قالت الشرطة الباكستانية إن متشددين اقتحموا منشأة لاستخلاص الغاز والنفط في شمال غربي البلاد الثلاثاء وقتلوا 4 من عناصر الشرطة وحارسين خاصين. وقال عرفان خان، المسؤول بالشرطة، لـ«رويترز» إن الهجوم الذي شنه ما يصل إلى 50 متشدداً وقع في منشأة تديرها شركة «إم أو إل - باكستان» للنفط والغاز في منطقة هانجو قرب الحدود مع أفغانستان. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم. ولم ترد الشركة على الفور على طلب للتعليق.
وتنشط جماعات متشددة عدة؛ من بينها حركة «طالبان باكستان» في الجبال النائية بشمال غربي باكستان منذ سنوات. وشنت هذه الجماعات هجمات على قوات الأمن ومنشآت البنية التحتية في حربها على الدولة. وقال عرفان خان إن الهجوم وقع في وقت متأخر أمس الاثنين واستمر لساعات عدة حتى الساعات الأولى من اليوم الثلاثاء في منطقة هانجو قرب الحدود مع أفغانستان.
وأوضح قائد شرطة المنطقة، عرفان الله خان، أن مجموعة من العناصر المسلحة نفذت الهجوم بالأسلحة الآلية على مقر مكتب شركة لاستخراج الغاز الطبيعي، حيث جرى تبادل لإطلاق النار بشكل مكثف بين قوات الأمن المكلفة حراسة الشركة وبين المهاجمين لأكثر من ساعتين، ما أدى إلى مقتل 4 من عناصر القوات شبه العسكرية، واثنين من قوات أمن شركة خاصة. وأضاف أن المهاجمين لاذوا بالفرار، قبل أن تصل تعزيزات جديدة من الجيش والشرطة إلى المنطقة، وشنت الشرطة بعد ذلك حملة تفتيش وتعقب للوصول إلى الجناة منفذي الهجوم، ولم تعلن أي جهة مسئوليتها عن الهجوم.
إلى ذلك، فجر مقاتلون متشددون ليل الأحد - الاثنين مدرستين للفتيات في شمال غربي باكستان من دون التسبب في وقوع ضحايا في وقت كانت فيه الصفوف فارغة، على ما أفاد به مصدر في الإدارة المحلية الاثنين. وتعليم البنات ترفضه منذ وقت طويل المجموعات المسلحة في المنطقة؛ ومن بينها حركة «طالبان» التي أطلقت في 2012 النار على ملالا يوسفزاي في الحافلة التي كانت تقلها إلى المدرسة؛ لأن الفتاة كانت تدافع عن تعليم البنات.
وبعد سنتين حصلت ملالا على جائزة «نوبل للسلام». ووقع الهجومان على المدرستين ليل الأحد - الاثنين في قريتي هاسو خان وغول موساكي في منطقة شمال وزيرستان على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود الأفغانية. وقال المسؤول الكبير في الإدارة المحلية، رهان غول ختاك، لوكالة الصحافة الفرنسية: «وضع ناشطون عبوات ناسفة يدوية الصنع في مدرستين رسميتين للفتيات، انفجرت في وقت متأخر من الليل». وأفاد بتدمير 6 صفوف في مدرسة هاسو خان، و3 صفوف في مدرسة غول موساكي. وأضاف أن الهجومين «من فعل ناشطين متطرفين بالتأكيد، لكننا لا نعرف بعد أي جماعة ضالعة فيهما». وأكد المسؤول في الشرطة المحلية، سليم رياض، وقوع الهجومين، مشيراً إلى فتح «تحقيق معمق». وشمال وزيرستان من أقدم المناطق القبلية ذات الحكم شبه الذاتي في شمال غربي باكستان، ونفذ فيها الجيش الباكستاني كثيراً من العمليات ضد المتمردين المرتبطين بتنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان» بعد اجتياح أميركا و«حلف شمال الأطلسي» أفغانستان عام 2001.
وتشهد باكستان منذ أشهر، وتحديداً منذ استعادة حركة «طالبان» السلطة في كابل، تدهوراً في الوضع الأمني، ولا سيما في المناطق المحاذية لأفغانستان. وتشن حركة «طالبان باكستان» معظم الهجمات، وهي جماعة لا ترتبط بـ«طالبان» الأفغانية بأي إطار تنظيمي، إلا إنها تتشارك معها العقيدة والتوجه.