فرنسا: إصابة 9 بينهم 8 أطفال في هجوم بسكين

ماكرون: الأمة في حالة صدمة

ضباط شرطة وعمال إنقاذ يسيرون في مكان الحادث بعد هجوم بسكين بحديقة «آنسي» بجبال الألب الفرنسية (أ.ب)
ضباط شرطة وعمال إنقاذ يسيرون في مكان الحادث بعد هجوم بسكين بحديقة «آنسي» بجبال الألب الفرنسية (أ.ب)
TT

فرنسا: إصابة 9 بينهم 8 أطفال في هجوم بسكين

ضباط شرطة وعمال إنقاذ يسيرون في مكان الحادث بعد هجوم بسكين بحديقة «آنسي» بجبال الألب الفرنسية (أ.ب)
ضباط شرطة وعمال إنقاذ يسيرون في مكان الحادث بعد هجوم بسكين بحديقة «آنسي» بجبال الألب الفرنسية (أ.ب)

أُصيب 9 أشخاص، بينهم 8 أطفال، في هجوم بسكين بمدينة آنسي، جنوب شرقي فرنسا، وفقاً لما ذكرته مصادر في الشرطة، الخميس.

وأوضحت المصادر أن 3 مصابين في حالة حرجة، مشيرة إلى أن أعمار الأطفال ضحايا الاعتداء لا تتجاوز 3 سنوات.

أفراد من الشرطة في مكان الحادث بعد هجوم بسكين بحديقة «آنسي» بجبال الألب الفرنسية (رويترز)

وصرح مسؤول في الشرطة لـ«رويترز» بأن المهاجم سوري الجنسية وحاصل على وضع لاجئ بشكل قانوني في البلاد. وقال مصدر في التحقيقات إنه لم يكن معروفاً لدى الأجهزة الأمنية.

من جهتها، ذكرت لين بونيه-ماتيس النائبة العامة الفرنسية، في تصريحات للصحافيين، أن اللاجئ السوري لم يتحرّك «بدافع إرهابي»، مضيفة أن أحد الأطفال الذين جرحوا بالاعتداء يبلغ من العمر 22 شهرا ويبلغ اثنان عامين وأكبرهم ثلاث سنوات.

وكتب وزير الداخلية، جيرالد دارمانان، على «تويتر» أنه أُلقي القبض على المهاجم. وقالت الشرطة إن طفلين والشخص البالغ أصيبوا بجروح تمثل خطورة على الحياة، بينما أصيب طفلان آخران بجروح طفيفة.

وقال الرئيس إيمانويل ماكرون في بيان على «تويتر»: «طفلان وشخص بالغ بين الحياة والموت. الأمة في حالة صدمة»، واصفاً الهجوم بأنه «عمل جبان تماماً». وأفاد شهود بأن طفلاً واحداً في الأقل من المصابين كان في عربة أطفال.

وقالت الشرطة لـ«رويترز» إن 8 أطفال وبالغاً أصيبوا في الهجوم، وإن الأطفال المصابين يبلغون من العمر نحو 3 سنوات، وإن 3 منهم في حالة حرجة. وأفادت قناة «بي إف إم» التلفزيونية الفرنسية بأن الهجوم وقع في متنزه، وبأن المهاجم طالب لجوء سوري.

أفراد من الشرطة الفرنسية يفرضون طوقاً أمنياً في مدينة آنسي بجنوب شرقي فرنسا بعد حادث الطعن الخميس (أ.ف.ب)

وأوضح مصدر أمني أن المسلح قال إنه طالب لجوء سوري، وقد هاجم مجموعة من الأطفال تبلغ أعمارهم نحو 3 سنوات، عند الساعة 9:45 صباحاً (07:45 بتوقيت غرينيتش).

وأضاف أنه يجري التحقق من هوية المهاجم، مشيراً إلى أنه يعتقد أن المشتبه فيه مجهول للأجهزة الأمنية ولا سوابق أمنية له. واعتُقل المنفذ في موقع الهجوم. وقال للشرطة إنه طالب لجوء سوري، وفق ما ذكر مصدر في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم الكشف عن اسمه.

وكتب وزير الداخلية جيرالد دارمانان في تغريدة إن منفذ الهجوم «اعتُقل بفضل التحرك السريع لقوات الأمن».

أفراد من الشرطة وعمال إنقاذ يسيرون في مكان الحادث بعد الهجوم (أ.ب)

وكان مسؤولون محليون ومصدر أمني قد أفادوا في وقت سابق بجرح 6 أطفال وشخص آخر. وندد الرئيس إيمانويل ماكرون بالهجوم الذي وصفه بأنه «جبان». وكتب على «تويتر»: «الأمة في حالة صدمة. أفكارنا معهم ومع عائلاتهم وأجهزة الطوارئ».

