عضلات للروبوتات من مواد جديدة

عضلات للروبوت بشكل يحاكي البشر (آي ستوك)
عضلات للروبوت بشكل يحاكي البشر (آي ستوك)
TT

عضلات للروبوتات من مواد جديدة

عضلات للروبوت بشكل يحاكي البشر (آي ستوك)
عضلات للروبوت بشكل يحاكي البشر (آي ستوك)

أنتج فريق بحثي دولي بقيادة باحثين من جامعة ولاية بنسلفانيا الأميركية، نوعا جديدا من البوليمر الكهربي الحديدي، الذي يمنح الروبوتات عضلات تحاكي العضلات البشرية.

وتتكون الروبوتات الحالية من أجهزة ميكانيكية، الأمر الذي يتسبب في أن تكون حركاتها غير مماثلة لجسم الإنسان، وتعمل أكثر من فرقة بحثية حول العالم على تطوير عضلات اصطناعية باستخدام أنواع مختلفة من المواد الجديدة، لكن لا تزال المواد المطورة تتطلب أجهزة خاصة لتخزين الطاقة اللازمة لتحريك العضلات.

ويعمل البوليمر الكهربي الحديدي الجديد، الذي ابتكره باحثو جامعة بنسلفانيا بشكل استثنائي في تحويل الطاقة الكهربائية إلى إجهاد ميكانيكي، ويعرف هذا الإجهاد، بأنه تغير في شكل المادة عند تطبيق القوة، وهو خاصية مهمة للتشغيل، وتقليديا، كانت مواد التشغيل صلبة، واهتم الباحثون مؤخرا بالبحث عن مشغلات لينة مثل البوليمرات الكهروضوئية، التي تظهر مرونة أعلى وقدرة على التكيف مع البيئة.

وخلال الدراسة الجديدة المنشورة في العدد الأخير من دورية «نيتشر ماتريال»، أعلن الفريق البحثي عن بوليمر جديد من البوليمرات الكهروضوئية، يمكنه حمل حمولة عالية، إضافة إلى تحمل إجهاد كبير، وبالتالي فإن هذه المادة ستكون أقرب إلى محاكاة العضلات البشرية، وهي قريبة من عضلة الإنسان.

والمادة الجديدة، هي عبارة عن مركب متناهي الصغر من البوليمر الكهروضوئي، تم إعداده من خلال دمج الجسيمات النانوية في نوع من البوليمر، وهو «فلوريد البولي فينيلدين»، ليكون الناتج شبكة مترابطة من الأقطاب داخل البوليمر.

ويقول تشينغ وانغ، أستاذ علوم وهندسة المواد بولاية بنسلفانيا والمؤلف المشارك بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة ولاية بنسلفانيا الأميركية يوم السبت إن «هذه الشبكة ساعدت على مواجهة تحديات مهمة تواجه المواد اللينة عند استخدامها في التطبيقات المختلفة، أبرزها هو كيفية تحسين قوة المواد اللينة، فنحن نعلم أن مواد التشغيل اللينة التي تتكون من البوليمرات لديها أكبر إجهاد، لكنها تولد قوة أقل بكثير مقارنة بالمواد الصلبة».

ويضيف أن «الطريقة التي أعددنا بها المادة وفرت وسيلة واعدة لتطوير مشغلات ناعمة ذات أداء محسن وكثافة طاقة ميكانيكية، وبالتالي استطعنا أن نجمع بين القوة والمرونة». ويأمل وانغ، أن تكون للمادة الجديدة إمكانات كبيرة للتطبيقات في الأجهزة الطبية والروبوتات المتقدمة وأنظمة تحديد المواقع الدقيقة.


مقالات ذات صلة

تكنولوجيا  الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

طلبت الحكومة الأميركية، الأربعاء، من القضاء إجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»، في إجراء يهدف لمكافحة الممارسات الاحتكارية المتّهم بارتكابها عملاق التكنولوجيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك بهدف تكوين صورة بصرية ذات معنى لمشهد ما تقوم أعيننا بسلسلة من الحركات السريعة المنسقة (رويترز)

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

تبرز مؤخراً طريقة جديدة للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر ترتبط بالاستماع إلى حركة عيون المرضى عبر ميكروفونات في آذانهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك شعار «شات جي بي تي» يظهر أمام شعار شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

هل يساعد «شات جي بي تي» الأطباء حقاً في تشخيص الأمراض؟ الإجابة مفاجئة

يتساءل الكثير من الأشخاص حول ما إذا كان برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي قادراً على مساعدة الأطباء في تشخيص مرضاهم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق رجل يلتقط صورة باستخدام هاتفه الذكي (رويترز)

هل يحتوي هاتفك على كثير من الصور والرسائل؟ اضطراب عقلي قد يكون السبب

اضطراب الاكتناز الرقمي - والذي غالباً ما يرتبط باضطراب الوسواس القهري يُعتقد أنه يؤثر على حوالي 2.5 في المائة من الأميركيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
TT

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)

عاد إلى ذاكرة مُؤسِّسة غاليري «آرت أون 56»، نهى وادي محرم، مشهد 4 أغسطس (آب) 2020 المرير. حلَّ العَصْف بذروته المخيفة عصر ذلك اليوم المشؤوم في التاريخ اللبناني، فأصاب الغاليري بأضرار فرضت إغلاقه، وصاحبته بآلام حفرت ندوباً لا تُمحى. توقظ هذه الحرب ما لا يُرمَّم لاشتداد احتمال نكئه كل حين. ولمّا قست وكثَّفت الصوتَ الرهيب، راحت تصحو مشاعر يُكتَب لها طول العُمر في الأوطان المُعذَّبة.

