معرض فوتوغرافي يحتفي بتناغم المدارس المعمارية بالقاهرة

ضمن الاحتفال باليوم العالمي للتراث

افتتاح معرض «ذاكرة المدينة... عمارة وعمران القاهرة» بمركز الهناجر
افتتاح معرض «ذاكرة المدينة... عمارة وعمران القاهرة» بمركز الهناجر
TT

معرض فوتوغرافي يحتفي بتناغم المدارس المعمارية بالقاهرة

افتتاح معرض «ذاكرة المدينة... عمارة وعمران القاهرة» بمركز الهناجر
افتتاح معرض «ذاكرة المدينة... عمارة وعمران القاهرة» بمركز الهناجر

«ذاكرة المدينة... عمارة وعمران القاهرة»، هو عنوان المعرض الذي افتتحه الجهاز القومي للتنسيق الحضاري برئاسة المهندس محمد أبو سعدة بالتعاون مع المجلس المصري الأعلى للآثار مساء (الأحد) في مركز «الهناجر» بساحة دار الأوبرا المصرية بالقاهرة؛ احتفالاً باليوم العالمي للتراث الذي يوافق الثامن عشر من أبريل (نيسان) من كل عام.
ويضم المعرض، المقام تحت رعاية وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة نيفين الكيلاني، مجموعة من الصور الفوتوغرافية القديمة والنادرة للمباني التي قامت (لجنة حفظ الآثار العربية) بحصرها للمدينة في الفترة من 1881 إلى 1954 ميلادية، وذلك بهدف حفظ الآثار وترميمها وصون المحيط العمراني، كما يقدم المعرض رصداً لدور الجهاز في الحفاظ على التراث العمراني والمعماري، وجهوده في تسجيل التراث وترميمه عبر مجموعة أخرى من الصور المعاصرة.

وتتناول الصور التي تعرض لأول مرة الطابع العمراني للشوارع الرئيسية بالقاهرة، وطبيعة العمران في الحواري والأزقة، مع استعراض الحياة اليومية والأسواق الشعبية في المدينة خلال حقبة زمنية تمتد من أواخر القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين.
ومن ثم يُعد المعرض بمثابة رحلة لثروة مصر المعمارية بكل زخمها وتنوعها وفق المهندس محمد أبو سعدة الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «المعرض فرصة حقيقية للتعرف على المدارس المعمارية المختلفة واستيعابها، وتناغمها مع طبيعة المناطق القديمة في القاهرة، وخروجها في شكل له طابعه الخاص، وشخصيته المتميزة».
لافتاً النظر إلى أن «انطلاق المعرض بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للتراث، تحت شعار (تراثنا هويتنا فلنحمه معاً) دعوة للحفاظ على الآثار والمناطق المصرية».

وبدأت فكرة إنشاء «لجنة حفظ الآثار العربية» ضمن حركة عالمية للحفاظ على المدن والمواقع التاريخية في أوروبا، خصوصاً في فرنسا، بعد الثورة الفرنسية، حيث أنشئت لجنة في باريس 1837 وأخرى في إنجلترا 1877.
وجاء تأسيس لجنة تهتم بالآثار الإسلامية وعمران القاهرة القديمة في نهاية عصر الخديو إسماعيل، وذلك باقتراح المعماري المجري «أوجست سالزمان»، إلا أن التطورات السياسية السريعة في نهاية عصره لم تتح له الفرصة لإصدار الفرمان، إلى أن أنشئت اللجنة بموجب أمر عال من الخديو توفيق صدر في 18 ديسمبر (كانون الأول) 1881.

وكانت المهام الرئيسية الواردة في فرمان إنشائها، وفق الدكتور محمد الرشيدي مدير إدارة النشر بجهاز التنسيق الحضاري، ومنسق المعرض هو «جرد المنشآت المعمارية وتقدير قيمتها الفنية وأصلها العربي الإسلامي وتصنيفها نوعياً، بالإضافة إلى تجميع ما يخرج من القصور والمساجد من مشربيات وأسقف وقطع فنية لتجمع في المتحف أو ما كان يطلق عليه (دار الآثار العربية)».
يتميز المعرض بأنه يستمد الصور من «لجنة حفظ الآثار العربية» التي قامت آنذاك بالتقاط آلاف الصور للأماكن الأثرية والأحياء العتيقة خلال هذه الحقبة الزمنية، وأبرزت كافة تفاصيل ما تضمه هذه الأمكنة من الأرضيات والحوائط والأسقف والزخارف، والمنابر، فضلاً عن الصور المتعلقة بالمحيط العمراني لها. «وقد حرصنا عند اختيار صور المعرض أن تكون الأكثر ندرة وتنوعاً»، وفق الرشيدي.

إلى هذا يتكون المعرض من عدة أقسام، هي قسم المباني الأثرية والتراثية، وقسم ساحات وميادين القاهرة التاريخية وأماكن التدريب والعسكر والاحتفالات الرياضية والشعبية القديمة، وقسم الشوارع الرئيسية في المدينة مثل شوارع: المعز وسوق السلاح وباب الوزير والدرب الأحمر والجمالية، ومنها يقودنا المعرض إلى قسم الحارات والأزقة ذات الطابع المميز للغاية والمختلف عن كل ما سبق، علاوة على قسم الصور المعاصرة للقاهرة، والذي يستعرض المدينة من أعلى، حيث تم التقاطها من طائرة أو مئذنة أو من القلعة أو مبان مرتفعة.
ويلقي المعرض الضوء على نموذج لمشروعات حديثة تستكمل مسيرة اللجنة في الحفاظ على التراث العمراني المصري، ومنها مشروع تطوير منطقة شارع المعز كنموذج متكامل، وذلك بعد ترميم الآثار.

الفنان عمر الرزاز يشارك في المعرض بصورتين في قسم الأعمال الحديثة، الأولى لميدان التحرير والتقطها من مكان مرتفع بفندق سميراميس، وتعكس إطلالة ميدان التحرير بالكامل، وتبرز مبان كثيرة منها مبنى جامعة الدول العربية والمبنى القديم لوزارة الخارجية، وهو قصر الأميرة نعمة الله توفيق، وكذلك تخطيط الميدان نفسه بما يضمه من المسلة وغير ذلك، والأخرى صورة لشارع الألفي الشهير بعد تطويره، ويبرز جماليات المكان.
يقول الرزاز لـ«الشرق الأوسط»: «تتبلور أهمية المعرض في التأكيد على دور الفوتوغرافيا في التوثيق، وقد ظهر ذلك جلياً عندما تمت الاستعانة أخيراً بالصور القديمة كمرجع بصري موثوق به عند تجديد بعض المناطق الأثرية واستعادة طابعها وتخطيط الشوارع».



تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.