محكمة الاستئناف تثبت الحكم بسجن أشهر مناضلي العبودية في موريتانيا

في جلسة قصيرة غاب عنها المتهمون وفريق الدفاع بدعوى أنها غير شرعية

بيرام ولد الداه ولد أعبيدي ({الشرق الأوسط})
بيرام ولد الداه ولد أعبيدي ({الشرق الأوسط})
TT

محكمة الاستئناف تثبت الحكم بسجن أشهر مناضلي العبودية في موريتانيا

بيرام ولد الداه ولد أعبيدي ({الشرق الأوسط})
بيرام ولد الداه ولد أعبيدي ({الشرق الأوسط})

أكدت الغرفة الجزائية في محكمة الاستئناف بمدينة ألاك، جنوبي موريتانيا، مساء أول من أمس، حكمًا بالسجن لمدة عامين نافذين صدر في السابق ضد بيرام ولد الداه ولد أعبيدي، الذي يعد من أبرز مناهضي العبودية في البلاد، لكن هذا الحكم أثار الكثير من الجدل خاصة في الأوساط الحقوقية.
وفي أول ردة فعل من مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية (إيرا) التي يقودها ولد أعبيدي، أصدرت بيانًا شديد اللهجة قالت فيه إن تثبيت الحكم ضد زعيمها يدخل في سياق «مرحلة جديدة من التصعيد القمعي والحرمان من العدالة» في ظل النظام القائم في موريتانيا.
وانتقدت المنظمة الحقوقية، التي لم تحصل حتى اليوم على ترخيص من السلطات الموريتانية رغم تأسيسها قبل عدة سنوات، المحاكمة التي خضع لها ولد أعبيدي، وقالت إنها «محاكمة صورية لم تتجاوز مدتها نصف ساعة، وتمت خلالها تعبئة جميع التشكيلات العسكرية»، وفق نص البيان.
وكان عدد من أنصار المنظمة الحقوقية قد احتجوا أمام مباني المحكمة، فتدخل الأمن واستخدم الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريقهم، من دون تسجيل أي إصابات أو اعتقالات في صفوف المحتجين، فيما رفض بيرام ولد الداه ولد أعبيدي، ونائبه إبراهيم ولد بلال المثول أمام المحكمة، وبعد مفاوضات شاقة لوحت السلطات القضائية باستخدام القوة لإجبارهم على الحضور قبل أن تتراجع عن ذلك.
وبعد عدة ساعات من الانتظار، عقدت الجلسة تحت صيغة «شبه حضورية»، بعد أن غاب عنها المتهمون وفريق الدفاع بذريعة أنها «غير شرعية»؛ وطالب خلالها الادعاء العام بتثبيت الحكم بالسجن عامين نافذين وغرامة 100 ألف أوقية (300 يورو)، في حق جميع المتهمين في الملف، والبالغ عددهم 10 أشخاص من ضمنهم ولد أعبيدي ونائبه.
وخلال المحاكمة تمت تبرئة سبعة أشخاص من المشمولين بالملف، وأغلبهم ناشطون في حركة (إيرا) الحقوقية، فيما أدين كل من رئيس الحركة ونائبه، ورئيس منظمة حقوقية تدعى (كاوتيل) هي التي نظمت قافلة حقوقية غير مرخصة نهاية العام الماضي، وانتهت باعتقال الجميع، وتقديمهم للعدالة في مدينة روصو، الواقعة جنوبي موريتانيا.
وكان فريق الدفاع قد وصف المحاكمة بأنها «سياسية وفاقدة للشرعية»، فيما قالت منظمة (إيرا) الحقوقية في بيانها الذي وزعته أمس للتعليق على الحكم إن «النظام القائم يستغل الأجهزة القضائية ويحولها إلى ذراعه القوي لتصفية الحسابات مع معارضيه».
وبررت المنظمة رفضها للحكم الصادر عن محكمة الاستئناف بألاك بأنها ليست الجهاز القضائي القادر على البت في هذه القضية، قبل أن تضيف أن «محكمة الاستئناف المخولة، والتي تملك المؤهلات للنظر في الملف هي محكمة نواكشوط»؛ وخلصت في السياق ذاته إلى القول: «إننا نندد برغبة النظام في منع إقامة محاكمة حقيقية لصالح مناهضي العبودية في العاصمة نواكشوط، تحت أعين الصحافة المحلية والدولية».
ويعد ولد أعبيدي من أشهر مناهضي العبودية في موريتانيا، حيث سبق أن نال جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عام 2013، وترشح للانتخابات الرئاسية في موريتانيا العام الماضي، وحل في المرتبة الثانية بعد الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز. كما اشتهر ولد أعبيدي بحدة الخطاب تجاه النظام القائم وبعض القبائل التي يتهمها بحماية ممارسي العبودية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.