ميليشيات تختطف عشرات السجناء أثناء نقلهم من تكريت إلى بغداد

الجيش كان ينقل المعتقلين إلى العاصمة لاستكمال إجراءات الإفراج عنهم

ميليشيات تختطف عشرات السجناء أثناء نقلهم من تكريت إلى بغداد
TT

ميليشيات تختطف عشرات السجناء أثناء نقلهم من تكريت إلى بغداد

ميليشيات تختطف عشرات السجناء أثناء نقلهم من تكريت إلى بغداد

ذكر مصدر أمني بمحافظة صلاح الدين، شمال بغداد، أن مسلحين يرتدون ملابس سوداء ويستقلون سيارات رباعية الدفع اختطفوا أمس 42 معتقلاً بالقرب من مدينة الدجيل، 100 كلم جنوب تكريت مركز المحافظة.
وأوضح المصدر أن «نحو 50 مسلحًا يرتدون ملابس سوداء اللون ويستقلون 20 سيارة رباعية الدفع، ويعتقد بأنهم يتبعون لإحدى الميليشيات النافذة، قاموا فجر الثلاثاء باختطاف 42 معتقلاً، كانوا في طريقهم إلى بغداد لاستكمال إجراءات إطلاق سراحهم بعد أن ثبتت براءتهم من التهم الموجهة إليهم». وأضاف أن «المسلحين قاموا بقطع الطريق الرئيسي بين مدينة الدجيل وبغداد، واقتادوا المعتقلين تحت تهديد السلاح إلى جهة مجهولة، بعد أن قاموا بتجريد القوة التي كانت ترافقهم من الأسلحة وأجهزة الاتصال». وأشار المصدر إلى أن المعتقلين كانوا محتجزين في سجن تابع للواء 17 من الجيش العراقي بالقرب من مدينة الدجيل، وجرى اعتقالهم خلال العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش بمناطق متفرقة من محافظة صلاح الدين. ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الحادث».
وفي سياق متصل، قال عضو البرلمان العراقي ونائب رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حامد المطلك: «إن الأمور في البلد تسير لمنحدر خطير فهناك سلطات ميليشياوية داخل السلطة في العراق تتحكم بأرواح الناس وممتلكاتهم، وتعبث بالأمن بشكل خطير، وحادثة اختطاف المعتقلين وهم تحت رعاية ووصاية الدولة وحمايتها، خصوصًا وهم تحت أيدي مؤسسة أمنية كبيرة تمثل الجيش العراقي، تعد كارثة لا يمكن السكوت عليها إطلاقا لأنها انتهاك خطير ضرب بهيبة الدولة والحكومة والسلطة الأمنية عرض الحائط».
وأضاف المطلك أن «حادثة التعرض لقافلة الجيش العراقي واختطاف المعتقلين لا بد الوقوف عندها بجدية، ولا بد من موقف حازم من قبل رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، وإلا سوف تنفلت الأمور الأمنية إلى ما هو أدهى وأمر ولا تبقى أية هيبة لمنظومة الدولة الأمنية أمام سطوة العصابات والميليشيات المسلحة».
وفي الأنبار، أكد المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول وجود تقدّم للقطعات العسكرية في مدينتي الرمادي والفلوجة ولا صحة لوجود توقف للعمليات ضد تنظيم داعش، مبينًا أن هناك أعمالا تعرضية من قبل القوات المسلحة العراقية باتجاه تجمعات التنظيم المتشدد في الأنبار والفلوجة.
وقال رسول إن «القطعات العسكرية توجد في المحاور الأربعة وتتقدم وفق الخطط المرسومة لها في المرحلة الثانية من عملية تحرير مدينة الرمادي من قبضة تنظيم داعش الإرهابي»، مؤكدا أن «قوات مكافحة الإرهاب تواصل تحرير مستودعات الوقود وأن قوات الشرطة الاتحادية تقوم بعمليات تعرّضية في منطقة المضيق في المحور الشرقي للأنبار باتجاه العدو ويكبدونه خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات».
وأشار المتحدث باسم العمليات المشتركة إلى أن «اللواء 76 فرقة 16 بعد تحرير تلة مشيهيدة باشر بالتقدم باتجاه منطقة الحميرة وتقوم القوات برفع العبوات الناسفة وفتح الطرق التي قام العدو بزرع العبوات فيها»، مبينًا أن «المحور الغربي يشهد تقدمًا للقطعات باتجاه الأهداف المرسومة بعد اجتياز الملعب الأولمبي والوصول إلى قرية المسودة وهناك تقدم لقطعاتنا باتجاه الأهداف في المرحلة الثانية».
وتابع رسول أن «مدينة الفلوجة محاصرة من الجهات الأربعة وهناك أعمال تعرضية من قبل القوات الأمنية المشتركة باتجاه تجمعات العدو»، مؤكدًا «على دور طيران التحالف في مساندة القطعات العسكرية بضرب الأهداف التي يتم تدقيقها بعد ورود معلومات استخباراتية من الأجهزة الاستخبارية العراقية».
من جهة أخرى، تصاعدت وتيرة انتفاضة أهالي مدينة الرطبة غرب العراق ضد تنظيم داعش، بعد أن قام مسلحو التنظيم باعتقال 230 مواطن من أهالي البلدة وربطهم على أعمدة الكهرباء وأعدم عشرة منهم، واقتاد الباقين إلى جهات مجهولة. وقال سكان محليون في قضاء الرطبة لـ«الشرق الأوسط» إن العشائر في المدينة «أعطت الأوامر لأبنائها من أجل حمل السلاح بوجه التنظيم الإرهابي وأعلنت النفير العام لشباب ورجال المدينة وكل من يستطيع حمل السلاح». كما طالب سكان المدينة من الحكومة المركزية وقوات الجيش والتحالف الدولي التدخل الفوري لإنقاذ أرواح أبناء مدينة الرطبة قبل أن يعدمهم التنظيم المتطرف.



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.