

وبدا أن مستقبل بريغوجين ومقاتليه، من بين كثير من القضايا المجهولة، منذ استيلائهم على قاعدة عسكرية بجنوب روسيا، وزحفوا نحو موسكو، مما مثل أكبر تهديد لحكم الرئيس فلاديمير بوتين منذ توليه السلطة. وانتهى تمرد المجموعة، بعد يوم واحد بموجب اتفاق توسط فيه الزعيم البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، حيث كان من المفترض أن يتوجه بريغوجين إلى المنفى في بيلاروسيا، مقابل إسقاط تهم الخيانة الموجهة إليه.

اللفتنانت جنرال فلاديمير ألكسييف (يمين) مع بريغوجين في مقطع الفيديو من روستوف يناشد رئيس «فاغنر» في مقطع مصور سابق إعادة النظر في أفعاله (أ.ف.ب)

وكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة نشرتها صحيفة «كومرسانت» الروسية مساء الخميس، تفاصيل عن اجتماعه في 29 يونيو (حزيران) في الكرملين مع بريغوجين وقادة مجموعة «فاغنر». وأكد بوتين، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أنه اقترح أن يخدم عناصر «فاغنر» تحت إمرة قائد آخر من هذه المجموعة المسلحة، لكن بريغوجين رفض هذا العرض. وأوضح بوتين: «كان بإمكان عناصر (فاغنر) أن يجتمعوا في مكان واحد وأن يستمروا بالخدمة. ما كان شيء ليتغير بالنسبة لهم. كانوا ليُوضعوا تحت إمرة شخص يكون قائدهم الفعلي خلال تلك الفترة». وأضافت الصحيفة أن الشخص الذي اقترحه بوتين هو مسؤول في «فاغنر» يحمل لقب «سيدوي» (الأشيب)، كان يقود فعلياً عناصر «فاغنر» على الجبهة الأوكرانية في الأشهر الـ16 الأخيرة.

وأكد بوتين: «كثير من قادة (فاغنر) هزوا برؤوسهم موافقين عندما اقترحت ذلك. لكن بريغوجين الذي كان جالساً أمامي لم يرَ ذلك، وقال بعد الإصغاء: كل الشباب غير موافق على هذا الحل».

بوتين يترأس اجتماعاً الجمعة لمجلس الأمن الروسي (أ.ب)

وتحدّث بوتين أيضاً في المقابلة مع «كومرسانت» عن غياب وضع قانوني رسمي لمجموعة «فاغنر» في روسيا، حيث لا يسمح القانون بقيام مجموعات مسلحة خاصة. وأكد بوتين للصحيفة: «مجموعة (فاغنر) موجودة، لكن لا وجود قانونياً لها (...) هذه مسألة أخرى مرتبطة بإضفاء طابع شرعي (على وجودها). هذه مسألة يجب أن تناقش في مجلس الدوما وداخل الحكومة».

وأكد مسؤولون أميركيون وأوكرانيون وصول أولى شحنات الذخائر العنقودية، التي وعدت واشنطن بتسليمها لكييف، بعد أسبوع على «القرار الصعب للغاية» الذي اتخذه الرئيس جو بايدن، بتسليم هذا السلاح المحظور على نطاق واسع. وقال الجنرال دوغلاس سيمز، مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة في إفادة صحافية بالبنتاغون الخميس، إن الذخائر العنقودية قد تم تسليمها إلى أوكرانيا، من دون أن يحدد كميتها.

