تحشد المقاومة الشعبية والقوات العسكرية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، بمشاركة وحدات من الجيش السعودي والإماراتي، قواتها من الجنود والعتاد في منطقة لودر، خلال الساعات المقبلة، وذلك تمهيدًا لتحرك الجيش الموالي للشرعية نحو أبين، ومن ثم التحرك لباقي المدن والقرى اليمنية غير المحررة.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر عسكري أن أفواجًا من المقاومة الشعبية وصلت إلى لودر مجهزة بأحدث الوسائل العسكرية، ولم يفصح المصدر عن عدد القوات التي انضمت لدعم المقاومة في أبين، تحت ذريعة الدواعي العسكرية، مؤكدا أن القوات في انتظار الأوامر العسكرية للتحرك للمدن الشمالية والوسطى، دون الذهاب إلى مدينة تعز التي تحررت بنسبة 95 في المائة ولا تحتاج في الوقت الراهن إلى دعم عسكري في أعقاب ما تحقق من انتصارات ودعم طيران التحالف لها.
وكانت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مدعومة من قوات التحالف، قد نجحت - في وقت سابق - في تحرير مديرية لودر الاستراتيجية في محافظة أبين، لتصبح محافظة أبين محررة بالكامل، مع بقاء بعض جيوب ميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح، في بعض المواقع التي يتمركزون فيها وبجري التعامل معها من قبل المقاومة الشعبية.
وذكر المصدر العسكري أن المقاومة الشعبية دخلت في مواجهات عنيفة مع بعض جيوب ميليشيا الحوثي فجر أول من أمس (الأربعاء)، سقط خلالها عدد من القتلى والأسرى الحوثيين، فيما فرّت أعداد كبيرة من ميليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي صالح، تاركين أسلحة في المواقع التي كانوا يتمركزون فيها، لافتا إلى أن فريقًا من المهندسين المختصين يعملون في الوقت الراهن على نزع الألغام التي زرعتها الميليشيا في محافظة أبين التي تحتضن أكثر من 11 مديرية ويزيد عدد سكانها على 500 ألف نسمة.
ويرى مختصون في الشأن العسكري أن الخطة التي تسير عليها المقاومة الشعبية والقوات الموالية للرئيس عبد ربه، بالتنسيق مع قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، تسير وفق ما خطط له لتحرير المدن اليمنية، خطوة بخطوة «تحرير، وتأمين»، ومن ثم السير باتجاه المدن القريبة من المدن المحررة، موضحين أن الحراك الشعبي في المدن الشمالية يربك التحركات العسكرية لميليشيا الحوثي وحليفهم صالح، الأمر الذي يساعد المقاومة الشعبية في تطهير المدن في وقت وجيز، واستغلال الأحداث في دعم المقاومات الناشئة في صنعاء والحديدة.
وتواجه المقاومة الشعبية - وفقا للمختصين - صعوبات عدة، تتمثل في زرع الألغام بشكل عشوائي في المدن التي تقتحمها ميليشيا الحوثي، إضافة إلى التمركز داخل المناطق السكنية، وهذان العاملان يؤثران في تحرك القوات الموالية للشرعية، خصوصا مع ما جرى إعلانه من «استشهاد» أكثر من 50 شخصًا جراء نزع الألغام، كما تسعى المقاومة في مواجهتها للحفاظ على سلامة المدنيين، وذلك من خلال عدم الضرب المباشر على المواقع التي يوجد بها الحوثيون في الأحياء السكنية، خصوصا أن الخطة تسير على محورين متوازيين لتحقيق الأهداف والوصول إلى آخر معاقل الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح في صنعاء.
وقال العميد عبد الله الصبيحي قائد اللواء «15» قائد عملية تحرير عدن لـ«الشرق الأوسط» إن «الأوضاع العسكرية تسير وفق ما خطط له من قبل القيادة العليا، بالتنسيق مع قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية التي تلعب دورًا محوريًا مع دولة الإمارات في مرحلة الهجوم وتحرير المدن اليمنية، بالمشاركة على الأرض بخبراتها العسكرية والجنود، إضافة إلى ضرب مواقع القوة العسكرية للحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع صالح».
وأضاف العميد الصبيحي أن لودر ومكيراس أصبحتا محررتين، وذلك بعد أن دخلت المقاومة الشعبية في مواجهات مباشرة مع بقايا جيوب تابعة لميليشيا الحوثيين في الشق الشمالي الغربي، فيما فرّت من ساحة المواجهة أعداد كبيرة من قوات موالية للرئيس المخلوع صالح، موضحًا أن لودر تستعد لاستقبال أعداد من المقاومة الشعبية للتحرك إلى أبين، ومن ثم حسب التوجيهات التي يتوقع أن تصدر في الساعات المقبلة لتحرير باقي المدن.
المقاومة الشعبية تحشد قواتها في لودر لتحرير باقي المدن
الحراك الشعبي الشمالي يربك التحركات العسكرية لميليشيا التمرد
المقاومة الشعبية تحشد قواتها في لودر لتحرير باقي المدن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة