يلين: رغبة مشتركة لدى أميركا والصين لبناء علاقات مثمرة

وصفت زيارة بكين بـ«الناجحة» رغم عدم تحقيق اختراقات

جانيت يلين وزيرة الخزانة الأميركية... التقت الفريق الجديد الذي يقود الاقتصاد الصيني خلال زيارتها لبكين (د.ب.أ)
جانيت يلين وزيرة الخزانة الأميركية... التقت الفريق الجديد الذي يقود الاقتصاد الصيني خلال زيارتها لبكين (د.ب.أ)
TT

يلين: رغبة مشتركة لدى أميركا والصين لبناء علاقات مثمرة

جانيت يلين وزيرة الخزانة الأميركية... التقت الفريق الجديد الذي يقود الاقتصاد الصيني خلال زيارتها لبكين (د.ب.أ)
جانيت يلين وزيرة الخزانة الأميركية... التقت الفريق الجديد الذي يقود الاقتصاد الصيني خلال زيارتها لبكين (د.ب.أ)

رأت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، في مقابلة بُثت مساء الاثنين، أن هناك رغبة مشتركة لدى الصين والولايات المتحدة لتحقيق الاستقرار في العلاقات بينهما، وأيضا التعامل بشكل بنّاء مع المشكلات التي تعترض هذه العلاقات.

وجاءت تعليقاتها خلال برنامج «ماركت بلايس» على الإذاعة الوطنية العامة «إن بي آر» في أعقاب الزيارة التي قامت بها إلى الصين لمدة أربعة أيام، حيث التقت الفريق الجديد الذي يقود الاقتصاد الصيني.

وقالت يلين عن أكبر اقتصادين في العالم: «هناك تحديات، لكنني أعتقد أن هناك رغبة لدى الطرفين لتحقيق الاستقرار في العلاقة بينهما ومعالجة المشاكل التي قد يراها كل منا بشكل بنّاء»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأضافت أن الهدف هو القيام بذلك «بصراحة وصدق واحترام لبناء علاقة مثمرة في المستقبل».

ووصفت يلين زيارتها إلى الصين بالناجحة، موضحة أن الولايات المتحدة والصين «تباعدتا» بسبب حالات سوء التفاهم بينهما. وأكدت أنه من أجل تمتين هذه العلاقات وتحسينها «من الضروري أن نجتمع في العلن لمناقشة خلافاتنا باحترام وصراحة ولتطوير قنوات اتصال منتظمة». وتابعت: «كان هذا بالتأكيد من الأهداف الرئيسية لرحلتي. أعتقد أنها كانت ناجحة بهذا المعنى».

والتقت يلين في بكين رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ ونائبه هي ليفنغ ووزير المالية ليو كون، إضافة إلى بان غونغشينغ الذي يصفه مسؤولون أميركيون بأنه محافظ البنك المركزي الصيني.

وفي حين أن الزيارة لم تسفر عن تحقيق اختراقات، إلا أن واشنطن وبكين اتفقتا على استمرار التواصل.

وقالت يلين إن الولايات المتحدة منفتحة لسماع مخاوف الصين، وعندما سئلت عن المعاملة بالمثل أجابت: «نتوقع بشكل كامل أن يكون لدينا اتصالات متكررة أكثر على مستويات عدة مختلفة، وأن تكون لدينا فرص لاستكشاف المخاوف».

ومع تصدّر القيود التجارية قائمة الخلافات، أبلغت يلين الصحافيين الأحد أن الخطوات الجديدة سيتم تنفيذها «بطريقة شفافة» و«بشكل ضيق» في القطاعات التي تنطوي على مخاوف تتعلق بالأمن القومي. وأضافت: «أريد تهدئة مخاوفهم بأننا قد نفعل شيئا يكون له تأثير واسع النطاق على الاقتصاد الصيني».

