المخاطر الاقتصادية تحاصر الدولار... والذهب يتألق

الأسواق تتقلب مع نتائج أعمال متباينة

عملة ورقية فئة 1 دولار (رويترز)
عملة ورقية فئة 1 دولار (رويترز)
TT

المخاطر الاقتصادية تحاصر الدولار... والذهب يتألق

عملة ورقية فئة 1 دولار (رويترز)
عملة ورقية فئة 1 دولار (رويترز)

حوم اليورو بالقرب من أعلى مستوى في عام مقابل الدولار، يوم الخميس؛ إذ جاءت قوة الاقتصاد الأوروبي متناقضة مع مخاطر انتشار الأزمات المصرفية في الولايات المتحدة، ومواجهة تتعلق بسقف الديون والركود المحتمل هناك.
وكافح الدولار الأسترالي شديد التأثر بالمخاطر للبقاء فوق مستوى 66 سنتاً الرئيسي. واستقر الين فيما بدأ بنك اليابان المركزي اجتماع السياسة الذي يستمر يومين، وهو الأول في عهد محافظه الجديد كازو أويدا.
وارتفعت العملة الأوروبية الموحدة 0.05 في المائة إلى 1.10415 دولار، متجهة من جديد نحو الذروة المسجلة الليلة الماضية عند 1.1096 دولار، وهو أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) من العام الماضي.
وظل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل 6 عملات رئيسية كان أكثرها تأثيراً اليورو، مستقراً عند 101.41 نقطة، بعد انخفاضه 0.42 في المائة، يوم الأربعاء، عندما لامس أدنى مستوى في أسبوعين تقريباً عند 101.00 نقطة.
وعدلت ألمانيا مجدداً توقعات النمو بالرفع، الأربعاء، وأظهر مسح استمرار زيادة ثقة المستهلكين. وعلى النقيض من ذلك، انخفض الإنفاق على السلع الإنتاجية في الولايات المتحدة أكثر من المتوقع في أحدث البيانات، مما زاد من القلق من حدوث انكماش. ولم يساعد بنك «فيرست ريبابليك» في تحسين الحالة المعنوية مع الانهيار الذي يشهده، فضلاً عن الجدل المستمر حول رفع سقف الديون الأميركي.
وكتبت كريستينا كليفتون، كبيرة محللي العملات في بنك الكومنولث الأسترالي، في مذكرة للعملاء: «اقتصاد منطقة اليورو المتين إلى جانب التضخم الأساسي الذي لا يزال يرتفع ولا يتراجع يمكن أن يدفع البنك المركزي الأوروبي للحفاظ على موقف التشديد النقدي الحاد، مما يدعم اليورو». وأضافت أنه في الوقت نفسه، لا يزال التضخم في الولايات المتحدة منفصلاً بشدة عن النمو، مما يبقي الضغط على لجنة السوق المفتوحة الاتحادية لتشديد السياسة بشكل أكبر.
على جانب آخر، ارتفعت أسعار الذهب مع ضعف الدولار، في حين استعد المستثمرون لمجموعة من البيانات الاقتصادية الأميركية تصدر قبل اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) الأسبوع المقبل.
وبحلول الساعة 12:03 بتوقيت غرينتش، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.59 في المائة إلى 1998.60 دولار للأوقية (الأونصة)، بينما زادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.52 في المائة إلى 2006.30 دولار.
وقال إدوارد مير، محلل المعادن في ماريكس، إنه بالنظر إلى «الجو العام المضطرب بالنسبة للوضع المصرفي»، و«عدم اليقين فيما يتعلق بسقف الديون الأميركية، فمن المحتمل أن يكون الذهب أكثر حساسية للاتجاه الصعودي عن النزولي».
وارتفع الذهب الذي يعتبر ملاذاً آمناً إلى أعلى مستوى له في عام عند 2048.71 دولار في منتصف أبريل عندما تكشفت الأزمة المصرفية، وعززت القراءات الاقتصادية الضعيفة في الولايات المتحدة الرهانات على توقف مؤقت في رفع الفائدة. وتؤدي أسعار الفائدة المنخفضة لزيادة جاذبية الذهب الذي لا يدر عائداً.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، زادت الفضة في المعاملات الفورية 0.5 في المائة إلى 25.02 دولار للأوقية، وارتفع البلاتين 0.3 في المائة إلى 1092.68 دولار، وارتفع البلاديوم 0.1 في المائة إلى 1513.81 دولار.
وفي البورصات، تراجعت الأسهم الأوروبية، يوم الخميس، رغم صدور نتائج إيجابية عن مجموعة من الشركات، إذ لا تزال الاضطرابات المتعلقة ببنك فيرست ريبابليك تثير قلق المستثمرين بشأن القطاع المصرفي العالمي.
وهبط المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.1 في المائة بحلول الساعة 0720 بتوقيت غرينتش، إثر تراجع أسهم شركات الإعلام 1.6 في المائة. ونزل سهم «مجموعة يونيفرسال الموسيقية» بأربعة في المائة بعد انخفاض أرباحها الأساسية في الربع الأول. وكانت أسهم الرعاية الصحية الأفضل أداء على المؤشر وصعدت 0.9 في المائة.
وأثارت المخاوف المرتبطة بالقطاع المصرفي قلق المستثمرين بعدما هوت أسهم بنك «فيرست ريبابليك» بنحو 30 في المائة، مساء الأربعاء، مسجلة مستوى قياسياً متدنياً لليوم الثاني على التوالي. ورغم هذا، ارتفعت أسهم البنوك 0.4 في المائة بقيادة «باركليز» الذي قفز سهمه 2.4 في المائة، إثر أرباح فصلية فاقت التقديرات بعدما بدد الأداءُ القوي لخدمات الأفراد بعض الضغط عن كاهل أنشطة رئيسية أخرى.


مقالات ذات صلة

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات محبطة قد تشير إلى تباطؤ بالنمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

ارتفعت تكاليف الجملة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة في الاقتصاد حتى مع تراجع التضخم من أعلى مستوياته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة مكتوب عليها «نوظف الآن» في مغسل سيارات بأحد شوارع ميامي بفلوريدا (رويترز)

زيادة غير متوقعة في طلبات إعانات البطالة الأميركية

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في روزميد - كاليفورنيا (أ.ف.ب)

التضخم الأميركي يرتفع في نوفمبر إلى 2.7 % على أساس سنوي

ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بأكبر قدر في 7 أشهر في نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)
إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)
TT

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)
إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، اليوم (الخميس)، إن «منظمة ترمب» تخطط لبناء برج ترمب في العاصمة السعودية الرياض في إطار توسع عقاري في المنطقة، بما في ذلك العاصمة الإماراتية أبوظبي.

وفي معرض حديثه عن مشروعين جديدين في الرياض بالشراكة مع شركة «دار غلوبال» للتطوير العقاري الفاخر، ومقرها دبي، رفض نائب الرئيس التنفيذي لـ«منظمة ترمب» إعطاء تفاصيل، مكتفياً بالقول في مقابلة: «ما سأخبركم به هو أن أحدهما سيكون بالتأكيد برجاً»، مضيفاً أن شركته تخطط لتوسيع شراكتها مع «دار غلوبال» في جميع أنحاء منطقة الخليج، بما في ذلك مشروع جديد في أبوظبي.

وقال ترمب: «سنكون على الأرجح في أبوظبي خلال العام المقبل أو نحو ذلك»، وذلك بعد يوم من كشف الشركتين عن خططهما لبناء برج ترمب الذهبي المتلألئ في مدينة جدة الساحلية السعودية.

وقال زياد الشعار، الرئيس التنفيذي لشركة «دار غلوبال» المدرجة في لندن، إن المشروع المشترك الجديد الآخر المخطط له في الرياض هو مشروع «ترمب غولف» على غرار مشروع ترمب الذي تم إطلاقه في عُمان عام 2022، وأضاف في مقابلة مع «رويترز»: «نأمل في إنشاء برج واحد ومجتمع غولف واحد».

اتفقت شركة «دار غلوبال»، الذراع الدولية لشركة «دار الأركان» السعودية للتطوير العقاري، على عدد من الصفقات مع «منظمة ترمب»، بما في ذلك خطط لأبراج ترمب في جدة ودبي، إلى جانب مشروع عمان.

لم تشر المؤسستان إلى قيمة المشاريع، لكن الشعار قارن بين قيمة برج ترمب في جدة بقيمة 530 مليون دولار ومجمع ترمب للغولف في عُمان الذي قال إن تكلفته تبلغ نحو 2.66 مليار دولار.