تجربة دخول المرأة لمعترك الانتخابات سبقها الكثير من التوقعات والآمال، ولكن أيضًا التوجس من فشل التجربة بسبب قلة المشاركة أو قلة الوعي بالدور الذي تلعبه المجالس وعملية الانتخاب تحديدًا. ولهذا انطلقت مبادرات فردية ومجتمعية لتوعية السيدات، وإنفردت جمعية النهضة النسائية كونها الجمعية الوحيدة التي تحمل تصريحًا من وزارة الشؤون البلدية بعقد دورات للناخبات و أيضًا بالقيام بحملات للتوعية في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» أشارت مديرة جمعية النهضة شيخة السديري إلى أن برامج التوعية التي تعدها الجمعية موجهة للنساء وللرجال أيضا، وبما أن الجمعية نسائية أطرح عليها تساؤلا حول كيفية التوجه للناخبين الرجال، تقول: «هناك جزآن لحملة النهضة، أحدهما مكثف لتدريب السيدات من خلال ورش تقودها مدربات مؤهلات، وهنا نركز 100 في المائة على السيدات. ولكن هناك طرقًا أخرى نتواصل بها مع الناخبين، على سبيل المثال أعددنا فيلم رسوم متحركة مدته 4 دقائق يشرح للناخبين الذين يتعذر علينا التعامل معهم وجهًا لوجه آليات العملية الانتخابية. ننشط أيضًا حملات التوعية في الإعلام التي بدأناها يوم الأحد الماضي، وهي طريقة نتواصل بها مع الجنسين».
القنوات الإعلامية التي تنشط من خلالها الجمعية تشمل قناة الجمعية على «يوتيوب» والراديو ووسائل التواصل الاجتماعي.
تشير السديري إلى أن الجمعية التي تتخذ من الرياض مقرا لها، تركز معظم نشاطها على العاصمة، ولكنها تضيف أنها أقامت دورات لإعداد مدربات في الشرقية وجدة بينما تضم الرياض نحو 80 في المائة من المدربات. وبالنسبة للدورات التي تقام في الشرقية وجدة تشير إلى أن هناك نظاما واضحا ومحددا تتبعه جميع الدورات ويعتمد على نموذج موحد من القواعد والإرشادات.
وبالسؤال عن تفاصيل الدورات التي أقيمت تشير إلى نقطة مهمة، وهي أن المدربات التابعات للجمعية وجدن أن قيامهن بزيارة أماكن العمل والمؤسسات المختلفة لتقديم دورات للموظفات هناك، هي وسيلة أكثر فائدة ونجاحا، وتضيف: «عندنا 125 مدربة يقدمن ورشا كل يومية».
أتساءل عن برنامج التدريب والجهة التي أعدته، تقول إن هناك عددا من المدربات المعتمدات في الجمعية، وأن برنامج التدريب أخذته المدربات من نظام المجالس البلدية وأعددن على أساسه مجموعة من القواعد والحقائق التي تكون برنامج التدريب.
وبما أن ثقافة الانتخابات جديدة على المجتمع السعودي، وخصوصا بالنسبة للنساء اللواتي يخضن التجربة للمرة الأولى أجدني أتساءل حول تقييم المدربات ومسؤولات الجمعية حول مدى استعداد السيدات لممارسة حق الانتخاب، تقول: «هناك اختلاف في الثقافات ومستوى الفهم والوعي وتلقي المعلومات، وكأي شيء جدي يأخذ وقت لتتم الاستفادة منه، ولكن يمكنني القول بشكل عام التجاوب إيجابي جدا يدعونا للتفاؤل».
الإجابة تدفعني للسؤال حول الشرائح الاجتماعية التي تفاعلت مع ورش العمل والتدريب، تعلق قائلة: «الدورات التي قدمناها استفادت منها شريحة كبيرة من النساء من عضوات مجالس الإدارات إلى سيدات مستفيدات من الدعم المادي في النهضة، وعموما فالمشاركات من كل المستويات الثقافية ومدرباتنا لديهن خبرة واسعة. ولكن هدفنا الأساسي هو الشخص الذي لا يستطيع الوصول للمعلومة بسهولة، وهم أول الشرائح التي قمنا بتدريبهم».
المرأة في الانتخابات.. دورات للناخبات ولا نصيب للمترشحات
جمعية نسائية: تجاوب المرأة مع ورش التدريب إيجابي
المرأة في الانتخابات.. دورات للناخبات ولا نصيب للمترشحات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة