هيلاري تسلم وثائقها الشخصية إلى وزارة العدل الأميركية

استطلاع يكشف أن شعبيتها انخفضت إلى 48 %

المترشحة الديموقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون تتحدث أمام الجمهور في نيوهامبشير أمس (رويترز)
المترشحة الديموقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون تتحدث أمام الجمهور في نيوهامبشير أمس (رويترز)
TT

هيلاري تسلم وثائقها الشخصية إلى وزارة العدل الأميركية

المترشحة الديموقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون تتحدث أمام الجمهور في نيوهامبشير أمس (رويترز)
المترشحة الديموقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون تتحدث أمام الجمهور في نيوهامبشير أمس (رويترز)

وافقت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون أمس على تسليم محركات الأقراص التي تحتوي على نسخ من رسائل البريد الإلكتروني التي تلقتها وأرسلتها أثناء ممارسة مهامها الرسمية إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، ووجهت كلينتون موظفيها كذلك إلى تسليم خادم البريد الإلكتروني الشخصي الذي كانت تستخدمه.
وصرح محامي كلينتون ديفيد كندول أنه أرسل بيانا إلى وزارة العدل إلى «إف بي آي»، عن استعداد كلينتون لتسليم «كل ما يتعلق» بالكومبيوتر الخادم الخاص، وأضاف كندول: «تم تسليم الإصبع الإلكتروني (ثامب درايف) الذي فيه نسخ من عشرات الآلاف من الوثائق التي أرسلتها كلينتون، في بداية الصيف، إلى وزارة الخارجية».
ونفى المتحدث باسم حملة كلينتون الانتخابية نيك ميريل في إجابة عن أسئلة لصحافيين الحديث أن كلينتون ستسلم الكومبيوتر الخادم بناء على طلب «إف بي آي»، أو أنها تطوعت، وقال: «أمرت كلينتون مستشاريها ومساعديها بأن يرسلوا الكومبيوتر الخادم إلى وزارة العدل، وتعهدت كلينتون، كما تعهدت منذ البداية، بالتعاون مع المحققين. وإذا جاءت إلينا طلبات جديدة، سننظر فيها».
في نفس الوقت، أرسل مديرو وكالات الاستخبارات الأميركية تقريرا إلى الكونغرس عن ما كانوا أعلنوه قبل أسبوعين، بأن «بعض الوثائق في حوزة كلينتون كان يجب أن تكون سرية»، وأن كلينتون «يمكن أن تكون خرقت بعض، أو كل، قوانين سرية الوثائق الحكومية».
وصرح مسؤول كبير في «إف.بي.آي» خلال الأسبوع الماضي أن «مكتب التحقيق الفيدرالي بدأ يجمع معلومات عن الكومبيوتر الخادم»، وأضاف أن «المكتب لا يحقق مع أي شخص، ولن يحقق مع كلينتون قبل جمع كل المعلومات التي لها صلة بالموضوع».
وأضاف أن «إف بي آي» اتصلت مع الشركة الإلكترونية في دنفر بولاية كولورادو، التي تصنع هذا النوع غير العادي من خوادم الكومبيوترات، والذي استعملت كلينتون واحدا منها، وتواصل المكتب الفيدرالي مع محامي كلينتون، الذي عنده الإصبع الإلكتروني «ثامب درايف» الذي فيه نسخ من وثائق الخارجية الأميركية التي كانت في حوزة كلينتون.
وأوضح استطلاع أجراه الديمقراطيين أن «شعبية كلينتون انخفضت مرة أخرى، ووصلت إلى 42 في المائة»، بينما ارتفعت شعبية السيناتور بيرني ساندرز، التقدمي، إلى 36 في المائة. وبالنسبة إلى كل الشعب الأميركي، انخفضت شعبية كلينتون إلى 48 في المائة، كما أفادت «سي إن إن».
وفي الأسبوع الماضي كشف استطلاع أجراه قسم الاستطلاعات في جامعة كوينكويت بولاية كاليفورنيا، أن قرابة 60 في المائة من الشعب الأميركي قالوا «إنهم لا يثقون في كلينتون»، وأفاد تقرير قسم الاستطلاعات أن «من أسباب ذلك وضعها وثائق وزارة الخارجية في كومبيوترها الخاص»، وبسبب تقارير إخبارية عن فساد وتلاعب في مؤسسة كلينتون الخيرية، التي تديرها مع زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون، وبنتهما جيلسي.
وخلال جولة في ولاية أيوا علقت كلينتون لأول مرة بداية الأسبوع الماضي، على توقع تحقيقات «إف بي آي»، وقالت: «أنا واثقة من أنني لم أرسل، ولم تسلم، أي معلومات كانت سرية وقت إرسالها، أو وقت تسلمها».
وواجهت كلينتون انتقادات بسبب قرارها استخدام خادم البريد الإلكتروني الشخصي بينما كانت وزيرة الخارجية، إلا أنه في الشهر الماضي، كشف المفتش العام لأجهزة الاستخبارات الأميركية أن أربع رسائل إلكترونية أرسلت من خلال هذا الخادم، ضمن عينة من 40 رسالة من أصل 30 ألفا من رسائل البريد الإلكتروني سلمتها كلينتون، وتضمنت معلومات كانت مصنفة سرية عندما تم إرسالها.
وأرسل مكتب المفتش العام أول من أمس رسالة إلى السيناتور تشارلز غراسلي رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، لإبلاغه أن اثنتين من هذه الرسائل الأربع، سريتان للغاية. ما يعني أن «المعلومات التي تضمنتاها كانت سرية أكثر مما كان يعتقد أصلا». ويبدو أن هذا الأمر دفع بكلينتون إلى تسليم رسائل البريد الإلكتروني في وقت لاحق.
هذا وقد سبق أن أعلنت وزارة الخارجية أنه لم يتم وضع كلمة سرية على الرسائل حين تم إرسالها، فيما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي أول من أمس أن «موظفي الوزارة عمموا هذه الرسائل على أنظمة غير مصنفة عامي 2009 و2011 وأحيل بعضها في النهاية إلى الوزيرة كلينتون. لم يتم كتابة سري عليها».
يشار أن محركات الأقراص ظلت في حوزة محامي الوزيرة السابقة ديفيد كيندال، لكن تم تسليمها إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي، بعد أن قرر هذا الجهاز أنه لا يمكنه الحفاظ بمعلومات يعتقد أنها تتضمن أسرارا، وفقا لوسائل إعلام أميركية.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.