قال الصليب الأحمر إن الألغام التي اقتلعتها مياه الفيضان في اتجاه مجرى النهر من سد كاخوفكا عبر مساحات شاسعة من جنوب أوكرانيا قد تشكل خطراً جسيماً على المدنيين لعقود مقبلة.
وانهار جزء من سد كاخوفكا الضخم الذي يعود إلى الحقبة السوفياتية ويقع في منطقة خاضعة للسيطرة الروسية في الساعات الأولى من صباح أول من أمس (الثلاثاء)، ما أدى إلى فيضانات في مساحات شاسعة من منطقة حرب وتهديد حياة عشرات الآلاف وسلامتهم.
وألقت أوكرانيا بمسؤولية تفجير السد على روسيا، بينما قالت روسيا إن أوكرانيا خربت السد بإيعاز من الغرب للحد من إمدادات المياه لشبه جزيرة القرم ولصرف الانتباه عن هجوم مضاد متعثر. وقال بعض المسؤولين المدعومين من روسيا إن السد ربما انهار.
كما جرّفت المياه عدداً لا يحصى من الألغام الأرضية التي زُرعت خلال الحرب المستمرة منذ 15 شهراً ولا أحد يعرف الآن مكانها، فربما ما زالت في حقول الألغام أو قد تكون عالقة في طين النهر أو في حقول وحدائق وطرق على مساحة شاسعة.
وقال إريك تولفسن، رئيس وحدة التلوث بالأسلحة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر: «من قبل كنا نعرف أين توجد المخاطر. الآن لا نعرف. كل ما نعرفه هو أنها في مكان ما صوب المصب».
وأضاف تولفسن في مقطع صوتي: «نشعر بالرعب عندما نشاهد الأخبار الواردة»، مشيراً إلى أن ألغاماً من الحرب العالمية الثانية عثر عليها تحت الماء في الدنمارك عام 2015 وكانت لا تزال نشطة.
وخلفت الحرب في أوكرانيا، وهي الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، كميات هائلة من الألغام والذخائر غير المنفجرة عبر مساحات شاسعة من البلاد، وهو خطر يحذر منه نشطاء منذ إرسال روسيا قوات في فبراير (شباط) من العام الماضي لغزو البلاد.
«الأرقام ضخمة»
إلى جانب الألغام المضادة للأفراد، استخدم الجانبان كميات هائلة من قذائف المدفعية والألغام المضادة للدبابات. وقال تولفسن إن العدد المحدد للألغام في أوكرانيا غير واضح، مضيفاً: «نحن نعلم فقط أن الأرقام ضخمة».
وأشار تولفسن إلى أن مشكلة الألغام ليست بالضرورة عددها فحسب ولكن المكان الذي زُرعت فيه خاصة في بلد زراعي كبير مثل أوكرانيا.
وقال إن المناطق الواقعة صوب مصب النهر بعد السد تحتوي على حقول ألغام مضادة للأفراد ومضادة للمركبات زرعها طرفا النزاع.
وحذرت سلطات عينتها روسيا تسيطر على جزء من منطقة خيرسون الأوكرانية السكان، اليوم، من الألغام التي تجرفها مياه الفيضانات في اتجاه مجرى النهر.
وحذّر مركز مواجهة الطوارئ المدعوم من روسيا في منطقة خيرسون من أن خطر «انجراف الألغام وأشياء خطرة أخرى أمر ممكن». وخيرسون من بين 5 مناطق في أوكرانيا أعلنت موسكو ضمها من جانب واحد.
وأضاف: «بمجرد أن تنحسر المياه، سنبدأ على الفور في الاستكشاف الهندسي للمناطق. لكن في الوقت الحالي ننصح بتوخي الحذر قدر الإمكان».
وخلال زيارة، أمس، إلى مدينة خيرسون التي تضررت بشدة من الكارثة، حذر نائب رئيس الوزراء الأوكراني أولكسندر كوبراكوف أيضاً من المخاطر التي تشكلها الألغام العائمة وكذلك من انتشار الأمراض والمواد الكيميائية الخطرة في مياه الفيضان.