جنديان من سلاح الجو الأميركي يقومان بفحص أخير لقنبلة عنقودية بقاعدة «هيل» الجوية في ولاية يوتا الأميركية (رويترز)

وتأتي هذه الذخائر من ضمن حزمة مساعدات أميركية بقيمة 800 مليون دولار. من ناحيتها، أكدت أوكرانيا تسلمها هذه الذخائر، وقال الجنرال الأوكراني، أولكسندر تارنافسكي، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، إن هذه الذخائر، التي لم يستخدمها الجيش الأوكراني بعد، يمكن أن «تغير جذرياً» الوضع في ساحة المعركة. وحظرت أكثر من 100 دولة، بما في ذلك كثير من حلفاء الولايات المتحدة، استخدام الذخائر العنقودية بسبب الخطر الذي تشكله على المدنيين. وغالباً ما تفشل قنابلها الصغيرة في الانفجار على الفور، ما يؤدي إلى انتشارها لسنوات وعقود، ويمكن أن تتسبب بمقتل الذين يعثرون عليها. ولم توقع روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة على معاهدة دولية تحظر تخزينها أو استخدامها.

ورفض البنتاغون الإدلاء بتفاصيل بشأن عدد الأسلحة التي تم توفيرها أو الجدول الزمني لتسليمها، لكنه قال إن القيادة الأوكرانية أكدت للولايات المتحدة، أنها لن تستخدمها بالقرب من المناطق السكنية.

وردت روسيا على قرار تسليم هذه الذخائر، بالقول إنها ستقوم باستخدامها بنفسها. غير أن تقارير موثقة تثبت أن موسكو تقوم باستخدامها بالفعل منذ بداية غزوها لأوكرانيا. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بقمة «الناتو» هذا الأسبوع في ليتوانيا: «تستخدم روسيا باستمرار الذخائر العنقودية على أراضينا، وتقاتل حصرياً على أرضنا، وتقتل شعبنا، وتستخدم الذخائر العنقودية لسنوات عديدة». وتعهد بأن قوات بلاده ستستخدمها «حصرياً للأغراض العسكرية، في الأراضي المحتلة مؤقتاً بأوكرانيا».

فشل محاولة وقف المساعدات

في هذا الوقت، فشلت محاولة مجموعة من النواب اليمينيين المتشددين في الحزب الجمهوري، تمرير تعديلات على مشروع موازنة وزارة الدفاع لعام 2024، بقيمة 886 مليار دولار، تدعو إلى وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا. وقاد رئيس مجلس النواب الجمهوري، كيفن مكارثي، تصويت النواب على عشرات التعديلات المقترحة، حيث هزم اقتراحين من المجموعة اليمينية «كتلة الحرية»، بأغلبية ساحقة محاولتهم قطع المساعدة العسكرية الأميركية لأوكرانيا. وحصل التصويت على 341 صوتاً، مقابل 89 صوتاً، لرفض التعديل الذي اقترحته النائبة الجمهورية المتشددة المثيرة للجدل، مارغوري غرين، لإنهاء برنامج 300 مليون دولار لتدريب وتجهيز الجنود الأوكرانيين، الذي كان قائماً منذ ما يقرب من عقد من الزمان.

رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي (أ.ب)

كما رفض المجلس بأغلبية 358 صوتاً مقابل 70 صوتاً، اقتراحاً من النائب الجمهوري المتشدد، ماثيو غايتس، عضو الكتلة، بحظر إرسال مزيد من المساعدة الأمنية إلى أوكرانيا. وعدّ تصويت جميع النواب الجمهوريين المؤيدين لاستمرار المساعدات لأوكرانيا، على رفض الاقتراحين، بمثابة انتصار للجمهوريين الرئيسيين، الذين دافعوا عن المساعدة العسكرية الأميركية لأوكرانيا، باعتبارها حيوية لمواجهة روسيا. ومن المتوقع أن يدعموا إدارة بايدن عندما تتقدم إلى الكونغرس للموافقة على أموال إضافية لأوكرانيا، هذا الخريف. ورغم ذلك، عكس هذا التصويت، ازدياد المشاعر المعادية لأوكرانيا في صفوف الجمهوريين.


