البنك المركزي يفتح أبوابه في عدن

مديره يتهم المتمردين وصالح بتفجير إحدى الخزائن ونهب 600 ألف دولار

البنك المركزي يفتح أبوابه في عدن
TT

البنك المركزي يفتح أبوابه في عدن

البنك المركزي يفتح أبوابه في عدن

أعلنت السلطات الشرعية في اليمن، أمس الاثنين، فتح البنك المركزي في عدن، وذلك بعد أسابيع على تحرير المدينة الجنوبية من ميليشيات الحوثي وصالح المتمردة.
وقال مدير البنك المركزي في عدن، خالد زكريا، في تصريح صحافي يوم، أمس الاثنين، إن «الميليشيات تسببت في إقفال المصرف طيلة الأشهر الخامسة الماضية، قبل أن تنجح القوات الشرعية في دحرهم بعدن، وإعادة العمل إلى المؤسسات الحكومية».
واتهم مدير البنك المركزي في عدن، خالد زكريا، ميليشيات الحوثي وصالح بتفجير إحدى الخزائن ونهب 600 ألف دولار، مشيرًا إلى فشل محاولات نهب أخرى.
وفي غضون ذلك اندلعت مواجهات عنيفة، صباح أمس الاثنين، بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بنقيل السياني بمحافظة إب وسط اليمن. وقالت مصادر محلية في مدينة إب في اتصال لـ«الشرق الأوسط» إن «المقاومة تمكنت من قطع خط إمدادات الحوثيين عبر خط صنعاء تعز في منطقة نقيل السياني الرابط بين محافظتي إب وتعز بشكل نهائي منذ صباح أمس». وأشارت المصادر إلى أن هذه المواجهات اندلعت، عقب رفض القيادي بحزب المؤتمر وعضو محلي السياني الشيخ عبد الله الشلح السماح لميليشيات الحوثي نصب نقطة تمركز في منطقة البغدة المطلة على مدينة القاعدة ونخلان والدمنة، الأمر الذي جعل مسلحي الحوثي يقدمون على قتله ليل الأحد الماضي.
وقال مصدر في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» إن «المقاومة تمكنت من إعطاب طقمين وتدمير شاحنة سلاح وسقوط 4 قتلى من الميليشيات، وكذا الاستيلاء على أسلحة وذخائر عدة كانت بأيدي الميليشيات وسقوط قتيل من المقاومة يدعى صادق عبد الله محسن».
وفي محافظة تعز قالت مصادر في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» إن «معلومات مصدرها ضباط أمنيون كشفت بضلوع خلية اغتيالات تابعة للمخابرات العسكرية بمقتل القيادي في حزب الإصلاح صادق منصور الحيدري في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي».
وأضافت أن «الخلية التي قامت باغتيال القيادي الحيدري هي ذاتها من قامت بإعدامات ميدانية لأشخاص آخرين في مدينة تعز، التي كانت قد شهدت حالات قتل مماثلة، دونما أن يكشف النقاب عن الجهة المنفذة لتلك الاغتيالات، غير مسبوقة بين سكان المدينة المعروفين بمدينتهم ومسالمتهم».
وأكدت المصادر ذاتها بتبعية خلية الاغتيالات للاستخبارات العسكرية، التي تعد أحد مكونات جهاز المخابرات اليمني ذات الصلة بالجانب العسكري في الجيش وخارجه. وأشارت إلى أن الخلية تقف خلف أعمال قتل واغتيالات طالت مسؤولين عسكريين وضباط أمن تابعين لإدارة شرطة محافظة تعز.
إلى ذلك نشرت لجنة حماية الصحافيين، ومقرها نيويورك تقريرا حول وضع حرية الصحافة في اليمن في ظل الحوثيين، ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ «ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻮﻥ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻮﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺃﻓﻮﺍﻫﻨﺎ ﻣﻜﻤﻤﺔ»، ﺭﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺧﻼﻝ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎﺀ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻢ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻄﻤﺤﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﺰﺩﻫﺮ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﻓﻲ 2011 ﺑﻌﺪ 33 ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﺻﺎﻟﺢ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻚ.
ﻭﺗﺤﺪﺙ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻋﻦ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﻔﺠﻴﺮ ﻣﻘﺮ ﺻﺤﻴﻔﺔ «ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺃﻭﻧﻼﻳﻦ»، ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻥ «ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺤﺰﺏ ﺍﻹﺻﻼﺡ، ﺍﻟﺨﺼﻢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟﻠﺤﻮﺛﻴﻴﻦ، ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻫﺪﻓﺎ ﺭﺋﻴﺴﻴﺎ ﻟﻠﺤﻮﺛﻴﻴﻦ».