وقالت الشرطة لوكالة الأنباء الألمانية، الخميس، إنه أُلقي القبض على المهاجم المشتبه فيه. ووفقاً لصحيفة «لو باريزيان»، فإن المهاجم أصاب 3 أشخاص بإصابات خطرة، أحدهم مصاب بصورة تهدد حياته. وذكرت شبكة «بي إف إم تي في» أن الأطفال الذين جرت مهاجمتهم صغار السن للغاية. ولم تتضح بعد ملابسات الهجوم. وقال وزير الداخلية جيرالد دارمانان إنه جرى إرسال قوات أمنية إلى موقع الحادث.


مقالات ذات صلة

تركيا: استضافة لافتة لرئيس وزراء كردستان ورئيس حزب «حراك الجيل الجديد»

شؤون إقليمية إردوغان مستقبلاً رئيس وزراء إقليم كردستاني العراق مسرور بارزاني (الرئاسة التركية)

تركيا: استضافة لافتة لرئيس وزراء كردستان ورئيس حزب «حراك الجيل الجديد»

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، بالتزامن مع زيارة رئيس حزب «حراك الجيل الجديد»، شاسوار عبد الواحد

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا جنود ماليون خلال تدريبات عسكرية على مواجهة الإرهاب (أ.ف.ب)

تنظيم «القاعدة» يهاجم مدينة مالية على حدود موريتانيا

يأتي الهجوم في وقت يصعّد تنظيم «القاعدة» من هجماته المسلحة في وسط وشمال مالي، فيما يكثف الجيش المالي من عملياته العسكرية ضد معاقل التنظيم.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مقاتلان من الفصائل الموالية لتركيا في جنوب منبج (أ.ف.ب)

تحذيرات تركية من سيناريوهات لتقسيم سوريا إلى 4 دويلات

تتصاعد التحذيرات والمخاوف في تركيا من احتمالات تقسيم سوريا بعد سقوط نظام الأسد في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات بين الفصائل و«قسد» في شرق حلب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ علم أميركي يرفرف في مهب الريح خلف سياج من الأسلاك الشائكة في معسكر السجن الأميركي في خليج غوانتانامو (د.ب.أ)

بايدن يدفع جهود إغلاق غوانتانامو بنقل 11 سجيناً لعُمان

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها نقلت 11 رجلاً يمنياً إلى سلطنة عُمان، هذا الأسبوع، بعد احتجازهم أكثر من عقدين من دون تهم في قاعدة غوانتانامو.

علي بردى (واشنطن )
أميركا اللاتينية شرطة فنزويلا (متداولة)

السلطات الفنزويلية تعتقل أكثر من 120 أجنبياً بتهم تتعلق بالإرهاب

أعلن وزير الداخلية الفنزويلي ديوسدادو كابيلو، الاثنين، أن السلطات اعتقلت أكثر من 120 أجنبياً بتهم تتعلق بالإرهاب، عقب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها.

«الشرق الأوسط» (كاراكاس )

وفاة جان ماري لوبن الشخصية التاريخية لليمين المتطرف الفرنسي

جان ماري لوبن في عام 2022 (أ.ف.ب)
جان ماري لوبن في عام 2022 (أ.ف.ب)
TT

وفاة جان ماري لوبن الشخصية التاريخية لليمين المتطرف الفرنسي

جان ماري لوبن في عام 2022 (أ.ف.ب)
جان ماري لوبن في عام 2022 (أ.ف.ب)

توفي جان ماري لوبن، الشخصية التاريخية لليمين المتطرّف الفرنسي، الذي وصل إلى نهائيات الانتخابات الرئاسية عام 2002، الثلاثاء، عن عمر يناهز 96 عاماً في منطقة باريس، بمستشفى نقل إليه قبل أسابيع.

وقالت عائلته في بيان تلقّته «وكالة الصحافة الفرنسية»: «إنّ جان ماري لوبن توفي ظهر الثلاثاء، محاطاً بأفراد الأسرة».

جان ماري لوبن (رويترز)

وأعلن قصر الإليزيه في بيان أن لوبن كان «شخصية تاريخية لليمين المتطرف» الفرنسي، وأصبح «دوره في الحياة العامة لبلادنا منذ نحو 70 عاماً... جزءاً من التاريخ».

