مقتل 20 من حركة «الشباب» في عملية عسكرية بالصومال

رئيس إقليم بونت لاند يدشن طريقاً محلياً (وكالة الصومال الرسمية)
رئيس إقليم بونت لاند يدشن طريقاً محلياً (وكالة الصومال الرسمية)
TT

مقتل 20 من حركة «الشباب» في عملية عسكرية بالصومال

رئيس إقليم بونت لاند يدشن طريقاً محلياً (وكالة الصومال الرسمية)
رئيس إقليم بونت لاند يدشن طريقاً محلياً (وكالة الصومال الرسمية)

أعلن الجيش الصومالي مقتل أكثر من 20 من عناصر حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، فيما تعهدت قوات الاتحاد الأفريقي «أتميس» بدعم قوات الأمن الصومالية لتعزيز جهود الاستقرار في البلاد.

وقالت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية إن قوات الجيش نفذت بالتعاون مع السكان المحليين عمليات عسكرية في منطقة (محمد حسن) التي تبعد نحو 35 كم جنوب مدينة بلدوين بوسط البلاد، ما أسفر عن مصرع أكثر من 20 عنصراً من ميليشيات (الخوارج)، وهي التسمية الرسمية المعتمدة لحركة (الشباب)».

ونقلت عن وزير الدولة في وزارة النقل بولاية هيرشبيلي فارح محمد حسن قوله إن «هذه العناصر (الإرهابية) تسللت إلى المنطقة الليلة قبل الماضية، لكن قوات الجيش وأهالي المنطقة تصدت للهجوم»، مشيراً إلى «مواصلة الجيش عملياته الأمنية ضد المتطرفين وتصفيتهم من المناطق القليلة التي يتحصنون فيها».

وبدورها، جددت بعثة الاتحاد الانتقالية في الصومال (أتميس) التزامها بمواصلة دعم قوات الأمن الصومالية لتعزيز جهود الأمن والاستقرار والتنمية.

وقال ماريوس نغندابانكا، القائم بأعمال قائد البعثة، إنها «مكلفة بتقليل التهديد الذي تشكله حركة (الشباب)، إلى جانب دعم بناء قدرات قوات الأمن الصومالية المتكاملة، وتسليم المسؤوليات الأمنية على مراحل إلى الصومال».

ونقلت وكالة «شينخوا» عنه قوله إن «البعثة تواصل منذ إعادة تشكيلها في أبريل (نيسان) العام الماضي، مع قوات الأمن الصومالية التخطيط والتنسيق والقيام بعمليات مستهدفة مشتركة عبر القطاعات لحرمان (الإرهابيين) من حرية الحركة وفي كثير من الحالات إضعاف حركة (الشباب)».

وأكد أن «البعثة ملتزمة بالوفاء بولايتها وتفويضها من كل من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومجلس السلم والأمن للاتحاد الأفريقي»، لافتاً إلى «مواصلة العمليات المشتركة المستهدفة التي تقودها قوات الأمن الصومالية حتى تقوم بتسليم المسؤوليات الأمنية لها بحلول الموعد النهائي في ديسمبر (كانون الأول) العام المقبل».

وبعدما كشف عن تزويد قوات الأمن الصومالية بالدعم الجوي، بما في ذلك المروحيات الهجومية والخدمية، من أجل تنفيذ العمليات المشتركة في المناطق الجنوبية والوسطى، قال نغندابانكا إن «البعثة ستواصل الحفاظ على وجودها في القطاعات المشتركة بين المراكز السكانية ذات الأولوية وتأمين طرق الإمداد الرئيسية، بما في ذلك المناطق الأساسية لإيصال المساعدات الإنسانية».

وبدوره، أشاد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بالعمليات العسكرية الأخيرة التي تقوم بها قوات الجيش التي تمكنت من تحرير مناطق واسعة جنوب ووسط البلاد. كما حث المواطنين على التعاون مع الأجهزة الأمنيّة، التي تقوم بملاحقة وضبط العناصر (الإرهابية) المطلوبة أمنياً، وتعهد بـ«المضي قدماً في الجهود المبذولة لمكافحة الفساد»، وحذر قيادة ولاية بونت لاند من اتخاذ أي إجراء قد يعطل النظام الذي كانت تسير عليه.

وفي سياق آخر، حوّل النائب العام الصومالي، اليوم (السبت)، 36 متهماً أجنبياً بتهمة صيد الأسماك غير المشروع إلى محكمة محافظة بنادر للنظر فيها. ويواجه المتهمون، الذين أوقفتهم القوات البحرية في أثناء قيامهم بالصيد داخل المياه الإقليمية للصومال، تهمة صيد الأسماك غير المشروع، وانتهاك الحدود البحرية».



الشراكة مع فرنسا تثير جدلاً واسعاً في نيجيريا

الرئيس الفرنسي ماكرون مستقبلاً مع عقيلته نظيره النيجيري تينوبو وعقيلته في باحة قصر الإليزيه 28 نوفمبر (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي ماكرون مستقبلاً مع عقيلته نظيره النيجيري تينوبو وعقيلته في باحة قصر الإليزيه 28 نوفمبر (إ.ب.أ)
TT

الشراكة مع فرنسا تثير جدلاً واسعاً في نيجيريا

الرئيس الفرنسي ماكرون مستقبلاً مع عقيلته نظيره النيجيري تينوبو وعقيلته في باحة قصر الإليزيه 28 نوفمبر (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي ماكرون مستقبلاً مع عقيلته نظيره النيجيري تينوبو وعقيلته في باحة قصر الإليزيه 28 نوفمبر (إ.ب.أ)

في وقت تسحب فرنسا قواتها من مراكز نفوذها التقليدي في الساحل وغرب أفريقيا، وتبحث عن شركاء «غير تقليديين»، يحتدمُ الجدل في نيجيريا حول السماح للفرنسيين بتشييد قاعدة عسكرية في البلد الأفريقي الغني بالنفط والغاز، ويعاني منذ سنوات من تصاعد وتيرة الإرهاب والجريمة المنظمة.

يأتي هذا الجدل في أعقاب زيارة الرئيس النيجيري بولا تينوبو نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى فرنسا، والتي وصفت بأنها «تاريخية»، لكونها أول زيارة يقوم بها رئيس نيجيري إلى فرنسا منذ ربع قرن، ولكن أيضاً لأنها أسست لما سمّاه البلدان «شراكة استراتيجية» جديدة.

وتمثلت الشراكة في اتفاقيات تعاون هيمنت عليها ملفات الطاقة والاستثمار والمعادن، ولكنّ صحفاً محلية في نيجيريا تحدّثت عن اتفاقية تسمحُ للفرنسيين بإقامة قاعدة عسكرية داخل أراضي نيجيريا، وذلك بالتزامن مع انسحاب القوات الفرنسية من دول الساحل، خصوصاً تشاد والنيجر، البلدين المجاورين لنيجيريا.

لا قواعد أجنبية

ومع تصاعد وتيرة الجدل، تدخل الجيش النيجيري ليؤكد أن ما يجري تداوله بخصوص «قاعدة عسكرية» أجنبية فوق أراضي نيجيريا مجرد «شائعات»، نافياً وجود خطط للسماح لأي قوة أجنبية بإقامة قاعدة عسكرية في نيجيريا.

وتولّى قائد الجيش النيجيري، الجنرال كريستوفر موسى، بنفسه مهمة الرد، فأوضح أن «زيارة الرئيس بولا تينوبو الأخيرة إلى فرنسا، وُقِّعت خلالها عدد من الاتفاقيات الثنائية، لم تشمل السماح بإنشاء قواعد عسكرية أجنبية في نيجيريا».

وكان قائد الجيش يتحدّث خلال حفل عسكري بمقر وزارة الدفاع في العاصمة أبوجا، بمناسبة تغيير شعار القوات المسلحة النيجيرية، وقال إنه يوّد استغلال الفرصة لتوضيح ما جرى تداوله حول «قاعدة عسكرية أجنبية» في نيجيريا. وقال: «لقد أوضح الرئيس بشكل لا لبس فيه أن ما تم توقيعه هو اتفاقيات ثنائية تتعلق بالتجارة، والثقافة، والتقاليد، والتعاون، والاقتصاد، ولا وجود لأي شيء يتعلق بقاعدة عسكرية أجنبية».

وأوضح الجنرال موسى أن الرئيس تينوبو «يدرك تماماً عواقب مثل هذا القرار، ويعلم أن من واجبه حماية نيجيريا، ومن ثم، لن يسمح مطلقاً لأي قوة أجنبية بدخول نيجيريا»، ولكن قائد الجيش أكد: «سنستمر في التعاون بشكل ثنائي من خلال التدريب المشترك وإرسال ضباطنا كما هو معتاد، ولكن إنشاء قاعدة عسكرية أجنبية في نيجيريا ليس ضمن خطط الرئيس».

