حذّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من احتمال وقوع «حادث نووي خطير» في محطة زابوريجيا النووية التي تحتلها القوات الروسية في أوكرانيا، في ظل إخلاء بلدة قريبة يقيم فيها معظم موظفي المحطة.
وأثار إجلاء روسيا المدنيين الذين يعيشون بالقرب من الموقع مخاوف من تصعيد النزاع في المنطقة.
وزابوريجيا هي المحطة النووية الكبرى في أوروبا، وتعرّضت مرات عدة لإطلاق النار منذ بداية النزاع؛ ما أثار مخاوف من وقوع كارثة.
وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، السبت في بيان، أنّ الوضع بجوار المحطة «ينطوي على مخاطر محتملة». وأضاف أن «التكهن بتطور الوضع العام في المنطقة القريبة من محطة زابوريجيا النووية يزداد صعوبة، وقد يكون خطيراً».
وذكر البيان أنّ الخبراء التابعين للوكالة الموجودين في الموقع يسمعون باستمرار دوي قصف في المنطقة، وتعود آخر عملية قصف إلى مساء الجمعة.
وأضاف غروسي أن هؤلاء الخبراء يراقبون الوضع من كثب «للكشف عن أي تأثير محتمل على السلامة والأمن النوويين».
وتابع قائلاً: «تجب حماية هذه المنشأة النووية الكبيرة. سأواصل الضغط بهدف أن تلتزم جميع الأطراف بهذا الهدف الحيوي، وستواصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بذل كل ما بوسعها للمساعدة في ضمان السلامة والأمان النووي للمحطة».
طوابير انتظار طويلة
وكان المسؤول المحلي عن منطقة زابوريجيا يفغيني باليتسكي المعيّن من روسيا قد أعلن الجمعة عن إخلاء جزئي لـ18 بلدة تسيطر عليها روسيا في منطقة زابوريجيا، لا سيما في إنرغودار.
وأكد إيفان فيدوروف رئيس بلدية ميليتوبول، المدينة الواقعة في منطقة زابوريجيا السبت أن «الإخلاء» يسير بسرعة كبيرة.
وأوضح أن «طوابير طويلة تشكلت عند نقطة التفتيش في تشونغار على الطريق المؤدية من ميليتوبول إلى شبه جزيرة القرم».
وأفاد بأن الوضع مماثل في توكماك التي شهدت طوابير طويلة لشراء الخبز، في حين نفد الوقود في معظم المحطات. وأكد باليتسكي أن عمليات الإجلاء ستكون «مؤقتة»، وتتعلق «بالأطفال مع ذويهم في الدرجة الأولى، إضافة إلى المسنين والمعوقين ومرضى المستشفيات»، في مواجهة تكثيف القصف الأوكراني خلال الأيام الماضية، على حد قوله.
إجلاء 70 ألف شخص
وتخطط السلطات الروسية لإجلاء نحو سبعين ألف شخص من بلدات المنطقة، حسبما نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن مسؤول آخر عيّنته سلطات الاحتلال هو أندريه كوزينكو.
لكن لم يجرِ التخطيط لإجلاء موظفي المحطة النووية، حسبما أعلن، السبت، مدير الموقع الذي عيّنته السلطات الروسية يوري تشيرنيتشوك. وأُغلقت مفاعلات المحطة الستة.
وتراجعت القوى العاملة في محطة زابوريجيا تدريجياً منذ بدء النزاع، حسبما جاء في بيان الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتؤكد السلطات الروسية أنّ عدداً كافياً من الموظفين يتولى إدارة الموقع لضمان أمنه.
وتقع محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي يسيطر عليها الجيش الروسي منذ مارس (آذار) 2022، على ضفاف نهر دنيبر الفاصل بين الطرفين المتنازعين في هذه المنطقة.
وعلى الرغم من أن المفاعلات لا تعمل، لكن خطاً للطوارئ تعتمد عليه المفاعلات ما زال قيد التشغيل، ما يشكل «خطراً كبيراً» وفق غروسي.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن هذا الخط تضرر في الأول من مارس، ولم يجرِ إصلاحه حتى منتصف أبريل (نيسان).