رغم عمق الجرح تشاء نهى وادي محرم عدم الرضوخ (حسابها الشخصي)

تستعيد المشهدية للقول إنها تشاء عدم الرضوخ رغم عمق الجرح. تقصد لأشكال العطب الوطني، آخرها الحرب؛ فأبت أن تُرغمها على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية. تُخبر «الشرق الأوسط» عن إصرارها على فتحه ليبقى شارع الجمّيزة البيروتي فسحة للثقافة والإنسان.

تُقلِّص ساعات هذا الفَتْح، فتعمل بدوام جزئي. تقول إنه نتيجة قرارها عدم الإذعان لما يُفرَض من هول وخراب، فتفضِّل التصدّي وتسجيل الموقف: «مرَّت على لبنان الأزمة تلو الأخرى، ومع ذلك امتهنَ النهوض. أصبح يجيد نفض ركامه. رفضي إغلاق الغاليري رغم خلوّ الشارع أحياناً من المارّة، محاكاة لثقافة التغلُّب على الظرف».

من الناحية العملية، ثمة ضرورة لعدم تعرُّض الأعمال الورقية في الغاليري لتسلُّل الرطوبة. السماح بعبور الهواء، وأن تُلقي الشمس شعاعها نحو المكان، يُبعدان الضرر ويضبطان حجم الخسائر.

الفنانون والزوار يريدون للغاليري الإبقاء على فتح بابه (آرت أون 56)

لكنّ الأهم هو الأثر. أنْ يُشرّع «آرت أون 56» بابه للآتي من أجل الفنّ، يُسطِّر رسالة ضدّ الموت. الأثر يتمثّل بإرادة التصدّي لِما يعاند الحياة. ولِما يحوّلها وعورةً. ويصوّرها مشهداً من جهنّم. هذا ما تراه نهى وادي محرم دورها في الأزمة؛ أنْ تفتح الأبواب وتسمح للهواء بالعبور، وللشمس بالتسلُّل، وللزائر بأن يتأمّل ما عُلِّق على الجدران وشدَّ البصيرة والبصر.

حضَّرت لوحات التشكيلية اللبنانية المقيمة في أميركا، غادة جمال، وانتظرتا معاً اقتراب موعد العرض. أتى ما هشَّم المُنتَظر. الحرب لا تُبقى المواعيد قائمة والمشروعات في سياقاتها. تُحيل كل شيء على توقيتها وإيقاعاتها. اشتدَّت الوحشية، فرأت الفنانة في العودة إلى الديار الأميركية خطوة حكيمة. الاشتعال بارعٌ في تأجيج رغبة المرء بالانسلاخ عما يحول دون نجاته. غادرت وبقيت اللوحات؛ ونهى وادي محرم تنتظر وقف النيران لتعيدها إلى الجدران.

تفضِّل نهى وادي محرم التصدّي وتسجيل الموقف (آرت أون 56)

مِن الخطط، رغبتُها في تنظيم معارض نسائية تبلغ 4 أو 5. تقول: «حلمتُ بأن ينتهي العام وقد أقمتُ معارض بالمناصفة بين التشكيليين والتشكيليات. منذ افتتحتُ الغاليري، يراودني هَمّ إنصاف النساء في العرض. أردتُ منحهنّ فرصاً بالتساوي مع العروض الأخرى، فإذا الحرب تغدر بالنوايا، والخيبة تجرّ الخيبة».

الغاليري لخَلْق مساحة يجد بها الفنان نفسه، وربما حيّزه في هذا العالم. تُسمّيه مُتنفّساً، وتتعمّق الحاجة إليه في الشِّدة: «الفنانون والزوار يريدون للغاليري الإبقاء على فتح بابه. نرى الحزن يعمّ والخوف يُمعن قبضته. تُخبر وجوه المارّين بالشارع الأثري، الفريد بعمارته، عما يستتر في الدواخل. أراقبُها، وألمحُ في العيون تعلّقاً أسطورياً بالأمل. لذا أفتح بابي وأعلنُ الاستمرار. أتعامل مع الظرف على طريقتي. وأواجه الخوف والألم. لا تهمّ النتيجة. الرسالة والمحاولة تكفيان».

الغاليري لخَلْق مساحة يجد بها الفنان نفسه وربما حيّزه في العالم (آرت أون 56)

عُمر الغاليري في الشارع الشهير نحو 12 عاماً. تدرك صاحبته ما مرَّ على لبنان خلال ذلك العقد والعامين، ولا تزال الأصوات تسكنها: الانفجار وعَصْفه، الناس والهلع، الإسعاف والصراخ... لـ9 أشهر تقريباً، أُرغمت على الإغلاق للترميم وإعادة الإعمار بعد فاجعة المدينة، واليوم يتكرّر مشهد الفواجع. خراب من كل صوب، وانفجارات. اشتدّ أحدها، فركضت بلا وُجهة. نسيت حقيبتها في الغاليري وهي تظنّ أنه 4 أغسطس آخر.