البحيرات حول العالم تتقلص مع تغير المناخ

البيئة في مجلات الشهر

البحيرات حول العالم تتقلص مع تغير المناخ
TT

البحيرات حول العالم تتقلص مع تغير المناخ

البحيرات حول العالم تتقلص مع تغير المناخ

سلامة البحيرات حول العالم، كانت الموضوع الأبرز للمجلات العلمية التي صدرت في مطلع شهر يونيو (حزيران). ويرصد بحث نشرته «ساينس» تراجع مخزونات المياه في البحيرات حول العالم نتيجة تغيُّر المناخ وكثافة استهلاك الموارد المائية وازدياد الرواسب. كما حذّرت «ساينس نيوز» من تلاشي أضخم بحيرة ملحية في الأميركتين خلال 5 سنوات. بينما ناقشت «أميركان ساينتست» مخاطر فيضانات البحيرات الجليدية على المجتمعات المجاورة.

ناشيونال جيوغرافيك

الحياة الفطرية كانت السمة المشتركة لمجموعة المقالات المميزة في «ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic)»، فاختارت «نحو البرّية» عنواناً لغلافها. ومن بينها، مقال عن غابة «غيلا» في ولاية نيومكسيكو الأميركية، في رحلة تكشف عن الإرث المستمر للحفاظ على الموائل الطبيعية في البلاد منذ أكثر من مائة عام، وتثير أسئلة عن معاني وجود مكان فطري. ومقال ثانٍ عن «الحياة تحت الماء» في خضم الأمواج المتلاطمة والحمضية لجزر إيولايان الإيطالية. وثالث عن حملة تدعو لإيجاد بدائل عن لحوم الطرائد في حوض الكونغو. وتحقيق عن الدور المؤثر للنساء في العيش بتناغم مع الطبيعة في الريف البرازيلي.

نيو ساينتست

محاولات البحث عن أنواع الطيور المختفية، وفائدة ذلك للعلم، كانت موضوع إحدى المقالات المهمة في «نيو ساينتست (New Scientist)». وتواجه الطيور حول العالم تهديدات متزايدة تسببت في تناقص أعداد نصف أنواعها، وإدراج نوع واحد من بين كل 8 ضمن لائحة الأنواع الحيّة المهددة بالانقراض. وتشير مشاهدات أنواع الطيور التي اختفت منذ فترة طويلة إلى أن التفريق في تصنيف الأنواع الحيّة على أنها «مفقودة» أو «منقرضة» هو أمر مبهم. وتُعتبر عمليات البحث عن الأنواع المختفية من بين أساليب الحفظ المنخفضة التكاليف، وإن بلغت نفقاتها في حالات عدّة ملايين الدولارات، وتستتبع عند نجاحها وضع برامج حماية فعّالة.

ساينس

عرضت «ساينس (Science)» نتائج بحث عن المخزونات المائية للبحيرات. ويرصد البحث تراجع كميات المياه في البحيرات حول العالم، لا سيما في المناطق القاحلة وشبه الجافة لأسباب مختلفة، أهمها ارتفاع معدلات التبخُّر، وكثافة استهلاك الموارد المائية للزراعة والأنشطة البشرية الأخرى، وازدياد منسوب الرواسب في قيعان البحيرات. وتوصف البحيرات بأنها «حرّاس تغيُّر المناخ»، حيث توازن بين عمليات مناخية متعددة على مستوى الحوض، بما في ذلك هطول الأمطار والجريان السطحي والتبخُّر. وتتباين التأثيرات المحلية لتغيُّر المناخ على البحيرات بين منطقة وأخرى، فالجفاف في المناطق القاحلة يزيد الطلب على مياه البحيرات ويرفع معدلات تبخّرها، والحرارة المرتفعة في المناطق الباردة تُذيب الثلوج وتوفّر تغذية مائية إضافية للبحيرات.

ساينتفك أميركان

طاقة الاندماج النووي، أو طاقة النجوم، كانت المقال الرئيسي على غلاف «ساينتفك أميركان (Scientific American)». وتجدد التطورات الأخيرة لتجارب الاندماج النووي الآمال بالحصول على طاقة مستدامة تدعم مستقبل البشرية. وكان فريق علمي أميركي نجح في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بتحقيق اختراق كبير بالحصول على طاقة اندماجية من مفاعل تجريبي تفوق كمية الطاقة المدخلة إليه. وعلى الرغم من أنه من غير المتوقع أن تصبح تكنولوجيا الاندماج النووي جاهزة على المستوى التجاري في الوقت المناسب لوقف تغيُّر المناخ، فإنها ستمثّل مصدراً وفيراً للطاقة النظيفة في النصف الثاني من هذا القرن.

بي بي سي ساينس فوكاس

مواجهة ابيضاض الشعاب المرجانية كانت أحد الموضوعات المهمة في «بي بي سي ساينس فوكاس (BBC Science Focus)». وتقوم جامعة ساوثرن كروس الأسترالية بتجارب تحسين نوع المرجان لمقاومة الابيضاض، وذلك باختيار شعاب مرجانية أصلية تتصف بمرونتها في مواجهة الابيضاض، وإكثارها عبر جمع خلاياها الإنجابية، وتربية البيض لاحقاً في حاضنات بحرية خاصة. وبعد فقس يرقات المرجان، يتم إطلاقها في المناطق المستهدفة لتجديد الشعاب المرجانية. وكانت مياه البحر الحارّة نتيجة تغيُّر المناخ تسببت في ظهور الابيضاض في 91 في المائة من شعاب الحيد المرجاني العظيم قرب أستراليا خلال العام الماضي.

ساينس نيوز

اهتمت «ساينس نيوز (Science News)» بالمشكلات البيئية التي تواجه البحيرات الملحية حول العالم، واختارت تقلّص رقعة بحيرة «سولت ليك الكبرى» في الولايات المتحدة نموذجاً لها. وكانت بحيرة «سولت ليك الكبرى» شهدت في خريف العام الماضي أدنى مستوى مياه في تاريخها المسجّل، حيث انخفض إلى نحو 6 أمتار دون منسوبها الوسطي، مما أدى إلى تراجع مساحة أكبر بحيرة مالحة في الأميركتين إلى نصف مساحتها التاريخية. وتتعرض الموارد المائية المغذّية للبحيرات المالحة إلى الاستنزاف بسبب الأنشطة البشرية، ويزداد الوضع سوءاً مع ارتفاع معدلات التبخُّر نتيجة الجفاف والاحترار. ويتوقع باحثون أن تتلاشى بحيرة «سولت ليك الكبرى» في غضون 5 سنوات إذا استمر استهلاك الموارد المائية على حاله.

أميركان ساينتست

عرضت «أميركان ساينتست (American Scientist)» نتائج بحث جديد عن تأثير الاحترار العالمي على البحيرات الجليدية، ومخاطر فيضانها على المجتمعات التي تعيش بالقرب منها. وشمل البحث دراسة 1089 حوضاً تحتوي بحيرات جليدية، وجرى تصنيفها حسب مؤشرات الفساد الحكومي والتنمية البشرية وهشاشة المجتمعات، بهدف استكشاف مخاطرها على السكّان في الجوار. وخلص البحث إلى أن نحو 15 مليون شخص معرضون لتأثيرات فيضانات البحيرات الجليدية، ويعيش أكثر من نصفهم في الهند وباكستان والبيرو والصين. ومن المتوقع أن تفقد الأنهار الجليدية نحو نصف كتلتها بحلول عام 2100. ومع انحسار الأنهار الجليدية، ستقترب التجمعات السكانية منها بحثاً عن الأراضي الزراعية والمياه والطاقة الكهرمائية، مما سيزيد من مخاطر فيضانات البحيرات الجليدية.

ذا ساينتست

تأثير جزيئات البلاستيك على توازن مجتمع الأحياء الدقيقة (الميكروبيوتا) في جسم الإنسان كان موضع اهتمام مجلة «ذا ساينتست (The Scientist)». ويدخل جسم الإنسان أسبوعياً ما يصل إلى 5 غرامات من جزيئات البلاستيك الدقيقة (الميكروبلاستيك)، مما يجعل الكبد والكلى والطحال والرئتين والمشيمة مخازن حقيقية للنفايات البلاستيكية. وتشير تجارب مخبرية، باستخدام بيئة بيولوجية مصطنعة تحاكي الأمعاء البشرية، إلى أن مجتمع الأحياء الدقيقة في الأمعاء يتعرّض للاختلال نتيجة وجود الميكروبلاستيك، حيث تتناقص البكتيريا المفيدة وتزداد البكتيريا المسببة للأمراض.


مقالات ذات صلة

ارتفاع الحرارة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوتيرة أسرع من مثلي المعدل العالمي

بيئة عامل يقف تحت أشعة الشمس وسط درجات الحرارة المرتفعة (رويترز)

ارتفاع الحرارة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوتيرة أسرع من مثلي المعدل العالمي

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، في تقرير، إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سجّلت أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق في عام 2024

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق نفايات القهوة تعزز قوة الخرسانة وتقلل البصمة الكربونية (معهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا)

نفايات القهوة تصنع خرسانة أقل انبعاثاً للكربون

تكشف الدراسة عن إمكانية تحويل مخلفات القهوة إلى مادة بناء مستدامة تعزز صلابة الخرسانة وتخفض بصمتها الكربونية، مما يدعم التوجه نحو اقتصاد دائري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
ثقافة وفنون عالمة الرئيسيات والناشطة البيئية جين غودال

جين غودال وإرث البشرية المضطرب

غيابها ليس مجرد فقدانٍ لعالمةِ رئيسياتٍ أو ناشطةِ بيئةٍ، بل هو إغلاق للنافذة التي فتحتها بنفسها بقوةٍ وصبرٍ في غابات غومبي التنزانية قبل أكثر من ستة عقود.

ندى حطيط (لندن)
آسيا فيضانات في تايلاند (أ.ب)

ارتفاع عدد الوفيات جراء الفيضانات في تايلاند وسريلانكا

ذكر بيان حكومي أن حصيلة الوفيات جراء الفيضانات في جنوب تايلاند ارتفعت إلى 87 اليوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
يوميات الشرق يعكس ظهور النسر ضمن المحمية أهميتها المتزايدة بوصفها ملاذاً للطيور المهاجرة (واس)

رصد أول ظهور للنسر أبيض الذيل في السعودية منذ 20 عاماً

رصدت محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية ظهوراً نادراً للنسر أبيض الذيل، أحد الطيور المهاجرة، وهو الرصد المؤكد الأول لهذا النوع في السعودية منذ أكثر من 20 عاماً.

«الشرق الأوسط» (تبوك)

ارتفاع الحرارة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوتيرة أسرع من مثلي المعدل العالمي

عامل يقف تحت أشعة الشمس وسط درجات الحرارة المرتفعة (رويترز)
عامل يقف تحت أشعة الشمس وسط درجات الحرارة المرتفعة (رويترز)
TT

ارتفاع الحرارة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوتيرة أسرع من مثلي المعدل العالمي

عامل يقف تحت أشعة الشمس وسط درجات الحرارة المرتفعة (رويترز)
عامل يقف تحت أشعة الشمس وسط درجات الحرارة المرتفعة (رويترز)

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، في تقرير، إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سجّلت أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق في عام 2024، حيث ارتفعت درجات الحرارة بوتيرة تزيد بمقدار المثلين عن المتوسط العالمي في العقود الأخيرة.

وأصبحت الموجات الحارة في المنطقة أطول وأكثر حدة، وفقاً لأول تقرير للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، يركز على المنطقة.

وقالت سيليست ساولو الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية: «ترتفع درجات الحرارة بمعدل مثلي المتوسط العالمي، مع موجات حرّ شديدة ومرهقة للمجتمع إلى أقصى الحدود».

وخلص التقرير إلى أن متوسط درجات الحرارة في عام 2024 تجاوز متوسط الفترة من 1991 إلى 2020، بمقدار 1.08 درجة مئوية، فيما سجّلت الجزائر أعلى زيادة بلغت 1.64 درجة مئوية فوق متوسط الثلاثين عاماً الماضية.

وحذّرت ساولو من أن الفترات الطويلة التي زادت فيها الحرارة عن 50 درجة مئوية في عدد من الدول العربية كانت «حارة للغاية» بالنسبة لصحة الإنسان والنظم البيئية والاقتصاد.

درجات الحرارة المرتفعة سجلت أرقاماً قياسية (أرشيفية - رويترز)

وأشار التقرير إلى أن موجات الجفاف في المنطقة، التي تضم 15 بلداً من أكثر بلدان العالم ندرة في المياه، أصبحت أكثر تواتراً وشدة، مع اتجاه نحو تسجيل موجات حرّ أكثر وأطول في شمال أفريقيا منذ عام 1981.

وخلص التقرير إلى أن مواسم الأمطار المتتالية، التي لم يسقط فيها المطر، تسببت في جفاف في المغرب والجزائر وتونس.

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن أكثر من 300 شخص في المنطقة لقوا حتفهم العام الماضي بسبب الظواهر الجوية القاسية، ولا سيما موجات الحر والفيضانات، في حين تضرر ما يقرب من 3.8 مليون شخص.

وأكّد التقرير الحاجة الماسة للاستثمار في الأمن المائي، عبر مشروعات مثل تحلية المياه وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي، إلى جانب تطوير أنظمة الإنذار المبكر للحدّ من مخاطر الظواهر الجوية. ويمتلك نحو 60 في المائة من دول المنطقة هذه الأنظمة حالياً.

ومن المتوقع أن يرتفع متوسط درجات الحرارة في المنطقة بمقدار 5 درجات مئوية، بحلول نهاية القرن الحالي، في ظل مستويات الانبعاثات الحالية، استناداً إلى التوقعات الإقليمية الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.


دراسة جينية تكشف مرحلة فارقة في تاريخ استئناس القطط

قطة سوداء تظهر بين قطط أخرى في ملجأ للحيوانات بجنوب إسبانيا (أ.ف.ب)
قطة سوداء تظهر بين قطط أخرى في ملجأ للحيوانات بجنوب إسبانيا (أ.ف.ب)
TT

دراسة جينية تكشف مرحلة فارقة في تاريخ استئناس القطط

قطة سوداء تظهر بين قطط أخرى في ملجأ للحيوانات بجنوب إسبانيا (أ.ف.ب)
قطة سوداء تظهر بين قطط أخرى في ملجأ للحيوانات بجنوب إسبانيا (أ.ف.ب)

تعيش مع البشر مئات الملايين من القطط في جميع أنحاء العالم، سواء أكانت سيامية أو فارسية أو من سلالة ماين كون أو غيرها. لكن على الرغم من شعبيتها كحيوانات أليفة، ظلّ تاريخ استئناسها وتربيتها بالمنازل سرّاً صعباً يستعصي على العلماء.

وتقدم دراسة جينية جديدة نظرة في هذه المسألة، من خلال تحديد التوقيت الزمني لمرحلة رئيسية في تدجين القطط، عندما استُقدمت القطط المنزلية إلى أوروبا من شمال أفريقيا.

ووجد الباحثون أن القطط الأليفة وصلت إلى أوروبا منذ ما يقرب من ألفي عام، في أوائل عصر الإمبراطورية الرومانية، ربما من خلال التجارة البحرية.

ويحتمل أن يكون البحارة قد جلبوا بعض هذه القطط لاصطياد الفئران على متن السفن التي كانت تجوب البحر المتوسط حاملة الحبوب من حقول مصر الخصبة إلى الموانئ التي تخدم روما والمدن الأخرى في الإمبراطورية الرومانية مترامية الأطراف.

تتناقض هذه النتائج مع الفكرة السائدة منذ فترة طويلة بأن الاستئناس حدث في عصور ما قبل التاريخ، ربما قبل 6 إلى 7 آلاف سنة، حينما انتقل المزارعون من الشرق الأدنى والشرق الأوسط القديم إلى أوروبا لأول مرة، حاملين القطط معهم.

قطة (أ.ف.ب)

وقال عالم الجينات كلاوديو أوتوني، من جامعة روما تور فيرجاتا، المؤلف الرئيسي للدراسة التي نُشرت اليوم (الخميس)، في مجلة «ساينس»: «أظهرنا أن أقدم جينومات للقطط المنزلية في أوروبا تعود إلى فترة الإمبراطورية الرومانية وما بعدها»، بداية من القرن الأول الميلادي.

استخدمت الدراسة بيانات جينية من بقايا القطط من 97 موقعاً أثرياً في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأدنى، وكذلك من قطط تعيش في الوقت الحاضر. قام الباحثون بتحليل 225 عظمة من عظام القطط، الأليفة والبرية، التي ترجع إلى نحو 10 آلاف سنة مضت إلى القرن التاسع عشر الميلادي، وأنتجوا 70 جينوماً قديماً للقطط.

ووجد الباحثون أن بقايا القطط من مواقع ما قبل التاريخ في أوروبا تنتمي إلى القطط البرية، وليس القطط الأليفة القديمة.

كانت الكلاب هي أول حيوان مستأنس من قبل البشر، إذ انحدرت من فصيلة ذئاب قديمة مختلفة عن الذئاب الحديثة. وجاءت القطط الأليفة في وقت لاحق، منحدرة من القط البري الأفريقي.

قال ماركو دي مارتينو، عالم الحفريات بجامعة روما تور فيرجاتا، والمؤلف المشارك في الدراسة: «دخول القطط الأليفة إلى أوروبا مهم لأنه يمثل لحظة مهمة في علاقتها طويلة الأمد مع البشر. فالقطط ليست مجرد نوع آخر وصل إلى قارة جديدة. إنها حيوان أصبح مندمجاً بعمق في المجتمعات البشرية والاقتصادات حتى المعتقدات».

وحدّدت البيانات الجينية مرحلتين لدخول القطط إلى أوروبا من شمال أفريقيا. فمنذ ما يقرب من 2200 سنة، جلب البشر القطط البرية من شمال غربي أفريقيا إلى جزيرة سردينيا، التي تنحدر قططها البرية الحالية من تلك القطط المهاجرة.

لكن هذه القطط لم تكن أليفة. فهناك هجرة منفصلة من شمال أفريقيا بعد نحو قرنين من الزمان، شكّلت الأساس الجيني للقطط المنزلية الحديثة في أوروبا.

تشير نتائج الدراسة إلى أنه لم تكن هناك منطقة أساسية واحدة لترويض القطط، بل لعبت عدة مناطق وثقافات في شمال أفريقيا دوراً في ذلك، وفقاً لعالمة الآثار الحيوانية والمؤلفة المشاركة في الدراسة، بيا دي كوبير، من المعهد الملكي البلجيكي للعلوم الطبيعية.

وقالت دي كوبير: «يتزامن توقيت الموجات الوراثية لإدخال القطط من شمال أفريقيا مع الفترات التي تكثفت فيها التجارة حول البحر المتوسط بقوة. ومن المرجح أن القطط كانت تسافر لصيد فئران على متن سفن الحبوب، لكن ربما أيضاً كحيوانات ذات قيمة دينية ورمزية».

كانت القطط مهمة في مصر القديمة، وكان ملوك مصر يحتفظون بقطط أليفة، وأحياناً يحنطونها لدفنها في توابيت أنيقة.

ولعب الجيش الروماني القديم، الذي انتشرت مواقعه العسكرية في جميع أنحاء أوروبا، وحاشيته، دوراً أساسياً في انتشار القطط الأليفة في جميع أنحاء القارة، وتشهد على ذلك بقايا القطط التي اكتشفت في مواقع المعسكرات الرومانية.

ويرجع تاريخ أقدم قط مستأنس في أوروبا تم تحديده في الدراسة، وهو قط مشابه وراثياً للقطط المنزلية الحالية، إلى ما بين 50 قبل الميلاد و80 ميلادية من بلدة ماوترن النمساوية، وهي موقع حصن روماني على طول نهر الدانوب.

ومع ذلك، لم تكشف الدراسة عن توقيت ومكان التدجين الأولي للقطط.

قال أوتوني: «تدجين القطط أمر معقد، وما يمكننا قوله حالياً هو توقيت دخول القطط المنزلية إلى أوروبا من شمال أفريقيا. لا يمكننا أن نقول الكثير عما حدث قبل ذلك، وأين حدث».


إسطنبول تتجه لحظر الكلاب الضالة في الأماكن العامة

رجل يحمل كلباً على كتفه (أ.ف.ب)
رجل يحمل كلباً على كتفه (أ.ف.ب)
TT

إسطنبول تتجه لحظر الكلاب الضالة في الأماكن العامة

رجل يحمل كلباً على كتفه (أ.ف.ب)
رجل يحمل كلباً على كتفه (أ.ف.ب)

أصدرت السلطات المحلية في إسطنبول، اليوم (الاثنين)، مرسوماً يقضي بحظر إطعام الكلاب الضالة داخل المدينة في المستقبل، وكذلك منع وجودها في الأماكن العامة بالمدينة.

وقالت السلطات إنه سيتم منع الكلاب الضالة من الوجود على الأرصفة، والمرافق الصحية والتعليمية، والمطارات، ودور العبادة، والمتنزهات، وذلك بهدف منع انتشار الآفات والتلوث البيئي.

ولم يتم تقديم أي تفاصيل حول العقوبات المحتملة، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وتهدف الإجراءات الجديدة أيضاً إلى تسريع عملية الإمساك بالكلاب التي لا مالك لها وتعقيمها، وإيوائها في ملاجئ الحيوانات. وستكون البلديات مسؤولة عن تنفيذ القواعد الجديدة.

وأصبحت هذه القضية محل جدل كبيراً منذ صدور قانون العام الماضي، يسمح في حالات معينة بإعدام الكلاب الضالة. ويمكن الآن إلزام البلديات بإمساك الحيوانات الضالة وإيوائها في ملاجئ خاصة.

وتقوم هذه الملاجئ بالبحث عن مالكين جدد للاعتناء بهذه الحيوانات.