كيف يرسم الذكاء الصناعي مستقبل التقنيات الصحية؟

يوظف في الأجهزة والأدوات الطبية

كيف يرسم الذكاء الصناعي مستقبل التقنيات الصحية؟
TT
20

كيف يرسم الذكاء الصناعي مستقبل التقنيات الصحية؟

كيف يرسم الذكاء الصناعي مستقبل التقنيات الصحية؟

شرّعت التطوّرات التي شهدها الذكاء الصناعي في الأشهر القليلة الماضية الباب أمام تحسينات في مجال التقنية الصحية لمراقبة ومعالجة الأمراض من كثب وبفاعلية أكبر.

هذا النوع من الابتكارات قد يؤدّي إلى توفير كثير من التكاليف الصحية على المستهلكين، فقد أشارت دراسة أجريت عام 2020 إلى أنّ دمج الذكاء الصناعي في التقنيات الصحية من شأنه أن يخفض تكلفة العناية الصحية في الولايات المتّحدة بمعدّل 150 مليار دولار بحلول عام 2026.

أجهزة طبية ذكية

يبدو هذا الأمر واضحاً من خلال الابتكارات التي تحقّقت منذ ذلك الحين؛ ففي عام 2022 وحده منحت «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» تراخيص لنحو 100 جهاز طبي مدعوم بالذكاء الصناعي يتراوح مستوى التعقيد في تصميمها بين وضع الخوارزميات الأساسية وأدوات التعلّم الآلي، وفق بيانات نُشرت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وكان استطلاع للرأي أجراه مركز «بيو» للأبحاث قد كشف عن أنّ معظم الأميركيين سيشعرون براحة أكبر في حال اعتماد مزوّدي الخدمات الصحية على الذكاء الصناعي، ومع ذلك، لا يزال الباحثون يركّزون على التحوّل من الرعاية الصحية التفاعلية إلى الرعاية الاستباقية.

نستعرض لكم فيما يلي 9 أمثلة توضح تأثير الذكاء الصناعي في مجال التقنيات الصحية:

> أداة مدعومة بالذكاء الصناعي لرصد السرطان: طوّر باحثون من صندوق «مؤسسة رويال مارسدن» التّابع لـ«هيئة الخدمات الصحية الوطنية» في بريطانيا، و«معهد أبحاث السرطان» في لندن، و«إمبريال كوليدج لندن»، أداة قادرة على رصد النمو السرطاني بدقّة عالية في صور الأشعة المقطعية.

يقول الباحثون إنّ الأداة قادرة على مساعدة الأطبّاء في اتخاذ قرارات سريعة ووضع المرضى على المسار العلاجي الأفضل لمرضهم. لا تزال الأداة في أولى مراحلها، ولكنّ الفريق الذي طوّرها يؤكّد أنّ فوائدها واضحة وواعدة.

> شراكة بين «موديرنا» و«آي بي إم»: في أوائل هذا الشهر، أعلنت شركتا «موديرنا» و«آي بي إم» عن شراكة لاستخدام الحوسبة الكميّة والذكاء الصناعي التوليدي في بحث وتطوير تقنية تعتمد على الحمض النووي الريبوزي المرسال. وقد تسمح التطوّرات الأخيرة للباحثين بابتكار لقاحات جديدة لاستهداف مجالات معيّنة.

> أداة مدعومة بالذكاء الصناعي لفشل القلب: رخّصت «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي أداة طوّرتها مجموعة «مايو كلينك» قادرة على رصد فشل القلب بجزء مقذوف مخفّض، ويعدّ هذا التطوّر تقدّماً بارزاً في مجال رصد فشل القلب وتعجيل علاجه.

> الذكاء الصناعي يرصد مرض باركنسون: كشفت دراسة نُشرت في أغسطس (آب) 2022 عن تفاصيل نموذج ذكاء صناعي قادر على رصد مرض باركنسون ومراقبة تطوّره بقياس التنفّس خلال النوم. ويستطيع النموذج تقديم تقدير تقريبي لخطورة المرض بعد رصده.

التقييم والتدريب

> تقديرات لخطورة المخاض باستخدام التعلّم الآلي: وجد باحثون من مجموعة «مايو كلينك» أنّه من الممكن استخدام التعلم الآلي لتحديد ما إذا كانت الولادة الطبيعية ستكون لها نتائج إيجابية من خلال مراقبة الأنماط المتغيرة لدى النساء الحوامل خلال المخاض. باستخدام هذه البيانات، يستطيع نموذج الذكاء الصناعي توقّع احتمالية النتائج السلبية للمخاض؛ مثل نزف ما بعد الولادة ووفاة الطفل الحديث الولادة.

> خدمة التدريب الصحي المدعومة بالذكاء الصناعي من «أبل»: كشفت وكالة «بلومبرغ» عن أنّ شركة «أبل» تخطّط لطرح خدمة تدريب صحّي مدعومة بالذكاء الصناعي ستستخدم تقنية لتقديم اقتراحات وتصميم أنظمة صحية مخصصة بناء على البيانات التي تجمعها بواسطة ساعتها الذكية. تدعم هذه الأداة الغذاء الصحي والنوم وممارسة الرياضة.

> أول تطبيق توثيق إكلينيكي مدعوم بالذكاء الصناعي: أعلنت شركة «نويانس كوميونيكيشن» التّابعة لـ«مايكروسوفت» عن أوّل تطبيقٍ من نوعه في مارس الماضي يدمج الذكاء الصناعي المتكلّم مع «تشات جي بي تي 4» في أداة للتوثيق العيادي (الإكلينيكي) في مجال العناية الصحية.

> التقنية الصحية المدعومة بالذكاء الصناعي من «غوغل»: تعكف شركة «غوغل» حالياً على تطوير نموذج لغوي كبير مصمم خصيصاً لعالم الطب. وفي أحدث نشاطاته، كشف عملاق التقنية النقاب عن أدوات تتنوّع بين روبوت المحادثة الذي يقيّم العوارض وأجهزة الموجات الفوق صوتية المدعومة بالذكاء الصناعي لرصد سرطان الثدي.

> ممرضون ومساعدون مدعومون بالذكاء الصناعي: تزوّد شركة «تيتون» الدنماركية الناشئة الممرضين والممرضات بمساعد مدعومٍ بالذكاء الصناعي لمراقبة المرضى والمساعدة في الأعمال المكتبية. يؤدي المساعد عمل ممرّضٍ آخر يخفّف العبء عن عاملي الصفّ الأوّل من خلال البقاء على اطلاع على آخر المستجدّات والتواصل مع الممرضين والممرضات الآخرين.

* «فاست كومباني»

- خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

«ميتا» تتيح بعض ميزات الذكاء الاصطناعي في نظاراتها الذكية لمختلف مستخدميها

الولايات المتحدة​ العلامة التجارية لشركة «ميتا» (رويترز)

«ميتا» تتيح بعض ميزات الذكاء الاصطناعي في نظاراتها الذكية لمختلف مستخدميها

أعلنت شركة «ميتا»، أمس (الأربعاء)، أنّ بعض الميزات مثل الترجمة الفورية ستُصبح مُتاحة لمختلف مستخدمي نظاراتها «راي بان» التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
تكنولوجيا «مايكروسوفت» تتوقع ظهور «زملاء الذكاء الاصطناعي»

«مايكروسوفت» تتوقع ظهور «زملاء الذكاء الاصطناعي»

مؤسسات مدعومة بفرق «هجينة» من البشر والوكلاء

جيسيكا بورستينسكي (واشنطن)
تكنولوجيا وكلاء الذكاء الاصطناعي: مشكلات أمنية وقانونية وأخلاقية

وكلاء الذكاء الاصطناعي: مشكلات أمنية وقانونية وأخلاقية

من سيحاسب من عند التعرض للاختراق والتصيّد الإلكتروني؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا لوغو «غوغل كروم» (رويترز)

«أوبن إيه آي» ترغب في شراء متصفح «كروم» من «غوغل»

أعلن مسؤول تنفيذي بشركة «أوبن إيه آي» أمس (الثلاثاء)، أن شركته ستكون مهتمة بشراء المتصفح «كروم» التابع لشركة «غوغل».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم 5 استخدامات غير متوقعة للذكاء الاصطناعي

5 استخدامات غير متوقعة للذكاء الاصطناعي

بينها روبوت دردشة يتحدث بلغة الجيل «زد» الجديد

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هل سيؤدي تغير المناخ إلى ازدهار صناعي في القطب الشمالي؟

شكل تصوّري للشحن في القطب الشمالي
شكل تصوّري للشحن في القطب الشمالي
TT
20

هل سيؤدي تغير المناخ إلى ازدهار صناعي في القطب الشمالي؟

شكل تصوّري للشحن في القطب الشمالي
شكل تصوّري للشحن في القطب الشمالي

يُحدث تغير المناخ تحولاً في المشهد المتجمد للقطب الشمالي بمعدلات مذهلة. ورغم ما يُلحقه من دمار بالحياة البرية والمجتمعات التي تعيش هناك، فإن الحكومات والشركات تُدرك وجود فرصة سانحة، كما كتبت مادلين كاف (*).

ثروة قطبية

تتمتع المنطقة بثروة من الموارد، بما في ذلك احتياطيات غير مستغلة من الوقود الأحفوري ومعادن أساسية ضرورية. وقد تنافست دول القطب الشمالي على السيطرة على هذه الموارد لعقود، وبعض عمليات الاستغلال - وبخاصة استخراج الوقود الأحفوري في القطب الشمالي الروسي - جارية بالفعل.

وبحلول نهاية العقد، قد يصبح المحيط المتجمد الشمالي خالياً من الجليد خلال فصل الصيف؛ ما يسمح للسفن بالسفر مباشرة فوق القطب الشمالي لأول مرة. هذا الذوبان السريع يجعل المنطقة أكثر سهولة من أي وقت مضى؛ ما يُغذي توقعات النمو الصناعي السريع في القطب الشمالي. منذ توليه منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب صراحةً رغبته في الاستيلاء على غرينلاند، وهي إقليم دنماركي، بالإضافة إلى كندا. لكن هل سيُحدث تغير المناخ طفرة صناعية حقيقية في القطب الشمالي؟

مصالح مادية

* النفط والغاز. لا شك أن المنطقة تزخر بموارد قيّمة، بما في ذلك نحو 90 مليار برميل من النفط ونحو 30 في المائة من احتياطيات العالم من الغاز الطبيعي غير المكتشفة، وفقاً لتقييم أجرته هيئة المسح الجيولوجي الأميركية عام 2012.

* المعادن الأرضية النادرة. كما تتوافر المعادن الأرضية النادرة بكثرة. ويُعتقد أن غرينلاند وحدها تمتلك احتياطيات كافية من معادن مثل النيوديميوم والديسبروسيوم، التي تُستخدم في تصنيع توربينات الرياح والمركبات الكهربائية، لتلبية ربع الطلب العالمي المستقبلي على الأقل. كما أنها تفخر بوجود كميات كبيرة من الكوبالت والنحاس والغرافيت والنيكل.

ويتزايد الطلب على هذه المواد بسرعة في جميع أنحاء العالم مع تسارع وتيرة التحول في مجال الطاقة. تُهيمن الصين الآن على سلاسل التوريد العالمية، بينما تتسابق مناطق أخرى - أبرزها أوروبا - لتأمين إمدادات بديلة.

غرينلاند فخورة بثرواتها

تقول آن ميريلد من جامعة ألبورغ في الدنمارك: «هناك اهتمام متزايد من (شركات التعدين متعددة الجنسيات) باستكشاف ورسم خرائط الرواسب في القطب الشمالي؛ نظراً للحاجة إلى مواد خام بالغة الأهمية في أوروبا».

قضت ميريلد طفولتها في غرينلاند ولا يزال لديها عائلة تعيش هناك. وتقول إن اهتمام الولايات المتحدة قد «صدم» السكان، لكنه عزز أيضاً عزمهم على تطوير موارد الجزيرة لدعم قضيتها من أجل الاستقلال. وتضيف: «سكان غرينلاند شعب فخور جداً. إن تطوير مواردنا هو إحدى الطرق لتعزيز اقتصادنا، وتمهيد الطريق للمضي قدماً».

لكن على الرغم من الضجيج، فإن صناعة التعدين الفعلية في غرينلاند ضئيلة. ولا يوجد في الجزيرة سوى منجمَين نشطين، وبينما أصدرت نحو 100 ترخيص تعدين، معظمها للاستكشاف، فإن الأمر سيستغرق سنوات عدّة قبل أي انتقال إلى المشروعات التجارية.

الوصول إلى ثروات القطب

هذه ليست قضية جديدة؛ يعرف الجيولوجيون منذ عقود الثروات الكامنة في القطب الشمالي. لكن المشكلة تكمن في الوصول إليها.

يغطي الجليد البحري الكثيف معظم مساحة القطب الشمالي، ويغطيه معظم أيام السنة. ولكن على الرغم من أن هذا الغطاء الجليدي آخذ في التناقص والتراجع، فإن التنقيب عن النفط والغاز في المياه المفتوحة وحفر الآبار لا يزال مسعًى باهظ التكلفة وخطيراً للغاية، ولا يعدّ مبرراً إلا إذا كان سعر النفط مرتفعاً بما يكفي. وتجدر الإشارة إلى أن استخراج الوقود الأحفوري البري أكثر تكلفة في القطب الشمالي، حيث تزيد تكلفته بنسبة 50 في المائة إلى 100 في المائة بألاسكا عنه في تكساس، على سبيل المثال.

حساسية بيئية

هناك أيضاً مخاطر تتعلق بالسمعة والمال في حال حدوث أي مشكلة. تقول ميريلد: «بيئة القطب الشمالي قاسية، لكنها في الوقت نفسه معرَّضة للخطر؛ إنها هشة. النباتات والحيوانات حساسة، وتستغرق إعادة بنائها وقتاً طويلاً في حال تضررها».

على سبيل المثال، تحذر شركات النفط الغربية من العمل في منطقة حساسة بيئياً كهذه، حيث قد تكون الأخطاء مكلفة. في عام 1989، اصطدمت ناقلة النفط «إكسون فالديز»، المملوكة لشركة «إكسون» للشحن، بشعاب مرجانية قبالة سواحل ألاسكا؛ ما أدى إلى تسرب ما يقرب من 23 مليون لتر من النفط إلى المحيط في غضون ساعات قليلة. وتسببت تلك الكارثة في نفوق آلاف الطيور البحرية، وثعالب الماء، والنسور الصلعاء، والحيتان القاتلة، وغيرها من الحيوانات البرية، وتدمير الموائل البحرية لمئات الكيلومترات، ولا تزال آثارها واضحة حتى بعد عقود. واضطرت «إكسون» إلى إنفاق نحو 202 مليار دولار على تنظيف التسرب ودفع مليار دولار إضافية تعويضات.

وبالنسبة لعمليات التنقيب عن المعادن المهمة، التي تعني في المقام الأول التعدين البري، اضطرت الشركات تاريخياً إلى التعامل مع قشور جليدية ضخمة أو تربة جليدية دائمة. وغالباً ما تكون البنية التحتية المحلية، مثل الطرق والموانئ، شحيحة، والقوى العاملة المتاحة محدودة.

ذوبان الجليد

يُخفف الذوبان السريع بعض هذه المشاكل، لكنه يُنشئ أيضاً مشاكل جديدة. إذ يُحسّن ذوبان التربة الصقيعية إمكانية الوصول إلى المواد الحيوية، لكنه يُزعزع استقرار البنية التحتية القائمة ويزيد من خطر الكوارث البيئية.

في عام 2020، انهار خزان وقود في محطة طاقة روسية تُشغّلها شركة تابعة لشركة المعادن العملاقة «نوريلسك نيكل»؛ ما أدى إلى غمر الأنهار المحلية بما يصل إلى 21 ألف طن من زيت الديزل. وقد أُلقي باللوم جزئياً على التسرب، الذي تسبب في أضرار بيئية بقيمة 1.5 مليار دولار، على انهيار أساسات الخزان بسبب ذوبان التربة الصقيعية.

يقول فيليب أندروز - سبيد من معهد أكسفورد لدراسات الطاقة: «سيُصعّب ذوبان التربة الصقيعية الحياة بشكل كبير». ويشير إلى أن بناء بنية تحتية جديدة - مثل المنازل والمباني التشغيلية والطرق القادرة على تحمل ذوبان الجليد - أكثر تكلفة بكثير.

في الوقت نفسه، في غرينلاند، حيث تُركّز الولايات المتحدة اهتمامها، كشف ذوبان الأنهار الجليدية عن آلاف الكيلومترات من سواحل جديدة. لكن هذه الأرض الجديدة هشة، وعرضة للانهيارات الأرضية التي قد تُسبب موجات تسونامي هائلة.

يقول فيليب شتاينبرغ من جامعة دورهام بالمملكة المتحدة: «إذا كانت لديك بنية تحتية على الأرض، للتعدين أو الحفر أو البناء مثلاً، فربما تُفضل وجود تربة صقيعية، حيث يُمكنك التنبؤ بمدى استقرار الأرض، بدلاً من التوجه إلى سطح أكثر دفئاً يذوب في نصف الوقت». ويضيف: «لا يُمثل تغير المناخ دائماً، على الأقل، النعمة الاقتصادية لاستخراج المعادن في القطب الشمالي كما يُصوَّر».

