جوازات سفر روسية «إلزامية» لأوكرانيين لـ«محو هويتهم»

تصدر روسيا منذ سنوات جوازات سفر في مناطق يسيطر عليها انفصاليون موالون لموسكو

قالت فكتوريا (43 عاماً) طالبة عدم ذكر اسمها كاملاً إنها رضخت في النهاية عندما احتاجت إلى تسجيل منزل وسيارة... إذ طلبت منها السلطات المعيّنة من موسكو وثائق روسية (أ.ف.ب)
قالت فكتوريا (43 عاماً) طالبة عدم ذكر اسمها كاملاً إنها رضخت في النهاية عندما احتاجت إلى تسجيل منزل وسيارة... إذ طلبت منها السلطات المعيّنة من موسكو وثائق روسية (أ.ف.ب)
TT

جوازات سفر روسية «إلزامية» لأوكرانيين لـ«محو هويتهم»

قالت فكتوريا (43 عاماً) طالبة عدم ذكر اسمها كاملاً إنها رضخت في النهاية عندما احتاجت إلى تسجيل منزل وسيارة... إذ طلبت منها السلطات المعيّنة من موسكو وثائق روسية (أ.ف.ب)
قالت فكتوريا (43 عاماً) طالبة عدم ذكر اسمها كاملاً إنها رضخت في النهاية عندما احتاجت إلى تسجيل منزل وسيارة... إذ طلبت منها السلطات المعيّنة من موسكو وثائق روسية (أ.ف.ب)

قبل فرارها من المنطقة التي كانت تسكنها واحتلتها قوات موسكو، تعرضت فكتوريا لضغوط للتقدم بطلب للحصول على جواز سفر روسي، وهي وسيلة تستخدمها روسيا لتعزيز قبضتها، لكن أيضاً لمحو الهوية الأوكرانية حسب خبراء.

ونبّهها جنود في الشارع إلى وجوب الحصول على جواز سفر روسي، وهو ضروري للاستحصال على الأوراق الرسمية، وسمعت قصصاً عن عمليات تحقق في البيوت تنتهي بترحيل الأشخاص الذين لا يملكون أوراق الهوية الروسية.

وتفرض موسكو جوازات سفرها في مسعى لتبرير احتلالها وتعزيز قبضتها، لكن أيضاً لمحو الهوية الأوكرانية، كما قال خبراء. وقالت فكتوريا (43 عاماً) طالبة عدم ذكر اسمها كاملاً لوكالة «الصحافة الفرنسية» (فرانس برس): «لم أرد القيام بذلك»، لكنها رضخت في النهاية عندما احتاجت إلى تسجيل منزل وسيارة؛ إذ طلبت منها السلطات المعيّنة من موسكو وثائق روسية.

بدأت فكتوريا الحصول على الترجمات الروسية المطلوبة لشهادتَي زواجها وميلادها الأوكرانيتين، لكن العملية لم تكتمل؛ إذ فرّت من شرق أوكرانيا في يناير (كانون الثاني). وقالت: «حتى لو حصلت على جواز سفر روسي، سأبقى أوكرانية. بالنسبة لي، لن يغير ذلك شيئاً».

وتصدر روسيا منذ سنوات جوازات سفر للأوكرانيين في مناطق دونباس (شرق) التي يسيطر عليها انفصاليون موالون لموسكو، وكذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014، لكن منذ شن الرئيس فلاديمير بوتين اجتياحه قبل 15 شهراً، أصبحت حملة جوازات السفر أكثر عدوانية. وأصبحت مجموعة من الضروريات الروتينية مثل الحصول على منافع حكومية أو على وظيفة أو الاحتفاظ بها وطلب علاج طبي، تتطلب وثائق روسية، على ما أوضح خبراء وسكان لوكالة «فرانس برس».

حتى إن بوتين وقّع في أبريل (نيسان) مرسوماً يسمح بترحيل الأوكرانيين من سكان المناطق المحتلة إذا لم يحصلوا على جواز سفر روسي بحلول الأول من يوليو (تموز) 2024. وقالت أليونا (40 عاماً) لـ«فرانس برس» طالبة عدم ذكر اسمها: «هناك طوابير انتظار أمام مكاتب جوازات السفر». وأضافت: «ذهب أصدقائي أخيراً بحلول الساعة الثامنة صباحاً وكان هناك 48 شخصاً ينتظرون فتح مكتب الجوازات. يبدأ الناس الوقوف في طوابير ليلاً».

وأوضحت أليونا التي تعيش في منطقة دونيتسك، أنها حصلت على جواز سفر من الانفصاليين الموالين لروسيا في عام 2020، لكنها لم تستخدمه حتى الآن. وأضافت: «الآن هناك حاجة إلى جواز سفر روسي في كل مكان».

وأواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، قالت موسكو إنها منحت 80 ألف جواز سفر منذ ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية في سبتمبر (أيلول) الماضي. وقال حاكم منطقة لوغانسك (شرق) سيرغي غايداي لوكالة «فرانس برس»، إن موسكو استخدمت جوازات السفر في محاولة لدعم ادعائها بأنها غزت أوكرانيا لحماية الناطقين بالروسية، لكنّه أضاف أن جوازات السفر كانت اختيارية إلى حد ما في الأشهر الأولى من الاحتلال وأصبحت إجبارية لاحقاً.

وأشار إلى أن «الحصول على جواز سفر روسي قسراً والحصول على جواز سفر طوعاً هما موقفان مختلفان».

واتخذت منظمات إنسانية موقفاً يحد من الضرر المرتبط بهذه القضية، قائلة إن الناس يحتاجون إلى البقاء على قيد الحياة، وأحياناً تكون جوازات السفر الروسية جزءاً من ذلك. وقال ميخايلو فومينكو، وهو محامٍ في «دونباس إس أو إس»، وهي منظمة غير حكومية: «نعلم أن الغالبية العظمى من هؤلاء الأفراد ما زالوا يتلقونها (جوازات السفر) تحت التهديد والعنف». وأضاف: «عندما ينتهي الأمر، ستُحذَف جوازات السفر هذه من حياتنا وستُنسى».

على أي حال، ستبقى المعلومات البيومترية والشخصية والعائلية لأصحابها في حوزة روسيا، وهي نعمة لقواتها الأمنية. وتُستخدم المعلومات أيضاً كقائمة جاهزة لتجنيد الرجال في المجهود الحربي الروسي.

