هروب العشرات من المعتقلين لدى «داعش» في الموصل

ورد أن بينهم أسرى من البيشمركة

عنصر في البيشمركة يطل من موضعه فوق مرتفع على قرية شرق الموصل (أ.ف.ب)
عنصر في البيشمركة يطل من موضعه فوق مرتفع على قرية شرق الموصل (أ.ف.ب)
TT

هروب العشرات من المعتقلين لدى «داعش» في الموصل

عنصر في البيشمركة يطل من موضعه فوق مرتفع على قرية شرق الموصل (أ.ف.ب)
عنصر في البيشمركة يطل من موضعه فوق مرتفع على قرية شرق الموصل (أ.ف.ب)

ذكرت مصادر مطلعة في مدينة الموصل أمس أن العشرات من المعتقلين، من بينهم عدد من أسرى قوات البيشمركة، تمكنوا أول من أمس من الهرب من أحد سجون تنظيم داعش يقع بالقرب من جامعة الموصل في الجانب الأيسر من المدينة، وبينوا أن التنظيم المتطرف طوق المنطقة المذكورة وبدأ حملة واسعة لتفتيشها بحثا عن الهاربين واعتقل نحو مائة شخص من أهالي الأحياء القريبة من السجن بتهمة تسهيل عملية الهروب.
وأفاد الناشط السياسي الموصلي غانم العابد لـ«الشرق الأوسط» أنه «حسب المعلومات التي حصلنا عليها من داخل الموصل، تمكن 25 أسيرا من قوات البيشمركة لدى (داعش) من الهروب من كنيسة حولها التنظيم إلى سجن في حي المهندسين في الجانب الأيسر من الموصل، ونشر التنظيم على أثر ذلك عددا كبيرا من مسلحيه في شوارع المدينة وبدأ حملة دهم وتفتيش واسعة في أحياء الموصل بحثا عن الأسرى الهاربين».
بدوره، أوضح مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل، غياث سورجي، أن السجن الذي هرب منه المعتقلون «كان يضم عددا كبيرا من المدنيين الكرد وأسرى البيشمركة، بالإضافة إلى عدد من عناصر الجيش والشرطة العراقيين».
وأكد مسؤول أمني في محافظة نينوى، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن التنظيم المتطرف «اعتقل نحو مائة مواطن موصلي بتهمة عدم التعاون مع التنظيم، ونصب كثيرا من نقاط التفتيش وراح يفتش المنازل والسيارات والمارة بحثا عن الهاربين». وعن كيفية هروب هؤلاء المعتقلين من السجن، قال المسؤول: «حسب معلوماتنا، تمكن عدد من المعتقلين من الاستيلاء على سلاح حرس السجن، وأطلقوا عليهم النار ومن ثم هربوا إلى جهة مجهولة».
«الشرق الأوسط» اتصلت بوزارة البيشمركة للحصول على معلومات رسمية حول هروب أسرى البيشمركة المحتجزين لدى «داعش» في الموصل، إلا أن الوزارة لم تؤكد ذلك، مشيرة إلى أنها «لا تملك أي معلومات عن هروب هؤلاء الأسرى».
بدوره، قال عرفان برزنجي ممثل عوائل أسرى البيشمركة لدى «داعش»: «هرب نحو 27 معتقلا كرديا من سجن (داعش) في الموصل، وحسب معلوماتنا، بينهم عدد من أسرى البيشمركة، إلى جانب معتقلين آخرين من الشبك والإيزيديين. لم نتأكد من أسمائهم حتى الآن، لكن التنظيم تمكن من اعتقال نحو خمسة منهم مرة أخرى، بينما مصير الآخرين مجهول».
من ناحية ثانية، أقدم تنظيم داعش أمس على إعدام 14 مواطنا موصليا بتهمة التعاون مع القوات الأمنية، وكان قد اعتقلهم من مناطق مختلفة من الموصل ونفذ فيهم الإعدام رميا بالرصاص في أحد معسكراته، وأعدم كذلك الصحافي عادل الصائغ مراسل قناة «صلاح الدين» بعد خمسة أيام على اعتقاله، حسبما أفاد الناشط غانم العابد.
من جانبه، أعلن مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في محافظة نينوى، سعيد مموزيني، إعدام تنظيم داعش عشرة من معارضيه «أمام أعين عوائلهم وسط مدينة الموصل، بينما سلم 62 جثة تعود لمسلحيه إلى دائرة الطب العدلي في الموصل»، مبينا أن هؤلاء المسلحين قتلوا في المعارك الأخيرة مع قوات البيشمركة في محوري سنجار ومخمور، والكوير. وتابع: «في الوقت ذاته قطع مسلحو (داعش) آذان 23 تاجرا موصليا لرفضهم منح الأموال للتنظيم».
إلى ذلك، وزع مجهولون أمس منشورات في مدينة الموصل، وحملت توقيع «مجموعة الشباب المستقل»، أكدت على أن نهاية التنظيم اقتربت، ودعت أهالي الموصل إلى عدم التعاون معهم.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.