جدة تستعرض المشوار الفني للفنان محمد منير في حفلة استثنائية

بعد الإعلان عن حفل غنائي ضخم له بالمدينة الساحلية

منير (حسابه على فيسبوك)
منير (حسابه على فيسبوك)
TT

جدة تستعرض المشوار الفني للفنان محمد منير في حفلة استثنائية

منير (حسابه على فيسبوك)
منير (حسابه على فيسبوك)

تستعرض مدينة جدة (غرب السعودية)، في حفلة غنائية استثنائية رحلة الفنان المصري محمد منير، من خلال تقديم مجموعة من أغنياته القديمة والجديدة، بمشاركة عدد كبير من نجوم الفن والإعلام المصري والعربي.

وكان المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه السعودية، أعلن عن إقامة حفل غنائي كبير، يوم الجمعة المقبل، تحت عنوان «مشواري».

وعلق الإعلامي المصري عمرو أديب، مقدم برنامج «الحكاية» المذاع عبر فضائية «إم بي سي - مصر» أن الحفل سيكون استثنائياً بسبب شعبية وتاريخ الفنان المصري، قائلاً: «المعتاد أن يقدم الفنان في حفلاته الغنائية مجموعة من أغنياته القديمة والجديدة، ولكن حفل محمد منير الذي يحمل اسم (مشواري) سيكون حفلاً استثنائياً لأنه سيكون حافلاً بالأغنيات التي صنعت نجومية وشعبية منير، بداية من (أمانة يا بحر) مروراً بـ(حدوتة مصرية) و(يونس)»، مضيفاً: «محمد منير فنان عظيم، صاحب كتالوغ غنائي ضخم حافل بالنجاحات، ولذلك حفلة جدة ستكون مليئة بالمفاجآت الفنية كعادة الحفلات التي قُدّمت خلال الفترة الماضية في جدة».

وحظيت تغريدة المستشار تركي آل الشيخ التي نشر فيها بوستر الحفل، بتفاعل وترحيب كبير من جانب الفنانين ومحبي الفنان المصري في الوطن العربي، من بينهم الفنانة أنغام والفنان حسام الحسيني.

بوستر حفل منير (حساب ترك آل شيخ على تويتر)

محمد منير الذي كان قد وصل إلى المدينة الساحلية، مساء الاثنين، من أجل بدء الاستعداد للحفل تحت قيادة المايسترو هاني فرحات، سيقدم خلال الحفل عدداً كبيراً من أغنياته التي ميّزت مشواره الفني الممتد لأكثر من 45 عاماً.

منير عبّر لوسائل إعلام سعودية عن سعادته بالحفل قائلاً: «كل ما أتمناه هو مزيد من الازدهار والرفاهية والأمن لوطننا في السعودية»، مؤكداً أن «الترفيه يعني العقل والروح وتجديد الذهن».

وعن منير يقول الناقد والشاعر فوزي إبراهيم، لـ«الشرق الأوسط»: «حينما تقترب من محمد منير تدهشك روحه الخفيفة، وشدة تواضعه، وأعتقد بأن هاتين الصفتين هما من أهم أسباب نجاحه على المستوى الإنساني، أما على المستوى الفني فهو إنسان معجون بالنغم، ولديه مخزون فني لم أره في أحد من قبل، دوماً يحب التجديد، لذلك تجد أن ألبوماته كافة مختلفة عن بعضها البعض، فهو الفنان النوبي الوحيد في الوقت المعاصر الذي قدم الأغنية النوبية وجعل الجمهور يتفاعل معها ويشدو ويتراقص عليها».

ويرى الموسيقار هاني شنودة، مكتشف الفنان محمد منير، أن حفلة الفنان المصري جاءت في وقتها، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «منير هو رمز من رموز الغناء المصري والعربي، لأنه أسهم في إثراء الفن المصري بمئات الأغنيات المهمة التي ستظل في ذاكرة الوطن على الصعيدين الوطني والرومانسي... أو التراث النوبي».

وأكد شنودة أن الاستمرارية وعدم النظر للخلف هما أسباب نجاح منير: «في لقائي الأول مع محمد منير في نهاية سبعينات القرن الماضي، توقعت أنه سيكون نجماً كبيراً، فهو لم يحبط من الفشل، ولم يقف أمام حملات التنمر التي واجهته في بداية مشواره، لكنه قرر الاستمرار في طريقه وفيما يقدمه، وعدم النظر للخلف حتى لا يسقط في فخ التكرار، ولذلك نرى أن بدايات منير كانت أفضل من بدايات أي مطرب عربي آخر».