وكانت ابنته مارين لوبن على متن طائرة ظهر الثلاثاء عائدة إلى باريس من أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي، الذي زارته تضامناً بعد مرور الإعصار «تشيدو» المدمر.

وانسحب مؤسس الجبهة الوطنية، التي سُميت فيما بعد التجمع الوطني، تدريجياً من الحياة السياسية، بداية من عام 2011، عندما توّلت ابنته مارين لوبن رئاسة الحزب.

وضعفت حال جان ماري لوبن بعد تعرضه لعدة انتكاسات صحية. وفي يونيو (حزيران) كشف تقرير طبي «تدهوراً كبيراً» في حالته الجسدية والنفسية، صار معه عاجزاً عن «حضور» أو «التحضير لدفاعه» في قضية مساعدي نواب الجبهة الوطنية الأوروبيين، التي جرت في باريس بين سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني).

رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو يفحص علبة حلوى داخل متجر «هايبركاشر» اليهودي في باريس (أ.ف.ب)

ومنتصف نوفمبر أُدخل جان ماري لوبن إلى المستشفى، ثم إلى عيادة متخصصة في غارش غرب باريس، قرب منزله في رواي مالميزون. وأعلنت وفاته بينما كان قسم من الطبقة السياسية الفرنسية حاضراً، الثلاثاء، أمام متجر يهودي في بورت دو فينسين في باريس، بعد 10 سنوات من هجمات يناير (كانون الثاني) 2015.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته خلال إحياء ذكرى مرور 10 سنوات على الهجوم على صحيفة «شارلي إبدو» (أ.ب)

وكان جان ماري لوبن خطيباً مفوَّهاً ومحرضاً مثيراً للجدل في قضايا الهجرة واليهود، والأب الروحي الذي واجه منغصات بسبب المقربين منه، لكنه نجح في إخراج اليمين المتطرف الفرنسي من التهميش.

«الجبهة الجمهورية»

لكنه لم ينجح في تحقيق طموحه بأن يصبح رئيساً، رغم أنه أحدث مفاجأة في 21 أبريل (نيسان) 2002، عندما كان عمره 73 عاماً بتأهله للدورة الثانية من الانتخابات. وكان لهذا الانتصار جانب سلبي؛ فعلى مدار أسبوعين، شارك الملايين في مسيرة ضد العنصرية وتجسيدها السياسي، قبل إعادة انتخاب عدوه اللدود جاك شيراك بسهولة.

لم يُعبر الرجل المتصلب مطلقاً عن أي ندم على زلاته المتكررة، سواء كانت عن قصد أو عن غير قصد، والتي أدين بسببها أمام القضاء؛ بدءاً من عدم اعترافه بجسامة المحرقة اليهودية، وعدم المساواة بين الأعراق؛ مروراً بالتخفيف من شأن الاحتلال الألماني لفرنسا.

وبعد 22 عاماً، ففي حين فاز حزب «التجمع» الوطني في الانتخابات الأوروبية، أعطى قرار حل البرلمان الذي اتخذه الرئيس إيمانويل ماكرون ابنته مارين لوبن إمكانية انضمام اليمين المتطرف إلى السلطة، وهو حلم ظن أنه تحقق أخيراً، لكنّه تحطّم على صخرة «الجبهة الجمهورية».

كان جان ماري لوبن متزوجاً من بيريت لالان، والدة بناته ماري كارولين ويان ومارين، ثم تزوج مجدداً من جاني لوبن. ورأى سيباستيان شينو نائب رئيس الجبهة الوطنية أن «وفاة جان ماري لوبن يعني غياب شخصية وطنية عظيمة، صاحب رؤية وشجاع».

وحيّاه رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا لأنه «خدم فرنسا ودافع عن هويتها وسيادتها» عندما خدم في الجيش الفرنسي في «الهند الصينية» والجزائر، وعبّر «عن صوت الشعب في الجمعية الوطنية والبرلمان الأوروبي».

لكن زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلينشون كتب على منصة «إكس»: «إن احترام كرامة الموتى وحزن أحبائهم لا يحجب الحق في الحكم على أفعالهم. تظل أفعال جان ماري لوبن غير مقبولة. لقد انتهت المعركة ضد ذاك الرجل، لكن المعركة مستمرة ضد الكراهية والعنصرية وكراهية الإسلام ومعاداة السامية التي روَّج لها».

وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو إن جان ماري لوبن، و«بعيداً عن الجدل الذي كان سلاحه المفضل والمواجهات حول الجوهر... عرفنا فيه شخصية المقاتل عندما واجهناه».