بنى برشلونة حملة ناجحة للظفر بلقب الدوري الإسباني للمرة 27 في تاريخه، والأولى في أربع سنوات، مستنداً على دفاع صلب، مما يشكل تغييراً جذرياً في أسلوب اللعب التقليدي للنادي.
ويمتلك برشلونة تاريخاً من النجاح بالاعتماد على كرة هجومية جذابة، لكنه اتبع نهجاً مختلفاً هذا الموسم مع المدرب تشافي هرنانديز الذي نحى التقاليد جانباً وركز في صلابة الدفاع.
وربما لم يكن تغيير العقلية مريحاً تماماً لتشافي، الذي قال إن أسلوب برشلونة «لا مساس به» عند تعيينه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021.
وبدا محبطاً في أغلب الوقت في المقابلات مع التحلي بالواقعية، إذ حاول الدفاع عن فريقه حتى بعد الانتصارات، كما لو أراد شرح اضطراره لإعطاء الأولوية للدفاع بسبب التعجل في عودة النادي للإنجازات.
وفي فترة لعبه كان تشافي نفسه رمزاً للكرة الهجومية الممتعة حين كان لاعب وسط لامع حقق كل الألقاب الكبرى مع ناديه ومنتخب إسبانيا.
وقال تشافي عقب الفوز 1 - صفر على ريال مدريد في سانتياغو برنابيو في مارس (آذار) بعد أداء دفاعي قوي أمام غريمه الذي استحوذ على الكرة بنسبة 65 في المائة لكنه عجز عن اختراق الدفاع «ليست خيانة لأي أسلوب لعب... لست راضياً عن عدم امتلاك الكرة، أحياناً بسبب المنافسين أو تجبرك الظروف على ذلك، لكن الدفاع جزء من اللعبة».
في هذا الموسم فاز برشلونة في 27 من 34 مباراة، ورغم أنه سجل ثاني أكبر عدد من الأهداف (65) وعزز تفوقه وجود الهداف روبرت ليفاندوفسكي، كان أساس النجاح في نهاية الجانب الآخر من الملعب.
استقبل برشلونة 13 هدفاً في الدوري، وهي أفضل محصلة دفاعية في مسابقات الدوري الأوروبية الكبرى بفارق كبير.
وعلى أرضه تبدو أرقامه الدفاعية أكثر إبهاراً، حيث استقبل هدفين فقط، أحدهما من ركلة جزاء والآخر من نيران صديقة.
ويرجع فضل هذه الصلابة بالخطوط الخلفية إلى الثلاثي الذي قضى موسماً مذهلاً... الحارس مارك أندريه تير - شتيغن وقلب الدفاع رونالد أراوخو والظهير جول كوندي.
ولعب الثلاثي دوراً بارزاً في تعطيل هجمات المنافسين، وخاصة أراوخو، الذي ربما يكون أفضل مدافع في أوروبا هذا الموسم.
وكان آخر تتويج لبرشلونة في الدوري بموسم 2018 - 2019 حين كان الأسطورتان ليونيل ميسي ولويس سواريز يقودان الهجوم.
وبسبب قواعد اللعب المالي النظيف اضطر الاثنان للرحيل مع وقوع النادي في أزمة مالية عميقة وتراجعت قوة الفريق.
وتعاقد تشافي مع ليفاندوفسكي وكوندي والجناح رافينيا وأعاد اكتشاف عثمان ديمبلي ليعطي بريقاً إضافياً لتشكيلة مبنية حول الموهبتين الشابتين بيدري وجابي في وسط الملعب.
وفي وجود عناصر خبرة مثل سيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا وتير شتيغن التحم الفريق في وحدة قوية وهزم ريال مدريد ليحصد كأس السوبر الإسبانية في يناير (كانون الثاني) في أول لقب لتشافي بصفته مدرباً قبل أن يشق طريقه بنجاح في الدوري.