مقالات ذات صلة

استراتيجية الأمن القومي الأميركي و«المعجزة» الأوروبية المنشودة

تحليل إخباري الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث قبل حفلة لمغني الأوبرا الإيطالي الضرير أندريا بوتشيللي في البيت الأبيض (أ.ب)

استراتيجية الأمن القومي الأميركي و«المعجزة» الأوروبية المنشودة

ستثير الوثيقة التي صدرت الجمعة عن البيت الأبيض استياء الحلفاء التقليديين لواشنطن في أوروبا، لما تتضمّنه من انتقادات لاذعة لسياسات قادة «القارة العجوز».

أنطوان الحاج
أوروبا يُظهر منظر عام هيكل الاحتواء الآمن الجديد (NSC) فوق التابوت القديم الذي يغطي المفاعل الرابع التالف بمحطة تشرنوبل للطاقة النووية في تشرنوبل (رويترز)

«الطاقة الذرية»: الدرع الواقية لمحطة تشرنوبل النووية تضررت

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أمس (الجمعة)، أن الدرع الواقية في محطة تشرنوبل النووية بأوكرانيا لم تعد بإمكانها أداء وظيفتها الرئيسية

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الولايات المتحدة​ المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)

الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

يعقد مفاوضون أوكرانيون ومبعوثو الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوماً ثالثاً من المحادثات في ميامي السبت، مؤكدين أن إحراز أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
أوروبا المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز)

قلق أوروبي من «تسرع» أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا

كشفت تقارير مضمون مكالمة حسّاسة جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأوكراني

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا مبنى المحكمة الدولية في لاهاي (رويترز)

المحكمة الدولية: عقد جلسات استماع في غياب بوتين ونتنياهو وارد

اعتبر نائب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أن عقد جلسات استماع في غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وارد.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)

القبض على 4 أشخاص ألقوا الطعام على صندوق عرض التاج البريطاني

اثنان من أعضاء مجموعة تدعى «استعيدوا السلطة» لطخا صندوقاً يحتوي على تاج الدولة الإمبراطوري في لندن بفطيرة التفاح والكاسترد («استعيدوا السلطة» - أ.ف.ب)
اثنان من أعضاء مجموعة تدعى «استعيدوا السلطة» لطخا صندوقاً يحتوي على تاج الدولة الإمبراطوري في لندن بفطيرة التفاح والكاسترد («استعيدوا السلطة» - أ.ف.ب)
TT

القبض على 4 أشخاص ألقوا الطعام على صندوق عرض التاج البريطاني

اثنان من أعضاء مجموعة تدعى «استعيدوا السلطة» لطخا صندوقاً يحتوي على تاج الدولة الإمبراطوري في لندن بفطيرة التفاح والكاسترد («استعيدوا السلطة» - أ.ف.ب)
اثنان من أعضاء مجموعة تدعى «استعيدوا السلطة» لطخا صندوقاً يحتوي على تاج الدولة الإمبراطوري في لندن بفطيرة التفاح والكاسترد («استعيدوا السلطة» - أ.ف.ب)

قالت الشرطة البريطانية، اليوم السبت، إنها اعتقلت أربعة أشخاص في برج لندن بعد إلقاء طعام على صندوق عرض يحتوي على تاج الدولة الإمبراطوري، مضيفة أنه جرى غلق جزء من المبنى التاريخي يضم جواهر التاج الملكي أمام الجمهور.

ونشرت مجموعة تدعى «استعيدوا السلطة»، التي تصف نفسها بأنها مجموعة «مقاومة مدنية»، لقطات للواقعة على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلة إن اثنين من أعضائها لطخا صندوق العرض بفطيرة التفاح والكاسترد.

وجرى إلغاء عرض مجوهرات التاج بعد تلطيخ أفراد المجموعة صناديق العرض التي تحتوي على تاج الدولة الإمبراطوري باستخدام كراميل التفاح وكريم الكاسترد الأصفر، وهما عنصران أساسيان في قوائم الحلويات البريطانية، وفقا لوكالة «أسوشييتد برس».

وأوضحت شرطة لندن، في بيان، أنه جرى اعتقال أربعة محتجين بعد ورود تقارير عن الأضرار الجنائية التي لحقت بصندوق العرض قبل الساعة 10:00 بتوقيت غرينيتش بقليل.

وأضافت، وفقاً لوكالة «رويترز»: «جرى احتجازهم. وأغلق بيت الجواهر أمام الجمهور بينما تستمر تحقيقات الشرطة».

ويضع الملك تشارلز تاج الدولة الإمبراطوري في بعض المناسبات الرسمية، مثل الافتتاح الرسمي للبرلمان. ووضعه أيضاً عند عودته إلى قصر بكنغهام بعد تتويجه في كنيسة وستمنستر في عام 2023.

سياح يدخلون إلى المبنى التاريخي الذي يضم جواهر التاج الملكي في برج لندن (رويترز)

ولم يصدر تعليق بعد من مؤسسة القصور الملكية التاريخية، التي تدير برج لندن الذي يبلغ عمره ألف عام.

وقالت حركة «استعيدوا السلطة» إن احتجاجها كان لتسليط الضوء على مطالبتها الحكومة بفرض ضرائب على الأثرياء.


مقرر تركيا في البرلمان الأوروبي ينتقد وضع سيادة القانون وتطبيق الدستور

مقرر البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا ناتشو سانشيز آمور خلال مؤتمر صحافي في مقر بعثة الاتحاد الأوروبي بأنقرة 5 ديسمبر (من حسابه في «إكس»)
مقرر البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا ناتشو سانشيز آمور خلال مؤتمر صحافي في مقر بعثة الاتحاد الأوروبي بأنقرة 5 ديسمبر (من حسابه في «إكس»)
TT

مقرر تركيا في البرلمان الأوروبي ينتقد وضع سيادة القانون وتطبيق الدستور

مقرر البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا ناتشو سانشيز آمور خلال مؤتمر صحافي في مقر بعثة الاتحاد الأوروبي بأنقرة 5 ديسمبر (من حسابه في «إكس»)
مقرر البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا ناتشو سانشيز آمور خلال مؤتمر صحافي في مقر بعثة الاتحاد الأوروبي بأنقرة 5 ديسمبر (من حسابه في «إكس»)

وصف مسؤول أوروبي وضع سيادة القانون في تركيا بـ«الكارثة»، منتقداً ما سمّاه «الازدواجية» في جميع مناحي الحياة السياسية والتطبيق الجزئي للدستور. والتقى مقرر البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا ناتشو سانشيز آمور، الموجود في تركيا حالياً في زيارة تقصي حقائق تسبق إصدار التقرير السنوي للبرلمان الأوروبي حولها، وزراء ومسؤولين في الحكومة والمعارضة، منهم وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك، ونائب وزير الخارجية سفير تركيا لدى الاتحاد الأوروبي محمد كمال بوزاي، ورئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل.

كما التقى مسؤولين من حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، المؤيد للأكراد، وسفراء عدد من دول الاتحاد الأوروبي في أنقرة، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال حقوق الإنسان وقادة رأي.

قضية إمام أوغلو

وزار آمور، السبت، عدداً من السياسيين والناشطين المدنيين المعارضين المعتقلين، وفي مقدمتهم رئيس بلدية إسطبنول أكرم إمام أوغلو، والناشط المدني عثمان كافالا، والنائب البرلماني من حزب «العمال» التركي جان أطالاي، في سجن سيليفري بضواحي إسطنبول، والرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطية (الديمقراطية والمساواة للشعوب حالياً)، صلاح الدين دميرطاش في سجن أدرنة شمال غربي تركيا.

آمور أمام مؤسسة مرمرة العقابية (سجن سيليفري) حيث ذهب لزيارة إمام أوغلو وعدد من السياسيين المعارضين الأتراك المعتقلين (إعلام تركي)

ووصف، في تصريحات عقب لقاء إمام أوغلو في سجن سيليفري (غرب إسطنبول)، محاكمته بأنها «قضية ملفقة تماماً». وأكد أن «استخدام القضاء في تركيا للقضاء على المعارضين السياسيين هو إحدى أكبر العقبات في طريق انضمامها إلى عضوية الاتحاد الأوروبي».

وعزا القضية إلى دوافع سياسية، قائلاً إنه موجود الآن في «سيليفري» بسبب فوزه على مرشحي حزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات المحلية بإسطنبول مرتين خلال عامَي 2019 و2024. وأشاد بالاحتجاجات الجماهيرية الحاشدة التي أعقبت سجن إمام أوغلو، قائلاً إن المتظاهرين عرقلوا تعيين وصي من جانب الحكومة على بلدية إسطنبول.

وانتقد آمور إغفال مبدأ شخصية العقوبة في القضايا التي تريد الحكومة من خلالها تحقيق أهداف سياسية، قائلاً: «هناك أمل ومستقبل لتركيا في الاتحاد الأوروبي يبدأ من هنا في سجن سيليفري».

استهداف «الشعب الجمهوري»

ووصف آمور، في مؤتمر صحافي عقده بمقر بعثة الاتحاد الأوروبي في أنقرة مساء الجمعة، المعايير الديمقراطية في تركيا بأنها في «حالة متردية للغاية». كما أن سيادة القانون «كارثة بكل المقاييس»، مضيفاً أن الدستور ليس قائماً بذاته، ولا يمكن تطبيقه بشكل منصف، وأنه من المذهل عدم اعتراف المحاكم الأدنى بقرارات المحكمة الدستورية. كما تُسلب حقوق الناس رغم أحكام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وموقف القضاء تجاه أعضاء المعارضة والحكومة مختلف تماماً.

جانب من لقاء آمور ورئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل (حساب الحزب في «إكس»)

وذكر أن حزب «الشعب الجمهوري»، أصبح الآن هو «الطرف المُفضّل في سياسات الحكومة القمعية»، كونه أصبح خطراً عليها في الانتخابات المقبلة، وأن هذا يمثّل معياراً مزدوجاً آخر، إذ إن جميع القضايا المتعلقة بحزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، المؤيد للأكراد، أُوقفت الآن (بسبب المفاوضات مع حزب العمال الكردستاني)، نظراً إلى الحاجة السياسية لذلك في المستقبل، والآن أصبح الهدف هو حزب الشعب الجمهوري، لأنه فاز في الانتخابات المحلية الأخيرة، ويُقدم بديلاً حقيقياً في الانتخابات القادمة.

وأشاد آمور بالعملية الجارية لنزع أسلحة حزب العمال الكردستاني، في إطار ما يُسمّى «عملية تركيا خالية من الإرهاب»، قائلاً: «أنا من إسبانيا، أُدرك مدى صعوبة مكافحة الإرهاب، لذا فإن نزع سلاح حزب العمال الكردستاني خبر سار للغاية حقاً».

جانب من لقاء آمور ونائب وزير الخارجية التركي محمد كمال بوزاي (من حساب آمور في «إكس»)

وأضاف أن موقف الاتحاد الأوروبي هو المساعدة عند الضرورة؛ سنشجع العملية، وبالطبع نحن سعداء بهذا التطور، لكننا لا نستطيع التدخل بأي شكل من الأشكال.

تركيا وعضوية الاتحاد الأوروبي

وعما إذا كان أمام تركيا فرصة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، قال إن «عملية الانضمام هي عملية معيارية تتعلق بتطبيق معايير كوبنهاغن، وليست عملية تفاوضية، والجميع يعلم ما هو مطلوب، أولاً، الإرادة السياسية ضرورية، ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة».

جانب من المؤتمر الصحافي لمقرر البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا ناتشو سانشيز آمور (من حسابه في «إكس»)

وأضاف: «أما المسألة الأخرى فهي الشراكة، التي تعني الديمقراطية وكل ما يعود بالنفع على الطرفين، هناك حسن نية من بعض النظراء الأوروبيين بشأن قضايا الأمن والدفاع وغيرها؛ تسهيل التأشيرات، وتحديث الاتحاد الجمركي، واستئناف الحوار رفيع المستوى، كلها جوانب من الشراكة. نريد علاقات وثيقة مع جميع جيراننا، سواء كانوا مرشحين للعضوية أم لا، لكننا لا نقبل فكرة أن تنعكس بيئة شراكة جيدة فوراً في عملية الانضمام، لا تُقاس جدية أي دولة بالطائرات المسيرة فحسب، بل تُقاس أيضاً بمدى الوفاء بالتزاماتها وتطبيق المعايير».

وقال: «هناك رغبة حقيقية في التوسع. يبحث الاتحاد الأوروبي عن شركاء في كل مكان، لأسباب عديدة، منها التعامل مع الوضع الدولي الراهن، ودور الحروب والاضطرابات التي أحدثتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في العلاقات الدولية. يحرص الاتحاد على إعطاء الأولوية لتوسيع نطاقه، وهذه فرصة يمكن أن تستفيد منها جميع الدول المرشحة وليس تركيا فحسب».


البابا: لن نقف مكتوفي الأيدي أمام انتهاكات حقوق الإنسان

البابا ليو الرابع عشر يتحدث في الفاتيكان (أ.ب)
البابا ليو الرابع عشر يتحدث في الفاتيكان (أ.ب)
TT

البابا: لن نقف مكتوفي الأيدي أمام انتهاكات حقوق الإنسان

البابا ليو الرابع عشر يتحدث في الفاتيكان (أ.ب)
البابا ليو الرابع عشر يتحدث في الفاتيكان (أ.ب)

أكد البابا ليو الرابع عشر أمام سفراء جدد، اليوم (السبت)، أن الفاتيكان لن يقف مكتوف الأيدي أمام انتهاكات حقوق الإنسان في أنحاء العالم.

وهذه من أوضح التصريحات التي تكشف حتى الآن عن فلسفة البابا الأميركي، الذي انتُخب على رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم في مايو (أيار) عقب وفاة البابا فرنسيس.

وقال البابا أمام مجموعة السفراء الـ13: «أود أن أؤكد مجدداً أن الكرسي الرسولي لن يقف مكتوف الأيدي أمام التفاوتات الجسيمة، والظلم وانتهاكات حقوق الإنسان الأساسية في مجتمعنا العالمي الذي يزداد انقساماً وعرضة للصراعات».

و«الكرسي الرسولي» هو الهيئة الحاكمة للكنيسة التي يقودها البابا، ويمتلك سلطة روحية على 1.4 مليار كاثوليكي.

وأكد البابا أن «دبلوماسية الكرسي الرسولي تتجه باستمرار نحو خدمة خير البشرية، لا سيما من خلال مناشدة الضمائر، والإصغاء لأصوات الفقراء، أو الذين يعيشون في أوضاع هشّة، أو الذين يُدفعون إلى هامش المجتمع».

وبتركيزه على عدم المساواة، يبني ليو على أولويات سلفه البابا فرنسيس، الذي دافع عن حقوق المهاجرين وغيرهم من الفئات المستضعفة خلال حبريته.

وانتقد ليو، الذي أمضى قرابة 20 عاماً مبشّراً في البيرو، معاملة المهاجرين «غير المحترمة» في الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترمب.

والسفراء الجدد المعتمدون الذين استقبلهم الفاتيكان السبت، من أوزبكستان ومولدوفا والبحرين وسريلانكا وباكستان وليبيريا وتايلاند وليسوتو وجنوب أفريقيا وفيجي وميكرونيزيا ولاتفيا وفنلندا.