الخدمات الإخبارية على «فيسبوك»... بين التراجع والتوافق مع الناشرين

شعار «فيسبوك»
شعار «فيسبوك»
TT
20

الخدمات الإخبارية على «فيسبوك»... بين التراجع والتوافق مع الناشرين

شعار «فيسبوك»
شعار «فيسبوك»

أثارت الأزمة الأخيرة بين شركة «ميتا»، مالكة منصَتي «فيسبوك» و«إنستغرام»، والناشرين من مؤسسات صحافية عالمية، تساؤلات حول مستقبل الخدمات الإخبارية على «فيسبوك» بسبب قرار «ميتا» وقف ضخ الأخبار عبر المنصتين داخل كندا، وذلك وسط محاولات لتنظيم العلاقة بين المنصات وناشري الأخبار.

يأتي هذا التطور مع توقع خبراء مزيداً من الاتجاه نحو تقليص الخدمات الإخبارية على منصات التواصل الاجتماعي. علماً بأن «ميتا» دافعت عن قرارها بالقول: إن «الأخبار، لا سيما على منصة (إنستغرام)، لا تحقق دخلاً مالياً، كما أن مستخدميها لا يبحثون عن الأخبار».

يذكر أن هذا الاتجاه برز في أعقاب إصدار قانون جديد في كندا يُلزم منصات التواصل بالدفع لناشري الأخبار. فقد اتجهت كندا إلى صياغة قواعد قانونية جديدة من شأنها تحديد العلاقة بين الناشرين ومنصات التواصل الاجتماعي. وحسب وكالة «رويترز»، جاء هذا القرار على خلفية التعثرات المتتالية التي تواجهها الكيانات الصحافية والإعلامية، متهمة فيها «منصات التواصل وشركات الإنترنت الضخمة بإخراج الكيانات الإخبارية من سوق الإعلانات الرقمية».

ويفرض قانون الأخبار عبر الإنترنت، الذي مرّره البرلمان الكندي نهاية يونيو (حزيران) الحالي، على منصات مثل «ميتا» و«ألفابيت» - الشركة الأم لـ«غوغل» و«يوتيوب» - التفاوض على الصفقات التجارية والدفع لناشري الأخبار مقابل محتواهم. غير أن منصة «فيسبوك» ترى أن روابط المقالات الإخبارية تُشكل أقل من 3 في المائة من المحتوى التفاعلي على المنصة. وأشارت إلى أن الصحافيين يستفيدون من نشر أعمالهم على منصات التواصل الاجتماعي.

القرار الكندي جاء في أعقاب قوانين كانت قد سنّتها دول أخرى مثل أستراليا تستهدف هي الأخرى «تنظيم العلاقة بين المنصات وناشري الأخبار»، غير أن القانون الكندي أثار «حفيظة» شركات «الإنترنت» لأنه أقرّ أسعاراً محددة مُلزمة لها مقابل نشر الأخبار.

الدكتور عبد الكريم الزياني، أستاذ الصحافة الرقمية بجامعة أم القيوين في دولة الإمارات العربية المتحدة، عدّ في تعليق لـ«الشرق الأوسط» أن «تقليص الخدمات الإخبارية على منصات التواصل على شاكلة (فيسبوك) ليس قراراً أوحد يحق للمنصة اتخاذه، بينما الأمر برمته يقع على عاتق ناشري الأخبار». وأضاف «ضغط المؤسسات الصحافية باعتبارها مصدر الأخبار هو المحرك الرئيس، لا سيما وأن ما يهم (فيسبوك) وأي منصة للتواصل الاجتماعي، هو الربح وسياسة توزيعه مع المصدر».

الزياني يتوقع «مزيداً من الاتجاه نحو تقليص الخدمات الإخبارية على منصات التواصل الاجتماعي». ويقول: إن «(فيسبوك) اتجهت أولاً لتقليص الإعلانات، ثم طال الأمر الخدمات الإخبارية، وذلك على خلفية (إشكالية قانونية) كانت قد تفجّرت في أستراليا منذ سنتين، وما زالت تشهد تطورات».

ويعدّ الزياني أن «فيسبوك» أمام «خسارة مرتقبة... فصحيح أن (فيسبوك) منصة للتواصل الاجتماعي، لكنها على مدار سنوات حقّقت تفاعلاً وشعبية بفضل الخدمات الإخبارية؛ بل يعدّها المستخدمون مصدراً للأخبار ووسيلة لتداول المعلومات. ومن ثم، فإنني أتوقع أن يكون للتخلي عن هذا الدور عظيم الأثر على مستقبل المنصة».

من جهة ثانية، يصف الزياني رغبة المؤسسات الصحافية وناشري الأخبار في الحصول على مقابل مادي من قِبل منصات التواصل بـ«المشروعة»، موضحاً «أنهم مصدر الأخبار، بينما منصات التواصل هي خدمة للعرض فقط. ومن ثم، فإصرار (فيسبوك) على الانسحاب ووقف الخدمات الإخبارية عبر حساباتها يعني خسارة أكيدة، تتمثل في تراجع عدد المستخدمين، وكذلك تقلص مستوى التفاعل». أما بالنسبة للمؤسسات الإخبارية، فيتوقع الزياني أن «تتجه إلى منصات أخرى أكثر مرونة من تلك التابعة لشركة (ميتا)...». كذلك، فإنه يتوقع أن «تتجه دول أخرى قريباً لسنّ قوانين مشابهة لتلك التي اعتمدتها كندا؛ ذلك أن مطالب المؤسسات الإعلامية بحق الدفع مقابل الخدمة الإخبارية سيضيّق الخناق على منصات التواصل الاجتماعي... فإما تستجيب لهذه المطالب أو تخسر المزيد من المتابعين».

إمكانية التوافق

ثمة سبل تحقق التوافق بين المنصات وناشري الأخبار، كما يعتقد الدكتور الزياني، في مقدمتها تقاسم الأرباح... إذ إن المؤسسات الصحافية تعاني اقتصادياً بسبب تراجع الإيرادات والإعلانات، وعليه، فالعوائد الرقمية ذات أهمية بالنسبة لها». إلا أنه في المقابل، يعدّ أن «العوائد التي حققتها الصحف من قبل منصات التواصل، لم ترتقِ إلى مرتبة البديل المُرضي للإعلانات الورقية»، ويوضح أن «(فيسبوك) تهيمن على النصيب الأكبر من أرباح الأخبار، بينما المؤسسات وهي منتجة المحتوى تحقق عوائد محدودة، وبالتالي، فمطالبتها بأرباح إضافية يفيد المؤسسات اقتصادياً».

كما سبقت الإشارة، كانت أستراليا أول دولة سنّت قوانين بهذا الشأن في عام 2021، غير أن شركتي «غوغل» و«فيسبوك» هدّدتا بـ«تقليص خدماتهما الإخبارية». ثم شهدت الأزمة انفراجة بعد إبرام صفقات مع شركات إعلامية أسترالية مقابل إجراء تعديلات على التشريع.

وراهناً، يتجه المشرّعون في ولاية كاليفورنيا الأميركية، حيث مقر شركة «ميتا»، إلى فرض قواعد مماثلة لتلك التي اعتمدت في أستراليا ثم كندا. ثم أن الولايات المتحدة الأميركية شهدت بالفعل ضغطاً داخل الكونغرس بشأن تغيير توزيع ربح الخدمات الإخبارية بين الناشرين والمنصات؛ ما يشكل تهديداً لشركة «ميتا» التي تحقق 40 في المائة من إيراداتها التي بلغت 117 مليار دولار العام الماضي في الولايات المتحدة، وإن كانت كل من أستراليا وكندا ضمن أهم أسواقها، حسب بيانات نشرتها صحيفة الـ«نيويورك تايمز» نهاية يونيو الحالي.

هذا، ويبدو أن كندا لن تكون الدولة الأخيرة في السلسلة؛ إذ إن حكومة نيوزيلندا أشارت في عام 2022 إلى أنها تتجه لـ«إصدار قانون يطالب الشركات الرقمية على الإنترنت بالدفع لشركات الإعلام النيوزيلندية مقابل المحتوى الإخباري المحلي الذي يظهر على حساباتها»، لكن لم يُبت في الأمر بعد.

من جانب آخر، يرى أحمد البرماوي، رئيس تحرير منصة «FollowICT» للاقتصاد الرقمي، أن «مستقبل الخدمات الإخبارية يتوقف على الدول وليس منصات التواصل». ويقول لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومات «تسعى راهناً إلى حماية المؤسسات الإعلامية لتحقيق التوازن بين استمرار الخدمات الإخبارية وتحقيق معدلات ربحية تضمن استمرارها، بدلاً من الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر للدخل... الأمر الذي قد يُرغم (فيسبوك) على تغيير نموذج التعامل مع المؤسسات الإعلامية والصحافية».

ولا يدحض البرماوي فكرة خسارة منصات التواصل الاجتماعي حال تقليص خدماتها الإخبارية، إلا أنه عدّ أن المؤسسات الصحافية ربما تخرج خاسرة. إذ يشرح أن «وسائل التواصل الاجتماعي تسمح للصحف الوصول إلى قاعدة جماهيرية ضخمة... ومن ثم، فهي وسيلة لا يستهان بها لجذب قراء جُدد؛ ولذلك على ناشري الأخبار التريث قبل احتدام أزمة نشر الأخبار».

البرماوي يرى وسائل التواصل في الأساس «منصات للترفيه لا الأخبار». ويقول: إن مستخدمي «فيسبوك» أساساً «يتفاعلون بحثاً عن التواصل والترفيه، بينما الخدمات الإخبارية بالنسبة لهم هدف ثانوي». وحول المستقبل، فإنه يرى أن التوافق بين الطرفين لن يتحقق قريباً؛ لأن «الطرفين يبحثان عن ضمانات لعوائد اقتصادية مستدامة؛ ما يشير إلى امتداد الصراع... غير أن منصات التواصل الاجتماعي حتى الآن هي الأقوى، أما القارئ فهو الرابح في كل الأحوال، لا سيما أن لديه الفرصة للحصول على الخدمات الإخبارية من المصدر الأسهل».



مساعٍ أكاديمية خليجية لمواجهة «الإعلام المضلِّل»

 تسجيل في الجامعة الأميركية برأس الخيمة (الشرق الأوسط)
تسجيل في الجامعة الأميركية برأس الخيمة (الشرق الأوسط)
TT
20

مساعٍ أكاديمية خليجية لمواجهة «الإعلام المضلِّل»

 تسجيل في الجامعة الأميركية برأس الخيمة (الشرق الأوسط)
تسجيل في الجامعة الأميركية برأس الخيمة (الشرق الأوسط)

في ظل تصاعد التهديد الذي تفرضه المعلومات المضلّلة والروايات المصطنعة على المجتمعات، تبرز مساعٍ أكاديمية منهجية لمواجهة هذه الظاهرة المتنامية عبر برامج تعليمية متخصصة تهدف إلى تأهيل جيل جديد من المهنيين في الإعلام يتمتعون بالمسؤولية والمهنية والقدرة على التمييز بين الحقيقة والتضليل.

ولقد شدّد خبراء على أن هذه المساعي لا تقتصر على الجانب النظري فقط، بل إن الجانب التطبيقي يشكّل حجر الأساس في هذه العملية التعليمية، التي تُقدِّم صورة متكاملة حول كيفية تقييم الأخبار. ورأى هؤلاء الخبراء أن التعليم في قطاع الإعلام تجاوز مفهوم كتابة الخبر، وبات يتوجب أن يتضمن منهجاً في تقييم صدقية الأخبار والمعلومات للوصول إلى الغاية الأهم، وهي الحقيقة.

الجامعة الأميركية في مدينة رأس الخيمة الإماراتية وضعت أخيراً خططاً لإعداد كوادر إعلامية قادرة على مواكبة التطورات السريعة في صناعة الإعلام، والتعامل مع التحديات الأخلاقية والمهنية في زمن تزايد المعلومات الكاذبة، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الجامعة أُدرجت ضمن قائمة أفضل 500 جامعة في تصنيف «كيو إس» العالمي للجامعات لعام 2025، وهي تحتل اليوم المركز السادس بين جامعات دولة الإمارات العربية المتحدة!

إعلاميون في مواجهة المعلومات المضللة

البروفيسور ستيفن كلارك ويلهايت، نائب الرئيس الأول للشؤون الأكاديمية والنجاح الطلابي في الجامعة، قال خلال لقاء مع «الشرق الأوسط» موضحاً: «للجامعات دور حاسم في إعداد الإعلاميين المستقبليين لمواجهة المعلومات المضللة والتصدي لها. وفي مؤسستنا، نبدأ هذا الدور في وقت مبكّر من المناهج الدراسية، عبر مقرّرات تركّز على التثقيف الإعلامي وتساعد الطلاب على فهم كيفية بناء الروايات وتوزيعها والتلاعب بها عبر منصات التواصل الاجتماعي».

وأردف ويلهايت أن هذا التوجه لا يقتصر على الجانب النظري فقط، بل يمتد إلى الجانب التطبيقي الذي يشمل إنشاء المحتوى وتحليله، واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل منصة «Perplexity AI»، والتفاعل العملي مع البيانات وتحليل الحملات الإعلامية.

ومن ثم تابع: «هذا التعرّض المتعدّد الطبقات، الذي يجمع بين إنشاء المحتوى والتحليل النقدي والتأصيل الأخلاقي، يضمن أن يتخرّج الطلاب بوعي عميق بكيفية انتشار المعلومات المضللة وكيفية التعامل معها».

هذا، ويشمل برنامج بكالوريوس الاتصال الجماهيري في الجامعة على تخصصين رئيسين: الإعلام الرقمي والعلاقات العامة، ويرتكز المنهج الدراسي على مقرّرات جوهرية، مثل: قانون وأخلاقيات الإعلام، وكتابة الأخبار، وإعداد التقارير، والإعلام الرقمي المتقدم، وصحافة البيانات، إلى جانب التدريب العملي والمشاريع البحثية التي تتيح للطلاب التفاعل المباشر مع تحديات العالم الواقعي.

التكيّف والمرونة

من جهة ثانية، يرى البروفسور ويلهايت أن أحد أعمدة البرنامج تعزيز المرونة والقدرة على التكيّف في بيئة إعلامية تتطور باستمرار. ويشرح: «تعمل التقنيات الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي، على تغيير المشهد الإعلامي جذرياً. وبدلاً من تجاهلها، نحن نشجع طلابنا على الانخراط المباشر معها، واستخدامها بفاعلية ضمن سياقات أخلاقية واضحة. ونحن من جانبنا نؤمن بأن الفشل أحياناً جزء من عملية التعلم... لذا نشجع الطلاب على التجربة واستخدام الأدوات الجديدة، حتى لو كانت النتائج غير مثالية. هذا الأمر يعزّز لديهم عقلية الابتكار والتعلم المستمر، وهي من المهارات المطلوبة بشدة في السوق».

وتدعم هذه الرؤية أيضاً البروفسورة هاريكليا زينغوس، عميدة كلية الآداب والعلوم، التي ترى أن تطوير البرامج الأكاديمية يجب أن يتماشى مع التغيرات المتسارعة في صناعة الإعلام. وتوضح: «يتطلب المشهد الإعلامي الحديث أن نواكب الاتجاهات الناشئة، ولا سيما إنتاج المحتوى الرقمي. ولذا يركّز برنامجنا على النزاهة في توليد المحتوى، والتحقّق من صحة المعلومات، والالتزام بالمعايير الصحافية المعترف بها عالمياً».

البروفسور ستيفن كلارك ويلهايت
البروفسور ستيفن كلارك ويلهايت

برامج محدّثة تواكب السوق

للعلم، تعمل الجامعة على تحديث مناهجها بشكل دوري من خلال تقييمات سنوية، تشمل مراجعات أكاديمية وآراء خبراء في الصناعة الإعلامية، ما يضمن بقاء البرنامج متوافقاً مع احتياجات السوق والممارسات المهنية الحديثة. ولقد أدرجت أخيراً مقرّرات جديدة، مثل: ريادة الأعمال الإعلامية، وإدارة وسائل الإعلام، التي تمنح الطلاب أدوات لفهم الجانب التجاري من العمل الإعلامي.

ويعكس هذا التوجه أيضاً إدراك الجامعة لحجم النمو المتوقع في قطاعي الإعلام الرقمي والعلاقات العامة على مستوى العالم. فوفق التوقعات، سيصل حجم سوق الإعلام الرقمي إلى أكثر من 832 مليار دولار بحلول عام 2030، بينما يتوقع أن يبلغ حجم سوق العلاقات العامة نحو 215 مليار دولار في العام ذاته، وهو ما يزيد الحاجة إلى خريجين يتمتعون بالمهارات التقنية والتحليلية والاتصالية المطلوبة.

