محادثات مسقط: الحكومة ترفع سقف «شروطها» في وجه الحوثيين

على وقع الاستعدادات العسكرية التي تطرق أبواب صنعاء

مجندون جدد ينضمون للقوات المالية للرئيس عبدربه منصور هادي في ميناء عدن أمس (رويترز)
مجندون جدد ينضمون للقوات المالية للرئيس عبدربه منصور هادي في ميناء عدن أمس (رويترز)
TT
20

محادثات مسقط: الحكومة ترفع سقف «شروطها» في وجه الحوثيين

مجندون جدد ينضمون للقوات المالية للرئيس عبدربه منصور هادي في ميناء عدن أمس (رويترز)
مجندون جدد ينضمون للقوات المالية للرئيس عبدربه منصور هادي في ميناء عدن أمس (رويترز)

على وقع الاستعدادات العسكرية التي تطرق معاقل الحوثيين في شمال اليمن، وخصوصًا تعزيز جبهة مأرب التي لا تبعد عن العاصمة صنعاء سوى 170 كلم، بدأ المبعوث الأممي للأزمة اليمنية، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس مباحثاته مع الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح في العاصمة العُمانية مسقط.
وينقل ولد الشيخ للحوثيين وحلفائهم، ما عبرت عنه مصادر مطلعة بـ«حزمة شروط» عرضتها حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، من أجل التوصل لوقف إطلاق النار، والانخراط في العملية السياسية التي تستهدف حل الأزمة في اليمن، وإنهاء الحرب الدائرة منذ 26 مارس (آذار) الماضي.
وكان المبعوث الأممي التقى في الرياض قبيل سفره إلى مسقط، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وتسلم منه شروط وقف إطلاق النار التي تتبناها حكومته، وتحظى بتأييد دول التحالف العربي.
وتركز شروط الحكومة اليمنية على إقرار المتمردين الذين بدأوا يخسرون مواقعهم بالتوالي، بالانسحاب العسكري من جميع المواقع وتسليم أسلحتهم ومواقعهم ووضع آلية لتنفيذ القرار الأممي 2216، وتطبيقه فورًا.
واستفادت الحكومة اليمنية من الانتصارات العسكرية التي تنجزها قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، في رفع سقف مطالبها في التفاوض مع خصومها الحوثيين في مسقط.
وتهدف هذه المفاوضات وهي ليست الأولى التي تستضيفها سلطنة عُمان إيجاد حلّ سياسي للأزمة التي استعرت بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة وعلى عدن والعمل على وقف المعارك التي تحرز فيها قوات التحالف تقدمًا متسارعًا.
وسبق لسلطنة عُمان أن استضافت محادثات متعددة الأطراف في مسقط شاركت فيها جماعة الحوثيين شهري مايو (أيار) ويونيو (حزيران) الماضيين، وهي المحادثات التي شارك فيها وفد أميركي ولم تحرز أي تقدم، مما دفع بالمعارك العسكرية للأمام وأدى لاستعادة قوات التحالف مدينة عدن منتصف يوليو (تموز) الماضي.
وإلى جانب القرار الدولي 2216، تحددّ الصيغة التي قدمتها الحكومة اليمنية ونقلها ولد الشيخ لوفدي مسقط، مرجعية الحلّ السياسي القادم في اليمن بالمبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وكذلك إعلان الرياض الصادر في 17 مايو 2015.
وتشترط الحكومة اليمنية، بحسب مصادر مطلعة، أن يوافق الحوثيون وحلفاؤهم على إخلاء جميع المناطق والمواقع التي ما زالوا يسيطرون عليها وتسليمها للحكومة بما في ذلك العاصمة صنعاء، وكذلك تسلم أسلحتهم، وتعيين مراقبين عسكريين دوليين لمراقبة تنفيذ الخطوات.
كما تضمن حزمة الشروط التي أقرتها الحكومة اليمنية، تمكين الأخيرة من ممارسة مهامها وعدم إعاقة خصومها الحوثيين وحلفائهم عمل الحكومة أو التدخل في شؤونها.
ووفقًا لنقاط الحكومة اليمنية فإن الحلّ السياسي لهذه الأزمة يبدأ بعد تنفيذ الخطوات العسكرية، ويأتي ضمن مرجعية القرار الدولي 2216، والمبادرة الخليجية، وإعلان الرياض، وكذلك مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.



مصريون يلتمسون «تدخلاً رئاسياً» لحل مشاكلهم

أحد فروع محلات «بلبن» عقب إغلاقها (صفحة الشركة - فيسبوك)
أحد فروع محلات «بلبن» عقب إغلاقها (صفحة الشركة - فيسبوك)
TT
20

مصريون يلتمسون «تدخلاً رئاسياً» لحل مشاكلهم

أحد فروع محلات «بلبن» عقب إغلاقها (صفحة الشركة - فيسبوك)
أحد فروع محلات «بلبن» عقب إغلاقها (صفحة الشركة - فيسبوك)

حفّز تدخل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أزمة سلسلة محال «بلبن»، التي أثارت ضجة كبيرة الأيام الماضية، قطاعات واسعة من المصريين، التمسوا حل مشاكلهم عند رئيس البلاد.

ووجَّه مصريون استغاثات مرئية ومكتوبة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي يطلبون فيها تدخل الرئيس لحل شكاوى «يُفترض حلها على مستويات تنفيذية أقل»، وهو ما دعا برلمانيون لمطالبة الجهات المعنية بـ«التخفيف عن كاهله».

كانت السلطات المصرية قد أغلقت سلاسل محال «بلبن» للحلوى، وأرجعت ذلك إلى «استخدام مكونات ضارة»، و«عدم استيفاء الأوراق الرسمية لتشغيل بعض الفروع»، وهو ما دعا الشركة إلى نشر استغاثة للرئيس السيسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في 18 أبريل (نيسان) الحالي، مشيرة إلى أن غلق 110 فروع لها يضر بنحو 25 ألف عامل وعائلاتهم.

وفي اليوم التالي، أعلن مجلس الوزراء المصري، وفق «توجيهات رئاسية»، عن التواصل مع مالكي السلسة لعقد اجتماع تنسيقي لإيضاح الإجراءات التصحيحية والوقائية المطلوب اتخاذها نحو إعادة النشاط في حال توفيق وتصحيح الأوضاع في أقرب وقت، وهو ما دعا الشركة لتوجيه رسالة شكر إلى الرئيس.

ومع سرعة حل الأزمة، توالت الاستغاثات الموجهة إلى السيسي، كل يلتمس حل أزماته عند بابه، بداية من أهالي قرية سرسنا في محافظة الفيوم جنوب العاصمة الذين شكوا إليه «قلة المشروعات» في القرية، وأزمة المواصلات بها، مروراً بمعلمين تتعاقد معهم وزارة التربية والتعليم بنظام «الحصة»، مطالبين بتعيينهم.

وصمم المعلمون شعاراً لحملتهم على غرار تصميم شعار محل «بلبن»، وبألوانه نفسها.

وكتب المعلم تامر الشرقاوي على مجموعة تواصل خاصة بهذه الفئة من المدرسين أنهم يريدون أن يرسلوا استغاثة للرئيس للاهتمام بقضيتهم على غرار ما حدث مع شركة «بلبن»، وهو اقتراح لاقى تفاعلاً كبيراً.

شعار صممه معلمون مؤقتون مستلهمين شعار محلات «بلبن» الشهيرة (فيسبوك)
شعار صممه معلمون مؤقتون مستلهمين شعار محلات «بلبن» الشهيرة (فيسبوك)

ولم تقتصر الاستغاثات على طلبات موجهة من مجموعات، فكانت بعضها شخصية، مثل استغاثة وجهها الدكتور جودة عواد بعد صدور قرار من نقابة الأطباء يمنعه من مزاولة المهنة لمدة عام، لـ«ترويجه عقاقير» عبر صفحاته، واستخدامه «أساليب جديدة في التشخيص والعلاج لم يكتمل اختبارها بالطرق العلمية»، حسب بيان وزارة الصحة.

وناشد عواد الرئيس بالتدخل لرفع «الظلم عنه»، وقال إن «صفحات استغلت صورته وركَّبت فيديوهات تروج للأدوية».

وحملت بعض المناشدات اقتراحات مثل عودة «عساكر الدورية» ليجوبوا الشوارع، مع زيادة الحوادث، حسب استغاثة مصورة وجهها أحد المواطنين للرئيس عبر تطبيق «تيك توك».

وبينما أقر أعضاء بمجلس النواب بحقيقة أن تدخل الرئيس يسرع بالحل فعلياً، أهابوا بالقطاعات المختلفة سرعة التحرك لحل المشاكل المنوطة بها تخفيفاً عن كاهله.

ومن هؤلاء النواب مصطفى بكري الذي قال إن تدخل الرئيس في بعض المشاكل وقضايا الرأي العام «يضع حداً للإشاعات والأكاذيب، ويرد الاعتبار لحقوق الناس التي يسعى البعض إلى إهدارها»، لكنه طالب الجهات المعنية عبر منصة «إكس» بالتخفيف عنه والتحرك لحل المشاكل وبحث الشكاوى.

اتفق معه النائب فتحي قنديل، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «الرئيس على عاتقه الكثير من المسؤوليات والأعباء. يجب على المواطنين أن يدركوا ذلك، وألا يوجهوا كل استغاثة إليه، خصوصاً أن بعض هذه المشاكل تكون مفتعلة»، وطالب موظفي الدولة «بعدم التعنت أمام المواطنين والعمل على حل مشاكلهم».

ويرى النائب البرلماني السابق ومنسق الاتصال بأمانة القبائل والعائلات المصرية بحزب «الجبهة الوطنية»، حسين فايز، أنه على الرغم من الأعباء التي تُلقى على عاتق الرئيس بكثرة المناشدات «فإن ذلك أيضاً يعزز مكانته لدى الشارع».

وسبق أن تدخل السيسي لحل أزمات أو تحقيق آمال مواطنين بعدما ظهروا عبر مواقع التواصل أو في أحد البرامج التلفزيونية. ففي سبتمبر (أيلول) 2021، أجرى اتصالاً على القناة الأولى المصرية، عقب عرض تقرير مصور عن سيدة تعمل في مهنة «الحدادة» لإعالة أسرتها وتطلب توفير شقة، وهو ما استجاب له الرئيس.

ويعدّ أستاذ علم الاجتماع السياسي، الدكتور سعيد صادق، أن نمط توجيه استغاثات إلى الرئيس «راسخ في المجتمع المصري»، إيماناً بأن مجرد تدخله سيحل المشاكل فوراً. وعدّ أن ذلك يعكس «مركزية الدولة».