وأضاف «وﻗﺎﻡ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﺑﺎﺧﺘﻄﺎﻑ 9 ﺻﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﻓﻨﺪﻕ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎﺀ، ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻄﻴﻒ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻣﻦ ﺻﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﻗﺪﺍﻣﻰ ﻣﺜﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻣﻮﻗﻊ (ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻧﺖ) ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻲ ﻫﻴﺜﻢ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ، ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻟﻤﻮﻗﻊ (ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻧﺖ) ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺷﻂ ﺣﺎﺭﺙ ﺣﻤﻴﺪ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻘﺪ ﺑﺸﺪﺓ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ».
وأشار «ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻮﻥ ﺍﻟﺘﺴﻌﺔ ﺍﺧﺘﻄﻔﻮﺍ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻨﺪﻕ ﺑﺼﻨﻌﺎﺀ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﻟﺴﺒﺒﻴﻦ، ﺍﻷﻭﻝ، ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻭﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻓﻴﻪ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ، ﻷﻧﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻳﻠﺘﻘﻮﻥ ﺣﻮﻝ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻼﻋﺘﻘﺎﻝ». ولفت إلى أن ﺍﻟﺤﻮثيين ﻭﻭﺯﺍﺭﺓ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﻟﻬﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺩﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻔﺴﺎﺭﺍﺕ «ﻟﺠﻨﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ».
وأردف التقرير «ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ إما ﺍﺿﻄﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﺭﻱ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﻭﻋﺪﻡ ﻣﻐﺎﺩﺭﺗﻬﺎ ﺧﺸﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻄﺎﻭﻟﻬﻢ ﺍﻷﺫﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ، ﺃﻭ ﺍﺿﻄﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﺎﻥ».
ﻭﻧﻘﻠﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻋﻦ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﺍﺻﻠﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻛﺪﻭﺍ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺮﻳﺔ ﺻﺤﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺿﻊ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ ﺁﺭﺍﺋﻬﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﺤﻮﺛﻴﻴﻦ. ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺇﻋﻼﻣﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ.
ﻭنقل ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻗﻮﻟﻬﻢ إﻥ «ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﺃﺭﻋﺒﻮﻧﺎ. ﻭﺍﺿﻄﺮ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻬﻦ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻧﻈﺮﺍ ﻷﻥ ﻭﺳﺎﺋﻠﻬﻢ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺃﻏﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ. ﻭﻃﺎﻟﺒﻮﺍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺑﺄﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻝ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴﻦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻷﻧﻨﺎ ﻣﻜﻤﻤﻮ ﺍﻷﻓﻮﺍﻩ».
وفي غضون ذلك ناشد ستيفن أوبراين منسق الإغاثة والطوارئ، المجتمع الدولي بمضاعفة جهوده ومساعدة الملايين في اليمن وذلك في ختام زيارة له استمرت خمسة أيام والتي شملت صنعاء وعمران وعدن والتقى خلالها بأفراد من الشعب اليمني والسلطات الحاكمة لجانبي النزاع ومع العاملين الإنسانيين من الأمم المتحدة ومن المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية. وفي آخر أيام وجوده في اليمن، زار السيد أوبرايان دولة جيبوتي التي تستضيف 20 ألف لاجئ من اليمن. ونقل بيان وزعه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية للشرق الأوسط، أوتشا، بالقاهرة مساء السبت الماضي بحسب ما أوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن أوبراين قوله: إن «الاحتياجات الإنسانية في هذا البلد في تزايد مستمر»، مشيرا إلى أنه سار في اليمن وسط أنقاض منازل كانت تسكنها أسر يمنية، ومر خلال المناطق السكنية المُدَمرة والتقى بالسكان النازحين.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.