رأي السكان الأصليين

يمكن لمجتمعات السكان الأصليين في القطب الشمالي أيضاً أن يكون لها رأي في مدى نشاط التعدين. غالباً ما تُبدي هذه المجتمعات معارضة شديدة لمقترحات التطوير؛ خوفاً من أن تُلحق الأنشطة الصناعية الجديدة الضرر بالبيئة المحلية وتقطع مسارات هجرتهم التقليدية.

في عام 2023، حددت شركة التعدين السويدية «LKAB» رواسب ضخمة من خام الحديد والفوسفور في القطب الشمالي السويدي، التي تقول إنها قد تُلبي 18 في المائة من احتياجات أوروبا من المعادن النادرة، لكن شعب السامي الأصلي يُعارض تطوير المنجم.

ويتوقع أندروز - سبيد أن مثل هذه الاشتباكات ستعيق الصناعة في أجزاء من القطب الشمالي؛ ما يحد من دور المنطقة في تعزيز الإمدادات العالمية من المعادن الأساسية اللازمة للتحول في مجال الطاقة. ويضيف: «سواءً كنا ننظر إلى كندا أو شمال أوروبا، فإن السكان الأصليين في القطب الشمالي سيُبطئون الأمور، على أقل تقدير».

تغير المناخ - نقمة اقتصادية؟

لا يُمثل تغير المناخ دائماً النعمة الاقتصادية لاستخراج المعادن في القطب الشمالي كما يُصوَّر.

بالنظر إلى المخاطر المادية والبيئية والاجتماعية لتطوير الأنشطة الصناعية في القطب الشمالي مجتمعةً، فإن هذه المخاطر ستُثني الكثير من الشركات، على الرغم من الذوبان السريع للجليد في المنطقة.

يقول شتاينبرغ: «لن تكون المنطقة بيئة تشغيلية سهلة للتعدين، والحفر، وحتى الشحن». ويضيف: «ستمضي المشروعات قدماً، لكنها لن تُحدث فرقاً كبيراً، باستثناء حالة أو حالتين صغيرتين. سيتجلى الفرق الكبير في أجزاء أخرى من العالم، حيث تكون ممارسة الأعمال التجارية على نطاق واسع أرخص وأسهل».

ازدهار الشحن في القطب الشمالي

مع تراجع الجليد البحري في القطب الشمالي، تُفتح طرق شحن جديدة؛ ما يسمح بنقل البضائع والسلع إلى المنطقة وعبرها وخارجها.

تشير البيانات التي جمعتها منظمة حماية البيئة البحرية في القطب الشمالي (PAME)، وهي جزء من المجلس الدولي للقطب الشمالي، إلى أن عدد السفن الفريدة التي تدخل القطب الشمالي قد ارتفع بنسبة 37 في المائة بين عامي 2013 و2024. وتُعدّ قوارب الصيد أكثر أنواع السفن شيوعاً في القطب الشمالي، ولكن هناك زيادةً كبيرة في عدد ناقلات النفط الخام وناقلات الغاز وسفن الرحلات البحرية وناقلات البضائع السائبة، وفقاً للبيانات.

وتشير منظمة «PAME» إلى أن ارتفاع عدد السفن التي تنقل البضائع والوقود الأحفوري يؤكد زيادة النشاط الصناعي في القطب الشمالي، حيث زادت المسافة التي تقطعها ناقلات البضائع السائبة بنسبة 205 في المائة بالسنوات الـ13 الماضية.

وتشير آن ميريلد من جامعة ألبورغ في الدنمارك إلى أن تغير المناخ يُسهّل «نقل المواد من منطقة القطب الشمالي وإليها». لكن ربما يكون ظهور طرق تجارية جديدة عبر القارات، مثل الممر عبر القطب الشمالي، هو ما يضع القطب الشمالي على خريطة أنشطة الشحن العالمية.

* مجلة «نيو ساينتست»، خدمات «تريبيون ميديا»

حقائق

90

مليار برميل من النفط يُحتمَل وجودها في القطب الشمالي

حقائق

30 %

نسبة احتياطيات العالم من الغاز الطبيعي غير المكتشفة التي يُحتمَل وجودها في القطب الشمالي