في ظل تصاعد الانقسام السياسي مجدداً بين حكومتي عبد الحميد الدبيبة، وفتحي باشاغا، بدأت السلطات في ليبيا الاستعداد لأي قدوم مرتقب للاجئين السودانيين بسبب الحرب الدائرة في بلادهم، وسط تخوفات من تسرب «مهربين ومجرمين» إلى البلاد عبر الصحراء المترامية.
وفي ظل انعدام الإحصائيات الرسمية عن عدد السودانيين الذين قد يكونون دخلوا ليبيا، قالت الأمم المتحدة على لسان مساعد مفوض شؤون العمليات في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رؤوف مازو، إن نحو 73 ألفاً فروا بالفعل إلى الدول المجاورة للسودان من بينها ليبيا، بالإضافة إلى جنوب السودان وتشاد ومصر وإريتريا وإثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى.
ولفت المسؤول الأممي في مؤتمر صحافي من جنيف، مساء أمس الاثنين، إلى أن التشاور مع جميع الحكومات والشركاء المعنيين، أسفر عن تحديد رقم أولي للأشخاص الذي قد يفرون إلى البلدان السبعة المجاورة، يبلغ 815 ألف شخص، وتوقع أن التقدير يشمل نحو 580 ألف سوداني، مع لاجئين آخرين من جنوب السودان وأماكن أخرى.
ولم تعلن أيّ من حكومتي «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة الدبيبة، و«الاستقرار» بقيادة باشاغا، المتنازعتين على السلطة، أي ترتيبات تتعلق بكيفية استقبال النازحين السودانيين، لكن بلدية الكفرة (جنوب شرقي ليبيا) الموالية للأخير، قررت تشكيل غرفة طوارئ لمتابعة الأوضاع في السودان، ومن بينها حالات النزوح، واتخاذ إجراءات حيال أي مستجدات طارئة.
وقال عميد البلدية عبد الرحمن فرج عقوب، إن غرفة الطوارئ التي بدأت اجتماعاتها صباح اليوم (الثلاثاء)، يناط بها وضع الاستراتيجيات لمواجهة الطوارئ، ومتابعة حالات النزوح، بهدف تقديم المساعدات والخدمات، وتذليل الصعوبات كافة، بالتنسيق مع الجهات المعنية.
كما تختص الغرفة بالإشراف على استقبال البلاغات وتوجيهها إلى الجهات المختصة، إضافة إلى دراسة التقارير الدورية التي تُرفع للغرفة من الجهات المعنية، بخصوص المعوقات التي تحول دون التعامل الأمثل مع حالات المخاطر والطوارئ والأزمات، ووضع حلول مناسبة لها. وترأس غرفة الطوارئ، عضو المجلس البلدي مسعود عبد الله، وعضوية مؤسسات أمنية وخدمية وأهلية.
أضاف عبد الله أن للغرفة الحق في الاستعانة بما تراه ضرورياً؛ بغية إنجاز مهامها، كما لها أن تشكّيل فرق عمل لمواجهة حالة الطوارئ، وعليها تقديم تقرير أسبوعي لعرضه على عميد البلدية.
وعادة ما تكون الصحراء الليبية المترامية بطول الحدود مع بعض الدول الأفريقية ملاذاً آمناً لمهربي البشر، والعناصر المسلحة، الأمر الذي حذّر منه مسؤول أمني ليبي في جهاز الهجرة غير الشرعية، وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» اليوم (الثلاثاء)، إنه «يجب على جميع الأجهزة في عموم البلاد التعاون مع بعضها البعض، لصد أي خروقات تسمح بتسرّب هذه العناصر إلى داخل البلاد».
وأضاف المسؤول الأمني الذي رفض الكشف عن اسمه أن الصحراء الليبية «تضم جيوباً لخلايا إرهابية، لذا يجب الحذر جيداً، لقطع الطريق أمام هذه الفلول الهاربة، التي قد تحاول استغلال الأوضاع الإنسانية للنازحين».
وسبق وأعلنت الأجهزة الأمنية في غرب ليبيا أنها بدأت تكثيف رقابتها على الحدود مع السودان، لصد أي اختراقات من جانب «المهربين والمجرمين». وقال جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في غرب ليبيا الأسبوع الماضي، إن رئيس الجهاز العقيد محمد الخوجة، أصدر تعليماته بشأن تكثيف عمل الدوريات الأمنية على الحدود مع السودان، ودعم التمركز الأمني بمنفذ «العوينات» البري، «بما يساهم في حفظ الأمن على الحدود الليبية السودانية».
وأوضح الجهاز، في بيان، أن هذه الإجراءات تأتي «تجنباً لأي تطورات قد تؤثر سلباً على الحدود المشتركة، ويستغلها المجرمون والمهربون في التسرب إلى داخل ليبيا».
ليبيا تتحضر لاحتمال وصول هاربين من حرب السودان
ليبيا تتحضر لاحتمال وصول هاربين من حرب السودان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة