السعودية تطلق أبحاثها العلمية فضائياًhttps://aawsat.com/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85/4342386-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B7%D9%84%D9%82-%D8%A3%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%AB%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A7%D9%8B
بعد وصول رائدي الفضاء برناوي والقرني إلى المحطة الدولية
رائدا الفضاء السعوديان ريانة برناوي وعلي القرني ورفيقاهما في الرحلة بيغي ويلسون وجون شوفينر داخل كبسولة "سبيس إكس" لحظة التحامها بمحطة الفضاء الدولية أمس (أ.ب)
الرياض: «الشرق الأوسط»
TT
TT
السعودية تطلق أبحاثها العلمية فضائياً
رائدا الفضاء السعوديان ريانة برناوي وعلي القرني ورفيقاهما في الرحلة بيغي ويلسون وجون شوفينر داخل كبسولة "سبيس إكس" لحظة التحامها بمحطة الفضاء الدولية أمس (أ.ب)
باشر رائدا الفضاء السعوديان، ريانة برناوي وعلي القرني، مهمتهما العلمية بعد وصولهما أمس، إلى محطة الفضاء الدولية وانضمامهما إلى بقية زملائهما من رواد الفضاء الدوليين. ومن المقرر أن يمضي رائدا الفضاء السعوديان 8 أيام في المحطة يجريان خلالها تجارب علمية وأبحاثاً في مجالات طبية وبيئية مختلفة، في مهمة تاريخية أطلقتها السعودية لاستكشاف الفضاء، والعمل على الأبحاث العلمية في خدمة العلم والبشرية.
وبعد رحلة استغرقت نحو 16 ساعة على متن مركبة «دراغون»، تابعتها لحظة بلحظة المحطات الدولية والعربية، واستحوذت على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تفاعلت مع تفاصيل الرحلة التاريخية، دخل رائدا الفضاء السعوديان وزميلاهما في الرحلة إلى محطة الفضاء الدولية.
وأبدت برناوي ومواطنها القرني سرورهما بالوصول الناجح إلى المحطة الدولية. وقالت برناوي: «نحن نعيش حلماً لم يكن وارداً لولا دعم القيادة السعودية، وتشجيع الأمير محمد بن سلمان الذي دعم رحلة ومهمة نمثّل من خلالها كل السعوديين والعرب، وتفتح الطريق لمزيد من الاكتشافات التي تخدم العلم وتنفع البشرية».
التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.
«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
قبل بضع سنوات، وجدت شانون فالور نفسها أمام تمثال «بوابة السحاب (Cloud Gate)»، الضخم المُصمَّم على شكل قطرة زئبقية من تصميم أنيش كابور، في حديقة الألفية في شيكاغو. وبينما كانت تحدق في سطحه اللامع المرآتي، لاحظت شيئاً، كما كتب أليكس باستيرناك (*).
وتتذكر قائلة: «كنت أرى كيف أنه لا يعكس أشكال الأفراد فحسب، بل والحشود الكبيرة، وحتى الهياكل البشرية الأكبر مثل أفق شيكاغو... ولكن أيضاً كانت هذه الهياكل مشوَّهة؛ بعضها مُكبَّر، وبعضها الآخر منكمش أو ملتوٍ».
تشويهات التعلم الآلي
بالنسبة لفالور، أستاذة الفلسفة في جامعة أدنبره، كان هذا يذكِّرنا بالتعلم الآلي، «الذي يعكس الأنماط الموجودة في بياناتنا، ولكن بطرق ليست محايدة أو موضوعية أبداً»، كما تقول. أصبحت الاستعارة جزءاً شائعاً من محاضراتها، ومع ظهور نماذج اللغة الكبيرة (والأدوات الكثيرة للذكاء الاصطناعي التي تعمل بها)، اكتسبت مزيداً من القوة.
مرايا الذكاء الاصطناعي مثل البشر
تبدو «مرايا» الذكاء الاصطناعي مثلنا كثيراً؛ لأنها تعكس مدخلاتها وبيانات التدريب، مع كل التحيزات والخصائص التي يستلزمها ذلك. وبينما قد تنقل القياسات الأخرى للذكاء الاصطناعي شعوراً بالذكاء الحي، فإن «المرآة» تعبير أكثر ملاءمة، كما تقول فالور: «الذكاء الاصطناعي ليس واعياً، بل مجرد سطح مسطح خامل، يأسرنا بأوهامه المرحة بالعمق».
النرجسية تبحث عن صورتها
كتابها الأخير «مرآة الذكاء الاصطناعي (The AI Mirror)»، هو نقد حاد وذكي يحطِّم عدداً من الأوهام السائدة التي لدينا حول الآلات «الذكية». يوجه بعض الاهتمام الثمين إلينا نحن البشر. في الحكايات عن لقاءاتنا المبكرة مع برامج الدردشة الآلية، تسمع أصداء نرجس، الصياد في الأساطير اليونانية الذي وقع في حب الوجه الجميل الذي رآه عندما نظر في بركة من الماء، معتقداً بأنه شخص آخر. تقول فالور، مثله، «إن إنسانيتنا مُعرَّضة للتضحية من أجل هذا الانعكاس».
تقول الفيلسوفة إنها ليست ضد الذكاء الاصطناعي، لكي نكون واضحين. وسواء بشكل فردي، أو بصفتها المديرة المشارِكة لمنظمة «BRAID»، غير الربحية في جميع أنحاء المملكة المتحدة المكرسة لدمج التكنولوجيا والعلوم الإنسانية، قدَّمت فالور المشورة لشركات وادي السيليكون بشأن الذكاء الاصطناعي المسؤول.
نماذج «مسؤولة» ومختبرة
وهي ترى بعض القيمة في «نماذج الذكاء الاصطناعي المستهدفة بشكل ضيق والآمنة والمختبرة جيداً والمبررة أخلاقياً وبيئياً» لمعالجة المشكلات الصحية والبيئية الصعبة. ولكن بينما كانت تراقب صعود الخوارزميات، من وسائل التواصل الاجتماعي إلى رفاق الذكاء الاصطناعي، تعترف بأن ارتباطها بالتكنولوجيا كان مؤخراً «أشبه بالوجود في علاقة تحوَّلت ببطء إلى علاقة سيئة. أنك لا تملك خيار الانفصال».
فضائل وقيم إنسانية
بالنسبة لفالور، إحدى الطرق للتنقل وإرشاد علاقاتنا المتزايدة عدم اليقين بالتكنولوجيا الرقمية، هي الاستفادة من فضائلنا وقيمنا، مثل العدالة والحكمة العملية. وتشير إلى أن الفضيلة لا تتعلق بمَن نحن، بل بما نفعله، وهذا جزء من «صراع» صنع الذات، بينما نختبر العالم، في علاقة مع أشخاص آخرين. من ناحية أخرى، قد تعكس أنظمة الذكاء الاصطناعي صورة للسلوك أو القيم البشرية، ولكن كما كتبت في كتابها، فإنها «لا تعرف عن التجربة الحية للتفكير والشعور أكثر مما تعرف مرايا غرف نومنا آلامنا وأوجاعنا الداخلية».
الخوارزميات والعنصرية وعدم المساواة
في الوقت نفسه تعمل الخوارزميات المدربة على البيانات التاريخية، بهدوء، على تقييد مستقبلنا بالتفكير نفسه الذي ترك العالم «مليئاً بالعنصرية والفقر، وعدم المساواة، والتمييز، وكارثة المناخ».
«كيف سنتعامل مع تلك المشكلات الناشئة التي ليست لها سابقة؟»، تتساءل فالور، وتشير: «مرايانا الرقمية الجديدة تشير إلى الوراء».
الاعتماد على السمات البشرية المفيدة
مع اعتمادنا بشكل أكبر على الآلات، وتحسينها وفقاً لمعايير معينة مثل الكفاءة والربح، تخشى فالور أننا نخاطر بإضعاف عضلاتنا الأخلاقية أيضاً، وفقدان المسار للقيم التي تجعل الحياة تستحق العناء.
مع اكتشافنا لما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي، سنحتاج إلى التركيز على الاستفادة من السمات البشرية الفريدة أيضاً، مثل التفكير القائم على السياق والحكم الأخلاقي، وعلى تنمية قدراتنا البشرية المتميزة. كما تعلمون. وهي تقول: «لسنا بحاجة إلى هزيمة الذكاء الاصطناعي. نحن بحاجة إلى عدم هزيمة أنفسنا».