وأضاف «هيئة الترفيه تدعم الفن المصري والعربي، وتعمل على تقديم باقة ورد لكل مَن أسعد الشعوب العربية على مدار تاريخها».


مقالات ذات صلة

هاني شاكر في بيروت... الأحزان المُعتَّقة تمسحها ضحكة

يوميات الشرق بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)

هاني شاكر في بيروت... الأحزان المُعتَّقة تمسحها ضحكة

فنان الغناء الحزين يضحك لإدراكه أنّ الحياة خليط أفراح ومآسٍ، ولمّا جرّبته بامتحانها الأقسى وعصرت قلبه بالفراق، درّبته على النهوض. همست له أن يغنّي للجرح ليُشفى.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الباحثة ييرين رين تعزف على البيانو (معهد جورجيا للتكنولوجيا)

الموسيقى تحسّن قدرات الطلاب على التعلّم

وفقاً لدراسة جديدة منشورة في دورية «بلوس وان»، يمكن للموسيقى أن تعزّز قدرتنا على تعلّم معلومات جديدة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق موسيقى الشهر: عودة متعثّرة لشيرين... وأحلام تنفي الانفصال بالصور والغناء

موسيقى الشهر: عودة متعثّرة لشيرين... وأحلام تنفي الانفصال بالصور والغناء

بدل أن يصل صدى أغنيات شيرين الجديدة إلى جمهورها العربي، طغى عليها ضجيج المشكلات التي واكبت عودتها. ماذا أيضاً في الجديد الموسيقي لهذا الشهر؟

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق سمير روحانا خلال حفل بعلبك (المصدر منصة إكس)

شربل روحانا والثلاثي جبران مع محمود درويش يعزفون على «أوتار بعلبك»

الجمهور جاء متعطشاً للفرح وللقاء كبار عازفي العود في العالم العربي، شربل روحانا وفرقته، والثلاثي جبران والعازفين المرافقين.

سوسن الأبطح (بيروت)
الوتر السادس المايسترو العليا عاصر حقبات فنية متعددة (ايلي العليا)

إيلي العليا لـ«الشرق الأوسط»: دورنا هو الحفاظ على هوية الأغنية اللبنانية

قد يكون المايسترو إيلي العليا من الموسيقيين القلائل الذين لا يزالون يمارسون مهنتهم بنجاح منذ نحو 40 سنة حتى اليوم.

فيفيان حداد (بيروت)

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
TT

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)

مع انتشار اختبار «اللهجة الفلاحي» عبر مواقع التواصل في مصر بشكل لافت خلال الساعات الماضية، وتندُّر كثيرين على مفردات الاختبار التي عدَّها البعض «غير مألوفة» وتحمل معاني متعدّدة؛ تطوّر هذا الاختبار إلى «وصم اجتماعي» بتحوّل ناجحين فيه إلى مادة للسخرية، بينما تباهى خاسرون بالنتيجة، وعدّوا أنفسهم من أبناء «الطبقة الراقية».

وكتبت صاحبة حساب باسم بسمة هاني بعد نشر نتيجة اختبارها «اللهجة الفلاحي»، 5/ 20، عبر «فيسبوك»: «يعني أنا طلعت من EGYPT»، مع تعبير «زغرودة» للدلالة إلى الفرح.

ونشر حساب باسم المهندس رامي صورة لرجل يركب حماراً ويجري بسرعة وفرح، معلّقاً أنه هكذا يرى مَن نجحوا في اختبار «اللهجة الفلاحي».

وكتب حساب باسم سعيد عوض البرقوقي عبر «فيسبوك»: «هذا اختبار اللهجة الفلاحي... هيا لنرى الفلاحين الموجودين هنا وأقصد فلاحي المكان وليس الفكر».

ورداً على موجة السخرية والتندُّر من هذا الاختبار، كتب صاحب حساب باسم محمد في «إكس»: «هناك فلاحون يرتدون جلباباً ثمنه ألف جنيه (الدولار يساوي 48.62 جنيه مصري) ويمتلك بيتاً من هذا الطراز – نشر صورة لبيت بتصميم فاخر – ويعرف الصح من الخطأ، ويعلم بالأصول وهو أهل للكرم، تحية لأهالينا في الأرياف».

وأمام التحذير من تعرّض المتفاعلين مع الاختبار إلى حملات اختراق، كتب الإعلامي الدكتور محمد ثروت على صفحته في «فيسبوك»: «اختبار اللهجة الفلاحي مجرّد (ترند) كوميدي وليس هاكرز، ويعبّر عن جهل شديد في أصولنا وعاداتنا المصرية القديمة». فيما كتب حساب باسم إبراهيم عبر «إكس»: «أخاف المشاركة في الاختبار والحصول على 10/ 20. أهلي في البلد سيغضبون مني».