ورش عمل ميدانية

في ما يتعلق بالتجربة العملية، تقيم الجامعة الأميركية في رأس الخيمة شراكات مع جهات حكومية ومؤسسات إعلامية دولية لتوفير فرص تدريب وتطوير مهني لطلابها. وهنا يقول ويلهايت: «لدينا تعاونات مع دائرة المعرفة في رأس الخيمة ومؤسسة القاسمي لدعم الإنتاج الإعلامي للفعاليات والمبادرات العامة. كما نتعاون مع علامات تجارية عالمية، مثل (كانون) و(فوجي فيلم)، لتنظيم ورش عمل عملية وجولات تصوير تمنح الطلاب خبرة ميدانية حقيقية».

وتشمل المبادرات كذلك تنظيم محاضرات لضيوف من العاملين في مجال الإعلام، بالإضافة إلى زيارات ميدانية إلى مؤسسات إعلامية كبرى، ما يمنح الطلاب رؤى مباشرة حول طبيعة العمل ومتطلباته. وهو ما يعلّق عليه ويلهايت قائلاً: «نحن حريصون على أن يخرج طلابنا، ليس بمؤهلات أكاديمية فقط، بل بمهارات مهنية أيضاً وقدرة على بناء شبكة علاقات تساعدهم في المستقبل».

صحافة البيانات ودمج أدوات التحليل

وبحسب ويلهايت، أسهم استحداث مقرّرات، مثل صحافة البيانات، ودمج أدوات جمع وتحليل المعلومات، في بناء قدرات الطلاب على التعامل مع المعلومات بطرق أكثر تنظيماً ومسؤولية. وأضاف المسؤول الأكاديمي: «لم نعُد نُعلّم الطلاب كيف يكتبون خبراً فقط، بل كيف يقيّمون مصادره، ويستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي لتدقيقه وتحليل تأثيره». وتابع في هذا السياق: «يُدرّس الطلاب كيفية التحقق من المعلومات، وتصوّر البيانات بصرياً، وفهم كيفية انتشار المحتوى عبر الوسائط الرقمية. ويساعد هذا النهج على خلق جيل من الإعلاميين القادرين على التصدي للمعلومات المضللة، ليس بصفتهم ناقلين للمعلومة فقط، بل كصنّاع رأي قادرين على تشكيل الوعي العام».

ثم شرح: «نحن نعمل راهناً على تحديث مناهجنا الدراسية بانتظام، استناداً إلى تقييم سنوي للبرنامج يتضمن آراء خبراء الصناعة في هذا المجال، مع المراجعة الأكاديمية لمدى إنجاز الطلاب لنتائج التعلم المتوقعة. ويتيح لنا ذلك مواكبة أحدث المستجدات مع ضمان العمق الأكاديمي. وتشمل الإضافات الأخيرة صحافة البيانات، التي تُعرّف الطلاب على السرد القصصي المستند إلى الأدلة، وإدارة وسائل الإعلام، التي تركز على ريادة الأعمال والجانب التجاري للإعلام... وحقاً، استجبنا للتحولات التي طرأت على الصحافة، ولا سيما تراجع الصحافة المطبوعة وصعود المحتوى الرقمي، وذلك من خلال دمج المهارات العملية الموجهة نحو المنصات في جميع مراحل البرنامج. وتعكس هذه التغييرات واقع صناعة الإعلام في الإمارات، كما تؤهل الطلاب لتلبية المعايير المهنية المتطورة».

حُماة المعرفة

واختتم البروفسور ويلهايت كلامه بالقول: «في عالم مُشبع بالمعلومات، يكمن التحدّي في تعليم طلابنا كيف يكونون صُنّاعاً واعين للحقيقة. نحن لا نُعدّهم لمهن المستقبل فقط، بل نُعدّهم ليكونوا حماةً للمعرفة والمعلومة الدقيقة في مجتمع تتزايد فيه الحاجة إلى الموثوقية والمساءلة».

استوديو تسجيل في الجامعة الأميركية برأس الخيمة (الشرق الأوسط)