من جهته، قال الاتحاد الأوروبي إنه لن يعترف بجوازات السفر الروسية الصادرة في المناطق الأوكرانية التي ضمتها موسكو. وهذه الخطوة التي تغطي أيضاً منطقتين يسيطر عليهما الكرملين في جورجيا، تعني أن وثائق السفر الروسية الممنوحة لسكان تلك المناطق لا يمكن استخدامها للحصول على تأشيرات أو دخول منطقة «شنغن».

بغض النظر عن الآثار العملية لجوازات السفر، يعتبر بعض الحقوقيين أن إصدارها هجوم جوهري. وقالت ألينا لونوفا المسؤولة في منظمة «زمينا» الأوكرانية لحقوق الإنسان: «إنهم يريدون محو الهوية الأوكرانية».


مقالات ذات صلة

موسكو تعلن تدمير 17 مسيرة أوكرانية... وهجوم روسي يصيب فندقاً في ميكولايف

أوروبا مبنى مدمر في مدينة ميكولايف الأوكرانية بعد هجوم صاروخي روسي (أرشيفية - رويترز)

موسكو تعلن تدمير 17 مسيرة أوكرانية... وهجوم روسي يصيب فندقاً في ميكولايف

قالت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 17 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا على مناطق روسية وذكر حاكم منطقة أن الهجوم استهدف مستودعا للنفط.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف (أ.ب)

ميدفيديف: روسيا قد ترد على أي مصادرة أميركية لاحتياطاتها المجمدة في الغرب

قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف، السبت، إن بلاده قد تستولي على أصول من بينها ممتلكات وأموال لمواطنين ومستثمرين أميركيين في روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو )
أوروبا زيلينسكي لدى زيارته إحدى الجبهات في شرق أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي يطلق نداء جديداً لتزويد كييف بدفاعات جوية وأسلحة

أطلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نداء جديداً لتزويد بلاده بدفاعات جوية وتسلميها أسلحة بسرعة بعد الهجوم الروسي على قطاع الطاقة الأوكراني.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عناصر من القوات الروسية يقفون بالقرب من موقع هجوم بطائرة مُسيّرة في موسكو (أرشيفية - أ.ف.ب)

أوكرانيا تقصف مصفاتَي نفط روسيتين بالمسيّرات

ضربت مسيّرات أوكرانية مصفاتَي نفط روسيتين ومدرجاً عسكرياً خلال هجوم ليلي واسع النطاق على ما أفاد مصدر أوكراني في مجال الدفاع «وكالة الصحافة الفرنسية».

«الشرق الأوسط» (كييف (أوكرانيا))
الولايات المتحدة​ جنديان أوكرانيان يطلقان طائرة استطلاع مسيرة قرب الجبهة في دونيتسك (رويترز)

أميركا تعلن عن مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 6 مليارات دولار

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن حزمة جديدة من المساعدات لأوكرانيا بقيمة 6 مليارات دولار، بينما تسعى واشنطن للإسراع في تسليم المساعدات إلى أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ماكرون يُمهّد لنقاش واسع حول قوة الردع النووية الأوروبية

يستعد ماكرون لطرح نقاش حول قوة الردع النووية الأوروبية في 25 أبريل (أ.ب)
يستعد ماكرون لطرح نقاش حول قوة الردع النووية الأوروبية في 25 أبريل (أ.ب)
TT

ماكرون يُمهّد لنقاش واسع حول قوة الردع النووية الأوروبية

يستعد ماكرون لطرح نقاش حول قوة الردع النووية الأوروبية في 25 أبريل (أ.ب)
يستعد ماكرون لطرح نقاش حول قوة الردع النووية الأوروبية في 25 أبريل (أ.ب)

عاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليدافع عن الحاجة لبناء دفاع أوروبي فاعل، مؤكداً أنه سيطلق في المستقبل القريب نقاشاً على المستوى الأوروبي. وقال في حوار مع مجموعة من الشباب الأوروبيين في مدينة ستراسبورغ، بمبادرة من المجموعة الصحافية «إبرا» الناشطة في قطاع الصحافة الإقليمية والمحلية، إنه «يؤيد إطلاق هذا النقاش الذي يجب أن يشمل الدفاع المضادّ للصواريخ، وعمليّات إطلاق أسلحة بعيدة المدى، والسلاح النووي لدى الذين يملكونه، أو الذين لديهم سلاح نووي أميركي على أراضيهم». وتابع: «دعونا نضع كلّ شيء على الطاولة، وننظر إلى ما يحمينا حقاً بطريقة موثوق بها».

بيد أنه حرص على الإشارة إلى أن فرنسا، الدولة النووية الوحيدة داخل الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا منه عام 2020، «ستحافظ على خصوصيّتها، لكنّها مستعدّة للمساهمة بشكل أكبر في الدفاع عن الأراضي الأوروبّية».

غموض طرح ماكرون

ليست جديدة مطالبة ماكرون ببناء دفاع أوروبي قوي؛ فهذه الدعوة شكّلت المحور الذي دار حوله الخطاب الذي ألقاه يوم الخميس الماضي في جامعة السوربون، والذي دافع فيه عن ضرورة التوصل إلى «مفهوم استراتيجي للدفاع الأوروبي يكون متمتّعاً بالمصداقية». ووفق الرئيس الفرنسي، فإن التطورات الدولية والحرب الروسية على أوكرانيا و«وجود جار عدواني (روسيا) لا حدود لعدوانيته ويمتلك قدرات باليستية ونووية»، يتعيّن أن تدفع الأوروبيين إلى بناء «إطار لأمنهم الجماعي»، بحيث تتشكل منه «الركيزة الأوروبية داخل الحلف الأطلسي».

ماكرون خلال إلقاء خطابه في جامعة السوربون التاريخية حيث دعا لبناء دفاع أوربي قوي في 25 أبريل (إ.ب.أ)

وفي ستراسبوغ، قال ماكرون إن فاعلية الدفاع الأوروبي «تعني أيضاً امتلاك صواريخ بعيدة المدى من شأنها ردع الروس. وهناك السلاح النووي، والمبدأ الفرنسي هو أننا نستطيع استخدامه عندما تتعرّض مصالحنا الحيويّة للتهديد. وسبق أن قلت إنّ هناك بُعداً أوروبّياً لهذه المصالح الحيويّة، من دون أن أخوض في تفاصيلها».

وما سبق استكمال لما كان قد أعلنه في خطاب السوربون، حيث شدّد على أن «الردع النووي هو في الواقع في صلب استراتيجيّة الدفاع الفرنسيّة، وبالتالي فهو في جوهره عنصر أساسي في الدفاع عن القارّة الأوروبّية». ومن هذا المنطلق، لا يرى ماكرون أن السعي لدفاع أوروبي فاعل يمكن أن يقوم من غير الضمانة الأمنية التي توفّرها القدرات النووية، ما يُحمّل فرنسا مسؤولية خاصة في هذا المجال، وهي «مستعدة لكي تلعب تماماً هذا الدور».

النموذج الدفاعي الفرنسي

لا يتردّد ماكرون في الإشادة بالنموذج الدفاعي وبالجيش الفرنسيين، حيث الهدف «أن يكون الجيش الأكثر كفاءة على القارة الأوروبية، وحيث فرنسا تمتلك السلاح النووي أي قوة الردع المرتبطة به التي تشكل قلب الإستراتيجية الدفاعية الفرنسية». والخلاصة التي يصل إليها ماكرون هي أن قوة الردع الفرنسية هي «في الجوهر، العنصر الذي لا محيد عنه للدفاع الأوروبي. وبفضل هذا الدفاع الموثوق به، يمكن توفير الضمانات الأمنية التي ينتظرها شركاؤنا في كل أنحاء أوروبا، والتي ستشكّل إطاراً لأمننا المشترك والضامن لأمن كل طرف».

وأخيراً، يرى الرئيس الفرنسي أن توافر هذا المعطى الأمني من شأنه أن يسهم في بناء علاقات الجوار مع روسيا.

قوة ردع مستقلة

تتعين الإشارة إلى أن فرنسا، بدفعة من الجنرال ديغول، أطلقت برنامجها النووي منذ عام 1945، أي مباشرة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية التي شهدت أول استخدام للسلاح النووي الأميركي ضد اليابان في هيروشيما وناغازاكي. وسعت باريس، مع تعاقب العهود يميناً ويساراً، إلى امتلاك قوة ردع نووية مستقلة. ووفق تقرير المعهد الدولي لبحوث السلام في استوكهولم، فإن فرنسا تمتلك 300 رأس نووي، مقابل 6200 رأس لروسيا، و5550 للولايات المتحدة، فيما تملك بريطانيا 225 رأساً نووياً.

بيد أن الولايات المتحدة، في إطار الحلف الأطلسي، عمدت إلى نشر أسلحة نووية تكتيكية في 4 دول داخل الاتحاد الأوروبي، وهي: ألمانيا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا، حيث مقرّ الحلف الأطلسي، إضافة إلى تركيا. وفي حواره مع الشباب في ستراسبورغ، أشار ماكرون إلى الدول الأوروبية التي «لديها سلاح نووي أميركي على أراضيها» كجزء من منظومة الردع النووي، إلى جانب قوة الردع الفرنسية والمفترض بها أن تكون عماد الردع للجناح الأوروبي للحلف الأطلسي.

3 أسئلة محورية

يثير طرح ماكرون كثيراً من التساؤلات وعلامات الاستفهام. ذلك أنه، من جهة، يربط اللجوء إلى السلاح النووي بـ«تعرّض المصالح الحيوية الفرنسية للتهديد». ومن جهة ثانية، يؤكّد وجود «بُعد أوروبّي لهذه المصالح الحيويّة»، التي يرفض الخوض في تسميتها وفي تفاصيلها. وليس من شأن هذا الطرح أن يُريّح أو يطمئن الأوروبيين، ما يعني عملياً الحاجة لمناقشات شاقة أولاً لتعيين المقصود بـ«البعد الأوروبي للمصالح الحيوية»، التي تفتح الباب للجوء لقوة الردع الفرنسية، ولتعيين الجهة التي تعود إليها صلاحية البت بذلك. ثم، هل يعني كلام الرئيس الفرنسي أن باريس مستعدة لمشاركة الأطراف الأوروبية في اتخاذ قرارات من هذا النوع، بمعنى تشارك السيادة على ما يشكل قلب القوة العسكرية الفرنسية؟

المستشار الألماني أولاف شولتس يتحدث بمناسبة تجمع انتخابي في مدينة هامبورغ (د.ب.أ)

أما السؤال الثاني، فيتناول كيفية تحديد الظروف التي تتيح اللجوء إلى الأسلحة النووية التكتيكية المنشورة في الدول الأوروبية الأربع. والحال أن أمراً كهذا لا يمكن أن يحدث من غير قرار أميركي، على أساس أن الأسلحة أميركية، ويصعب تخيل أن واشنطن يمكن أن تسمح باللجوء إلى استخدامها من غير ضوء أخضر منها، وبالتالي ثمّة صعوبة في الحديث عن قوة ردع أوروبية مستقلة ما دام القرار النهائي يعود إلى الجانب الأميركي.

ويدور التساؤل الثالث حول مدى تقبل الدول الأوروبية الكبرى، مثل ألمانيا وبولندا وإيطاليا وإسبانيا، للريادة الفرنسية في مجال الردع النووي، وأن يكون جزء من القرار في باريس.

وليس سرّاً أن كثيراً من الدول الأوروبية لا تريد مقايضة المظلة النووية الأميركية - الأطلسية بمظلة فرنسية - أوروبية غير موجودة عملياً. ولأن الوضع على ما هو عليه، فقد عدّل ماكرون مقاربته لما يسميه «الاستقلالية الاستراتيجية الأوروبية»، التي لم تعد بديلاً عن الحلف الأطلسي، ولكن «إلى جانبه». ومن شأن هذا التعديل أن يريح عدداً من الدول الأوروبية التي يمكن أن تواكب فرنسا في مشروعها.

حقيقة الأمر أن تحقيق مشروع كهذا سيحتاج لسنوات، بيد أنه يتعيّن النظر لخطة ماكرون ككل، والسلاح النووي أحد مكوناتها الذي يمكن أن يأتي في المرحلة الأخيرة تتويجاً لعملية بناء الدفاع الأوروبي المتكامل. ولا شك أن الغموض الذي يحيط بمصير الانتخابات الرئاسية الأميركية، واحتمال عودة الرئيس السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، يمكن أن يشكل عاملاً يدفع بالمقاربة الفرنسية إلى الأمام.


توقيف صحافي ثانٍ في روسيا بسبب إنتاج مقاطع فيديو لفريق نافالني

صورة المعارض الروسي أليكسي نافالني تتوسط باقات الزهور أثناء مراسم تأبينه (أ.ف.ب)
صورة المعارض الروسي أليكسي نافالني تتوسط باقات الزهور أثناء مراسم تأبينه (أ.ف.ب)
TT

توقيف صحافي ثانٍ في روسيا بسبب إنتاج مقاطع فيديو لفريق نافالني

صورة المعارض الروسي أليكسي نافالني تتوسط باقات الزهور أثناء مراسم تأبينه (أ.ف.ب)
صورة المعارض الروسي أليكسي نافالني تتوسط باقات الزهور أثناء مراسم تأبينه (أ.ف.ب)

أُوقف صحافي ثانٍ في روسيا بتهمة «التطرّف» والمشاركة في إنتاج مقاطع فيديو لفريق المعارض الراحل أليكسي نافالني، حسبما أفادت وكالة الأنباء الأميركية أسوشييتد برس التي تعاون معها.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فسيرغي كاريلين هو ثاني صحافي يتمّ توقيفه بناء على اتهامات مماثلة، بعد كونستانيتن غابوف الذي اعتقل السبت، وكان يعمل لصالح وكالة رويترز.

وقالت وكالة أسوشييتد برس اليوم الأحد، إنّها «تشعر بقلق بالغ إزاء توقيف صحافي الفيديو الروسي سيرغي كاريلين»، مشيرة إلى أنّها «تسعى للحصول على معلومات إضافية بشأن هذه القضية».

ويُتهم سيرغي كاريلين وكونستانتين غابوف بالمشاركة في إعداد مقاطع فيديو لقناة «نافالني لايف» (Navalny Live) على «يوتيوب»، لفريق المعارض الروسي أليكسي نافالني، الذي توفي في السجن في فبراير (شباط) الماضي في ظروف غامضة.

وقد صّنف القضاء حركته على أنّها «متطرّفة»، ممّا يعرّض المتعاونين معه ومؤيّديه للملاحقة القضائية.

ويوجد معظم رفاق نافالني في المنفى، بينما طالت آخرين أحكام بالسجن لفترات طويلة.

وزادت السلطات الروسية في الأشهر الأخيرة من ضغوطها على وسائل الإعلام المستقلّة والأجنبية في روسيا، في سياق القمع الشامل للأصوات المعارضة منذ بدء الهجوم في أوكرانيا.

وفي نهاية مارس (آذار)، أُلقي القبض على المصوّرة الصحافية أنتونيتا كرافتسوفا، التي كانت تعمل تحت اسم أنتونيتا فافورسكايا بتهمة «التطرّف».

وكانت تغطّي بانتظام محاكمات أليكسي نافالني لصالح «سوتافيجن» (SOTAvision) وهي إحدى آخر وسائل الإعلام التي توثّق القمع السياسي انطلاقاً من روسيا، والتي تصنّفها السلطات ضمن خانة «عميل أجنبي».

وفي 26 أبريل (نيسان)، تمّ توقيف سيرغي مينغازوف، وهو صحافي روسي يعمل في النسخة الروسية من مجلّة «فوربس»، بتهمة نشر «معلومات كاذبة» عن الانتهاكات المنسوبة إلى الجيش الروسي في أوكرانيا.

ويوجد العديد من الصحافيين الآخرين رهن الاحتجاز في روسيا، من بينهم الأميركي إيفان غيرشكوفيتش الذي تطاله اتهامات بـ«التجسّس»، التي ينفيها كما تنفيها صحيفة «وول ستريت جورنال»، التي يعمل لصالحها، والسلطات الأميركية.

ووُضعت الصحافية الروسية الأميركية ألسو كورماشيفا التي تعمل لصالح إذاعة أوروبا الحرة (راديو ليبرتي)، قيد الاحتجاز أيضاً منذ أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك لعدم تسجيل نفسها بصفة «عميل أجنبي» كما تطلب السلطات.


ألمانيا: قتيل في إطلاق نار واعتقال مشتبه به

رجلا شرطة بجوار جثة القتيل ضحية إطلاق النار في دوسلدروف (د.ب.أ)
رجلا شرطة بجوار جثة القتيل ضحية إطلاق النار في دوسلدروف (د.ب.أ)
TT

ألمانيا: قتيل في إطلاق نار واعتقال مشتبه به

رجلا شرطة بجوار جثة القتيل ضحية إطلاق النار في دوسلدروف (د.ب.أ)
رجلا شرطة بجوار جثة القتيل ضحية إطلاق النار في دوسلدروف (د.ب.أ)

قُتل شخص في واقعة إطلاق نار بمدينة دوسلدورف الألمانية في ساعة مبكرة من صباح الأحد.

وقال متحدث باسم الشرطة في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية إنه جرى القبض على شخص مشتبه به.

إحدى الطلقات الفارغة في حادث إطلاق النار في دوسلدورف الألمانية (د.ب.أ)

ووفقاً للبيانات، جرى إطلاق النار في نحو الساعة 2:45 صباحاً (التوقيت المحلي) في شارع «هيرتسوج شتراسه».

ولم يتضح بعد ما إذا كان هناك أشخاص آخرون متورطون في الجريمة، التي لم تتضح بعد أيضاً خلفياتها.

وقال المتحدث إن الشرطة باشرت التحقيق بالتنسيق مع المدعي العام. ومن المتوقع الكشف عن مزيد من المعلومات في وقت لاحق الخميس.

استنفار أمني في وسط برلين (أرشيفية - متداولة)

وفي غضون ذلك، ألقت الشرطة الألمانية القبض على مواطن روسي لصلته بوفاة مواطنين أوكرانيين اثنين في بلدة مورناو الصغيرة جنوب ألمانيا، ليل السبت. وقتل الأوكرانيان طعناً حتى الموت في مبنى مركز تسوق في مورناو بولاية بافاريا العليا، مساء السبت. وبعد ذلك بوقت قصير ألقت الشرطة القبض على رجل يعد مشتبهاً به بشكل عاجل. وهو روسي يبلغ من العمر 57 عاماً. وتعذر على الشرطة في البداية القول ما إذا كان الثلاثة على معرفة ببعضهما، كما أن الدافع وراء الجريمة لا يزال غير واضح. وقال المتحدث باسم الشرطة دانيال كاتس: «إننا لا نزال في بداية التحقيق». ووقعت الجريمة في نحو الساعة 15:5 بالتوقيت المحلي (15:15 بتوقيت غرينتش) خارج متجر خضراوات في البلدة الصغيرة، وفقاً للمتحدث. وكان الجاني قد فر في البداية، ولكن جرى القبض على المشتبه به سريعاً.

وعثر أفراد الشرطة عليه في منزله بالقرب من موقع الجريمة. وأفادت الشرطة بأن الضحايا هما مواطنان أوكرانيان تبلغ أعمارهما 23 و36 عاماً، ويقيم كلاهما في مقاطعة جارميش - بارتنكيرشن. وتوفي الاثنان متأثرين بالطعنات التي تعرضا لها - أكبرهما لفظ أنفاسه الأخيرة على الفور في موقع الجريمة، والأصغر بعد ذلك بوقت قصير في المستشفى.

وتحقق إدارة التحقيق الجنائي مع المشتبه به في جريمة قتل مزدوجة. وتقدم مكتب المدعي العام بطلب للقبض على المشتبه به، وسوف يمثل أمام قاضي التحقيق في محكمة المقاطعة في وقت لاحق من الأحد.


آيرلندا تريد إعادة طالبي اللجوء إلى بريطانيا

أشخاص يُعتقد أنهم مهاجرون ينزلون من زورق لقوة الحدود البريطانية في ميناء دوفر (رويترز)
أشخاص يُعتقد أنهم مهاجرون ينزلون من زورق لقوة الحدود البريطانية في ميناء دوفر (رويترز)
TT

آيرلندا تريد إعادة طالبي اللجوء إلى بريطانيا

أشخاص يُعتقد أنهم مهاجرون ينزلون من زورق لقوة الحدود البريطانية في ميناء دوفر (رويترز)
أشخاص يُعتقد أنهم مهاجرون ينزلون من زورق لقوة الحدود البريطانية في ميناء دوفر (رويترز)

تريد آيرلندا تعديل القانون لتتمكن من إعادة طالبي اللجوء إلى المملكة المتحدة، حسبما ذكرت شبكة الإذاعة والتلفزيون «آر تي إي» (RTE) أمس الأحد، بعد تدفقهم عبر الحدود مع آيرلندا الشمالية.

وقالت وزيرة العدل الآيرلندية هيلين ماكنتي التي تزور لندن الاثنين، أمام لجنة برلمانية هذا الأسبوع إنها تقدر بثمانين في المائة نسبة المتقدمين بطلبات لجوء في الجمهورية الذين جاءوا عبر الحدود البرية مع آيرلندا الشمالية وهي جزء من المملكة المتحدة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ورأى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في تصريح لمحطة «سكاي نيوز» أن هذا دليل على أن خطة لندن لإرسال طالبي اللجوء إلى رواندا فعالة في الردع. وقال إن: «هذا يدل على ما أعتقد، على أن عامل الردع (...) له تأثير لأن الناس يشعرون بالقلق بشأن المجيء إلى هنا».

ورداً على ذلك، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الآيرلندي سايمن هاريس للشبكة نفسها إن رئيس الحكومة: «لا يعلق على سياسات الهجرة لأي دولة أخرى لكنه واضح جداً بشأن أهمية حماية سلامة نظام الهجرة في آيرلندا».

وأضاف أن «آيرلندا تمتلك نظاماً يستند إلى قواعد ويجب دائماً تطبيقه بحزم ونزاهة».

وأوضح أن رئيس الوزراء الآيرلندي طلب من وزير العدل «تقديم مقترحات إلى مجلس الوزراء الأسبوع المقبل لتعديل القانون الحالي فيما يتعلق باختيار (دولة ثالثة) آمنة، والسماح بإعادة طالبي الحماية الدولية غير المقبولين إلى المملكة المتحدة».

ويفترض أن تناقش ماكنتي سياسة الإعادة الجديدة مع وزير الداخلية البريطاني جيمس كليفرلي في لندن الاثنين.

وتجاوز مشروع قانون رواندا في المملكة المتحدة العقبة البرلمانية الأخيرة الاثنين الماضي بعد نزاع طويل بين مجلسي العموم واللوردات في البرلمان.

ويأمل سوناك أن يمنع مشروع القانون طالبي اللجوء من محاولة الوصول إلى المملكة المتحدة على متن قوارب صغيرة عبر البحر من شمال أوروبا.


القضاء الفرنسي يتهم زوجة قيادي «داعشي» بارتكاب جرائم ضد الإنسانية

عناصر من الشرطة الفرنسية في العاصمة باريس (متداولة)
عناصر من الشرطة الفرنسية في العاصمة باريس (متداولة)
TT

القضاء الفرنسي يتهم زوجة قيادي «داعشي» بارتكاب جرائم ضد الإنسانية

عناصر من الشرطة الفرنسية في العاصمة باريس (متداولة)
عناصر من الشرطة الفرنسية في العاصمة باريس (متداولة)

اتُّهمت سونيا إم، العائدة من سوريا والزوجة السابقة لقيادي في تنظيم «داعش» في 14 مارس (آذار) في فرنسا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وإبادة جماعية، للاشتباه في استعبادها مراهقة إيزيدية في سوريا.

والشابة الإيزيدية البالغة اليوم 25 عاماً كانت في السادسة عشرة من عمرها حين اشتراها عبد الناصر بن يوسف، الملقب بـ«أبي مثنّى»، رئيس العمليات الخارجية في تنظيم «داعش».

هذا الرجل، المُستهدف حالياً بمذكرة توقيف وفق مصدر قريب من التحقيق، أدين أيضاً غيابياً في فرنسا على خلفية اعتداء أحبِط عام 2015 في فيلجويف بضواحي باريس.

وبحسب عناصر من التحقيق كشفتها صحيفة «لو باريزيان» السبت، واطلعت عليها وكالة «الصحافة الفرنسية»، تحدثت الشابة الإيزيدية عن تعرضها لسوء معاملة يومياً.

وفي جلسة استماع عقدت في فبراير (شباط) الماضي، ادعت أنها احتجزت لأكثر من شهر في ربيع العام 2015 في سوريا.

وقالت إنها لم تكن تستطيع الشرب، أو الأكل، أو الاستحمام من دون إذن سونيا إم، واتهمت الأخيرة بأنها عنّفتها مرتين، وبأنها كانت تعلم أن زوجها كان يغتصبها.

وفي مارس 14، عندما استجوبها قاضي التحقيق المختص بمكافحة الإرهاب، أنكرت سونيا إم ارتكاب أي إساءة، وكشفت عن «حادثة اغتصاب واحدة» من جانب زوجها السابق.

محكمة فرنسية (أرشيفية -متداولة)

وأفادت في استجوابها الذي اطلعت عليه وكالة «الصحافة الفرنسية» بأن المراهقة «كانت تخرج من غرفتها بحرية، وتأكل ما تريد، وتذهب إلى المرحاض عند الحاجة». وقالت أيضاً إنها لم تكن تحمل مسدساً، خلافاً لما ادّعته الشابة الإيزيدية.

وكانت المراهقة قد خُطفت في أغسطس (آب) 2014 في العراق، وبيعت إلى عدد من عائلات المتطرفين.

وزعمت سونيا إم أن زوجها «لم يسألها عن رأيها»، مؤكدة أنها لم تكن تحب إعطاء الأوامر.

وبعدما وجّه إليها قاضي التحقيق في بادئ الأمر تهمة التواطؤ في سبتمبر (أيلول) 2022 وفقاً لمصدر قضائي، اتّهمها في نهاية المطاف بصفتها جانية، طبقاً لمطلب مكتب المدّعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب.


موسكو تعلن تدمير 17 مسيرة أوكرانية... وهجوم روسي يصيب فندقاً في ميكولايف

مبنى مدمر في مدينة ميكولايف الأوكرانية بعد هجوم صاروخي روسي (أرشيفية - رويترز)
مبنى مدمر في مدينة ميكولايف الأوكرانية بعد هجوم صاروخي روسي (أرشيفية - رويترز)
TT

موسكو تعلن تدمير 17 مسيرة أوكرانية... وهجوم روسي يصيب فندقاً في ميكولايف

مبنى مدمر في مدينة ميكولايف الأوكرانية بعد هجوم صاروخي روسي (أرشيفية - رويترز)
مبنى مدمر في مدينة ميكولايف الأوكرانية بعد هجوم صاروخي روسي (أرشيفية - رويترز)

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 17 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا على مناطق روسية، وذكر حاكم منطقة كالوجا أن الهجوم استهدف مستودعاً للنفط هناك.

وذكرت الوزارة في بيان على تطبيق «تلغرام»، أن 3 من الطائرات المسيرة التي أطلقتها أوكرانيا تم إسقاطها فوق منطقة كالوجا جنوب موسكو.

وقال فلاديسلاف شابشا حاكم كالوجا إن المسيرات سقطت قرب مستودع للنفط قرب بلدة ليودينوفو. وأضاف في بيان عبر «تلغرام»: «لا يوجد ضحايا ولا أضرار».

كما ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن 9 طائرات مسيرة أطلقتها أوكرانيا تم تدميرها فوق منطقة بريانسك، كما جرى تدمير 3 فوق منطقة كورسك واثنتين فوق منطقة بلغورود. ولم يتسنّ لوكالة «رويترز» للأنباء التحقق بشكل مستقل من التقارير.

من جهته، قال حاكم منطقة ميكولايف في أوكرانيا إن هجوماً روسياً بطائرة مسيرة ألحق أضراراً جسيمة بفندق في مدينة ميكولايف بجنوب أوكرانيا، وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن الفندق يستضيف مرتزقة يتحدثون الإنجليزية يقاتلون في أوكرانيا.

وقال فيتالي كيم حاكم ميكولايف عبر تطبيق «تلغرام»: «هاجم العدو المدينة بطائرة مسيرة من طراز شاهد-131/136».

وأضاف: «نتيجة لذلك، تعرض مبنى في الفندق لأضرار جسيمة واندلع حريق تم إخماده سريعاً... دون سقوط قتلى أو مصابين».

وقال كيم وخدمة الطوارئ الحكومية في أوكرانيا إن الهجوم الروسي تسبب أيضاً في تحطيم نوافذ بفندق قريب، وإن البنية التحتية للتدفئة تضررت.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مقاتلين روس غير حكوميين في المنطقة القول إن القوات الروسية قصفت ساحة لبناء السفن وفندقاً في ميكولايف، حيث يقيم مرتزقة يتحدثون الإنجليزية ويقاتلون في أوكرانيا.

وقال سلاح الجو الأوكراني أيضاً اليوم عبر حسابه على «تلغرام»، إن قواته دمرت طائرة مسيرة أطلقتها روسيا فوق ميكولايف دون تقديم تفاصيل.

وأضاف أنه دمر أيضاً 4 طائرات مسيرة أخرى أطلقتها روسيا فوق المنطقة المحيطة بالعاصمة كييف ومنطقتي فينيتسا وكيروفوهراد بوسط البلاد وفوق منطقة خميلنيتسكي في الغرب.


بعد نائب الوزير... روسيا تحتجز موظفاً بوزارة الدفاع في قضية رشوة

تيمور إيفانوف نائب وزير الدفاع الروسي خلال جلسة استماع في المحكمة بموسكو (رويترز)
تيمور إيفانوف نائب وزير الدفاع الروسي خلال جلسة استماع في المحكمة بموسكو (رويترز)
TT

بعد نائب الوزير... روسيا تحتجز موظفاً بوزارة الدفاع في قضية رشوة

تيمور إيفانوف نائب وزير الدفاع الروسي خلال جلسة استماع في المحكمة بموسكو (رويترز)
تيمور إيفانوف نائب وزير الدفاع الروسي خلال جلسة استماع في المحكمة بموسكو (رويترز)

ذكرت وكالة «تاس» للأنباء أن محكمة روسية أمرت بحبس مشتبه به آخر، بعد اعتقال نائب لوزير الدفاع سيرغي شويغو، للاشتباه في تلقيه رشى.

وكشفت وثائق المحكمة أن أمراً صدر باحتجاز أنطون فيلاتوف، أحد مساعدي تيمور إيفانوف، نائب وزير الدفاع.

وألقى جهاز الأمن الاتحادي القبض على إيفانوف يوم الثلاثاء، أثناء عمله، ووجه له الاتهام بتلقي رشى كبيرة، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأمرت محكمة باسمانى بموسكو، يوم الأربعاء، باحتجاز إيفانوف حتى 23 يونيو (حزيران).


احتدام حرب منشآت الطاقة بين روسيا وأوكرانيا

مستشفى في شمال شرق أوكرانيا بخاركيف دُمر جراء الضربات الروسية كما أعلنت كييف (رويترز)
مستشفى في شمال شرق أوكرانيا بخاركيف دُمر جراء الضربات الروسية كما أعلنت كييف (رويترز)
TT

احتدام حرب منشآت الطاقة بين روسيا وأوكرانيا

مستشفى في شمال شرق أوكرانيا بخاركيف دُمر جراء الضربات الروسية كما أعلنت كييف (رويترز)
مستشفى في شمال شرق أوكرانيا بخاركيف دُمر جراء الضربات الروسية كما أعلنت كييف (رويترز)

كثّفت القوات الروسية والأوكرانية من هجماتها المتبادلة في الأسابيع الأخيرة، مستهدفة خصوصاً منشآت للطاقة ومرافق البنية التحتية في البلدين. ومع اقتراب احتفالات السادس من مايو (أيار) في ذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية بالحرب العالمية الثانية، وفي وقت تنتظر فيه أوكرانيا وصول أسلحة أميركية هي بأمسّ الحاجة إليها، شنّت روسيا مجدداً، ليل الجمعة - السبت، هجوماً «كثيفاً» بالصواريخ على مناطق عدة في أوكرانيا، ملحقة أضراراً بـ4 محطات حرارية، ما تسبب بانقطاعات في التيار الكهربائي.