وتضمّ مصر عدداً من اللهجات المحلّية، وهو ما يردُّه بعض الباحثين إلى اللغة المصرية القديمة التي تفاعلت مع اللغة العربية؛ منها اللهجة القاهرية، واللهجة الصعيدية (جنوب مصر)، واللهجة الفلاحي (دلتا مصر)، واللهجة الإسكندراني (شمال مصر)، واللهجة الساحلية واللهجة البدوية. ولمعظم هذه اللهجات اختبارات أيضاً عبر «فيسبوك».

اختبار «اللهجة الفلاحي» يغزو وسائل التواصل (فيسبوك)

في هذا السياق، يرى أستاذ الأدب والتراث الشعبي في جامعة القاهرة الدكتور خالد أبو الليل أنّ «هذا (الترند) دليل أصالة وليس وصمة اجتماعية»، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «إقبال البعض في وسائل التواصل على هذا الاختبار محاولة للعودة إلى الجذور».

ويُضيف: «صوَّر بعض الأعمال الدرامية أو السينمائية الفلاح في صورة متدنّية، فترسَّخت اجتماعياً بشكل مغاير للحقيقة، حتى إنّ أي شخص يمتهن سلوكاً غير مناسب في المدينة، يجد، حتى اليوم، مَن يقول له (أنت فلاح) بوصفها وصمة تحمل معاني سلبية، على عكس طبيعة الفلاح التي تعني الأصالة والعمل والفَلاح. محاولة تحميل الكلمة معاني سلبية لعلَّها رغبةُ البعض في التقليل من قيمة المجتمعات الزراعية لأغراض طبقية».

ويتابع: «مَن يخوض الاختبار يشاء استعادة المعاني التي تعبّر عن أصالته وجذوره، أما من يتندّرون ويسخرون من الفلاحين فهُم قاصرو التفكير. ومن يخسرون ويرون أنّ خسارتهم تضعهم في مرتبة اجتماعية أعلى، فهذا تبرير للفشل».

ويشير أبو الليل إلى دور إيجابي تؤدّيه أحياناً وسائل التواصل رغم الانتقادات الموجَّهة إليها، موضحاً: «أرى ذلك في هذا الاختبار الذي لا يخلو من طرافة، لكنه يحمل دلالة عميقة تردُّ الحسبان للفلاح رمزاً للأصالة والانتماء».

لقطة من فيلم «المواطن مصري» الذي تدور أحداثه في الريف (يوتيوب)

ويعيش في الريف نحو 57.8 في المائة من سكان مصر بعدد 45 مليوناً و558 ألف نسمة، وفق آخر إحصائية نشرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2022، بينما يبلغ سكان المدن نحو 40 مليوناً و240 ألف نسمة.

من جهتها، ترى أستاذة علم الاجتماع في جامعة بنها، الدكتورة هالة منصور، أنّ «الثقافة الشعبية المصرية لا تعدُّ وصف (الفلاح) أمراً سلبياً، بل تشير إليه على أنه (ابن أصول) وجذوره راسخة»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «يُسأل الوافدون إلى القاهرة أو المدن الكبرى عن أصولهم، فمَن لا ينتمي إلى قرية يُعدُّ غير أصيل».

وتُرجِع الوصم الاجتماعي الخاص بالفلاحين إلى «الهجرة الريفية الحضرية التي اتّسع نطاقها بدرجة كبيرة نظراً إلى ثورة الإعلام ومواقع التواصل التي رسَّخت سلوكيات كانت بعيدة عن أهل الريف».

وتشير إلى أنّ «السينما والدراما والأغنيات ترسّخ لهذا المنظور»، لافتة إلى أنه «من سلبيات ثورة 1952 التقليل من قيمة المهن الزراعية، والاعتماد على الصناعة بوصفها قاطرة الاقتصاد. وقد أصبحت تلك المهن في مرتبة متدنّية ليُشاع أنَّ مَن يعمل في الزراعة هو الفاشل في التعليم، وهذا لغط يتطلّب درجة من الوعي والانتباه لتصحيحه، فتعود القرية إلى دورها المركزي في الإنتاج، ومكانها الطبيعي في قمة الهرم الاجتماعي».

وعمَّن فشلوا في اختبار «اللهجة الفلاحي» وتفاخرهم بذلك بوصفهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية راقية، تختم أستاذة علم الاجتماع: «هذه وصمة عار عليهم، وليست وسيلة للتباهي».