«أوبك» والصين تؤكدان التزامهما العمل على استقرار أسواق النفط
ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات جلسة الثلاثاء، لكنها تتحرك في نطاق ضيق بفعل البيانات المتناقضة التي تتلقاها، إذ تلقت الأسعار دعما من خطط الولايات المتحدة لشراء النفط للاحتياطي البترولي الاستراتيجي، بينما تندلع حرائق غابات في كندا مما زاد من مخاوف الإمدادات، غير أن بيانات صينية أقل من المتوقع عن الاستهلاك والتصنيع حدت من المكاسب.
صعدت العقود الآجلة لخام برنت 0.2 في المائة إلى 75.44 دولار للبرميل بحلول الساعة 15:21 بتوقيت غرينيتش، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 71.28 دولار للبرميل بارتفاع 0.14 في المائة.
وارتفع المؤشران القياسيان بأكثر من واحد في المائة في جلسة الاثنين، لينهيا سلسلة خسائر استمرت ثلاث جلسات.
وقالت وزارة الطاقة الأميركية يوم الاثنين إنها ستشتري ثلاثة ملايين برميل من النفط الخام لاحتياطي البترول الاستراتيجي للتسليم في أغسطس (آب)، وطلبت تقديم العروض بحلول 31 مايو (أيار).
قال توشيتاكا تازاوا، المحلل في «فوجيتومي سيكيوريتيز»، وفق «رويترز»: «حصلت السوق على دفعة من التوقعات بأن إعادة شراء الولايات المتحدة للنفط للاحتياطي الاستراتيجي ستستمر إذا انخفضت أسعار خام غرب تكساس الوسيط بالقرب من 70 دولارا للبرميل أو دونه».
وأضاف «من أسباب المكاسب أيضا تصيد بعض المستثمرين للصفقات بعد الانخفاضات الحادة الأخيرة».
في الأسبوع الماضي، تراجعت العقود الآجلة لخامي برنت وغرب تكساس الوسيط للأسبوع الرابع على التوالي بسبب مخاوف الركود في الولايات المتحدة ومخاطر تخلفها عن سداد الديون الحكومية في أوائل يونيو (حزيران) لأول مرة في تاريخها. وكانت آخر مرة تسجل فيها العقود الآجلة سلسلة مماثلة من الانخفاضات الأسبوعية في سبتمبر (أيلول) 2022.
ومع ذلك، تلقت أسعار النفط الثلاثاء دعما من مخاوف الإمدادات الناجمة عن حرائق الغابات في كندا. وقد أجبرت الحرائق المنتشرة في ألبرتا بكندا أكثر من 30 ألف شخص على ترك منازلهم، وأوقفت إنتاج ما لا يقل عن 319 ألف برميل من المكافئ النفطي يومياً، أو 3.7 في المائة من الإنتاج الوطني.
ويمكن أن تتقلص إمدادات الخام العالمية أيضاً في النصف الثاني من العام، في ظل خطط «أوبك بلس»، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، لتخفيضات إضافية للإنتاج.
في الأثناء، قالت وكالة الطاقة الدولية الثلاثاء، إن تراجع أسعار النفط لأسابيع بسبب مخاوف من ركود محتمل يتعارض مع توقعات بشح الإمدادات وارتفاع الطلب في وقت لاحق من العام.
وأوضحت الوكالة «التشاؤم الحالي في السوق... يقف في تناقض صارخ مع توازنات السوق الأكثر إحكاماً التي نتوقعها في النصف الثاني من العام، إذ من المتوقع أن يتجاوز الطلب المعروض بنحو مليوني برميل يومياً».
ورفعت الوكالة، ومقرها باريس، توقعاتها للطلب العالمي على النفط بمقدار 200 ألف برميل يوميا إلى 102 مليون برميل يومياً، مشيرة إلى أن تعافي الصين بعد إلغاء قيود جائحة «كوفيد - 19» تجاوز التوقعات مع وصول الطلب إلى مستوى قياسي بلغ 16 مليون برميل يومياً في مارس (آذار).