في المقابل، شنّت أوكرانيا هجمات بمسيّرات هي من الأعنف حتى الآن على منطقة كراسنودار جنوب روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014. وأوضح مصدر في الدفاع الأوكراني أن «مسيّرات أوكرانية ضربت أعمدة التقطير الجوي في مصفاتي إيلسكي وسلافيانس»، واصفاً الموقعين بأنهما «منشأتان تكنولوجيتان أساسيتان». وأفاد مسؤولون في منطقة كراسنودار باندلاع حريق في مصفاة سلافيانسك سور كوبان التي اضطرت إلى وقف عملها، وفق ما نقلت وسائل إعلام رسمية روسية عن ممثل للشركة المشغّلة.


ميدفيديف: روسيا قد ترد على أي مصادرة أميركية لاحتياطاتها المجمدة في الغرب

الرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف (أ.ب)
الرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف (أ.ب)
TT

ميدفيديف: روسيا قد ترد على أي مصادرة أميركية لاحتياطاتها المجمدة في الغرب

الرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف (أ.ب)
الرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف (أ.ب)

قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف، السبت، إن بلاده قد تستولي على أصول من بينها ممتلكات وأموال لمواطنين ومستثمرين أميركيين في روسيا رداً على أي مصادرة أميركية لاحتياطات موسكو من العملات المجمدة في الغرب.

وأقر مجلس النواب الأميركي مشروع قانون يتيح لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مصادرة الأصول الروسية الموجودة في البنوك الأميركية ونقلها إلى أوكرانيا، وهو أمر قال الكرملين إنه غير قانوني، وسيكون له رد فعل.

ورداً على الحرب الروسية في أوكرانيا، حظرت الولايات المتحدة وحلفاؤها التعاملات مع البنك المركزي الروسي ووزارة المالية، وجمّدت أصولاً روسية سيادية في الغرب بقيمة 300 مليار دولار تقريباً، معظمها في مؤسسات مالية أوروبية وليست أميركية.

وأضاف ميدفيديف، وهو حليف وثيق للرئيس فلاديمير بوتين، أن روسيا لن تكون قادرة على الرد بالطريقة نفسها على أي مصادرة أميركية لاحتياطاتها.

وكتب ميدفيديف على «تلغرام» قائلاً: «السبب واضح، ليست لدينا كمية كبيرة من ممتلكات الحكومة الأميركية، بما يشمل الأموال والحقوق والأصول الأميركية الأخرى؛ لذلك، فالرد سيكون غير متماثل، وليس حقيقة أن الأمر سيكون أقل إيلاماً».

وأضاف: «نحن نتحدث عن حبس الرهن، على سبيل المثال بقرار من المحكمة، على ممتلكات الأفراد الموجودين في نطاق الولاية القضائية لروسيا (الأموال والعقارات والممتلكات المنقولة العينية وحقوق الملكية)».

واستطرد قائلاً: «نعم، هذه قصة معقدة، لأن هؤلاء الأفراد عادة ما يعملون مستثمرين في الاقتصاد الروسي... ولقد ضمنا لهم عدم المساس بحقوق ملكيتهم الخاصة، ولكن حدث ما لم يكن متوقعاً - أعلنت دولتهم علينا حرباً هجينة (متعددة الأشكال). يجب الرد على هذا».

وقال إنه يتعين إدخال تعديلات على القانون الروسي للسماح بمصادرة هذه الأصول لصالح الدولة الروسية.


موسكو تصعّد من هجماتها ضد أوكرانيا مع اقتراب ذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية

مستشفى في شمال شرق أوكرانيا بخاركيف دُمر جراء الضربات الروسية كما أعلنت كييف (رويترز)
مستشفى في شمال شرق أوكرانيا بخاركيف دُمر جراء الضربات الروسية كما أعلنت كييف (رويترز)
TT

موسكو تصعّد من هجماتها ضد أوكرانيا مع اقتراب ذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية

مستشفى في شمال شرق أوكرانيا بخاركيف دُمر جراء الضربات الروسية كما أعلنت كييف (رويترز)
مستشفى في شمال شرق أوكرانيا بخاركيف دُمر جراء الضربات الروسية كما أعلنت كييف (رويترز)

مع اقتراب احتفالات السادس من مايو (أيار) في ذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وفي وقت تنتظر أوكرانيا وصول أسلحة أميركية هي بأمسّ الحاجة إليها، شنت روسيا مجدداً، ليل الجمعة - السبت، هجوماً «كثيفاً» بالصواريخ على البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا، ألحق أضراراً بـ4 محطات حرارية، وتسبب بانقطاعات في التيار الكهربائي.

مطبخ مستشفى في شمال شرقي أوكرانيا بخاركيف دمر جراء الضربات الروسية كما أعلنت كييف (رويترز)

في المقابل، شنت أوكرانيا هجمات بالمسيّرات هي من الأعنف حتى الآن على منطقة كراسنودار بجنوب روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014. وضربت مسيّرات أوكرانية مصفاتي نفط روسيتين ومدرجاً عسكرياً خلال هجوم ليلي واسع النطاق على ما أفاد به مصدر أوكراني في مجال الدفاع لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح المصدر أن أوكرانيا ضربت «منشآت تكنولوجية رئيسية» في مصفاتين في منطقة كراسنودار في الجنوب. وكانت السلطات الروسية قد أشارت في وقت سابق إلى اندلاع حريق في مصفاة مدينة سلافيانسك-نا-كوبان، بينما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن الإنتاج توقف جزئياً في المنشأة.

وقالت الشركة الأوكرانية الخاصة المشغلة للكهرباء «دي تي آي كيه» في بيان إن 4 من محطاتها الحرارية «أصيبت بأضرار جسيمة» في الضربات الليلية «الكثيفة».

كما أفادت شركة «يوكرينيرغو» العامة للكهرباء بأنها فصلت خطها الكهربائي الرئيسي في غرب البلاد في إجراء احترازي، وطلبت من جميع مستخدميها الأوكرانيين خفض استهلاكهم للتيار.

