انقطعت الاتصالات لساعات عدة، الجمعة، في العاصمة السودانية الخرطوم فيما كانت المعارك محتدمة بين الجيش وقوات «الدعم السريع».
وقال شهود لوكالة الصحافة الفرنسية، إن اتصالات الإنترنت والهواتف النقالة، الضرورية للحصول على المعلومات والمؤن منذ بدأت الحرب قبل قرابة ثلاثة شهور، كانت خارج الخدمة فيما دارت «اشتباكات عنيفة» في أحياء عديدة.
ولم تتضح أسباب انقطاع الخدمة على الفور. وأفاد شهود بأن بعض شبكات الهواتف النقالة عاودت العمل قرابة الساعة 9.00 (ت.غ)؛ أي الحادية عشرة بالتوقيت المحلي.
وطوال ساعات الصباح، شوهدت أعمدة دخان أسود كثيف تتصاعد من المنطقة التي يقع بها مقر القيادة العامة للجيش في وسط الخرطوم، وكذلك في الجنوب.
وأكد شهود في الخرطوم بحري، شمال شرقي العاصمة، وقوع «مواجهات بكل الأسلحة». وقال سكان في أم درمان (شمال) إن طائرات حربية ومسيرات حلقت فوق هذه الضاحية الشمالية للخرطوم.
منذ 15 أبريل (نيسان)، اندلعت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو.
وفق الأمم المتحدة، اضطر أكثر من مليون ونصف مليون سوداني إلى مغادرة الخرطوم بسبب الحرب، فيما بقي ملايين آخرون داخل منازلهم خوفاً من أن تصيبهم رصاصات طائشة جراء القتال.
ولجأ السكان إلى الإنترنت لتلبية احتياجاتهم الأساسية من خلال مبادرات جماعية تتيح العثور على طرق آمنة لإجلاء المصابين أو الحصول على أغذية وأدوية.
وأسفرت المعارك في الخرطوم وفي إقليم دارفور بغرب السودان، حيث وقعت فظاعات جديدة، عن مقتل قرابة ثلاثة آلاف شخص، وفق منظمة «أكليد» المتخصصة في جمع المعلومات في مناطق النزاع. كما أدت إلى نزوح ولجوء قرابة ثلاثة ملايين شخص، بحسب الأمم المتحدة.
الخميس، أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، في تقرير إلى مجلس الأمن الدولي، فتح تحقيق جديد في جرائم حرب في إقليم دارفور السوداني، داعياً إلى عدم السماح لـ«التاريخ بأن يُعيد نفسه».
ولم يسلم إقليم دارفور حيث أودت الحرب الأهلية في مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بنحو 300 ألف شخص، من الفظائع. وقالت الأمم المتحدة، الخميس، إن جثث 87 شخصاً على الأقل يُعتقد أنهم قُتلوا الشهر الماضي بأيدي قوات «الدعم السريع» وحلفائها، دُفنت في مقبرة جماعية في دارفور.