كراهية فرنسا

ورغم تصريحات قائد الجيش، فإن الجدل لم يتوقف؛ حيث عَبَّر «تحالف جماعات الشمال»، وهو هيئة سياسية ناشطة في نيجيريا، عن إدانته قرار السماح للعسكريين الفرنسيين بدخول أراضي نيجيريا، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، حين انتقد بشكل لاذع عقد شراكة مع فرنسا.

وقال التحالف: «إن القرار يتعلق باتفاقية ثنائية جرى توقيعها بين نيجيريا وفرنسا تمنح الأخيرة وصولاً غير مقيد إلى الموارد المعدنية في نيجيريا»، وذلك في إشارة إلى اتفاقية وقعها البلدان للتعاون في مجال المعادن النادرة.

المنسق الوطني لتحالف جماعات الشمال، جميل علي تشارانشي، اتهم الرئيس تينوبو بالسعي نحو «تسليم سيادة نيجيريا إلى فرنسا، والتغطية على ذلك بمبررات مضللة»، ثم وصف ما يقوم به تينوبو بأنه «مناورة دبلوماسية مكشوفة».

الناشط السياسي كان يتحدث بلغة حادة تجاه فرنسا؛ حيث وصفها بأنها «دولة عدوانية؛ تدعم وتمول تفكيك المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)»، قبل أن يحملها مسؤولية «جو الحرب الذي تعيشه منطقة غرب أفريقيا».

وخلُص الناشط السياسي إلى أنه مصدوم من «إمكانية أن تخضع نيجيريا، بتاريخها الفخور بالدفاع عن السيادة الأفريقية، لتأثير أجنبي، نحن نرفض ذلك، وسنعارضه بشدة»، على حد قوله.

شراكة مفيدة

الرئيس النيجيري بولا تينوبو لدى حضوره حفل تنصيب رئيس تشاد في ندامينا 23 مايو (رويترز)

في المقابل، ارتفعت أصوات في نيجيريا تدافع عن تعزيز التعاون والشراكة مع فرنسا، وعدّت الحديث عن «قاعدة عسكرية» محاولة للتشويش على الطموحات الاقتصادية للبلدين.

في هذا السياق، قال المحلل السياسي النيجيري، نيكسون أوكوارا: «إن العالم يتّجه بسرعة نحو نظام متعدد الأقطاب، وإعادة صياغة التحالفات التقليدية، وهذا الواقع الجديد يتطلب من نيجيريا الاصطفاف مع شركاء يقدمون فوائد استراتيجية دون التنازل عن سيادتها».

وأضاف المحلل السياسي أن «فرنسا، رغم تاريخها غير الجيد في أفريقيا، فإنها تمنح لنيجيريا فرصة إعادة التفاوض على العلاقات من موقع قوة؛ حيث تواجه فرنسا معضلة تراجع نفوذها بشكل مطرد في الساحل وغرب أفريقيا».

وشدّد المحلل السياسي على أن نيجيريا يمكنها أن تربح «مزايا اقتصادية كبيرة» من الشراكة مع فرنسا، كما أكّد أنّه «مع تصاعد التحديات الأمنية في منطقة الساحل، يمكن للخبرات والموارد العسكرية الفرنسية أن تكمل جهود نيجيريا لتحقيق الاستقرار في المنطقة».

تعاون عسكري

التعاون العسكري بين فرنسا ونيجيريا عرف صعوداً مهماً عام 2016، حين وقع البلدان اتفاقية للتعاون العسكري والأمني، خصوصاً في مجالات الاستخبارات، والتدريب والإعداد العملياتي.

في الفترة الأخيرة، بدأ الحديث عن رغبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تعزيز هذا التعاون، وهو الذي عمل لستة أشهر في السفارة الفرنسية في أبوجا، حين كان طالباً في المدرسة الوطنية للإدارة. وبوصفها خطوة لتطوير التعاون العسكري بين البلدين، أعلن الجنرال حسن أبو بكر، قائد القوات الجوية النيجيرية، الأسبوع الماضي، أن بلاده تستعد للاستحواذ على 12 طائرة من طراز «ألفاجيت» مستعملة من القوات الجوية الفرنسية، ستتم إعادة تشغيل 6 منها، في حين ستُستخدم الـ6 أخرى مصدراً لقطع الغيار.

ورغم أنه لم تعلن تفاصيل هذه الصفقة، فإن نيجيريا أصبحت خلال السنوات الأخيرة «زبوناً» مهماً للصناعات العسكرية الأوروبية، وسوقاً تتنافس عليها القوى المصنعة للأسلحة، خصوصاً سلاح الجو الذي تراهن عليه نيجيريا لمواجهة خطر الإرهاب في غابات حوض بحيرة تشاد، أقصى شمال شرقي البلاد.