بقي بأعجوبة... كوكب ينجو من انفجار نجمه ويثير حيرة علمية

صورة تعبيرية أصدرتها «ناسا» لكوكب ضمن «كواكب المشتري الحارة» يدور بالقرب من نجمه
صورة تعبيرية أصدرتها «ناسا» لكوكب ضمن «كواكب المشتري الحارة» يدور بالقرب من نجمه
TT

بقي بأعجوبة... كوكب ينجو من انفجار نجمه ويثير حيرة علمية

صورة تعبيرية أصدرتها «ناسا» لكوكب ضمن «كواكب المشتري الحارة» يدور بالقرب من نجمه
صورة تعبيرية أصدرتها «ناسا» لكوكب ضمن «كواكب المشتري الحارة» يدور بالقرب من نجمه

رصد عدد من العلماء كوكباً شبيهاً بالمشتري يقع على بعد 520 سنة ضوئية من الأرض، قالوا إنه «لم يكن من المنطقي أن يكون موجوداً»، حيث أنه نجا بشكل مفاجئ وغير معهود بعد أن تعرض نجمه المضيف للتضخم والانفجار.

ووفقاً لشبكة «سي إن إن» الأميركية، أطلق على الكوكب اسم «هالا Halla»، وهو يدور الكوكب خارج المجموعة الشمسية حول نجم عملاق أكبر من شمسنا يُدعى بايكدو، ويقع في كوكبة (مجموعة من النجوم) تدعى Ursa Minor أو «الدب الأصغر».

ويدور «هالا» حول بايكدو على مسافة حوالي نصف المسافة بين الأرض والشمس.

واستخدم العلماء القمر الصناعي العابر لاستطلاع الكواكب الخارجية «تيس» (TESS) التابع لوكالة «ناسا»، الذي يدرس النجوم القريبة، لمراقبة بايكدو.

وكشفت ملاحظات الفريق أن النجم احترق ذات مرة من خلال الهيليوم الموجود في قلبه. وتوقعوا أنه توسع وتضخم نتيجة لذلك ليتحول إلى نجم عملاق أحمر.

ويطلق على نجم ما اسم «العملاق الأحمر» حين يتضخم ويحترق من خلال العناصر الموجودة في قلبه قبل أن ينفجر ويبتلع ما حوله، بما في ذلك الكواكب القريبة من المدار.

لكن على الرغم من ذلك، فقد تمكن «هالا» من البقاء ولم يتعرض للدمار، الأمر الذي أثار حيرة مؤلفي الدراسة التي نشرت أمس (الأربعاء) في مجلة «نيتشر».

وقال المؤلف المشارك في الدراسة الدكتور دان هوبر، الأستاذ في مجلس البحوث الأسترالي بجامعة سيدني، في بيان: «لقد فوجئنا بتمكن (هالا) من البقاء على قيد الحياة في المنطقة المجاورة مباشرة لنجمه العملاق. ونحن نعمل الآن على دراسة كيفية تمكنه من تفادي هذا الحدث العنيف».

ولفت هوبر وفريقه إلى أنه من المتوقع أن تصل شمسنا إلى نهاية عمرها الافتراضي خلال 5 مليارات سنة، عندما تتوسع إلى 100 ضعف حجمها الحالي ومن المحتمل أن تبتلع وتطمس الأرض والكواكب الأخرى في النظام الشمسي. وأشاروا إلى أن اكتشاف هذا الكوكب الشبيه بالمشتري، والبحث في إمكانية بقاءه على قيد الحياة في هذه الظروف بمكن أن يقي كوكبنا من مثل هذه الكارثة.

وصنف العلماء كوكب «هالا» ضمن «كواكب المشتري الحارة»، وهو تصنيف للكواكب الخارجية المماثلة في الحجم للمشتري والتي لديها درجات حرارة أعلى بالنظر إلى مدى قربها من النجوم المضيفة.


مقالات ذات صلة

«سبيس إكس» و«ناسا» تطلقان مهمة «كرو-9» إلى الفضاء الشهر المقبل

علوم صاروخ «فالكون 9» (شركة «سبيس إكس»)

«سبيس إكس» و«ناسا» تطلقان مهمة «كرو-9» إلى الفضاء الشهر المقبل

قالت شركة «سبيس إكس» ووكالة «ناسا»، الجمعة، إنهما تعتزمان إطلاق مهمة «كرو-9» التابعة لـ«ناسا» إلى محطة الفضاء الدولية في موعد لا يتجاوز 18 أغسطس.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الكون لا يبخل بالمفاجآت (أ.ب)

رصدُ كوكب مشتري «آخر» يحتاج إلى قرن ليدور حول نجمه

قُطره تقريباً مثل قُطر المشتري، لكنه يبلغ 6 أضعاف كتلته. كما أنّ غلافه الجوي غنيّ بالهيدروجين مثل المشتري أيضاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم الذهاب إلى الفضاء يغيرك (ناسا)

في زمن السياحة الفضائية... مخاطر صحية خارج عالمنا حتى للزيارات القصيرة

يقال إن الذهاب إلى الفضاء يغيرك، والفكرة هي أن الناس يحصلون على منظور جديد عن رؤية عالمنا من الأعلى يطلق عليه تأثير النظرة العامة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق ألغاز ومفاجآت (رويترز)

أنفاق وكهوف تحت سطح القمر يترقّب الإنسان استيطانها

دلائل ظهرت الآن تؤكد أنّ زوّار سطح القمر قد يتمكّنون يوماً من استكشافه من الداخل، بل يعيشون في باطنه ويعملون أيضاً.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
علوم أدلة على وجود ثقوب سوداء ذات كتلة متوسّطة في «أوميغا سنتوري» وهو أكبر تجمّع نجمي في درب التبانة (أ.ف.ب)

علماء يرصدون أخيراً ثقباً أسود ذا «كتلة متوسطة»

أعلن علماء فلك، أمس (الأربعاء)، أنّهم عثروا على أفضل دليل على وجود ثقوب سوداء ذات «كتلة متوسّطة» في أوميغا سنتوري، وهو أكبر تجمّع نجمي في درب التبانة.

«الشرق الأوسط» (باريس)

روبوت «ناسا» يأخذ عيّنة من صخرة مريخية قد تدل على وجود جراثيم قديمة

صخرة تسمَّى «شلالات تشيافا» في فوهة جيزيرو على سطح المريخ (أ.ف.ب)
صخرة تسمَّى «شلالات تشيافا» في فوهة جيزيرو على سطح المريخ (أ.ف.ب)
TT

روبوت «ناسا» يأخذ عيّنة من صخرة مريخية قد تدل على وجود جراثيم قديمة

صخرة تسمَّى «شلالات تشيافا» في فوهة جيزيرو على سطح المريخ (أ.ف.ب)
صخرة تسمَّى «شلالات تشيافا» في فوهة جيزيرو على سطح المريخ (أ.ف.ب)

حقق الروبوت الجوال «برسفيرنس» التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) إنجازاً مهماً بأَخْذِه عيّنات من صخرة مريخية قد تكون محتوية على جراثيم متحجرة، وهي خطوة كبيرة جديدة في مهمته المتمثلة بالبحث عن آثار حياة جرثومية قديمة على الكوكب الأحمر، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأخذ هذا الروبوت المستكشف في 21 يوليو (تموز) من على سطح المريخ عيّنة من صخرة تُسمى «شلالات تشيافا» (Cheyava Falls) على شكل رأس سهم، قد تحتوي على ميكروبات متحجرة يعود تاريخها إلى مليارات السنوات، عندما كان الماء موجوداً على الكوكب.

وكان الكوكب الأحمر القاحل جداً راهناً يضم قبل مليارات السنوات أنهاراً وبحيرات وفيرة، تبخرت ولم تعد موجودة.

وعُثِر على هذه الصخرة الغامضة في وادي نيريتفا الذي كان في السابق موطناً لنهر، وسرعان ما أثارت اهتماماً واسعاً من العلماء.

ويعود هذا الاهتمام إلى رصد ثلاثة أدلة على احتمال وجود حياة جرثومية قديمة على هذه الصخرة. فمن جهة أولى، تمتد الأوردة البيضاء التي شكّلتها كبريتات الكالسيوم على طول الصخرة بأكملها، بحسب ما شرحت «ناسا»، وهي علامة على أن الماء كان يمر عبر الصخرة في مرحلة ما.

كذلك توجد بين هذه الأوردة منطقة مركزية مائلة إلى الاحمرار مليئة بالمركّبات العضوية، وفق ما تبيّن بواسطة أداة «شرلوك» التي تحملها المركبة الجوّالة والمستخدمة لتحديد التوقيعات الحيوية على الصخور.

أما المؤشر الثالث، فهو أن بقعاً ضوئية صغيرة محاطة باللون الأسود، كتلك الموجودة على جلد نمر، لوحظت على الصخرة. وهذه البقع تشبه تلك المرتبطة بوجود الميكروبات المتحجرة، بحسب التحليلات التي أجراها جهاز «بيكسل» الذي يدرس التركيب الكيميائي.

وأوضح عالِم الأحياء الفلكية عضو فريق «برسفيرنس» العلمي ديفيد فلانيري أن «هذا النوع من السمات الموجودة على الصخور، غالباً ما يرتبط على كوكب الأرض بآثار متحجرة لميكروبات كانت تعيش تحت التربة».

وللتأكد من أنها تشكل دليلاً على حياة جرثومية قديمة، ينبغي تحليل هذه العيّنات في مختبر على كوكب الأرض. وتعتزم «ناسا» نقلها بواسطة مركبة أخرى من المقرر إرسالها في ثلاثينات القرن الجاري.