أوكرانيا تطلب صواريخ «تاوروس» من ألمانيا

اكتمال وصول أسلحة وذخيرة متفق عليها من كندا «قريباً»

TT

أوكرانيا تطلب صواريخ «تاوروس» من ألمانيا

رجل يسير إلى جانب صاروخ من صنع شركة «تاوروس» (أ.ف.ب)
رجل يسير إلى جانب صاروخ من صنع شركة «تاوروس» (أ.ف.ب)

طلبت أوكرانيا من ألمانيا تسليمها صواريخ «كروز» من طراز «تاوروس». وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع الألمانية أمس (الجمعة)، إن الوزارة تلقت طلباً بذلك من الجانب الأوكراني في الأيام القليلة الماضية، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية». ولم تدلِ المتحدثة بأي تفاصيل أخرى بشأن الرسالة، مثل عدد الصواريخ التي تطلبها كييف.

وكان خبير شؤون الدفاع لدى «الحزب المسيحي الديمقراطي» الألماني، رودريش كيزفيتر، دعا أخيراً إلى تسليم صواريخ «تاوروس» الألمانية لأوكرانيا.

وقال كيزفيتر لشبكة «دويتشلاند» الألمانية الإعلامية: «يتعين على شركاء أوكرانيا الآن أن يذهبوا إلى أقصى ما في وسعهم، وأن يزودوا أوكرانيا بكل ما يمكن أن تستخدمه من أسلحة في القتال، وكل ما هو مسموح به بموجب القانون الدولي».

وبحسب بيانات كيزفيتر، يمكن لهذه الصواريخ التي يصل مداها إلى 500 كيلومتر أن تكون «مساهمة مفيدة للغاية من ألمانيا»، مضيفاً أن صواريخ «كروز» ستمكن أوكرانيا من «ضرب البنية التحتية العسكرية الروسية بعيداً عن خط المواجهة». وأوضح أن الجيش الألماني اشترى نحو 600 صاروخ من هذا النوع قبل عشر سنوات، مشيراً إلى أن من بينها حالياً «نحو 150» صاروخاً جاهزاً للاستخدام.

صواريخ «تاوروس» قد يصل مداها إلى 500 كيلومتر (أ.ف.ب)

وفي المقابل، أعرب وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس عن تحفظه حيال هذا الاقتراح.

وقال الوزير يوم الثلاثاء الماضي على هامش اجتماع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إنه لا يريد الخوض في كل نظام أسلحة وإعطاء إجابة افتراضية لسؤال افتراضي، وأضاف: «أعتقد أنه ثبت أننا لا نتصرف على هذا النحو دائماً، أو أننا لا نضع خطوطاً حمراء أو بيضاء»، مؤكداً ضرورة منح أوكرانيا دعماً كبيراً والتعامل معها بمسؤولية.

وفي الوقت نفسه، ذكر بيستوريوس أنه «يعتقد أنه يجب علينا دعم أوكرانيا بكل الأنظمة المسموح بها بموجب القانون الدولي والتي تحتاجها للانتصار في هذه الحرب والتي يمكننا توفيرها». وعندما سئل عما إذا كان قد يرى أيضاً خطراً في تسليم محتمل للطائرات المقاتلة من طراز «إف-16»، قال: «لا أرى أي خطر تصعيد في هذه المرحلة».

الأسلحة الكندية

في هذا السياق، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن كندا سوف تستكمل خلال الأسابيع المقبلة تسليم آلاف من قطع الأسلحة الصغيرة وملايين الذخيرة الحية التي تبرعت بها لأوكرانيا.

ونقلت «وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية» اليوم (السبت)، عن وزارة الدفاع القول إنه «تم بالفعل تسليم الأسلحة الصغيرة والذخيرة، التي تم الإعلان عن بدء تسليمها في أبريل (نيسان) الماضي، ويشمل ذلك مدافع رشاشة وبنادق هجومية وخزن ذخيرة».