الالتفات لأوروبا

في غضون ذلك، وبعد الترحيب بيلين في بكين، في محاولة متجددة لإصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة، يمكن للصين الآن توجيه اهتمامها إلى علاقات أخرى ذات أهمية اقتصادية وجيوسياسية في أوروبا. ولن يكون بحث هذه العلاقات سهلاً.

وكان من المقرر أن يصل جوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية إلى بكين مساء الاثنين للاجتماع مع وزير الخارجية الصيني تشين غانغ، وغيره من كبار المسؤولين. ولكن تم فجأة تأجيل الزيارة دون أي تفسير. وهذه هي المرة الثانية التي يضطر فيها بوريل إلى تأجيل خطط سفره، بعدما ألغى زيارة في أبريل (نيسان) الماضي لإصابته بفيروس كورونا.

وقال ماثيو بروكر، الكاتب والمتخصص في التمويل والسياسة الآسيوية في «بلومبرغ»، إنه ردا على سؤال عن الإلغاء الذي أعلنه فقط الجانب الأوروبي، قال وانغ بي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: «نرحب بزيارة الممثل السامي جوزيب بوريل للصين في وقت قريب مناسب للجانبين». وأضاف أن الصين «تعلق أهمية كبيرة على العلاقات مع الاتحاد الأوروبي» وستظل على اتصال.

وأضاف بروكر أنه لا ينبغي أن يخفي ذلك الأسلوب المهذب مدى العقبات أمام تحقيق علاقات أكثر سلاسة بين الجانبين. ففي 30 يونيو (حزيران) الماضي نشرت هولندا ضوابط جديدة للتصدير من شأنها تقييد تصدير آلات تصنيع الرقائق الإلكترونية للصين، والمطلوبة لإنتاج أشباه الموصلات الأكثر تقدما. وبعد ثلاثة أيام فرضت الصين قيودا على تصدير الغاليوم والجيرمانيوم، وهما من المعادن التي تستخدم في صناعات أشباه الموصلات والسيارات الكهربائية، كتذكير بقدرتها على استخدام القيود التجارية كسلاح.

ولكن من وجهة النظر الأوروبية، هناك أمر مثير للضيق يتجاوز جميع الأمور الأخرى: وهو غزو أوكرانيا. ويقول بروكر إنه بعد مرور عام ونصف العام على بدء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حربه، ليس هناك ما يدل كثيرا على أن الصين تقدر مدى عمق تأثير موقفها الموالي لروسيا على تصورات أوروبا. واتسم خطاب بكين الرسمي عن هذا الأمر بالصمت.

وسوف تظل احتمالات إعادة بناء الثقة وتحسين العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين بصورة حقيقية أمرا مشكوكا فيه ما دامت بكين تتجاهل ما يبدو أنه سوء فهم عميق.

وأدت الشراكة «بلا حدود» التي أعلنها بوتين والرئيس الصيني شي جينبينغ قبل أقل من ثلاثة أسابيع من انطلاق غزو أوكرانيا إلى فتح الأعين الأوروبية على عداء الحزب الشيوعي للنظام العالمي الليبرالي القائم، ورغبته في إعادة تشكيله بطريقة تخدم بدرجة أكثر مصالح الدول الاستبدادية.


مقالات ذات صلة

ارتفاع طفيف في مؤشر التضخم المفضّل لدى «الفيدرالي»

الاقتصاد عربة تسوق في سوبر ماركت في مانهاتن (رويترز)

ارتفاع طفيف في مؤشر التضخم المفضّل لدى «الفيدرالي»

ارتفع مؤشر التضخم المفضّل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل طفيف الشهر الماضي؛ مما يعكس تباطؤ ضغوط الأسعار بعد شهرين من الارتفاعات الحادة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد إعلان عن وظيفة معلق على نافذة مطعم «تشيبوتلي» في نيويورك (رويترز)

انخفاض طلبات إعانة البطالة الأميركية بأكثر من المتوقع

انخفض عدد الأميركيين الذين قدموا طلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل أكبر من المتوقع الأسبوع الماضي، مما يعكس التغير التدريجي في ظروف سوق العمل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى الكابيتول خلف العَلم الأميركي (رويترز)

نمو الاقتصاد الأميركي يسجل 3.1 % في الربع الثالث

قالت الحكومة الأميركية، عبر تحديث لتقديراتها السابقة، إن الاقتصاد نما بمعدل سنوي قوي بلغ 3.1 في المائة، خلال الفترة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول) الماضيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شرارات تضرب تمثيلاً للبتكوين في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

«البتكوين» تنخفض 5 % بعد تصريحات باول برفض «الفيدرالي» تخزينها

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الأربعاء، إن البنك المركزي الأميركي يرغب في المشاركة بأي مسعى حكومي لتخزين كميات كبيرة من «البتكوين».

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد باول يتحدث في مؤتمر صحافي بعد اجتماع للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (رويترز)

باول: مسار الفائدة يعتمد على مزيد من التقدم في خفض التضخم

قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الأربعاء إن صناع السياسات في البنك المركزي الأميركي مستمرون في مراقبة التقدم المحرز في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

فرنسا تضيف أول مفاعل نووي إلى شبكة الكهرباء منذ 25 عاماً

مفاعل «EPR» النووي من الجيل الثالث في فلامانفيل (أ.ف.ب)
مفاعل «EPR» النووي من الجيل الثالث في فلامانفيل (أ.ف.ب)
TT

فرنسا تضيف أول مفاعل نووي إلى شبكة الكهرباء منذ 25 عاماً

مفاعل «EPR» النووي من الجيل الثالث في فلامانفيل (أ.ف.ب)
مفاعل «EPR» النووي من الجيل الثالث في فلامانفيل (أ.ف.ب)

قالت شركة الكهرباء الفرنسية، المملوكة للدولة، إن فرنسا ربطت مفاعل «فلامانفيل 3» النووي بشبكتها، صباح السبت، في أول إضافة لشبكة الطاقة النووية في البلاد منذ 25 عاماً.

وبدأ المفاعل العمل في سبتمبر (أيلول) الماضي، قبل توصيله بالشبكة، وسيدخل الخدمة بعد 12 عاماً من الموعد المخطط له في الأصل، وبتكلفة نحو 13 مليار يورو (13.56 مليار دولار) أي أربعة أمثال الميزانية الأصلية.

وقالت شركة الكهرباء الفرنسية في بيان السبت: «نجحت فرق شركة الكهرباء الفرنسية في توصيل مفاعل (فلامانفيل) الأوروبي المضغوط بالشبكة الوطنية في الساعة 11:48 صباحاً (10.48 بتوقيت غرينتش). ويولد المفاعل الآن الكهرباء».

يعد مفاعل «فلامانفيل 3» الأوروبي المضغوط أكبر مفاعل في فرنسا بقدرة 1.6 غيغاواط وأحد أكبر المفاعلات في العالم، إلى جانب مفاعل «تايشان» الصيني بقدرة 1.75 غيغاواط، الذي يعتمد على تصميم مماثل، ومفاعل «أولكيلوتو» الفنلندي.

والمفاعل يعد أول محطة يتم توصيلها بالشبكة الرئيسية في فرنسا، منذ «سيفو 2» في عام 1999، لكنها تدخل الخدمة في وقت من الاستهلاك البطيء للكهرباء في الوقت الحالي، إذ تصدّر فرنسا كمية قياسية من الكهرباء هذا العام.

وتخطط شركة «إي دي إف» لبناء 6 مفاعلات جديدة أخرى للوفاء بتعهد عام 2022 الذي قطعه الرئيس إيمانويل ماكرون كجزء من خطط التحول في مجال الطاقة في البلاد، على الرغم من أن هناك الكثير من التساؤلات لا تزال قائمة حول تمويل وجدول زمني للمشاريع الجديدة.