وعلى الرغم من الطقس الربيعي المعتدل في الأسابيع القليلة الماضية، واجهت أوكرانيا عجزاً في الكهرباء، واضطُرت الحكومة إلى قطع التيار الكهربائي بشكل دوري في عدة مناطق، والتحول إلى واردات الكهرباء المخصصة لحالات الطوارئ.

وكتب وزير الطاقة الأوكراني جيرمان غالوشينكو على «فيسبوك»: «هاجم العدو مرة جديدة منشآت الطاقة في البلاد»، مشيراً إلى «أضرار لحقت بالمعدات» في مناطق دنيبروبيتروفسك وإيفانو - فرانكيفسك ولفيف. وتقع إيفانو - فرانكيفسك ولفيف قرب حدود الاتحاد الأوروبي على مسافة مئات الكيلومترات من خطوط الجبهة.

وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك على «إكس» إن أحد الصواريخ التي أطلقتها روسيا خلال الليل سقط في أوكرانيا «على مسافة 15 كيلومتراً» من الحدود البولندية.

وأفادت فرق الإسعاف الأوكرانية بمقتل شخص، السبت، في قرية قريبة من الحدود الروسية في منطقة خاركيف (شمالي شرق)، بينما قُتل شخص آخر في قصف على منطقة خيرسون (جنوب)، وفق الشرطة الأوكرانية التي أشارت كذلك إلى إصابة 8 أشخاص بجروح.

وقال الجيش الأوكراني في إحاطته الإعلامية الصباحية: «نفذت روسيا هجوماً جديداً كثيفاً بالصواريخ ضد أوكرانيا». وأوضح سلاح الجو أن موسكو أطلقت 34 صاروخاً أُسقطت 21 منها.

دمار أحدثته ضربة روسية طالت الجزء الأوسط من بلدة ديرهاتشي في خاركيف (أ.ف.ب)

وذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالة: «تمكنا من صد بعض (الصواريخ)، لكن العالم لديه كل الإمكانات للمساعدة في إسقاط جميع الصواريخ والطائرات المسيرة» الروسية، داعياً إلى تسليم بلاده «بشكل عاجل» الأنظمة المضادة للطائرات و«الأسلحة بكمية ونوعية كافيتين».

ومن جانبها، شنت أوكرانيا هجوماً ليلياً كثيفاً بالمسيّرات على منطقة كراسنودار بجنوب روسيا. وقال مصدر في الدفاع الأوكراني إن مسيّرات أصابت مصفاتي نفط وقاعدة جوية عسكرية في هذه المنطقة الواقعة إلى شرق شبه جزيرة القرم. وأوضح المصدر أن «مسيّرات أوكرانية ضربت أعمدة التقطير الجوي في مصفاتي إيلسكي وسلافيانس»، واصفاً الموقعين بأنهما «منشأتان تكنولوجيتان أساسيتان».

وأفاد مسؤولون في منطقة كراسنودار باندلاع حريق في مصفاة سلافيانسك سور كوبان التي اضطرت إلى وقف عملها، وفق ما نقلت وسائل إعلام رسمية روسية عن ممثل عن الشركة المشغلة. وانتشرت صور ومقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي أظهرت حريقاً كبيراً اجتاح الموقع خلال الليل بعد سلسلة انفجارات.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت في وقت سابق اعتراض 68 مسيّرة أوكرانية، 66 منها أُسقطت فوق كراسنودار، والاثنتان الأخريان فوق القرم. وكثفت كييف في الأسابيع الأخيرة هجماتها على روسيا مستهدفة خصوصاً منشآت للطاقة.

ومع اقتراب الاحتفالات بذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية والتي تصادف يوم 6 مايو ، أعلنت موسكو، السبت، أن الجيش الروسي نفذ 35 ضربة مشتركة بصواريخ بعيدة المدى عالية الدقة من البحر والجو على منشآت صناعة الطاقة في أوكرانيا خلال الأسبوع الماضي. وأفادت الدفاع الروسية في بيانها الأسبوعي، بأنه جرى تنفيذ 35 ضربة جماعية بصواريخ بعيدة المدى عالية الدقة من البحر والجو، بما في ذلك الصواريخ الباليستية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وكذلك الطائرات المسيّرة، وفقاً لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية. وأضافت أنه جرى قصف منشآت صناعة الطاقة في أوكرانيا، والمجمع الصناعي العسكري ومؤسسات البنية التحتية للسكك الحديدية، وأنظمة الدفاع الجوي، والترسانات، ومستودعات الوقود وورش إنتاج وإصلاح القوارب المسيرة والطائرات الجوية من دون طيار. ولم يتسن التحقق من المعلومات في منطقة الحرب بصورة مستقلة.

جنديان أوكرانيان يطلقان طائرة استطلاع مسيّرة قرب الجبهة في دونيتسك (رويترز)

أما بالنسبة للتطورات الميدانية على الأرض، فقد قال الجيش الأوكراني، السبت، كما نقلت عنه «رويترز»، إن روسيا أرسلت مزيداً من القوات إلى قرية أوكريتين في شرق أوكرانيا لتعزيز هجومها هناك، لكن القوات الأوكرانية لا تزال تسيطر بشكل كبير على تلك القرية، وتتوقع أن تحول شحنات الأسلحة الأمريكية الدفة لصالحها.

وتتقدم القوات الروسية ببطء في 6 قرى على الأقل على الجبهة الشرقية منذ الاستيلاء على معقل أفدييفكا في فبراير (شباط).

واندلع قتال عنيف في أوكريتين، السبت، لكن نزار فولوشين المتحدث باسم القيادة الشرقية قال إن القوات الأوكرانية تبقي على الوضع «تحت السيطرة» في ثلثي القرية.

وأضاف أن القوات الأوكرانية تمكنت من قصف الجزء الذي تسيطر عليه القوات الروسية من القرية، وأن «العدو محاصر ويجري اتخاذ إجراءات لطرد (قواته)».

وقال فولوشين إنه إلى الشمال من الجبهة الشرقية تحاول القوات الروسية الاستيلاء على بلدة تشاسيف يار الاستراتيجية بأي ثمن لكنها لم تدخل المدينة.

ويُنظر إلى تشاسيف يار، التي تقع على أرض مرتفعة، على أنها بوابة إلى المدن المهمة المتبقية التي تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة دونباس التي تسعى روسيا للسيطرة الكاملة عليها. والقوات الأوكرانية أقل تسليحاً وعدداً لكنها تلقت دفعة معنوية هائلة عندما وقعت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، على حزمة مساعدات كبيرة لكييف منها مساعدات عسكرية.