ارتدت أسعار النفط بالأمس بصورة غريبة لا تعكس الأساسيات في السوق التي لم تتغير كثيرًا، ولكنها تعكس حجم المضاربات التي حصلت بالأمس، إضافة إلى تحسن أداء البورصات الرئيسية في أوروبا.
وعلى الرغم من ارتفاع النفط بالأمس، فإن بعض المصادر في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تتوقع أن تظل الأسعار عند مستوياتها الحالية. وقال أحد المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «تأتي هذه الزيادة على الرغم من غياب أساسيات السوق بين العرض والطلب وتفاقم الفائض النفطي من الخام الخفيف»، وأضاف: «لكن هذه الزيادة في أسعار (غرب تكساس) و(برنت) تأتي تأكيدا على حرص المضاربين على مستويات أسعار مرتفعة لكي تتم المحافظة على مستويات العقود الآجلة للحد من خسارة المضاربين».
ويلعب المضاربون دورا كبيرا في السوق، إلا أن دوره وإن كان غير ملموس في تعاملات سوق النفط مغاير لعام 2007 و2008 حيث كان دورهم واضحًا وفعالاً في ارتفاع الأسعار، بحسب ما قال المصدر.
وأضاف أن التفسير الوحيد لمقاومة انخفاض الأسعار لمستويات متدنية دون 40، حيث تأتي هذه الزيادة المفاجأة في نهاية شهر أغسطس (آب) لتعزيز الأسعار الآجلة للشهر المقبل.
من جهة أخرى، نقلت وكالة رويترز عن مندوبين في المنظمة، أمس، أن أسعار النفط قد تستمر بين 40 و60 دولارًا إلى نهاية العام.
واستمرت موجة مشتريات قوية لتغطية مراكز مدينة في أسواق النفط العالمية لثاني جلسة على التوالي يوم أمس دافعةً الخام الأميركي لتسجيل مكاسب تزيد عن 6 في المائة أثناء التعاملات الصباحية، مع حصوله على دعم إضافي من صعود عقود البنزين.
وبالإضافة إلى القفزة التي سجلها يوم الخميس، فإن الخام الأميركي صعد أكثر من 16 في المائة في جلستين فقط، وإذا حافظ على تلك المكاسب فإنها ستكون ثاني أكبر زيادة في يومين منذ عام 1990. ويتجه أيضًا إلى تسجيل أول ارتفاع أسبوعي منذ منتصف يونيو (حزيران). وصعدت عقود الخام الأميركي لأقرب استحقاق في بورصة «نايمكس» 2.88 دولار أو 6.77 إلى 45.43 دولار للبرميل بحلول الساعة 16:25 بتوقيت غرينتش. وارتفعت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 2.84 دولار أو 6.03 في المائة إلى 50.41 دولار للبرميل.
وزادت عقود البنزين في «نايمكس» نحو 5 في المائة بعد أن أغلقت «فيليبس» بشكل مفاجئ وحدة للمعالجة طاقتها 150 ألف برميل يوميا في مصفاتها النفطية البالغ طاقتها 238 ألف برميل يوميا في ليندن بولاية نيوجيرسي بسبب تسرب.
وسجل النفط أكبر مكاسبه اليومية منذ عام 2009 الخميس إذ صعد مزيج برنت والخام الأميركي الخفيف أكثر من عشرة في المائة. فيما أعلن نائب رئيس البنك المركزي الأميركي (الاحتياطي الفيدرالي) ستانلي فيشر أمس أن البنك «لم يتخذ بعد قراره» في شأن موعد رفع نسبة الفائدة.
وفي مقابلة مع قناة «سي إن بي سي» المالية، أقر فيشر بأن عدم استقرار الأسواق وتباطؤ الاقتصاد الصيني «يؤثران في الجدول الزمني للقرار»، لكنه أكد وجوب «الانتظار للاطلاع» على المعطيات الاقتصادية والمالية المقبلة قبل اجتماع اللجنة النقدية للاحتياطي في 16 و17 سبتمبر (أيلول).
وإذ تطرق إلى الاضطرابات المالية في الأسابيع الفائتة، قا: «أنا واثق بأننا لا نستطيع فهم كل ما يحصل (...) ولكن نعم، هذا الأمر يؤثر في الجدول الزمني للقرار الذي قد نتخذه». وتدارك: «لكنني أعتقد أن الأمور ستهدأ بسرعة». وكان فيشر يتحدث على هامش المؤتمر النقدي في جاكسون هول (غرب) حيث سيلقي مداخلة السبت. وأوضح أن تباطؤ الاقتصاد الصيني يؤثر «في شكل محدود نسبيا» على الصادرات الأميركية. وفي المقابل، فإن هذا الأمر يؤثر في اقتصادات الكثير من الدول وخصوصا في شرق آسيا.
وردا على سؤال عن الاقتصاد الأميركي، أبدى فيشر «ثقته» بأن التضخم في الولايات المتحدة سيرتفع إلى اثنين في المائة بحسب توقعات الاحتياطي الفيدرالي، موضحا أن تراجع أسعار الواردات وأسعار المواد الأولية وبينها النفط هو عامل ثانوي.
النفط يرتد بصورة مفاجئة مع المضاربات وتحسن اداء البورصات
برميل برنت يقفز أكثر من 6 % مع استمرار المشتريات متخطيًا 50 دولارًا
النفط يرتد بصورة مفاجئة مع المضاربات وتحسن اداء البورصات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة