تعهدت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، في فلسطين، باستمرار قصف المدن في إسرائيل؛ رداً على استمرارها في الاغتيالات، وقصف الشقق والبيوت في قطاع غزة.
وقالت السرايا، في بيان مقتضب، إن «المقاومة أعدت نفسها لأشهر من المواجهة، ونمتلك نفساً طويلاً، وحاضنة شعبية وفيةً عظيمة، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».
وجاءت تهديدات السرايا التي ألحقتها فعلاً بضرب الصواريخ؛ رداً على بدء إسرائيل مرحلة تدمير المنازل في قطاع غزة، في محاولة لزيادة الضغط على حركة «الجهاد»، من أجل الاستجابة لمقترح وقف النار.
وقصف الطيران الإسرائيلي منازل عدة، فجر وصباح السبت، في مناطق مختلفة في القطاع.
ودمرت الطائرات منزلاً يعود لوالد القيادي في سرايا القدس الذي اغتالته إسرائيل سابقاً، بهاء أبو العطا، في حي الشجاعية، ومنزلاً لعائلة مهنا في منطقة اليرموك، قبل أن تدمر منزلاً في بيت لاهيا شمال القطاع، ثم منزلاً رابعاً في بيت حانون شمالاً، ومنزلاً خامساً في حي الزيتون شرق مدينة غزة.
وتطلق الطائرات الإسرائيلية صواريخ تحذيرية من أجل مغادرة المنازل ثم تدمرها، في سياسة كانت استخدمتها في المواجهات السابقة الطويلة من أجل زيادة الضغط على الفلسطينيين، وإلحاق أكبر دمار بالقطاع.
وقصفت إسرائيل مناطق زراعية ومفتوحة وأهدافاً أخرى في القطاع، قالت إنها تضمنت «مقرات عملياتية لوحدة الصواريخ، تابعة لحركة (الجهاد الإسلامي) شمال قطاع غزة».
وردت السرايا بضرب مستوطنات غلاف قطاع غزة، ثم وسّعت الأهداف حتى جنوب تل أبيب، قبل أن يُعلَن عن إصابات في «غلاف غزة» اتضح لاحقاً أنها لعمال فلسطينيين من القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي (السبت) إن الفلسطينيين أطلقوا 1099 صاروخاً منذ بداية الجولة الحالية، بينها 865 اجتازت السياج الحدودي، وتم اعتراض 340 وفق سياسة الاعتراض، بينما تمت مهاجمة 325 هدفاً بغزة.
وكانت مصر اقترحت (الجمعة) وقفاً متبادلاً وفورياً لإطلاق النار من أجل إتاحة الفرصة لمفاوضات، فوافقت إسرائيل بحسب مصادر إسرائيلية، ورفضت «الجهاد»، التي أصرت على طلبها التزام إسرائيل بوقف الاغتيالات التي طالت في المواجهة الأخيرة فقط، 6 من أبرز قادة السرايا، آخرهم إياد الحسني الذي اغتيل يوم الجمعة.
ومثلت عملية اغتيال الحسني أكبر خسارة للسرايا باعتباره أهم مسؤول يُغتال في هذه المواجهة، وهو صاحب مسيرة عسكرية طويلة ممتدة لأكثر من 3 عقود، تسلم خلالها عديداً من المهمات، آخرها عضوية المجلس العسكري للسرايا ومسؤول وحدة العمليات فيها، والمسؤول عن التنسيق مع قيادة كتائب «القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، إضافة إلى علاقته الممتدة مع «حزب الله» وإيران.
ومع اغتيال الحسني يرتفع عدد الذين قتلتهم إسرائيل في قطاع غزة إلى 33، بينهم (6 أطفال و3 سيدات) وإصابة 147 مواطناً بجراح مختلفة.
وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، في مؤتمر صحافي السبت، إن «عدد الشهداء جراء العدوان الغاشم على قطاع غزة لليوم الخامس على التوالي وصل إلى 33 شهيداً، 30 في المائة منهم من النساء والأطفال، بينما أُصيب 147 مواطناً، 60 في المائة منهم نساء وأطفال، في دلالةٍ واضحة على طبيعة بنك الأهداف الذي يتحدث عنه قادة الاحتلال».
وأكد معروف أن الاحتلال هدم 15 منزلاً، بما مجموعه 51 وحدة سكنية هدماً كلياً، وتضرر 940 وحدة سكنية، منها 49 وحدة سكنية غير صالحة للسكن، وقد بلغت قيمة تقديرات الخسائر الأولية قرابة 5 ملايين دولار.
وبينما تستعد إسرائيل لاحتمال إطالة أمد المعركة، حذرت حركة «حماس» من الدخول على الخط، وقال مصدر سياسي إن عمليات التصفية النوعية المحددة الهدف التي طالت قيادة «الجهاد الإسلامي» هي بمثابة رسالة لـ«حماس» وغيرها.
وقالت إذاعة «كان» باللغة العبرية، إن هذا بمثابة تحذير علني أول توجهه إسرائيل إلى «حماس» خلال دورة القتال الحالية، على الرغم من عدم مشاركتها في الجولة.