اعتقل مكتب مكافحة الكسب غير المشروع الباكستاني، رئيس الوزراء السابق، عمران خان، في المحكمة العليا بإسلام آباد، الثلاثاء، في خطوة تهدد بإثارة اضطرابات جديدة في البلاد. وأظهرت لقطات مصورة لعملية القبض عليه، نشرها حزب «حركة الإنصاف»، الذي يتزعمه، العشرات من أفراد الأمن الذين يرتدون معدات مكافحة الشغب، وهم يدفعون خان إلى داخل سيارة، في الوقت الذي دعا فيه الحزب إلى خروج احتجاجات في جميع أنحاء البلاد. وكتب الحزب على «تويتر»: «أيها الشعب الباكستاني، حان الوقت لإنقاذ بلدك. لن تحصل على أي فرصة أخرى». لكن الشرطة حذرت من أنه سيتم تطبيق أمر يحظر التجمعات التي تشمل أكثر من 4 أشخاص، بشكل مشدد.
وقالت شرطة إسلام آباد على حسابها على «تويتر»: «تم توقيف عمران خان في قضية قدير تراست»، في إشارة إلى قضية فساد. ونقلت «رويترز» عن وزير الداخلية رنا ثناء الله، قوله للصحافيين، إن مكتب المحاسبة الوطني ألقى القبض على خان؛ لأنه لم يمثل أمامه «على الرغم من إخطاره».
وأمر المكتب بالقبض على خان في الأول من مايو (أيار)، وفقاً لأمر اطلعت عليه «رويترز». وذكر المكتب أن «خان متهم بارتكاب جريمة فساد وممارسات فساد».
والقضية المتهم فيها خان بالكسب غير المشروع، هي واحدة من أكثر من 100 قضية مرفوعة ضده، منذ أن أطاح به تصويت برلماني من السلطة في أبريل (نيسان) من العام الماضي. وكان قد قضى في فترة ولايته 4 سنوات من أصل 5. وقد تمنع غالبية القضايا خان من تولي مناصب عامة في حالة إدانته. ومن المقرر إجراء انتخابات عامة في نوفمبر (تشرين الثاني). وكان الجيش ساند في بادئ الأمر وصوله إلى السلطة في 2018 قبل أن يسحب دعمه له، ثم تمت إزاحة خان عن السلطة عبر تصويت حجب الثقة عن حكومته. منذ ذلك الحين، يمارس خان ضغوطاً على الحكومة الائتلافية الهشة لتنظيم انتخابات مبكرة قبل أكتوبر (تشرين الأول).
محتجون مناصرون لرئيس وزراء باكستان السابق عمران خان يحرقون شاحنات اعتراضاً على اعتقاله pic.twitter.com/F7risMG0Ib
— صحيفة الشرق الأوسط (@aawsat_News) May 9, 2023
خلال تجمُع نُظم في نهاية الأسبوع في لاهور (شرق)، أكد خان مجدداً أن الجنرال فيصل نصير، وهو ضابط كبير في الاستخبارات، ضالع في محاولة الاغتيال التي جرت في مطلع نوفمبر 2022 حين أُصيب رئيس الوزراء السابق برصاصة في ساقه. وأعلن جهاز العلاقات العامة في الجيش في بيان أن «هذه المزاعم المفبركة والخبيثة مؤسفة جداً وغير مقبولة». وأضاف البيان أنه «توجه ثابت منذ السنة الماضية. يتعرض مسؤولو الجيش والاستخبارات لإيحاءات، ولدعاية مثيرة للانتباه بهدف الوصول إلى غايات سياسية».
ورد رئيس الوزراء شهباز شريف، الذي اتهمه خان أيضاً بالضلوع في مخطط لاغتياله، على «تويتر»، قائلاً إن «مزاعمه التي لا تستند إلى أي دليل ضد الجنرال فيصل نصير والضباط في وكالة استخباراتنا، لا يمكن السماح بها ولن يتم التسامح معها». ونقلت «وكالة الأنباء الباكستانية» عن شريف قوله: «إن أكاذيبه الصارخة تدور حول الإساءة إلى الجيش دون دليل، وإدارة حملة إعلامية ضد الجنود الشهداء، واستخدام الدين لتحقيق مكاسب سياسية».
«رشّوه بمادة كاد يغيب عن الوعي بسببها»... محامٍ باكستاني يكشف ما حدث قبل اعتقال رئيس الوزراء السابق عمران خان#شاهد_الشرق_الأوسط pic.twitter.com/1mhIV5D85k
— صحيفة الشرق الأوسط (@aawsat_News) May 9, 2023
بحسب الرواية الرسمية، فإن محاولة الاغتيال هذه التي أُصيب خلالها خان في ساقه هي من تنفيذ مسلح واحد اعترف، خلال شريط فيديو بثته الشرطة، بأنه منفذ الهجوم وهو حالياً قيد الاعتقال. هذه النتائج رفضها خان الذي يؤكد أن السلطات رفضت محاولاته لتقديم تقرير إخبار أولي لدى الشرطة لتحديد «المذنبين الحقيقيين». وقال رئيس الوزراء السابق في شريط فيديو بث الثلاثاء إنه «ليس هناك أي سبب لكي أخترع وقائع». وأعلن جهاز العلاقات العامة في الجيش أنه يحتفظ بحق «اتخاذ إجراءات قانونية ضد التصريحات والدعاية الكاذبة والخبيثة بشكل واضح». مع اقتراب موعد الانتخابات الوطنية في أكتوبر، تنظر المحاكم حالياً في عدد كبير من الإجراءات الهادفة لضمان حصول تصويت مبكر في بعض المجالس الإقليمية، وهي انتخابات تُجر في الوقت نفسه عموماً. ودفعت سنوات من سوء الإدارة المالية وعدم الاستقرار السياسي الاقتصاد الباكستاني إلى حافة الانهيار، وهو وضع تفاقم بسبب أزمة الطاقة العالمية، وفيضانات مدمرة أغرقت ثُلث البلاد العام الماضي.