وأشارت الوزارة إلى أنه سيتم خلال الأسابيع القادمة تسليم «مليون رصاصة عيار 5.5 مللم، و4800 بندقية هجومية». وأوضحت أنه من المتوقع وصول «قطع الأسلحة الصغيرة، وعددها 21 ألف قطعة، و2.4 مليون رصاصة حية إلى أوكرانيا بحلول الصيف».


مقالات ذات صلة

إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

شؤون إقليمية إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)

إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

بينما يواصل وفد الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان في إطار مبادرة لإنهاء الإرهاب في تركيا، وجّه إردوغان تحذيراً صارماً لمقاتلي الحزب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ مخزون من المتفجرات محلية الصنع تم العثور عليها في منزل براد سبافورد بولاية فرجينيا الأميركية في شهر ديسمبر (أ.ب)

«إف بي آي» عثر على 150 قنبلة محلية الصنع بمنزل بفرجينيا في ديسمبر

عثر العملاء الفيدراليون في أميركا على أحد أكبر مخزونات المتفجرات محلية الصنع التي صادروها على الإطلاق، في منزل بولاية فرجينيا في ديسمبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ ختم مكتب التحقيقات الفيدرالي يظهر بالمقر الرئيسي للوكالة في واشنطن (أ.ب)

أميركا: ضبط أكبر كمية متفجرات تامة الصنع في فيرجينيا

أفادت مذكرة قدمها مدعون فيدراليون إلى المحكمة بأن محققين فيدراليين ضبطوا أحد أكبر المخزونات لمتفجرات محلية الصنع لم يسبق لهم ضبطها على الإطلاق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق شاهد عيان ياباني تسعينيّ يروي لـ«الشرق الأوسط» فظائع القنبلة النووية على هيروشيما

شاهد عيان ياباني تسعينيّ يروي لـ«الشرق الأوسط» فظائع القنبلة النووية على هيروشيما

هيروشيما تعرضت لأول ضربة نووية في العالم يوم 6 أغسطس (آب) 1945.

فتح الرحمن يوسف (هيروشيما)

وفاة جان ماري لوبن الشخصية التاريخية لليمين المتطرف الفرنسي

جان ماري لوبن في عام 2022 (أ.ف.ب)
جان ماري لوبن في عام 2022 (أ.ف.ب)
TT

وفاة جان ماري لوبن الشخصية التاريخية لليمين المتطرف الفرنسي

جان ماري لوبن في عام 2022 (أ.ف.ب)
جان ماري لوبن في عام 2022 (أ.ف.ب)

توفي جان ماري لوبن، الشخصية التاريخية لليمين المتطرّف الفرنسي، الذي وصل إلى نهائيات الانتخابات الرئاسية عام 2002، الثلاثاء، عن عمر يناهز 96 عاماً في منطقة باريس، بمستشفى نقل إليه قبل أسابيع.

وقالت عائلته في بيان تلقّته «وكالة الصحافة الفرنسية»: «إنّ جان ماري لوبن توفي ظهر الثلاثاء، محاطاً بأفراد الأسرة».

جان ماري لوبن (رويترز)

وأعلن قصر الإليزيه في بيان أن لوبن كان «شخصية تاريخية لليمين المتطرف» الفرنسي، وأصبح «دوره في الحياة العامة لبلادنا منذ نحو 70 عاماً... جزءاً من التاريخ».

وكانت ابنته مارين لوبن على متن طائرة ظهر الثلاثاء عائدة إلى باريس من أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي، الذي زارته تضامناً بعد مرور الإعصار «تشيدو» المدمر.

وانسحب مؤسس الجبهة الوطنية، التي سُميت فيما بعد التجمع الوطني، تدريجياً من الحياة السياسية، بداية من عام 2011، عندما توّلت ابنته مارين لوبن رئاسة الحزب.

وضعفت حال جان ماري لوبن بعد تعرضه لعدة انتكاسات صحية. وفي يونيو (حزيران) كشف تقرير طبي «تدهوراً كبيراً» في حالته الجسدية والنفسية، صار معه عاجزاً عن «حضور» أو «التحضير لدفاعه» في قضية مساعدي نواب الجبهة الوطنية الأوروبيين، التي جرت في باريس بين سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني).

رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو يفحص علبة حلوى داخل متجر «هايبركاشر» اليهودي في باريس (أ.ف.ب)

ومنتصف نوفمبر أُدخل جان ماري لوبن إلى المستشفى، ثم إلى عيادة متخصصة في غارش غرب باريس، قرب منزله في رواي مالميزون. وأعلنت وفاته بينما كان قسم من الطبقة السياسية الفرنسية حاضراً، الثلاثاء، أمام متجر يهودي في بورت دو فينسين في باريس، بعد 10 سنوات من هجمات يناير (كانون الثاني) 2015.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته خلال إحياء ذكرى مرور 10 سنوات على الهجوم على صحيفة «شارلي إبدو» (أ.ب)

وكان جان ماري لوبن خطيباً مفوَّهاً ومحرضاً مثيراً للجدل في قضايا الهجرة واليهود، والأب الروحي الذي واجه منغصات بسبب المقربين منه، لكنه نجح في إخراج اليمين المتطرف الفرنسي من التهميش.

«الجبهة الجمهورية»

لكنه لم ينجح في تحقيق طموحه بأن يصبح رئيساً، رغم أنه أحدث مفاجأة في 21 أبريل (نيسان) 2002، عندما كان عمره 73 عاماً بتأهله للدورة الثانية من الانتخابات. وكان لهذا الانتصار جانب سلبي؛ فعلى مدار أسبوعين، شارك الملايين في مسيرة ضد العنصرية وتجسيدها السياسي، قبل إعادة انتخاب عدوه اللدود جاك شيراك بسهولة.

لم يُعبر الرجل المتصلب مطلقاً عن أي ندم على زلاته المتكررة، سواء كانت عن قصد أو عن غير قصد، والتي أدين بسببها أمام القضاء؛ بدءاً من عدم اعترافه بجسامة المحرقة اليهودية، وعدم المساواة بين الأعراق؛ مروراً بالتخفيف من شأن الاحتلال الألماني لفرنسا.

وبعد 22 عاماً، ففي حين فاز حزب «التجمع» الوطني في الانتخابات الأوروبية، أعطى قرار حل البرلمان الذي اتخذه الرئيس إيمانويل ماكرون ابنته مارين لوبن إمكانية انضمام اليمين المتطرف إلى السلطة، وهو حلم ظن أنه تحقق أخيراً، لكنّه تحطّم على صخرة «الجبهة الجمهورية».

كان جان ماري لوبن متزوجاً من بيريت لالان، والدة بناته ماري كارولين ويان ومارين، ثم تزوج مجدداً من جاني لوبن. ورأى سيباستيان شينو نائب رئيس الجبهة الوطنية أن «وفاة جان ماري لوبن يعني غياب شخصية وطنية عظيمة، صاحب رؤية وشجاع».

وحيّاه رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا لأنه «خدم فرنسا ودافع عن هويتها وسيادتها» عندما خدم في الجيش الفرنسي في «الهند الصينية» والجزائر، وعبّر «عن صوت الشعب في الجمعية الوطنية والبرلمان الأوروبي».

لكن زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلينشون كتب على منصة «إكس»: «إن احترام كرامة الموتى وحزن أحبائهم لا يحجب الحق في الحكم على أفعالهم. تظل أفعال جان ماري لوبن غير مقبولة. لقد انتهت المعركة ضد ذاك الرجل، لكن المعركة مستمرة ضد الكراهية والعنصرية وكراهية الإسلام ومعاداة السامية التي روَّج لها».

وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو إن جان ماري لوبن، و«بعيداً عن الجدل الذي كان سلاحه المفضل والمواجهات حول الجوهر... عرفنا فيه شخصية المقاتل عندما واجهناه».