«تحت الوصاية»... مباراة تمثيلية مثار إعجاب المشاهدين

أحد مشاهد مسلسل «تحت الوصاية» بطولة منى زكي (الشرق الأوسط)
أحد مشاهد مسلسل «تحت الوصاية» بطولة منى زكي (الشرق الأوسط)
TT

«تحت الوصاية»... مباراة تمثيلية مثار إعجاب المشاهدين

أحد مشاهد مسلسل «تحت الوصاية» بطولة منى زكي (الشرق الأوسط)
أحد مشاهد مسلسل «تحت الوصاية» بطولة منى زكي (الشرق الأوسط)

حظي المسلسل المصري «تحت الوصاية» بإشادات متعددة منذ عرض حلقاته الأولى خلال النصف الثاني من شهر رمضان، وهو ما يعده البعض «الحصان الأسود» الرابح ضمن منافسات الموسم الدرامي.
وتصدرت الفنانة منى زكي «الترند» بأدائها اللافت، ومظهرها المتواضع، الذي كان آثار انتقادات عند طرح صورتها على بوستر الفيلم (الأفيش).
يتتبع المسلسل الذي تدور أحداثه في 15 حلقة، شخصية «حنان» أو منى زكي، وهي أرملة شابة تجد نفسها في مواجهة عائلة زوجها الراحل، ومنهم شقيقه الذي يحاول الاستيلاء على تركته، متحججاً بـ«حق الوصاية» الذي يمنحه وعائلته التحكم في حقوق أرملة شقيقه وطفليها.

مشهد من مسلسل «تحت الوصاية» بطولة منى زكي (الشرق الأوسط)

هذه الظروف تدفع «حنان» إلى سرقة مركب الصيد الخاص بزوجها من الإسكندرية، والهروب به إلى مدينة دمياط، في رحلة محفوفة بالمخاطر. ورغم أن هناك خطوطاً وتفاصيل تتفرع من الحكاية حول المرأة التي تواجه الدنيا بمفردها، ونظرة المجتمع الذكورية، فإنها تعود لتصب في العمل وتزيده قوة وتأثيراً.
هذه القضية الإنسانية بالغة الدقة والألم التي تتصدر «تريند السوشيال ميديا» يومياً، لم تكن تملك المغناطيس لجذب جمهور كثيف لمتابعتها، إلا من خلال النجمة منى زكي، وأدائها الصادق والعميق الذي يعكس في دقة شديدة انفعال وجهها الجاد والحازم والحزين عبر مواقف كثيرة، بحسب نقاد.
كما أن حجابها وحاجبيها اللذين كانا مادة للانتقاد قبل عرض المسلسل أصبحت، مع تكوينات ملابسها، مميزات لامرأة تقاوم قسوة ما تتعرض له. كما كانت مشاهد ابنها ياسين وطفلتها الرضيعة لافتة للانتباه، وحازت على تعاطف الجمهور.
ويشهد المسلسل مباراة في الأداء بين منى زكي وأبطال المسلسل، الذين يبرز من بينهم الفنان دياب، الذي يجسد شخصية شقيق زوجها، فضلاً عن الممثل المخضرم رشدي الشامي بشخصية «الريس ربيع»، وأحمد خالد صالح بشخصية المدرس زكريا علوان، وخالد كمال بشخصية «الصياد حمدي» الذي يحاول التحرش بها، كما يبرع الطفل عمر شريف في دور ابنها الذي يرعى شقيقته في غيابها.

مشهد من مسلسل «تحت الوصاية» بطولة منى زكي (الشرق الأوسط)

ورأت الناقدة ماجدة خير الله، أن أداء منى زكي بالمسلسل «جاء مدهشاً»، معتبرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنها «اختيار ذكي؛ إذ لبست الشخصية تماماً، وتفاعلت معها»، وهو ما عدته «ميلاداً فنياً جديداً لها».
ولفتت إلى أن «الشكل الذي ظهرت به، ساهم في رسم ملامحها»، مشيرة إلى أن «اختيار المخرج لممثليه؛ سواء الأطفال، أو البحارة، وحتى الأدوار الصغيرة، عنصر تميز قوي بالعمل، لأن اختيار ممثل في غير مكانه قد يفسد المنظومة كلها، ضاربة المثل بدور شقيقة حنان الذي تجسده مها نصار، وقد بدت مناسبة تماماً له».
كما تشيد خير الله بالسرد الدرامي والتكثيف الذي كتب به المؤلفان السيناريو، معتبرة أنهما «دخلا في قلب المشكلة من دون ثرثرة درامية، وجاءت مشاركتهما في السيناريو بها تكامل وانسجام وفهم، عبر رؤية تجذب اهتمام المشاهد بشكل تدريجي، إلى أن نكتشف أزمة البطلة مع توالي الحلقات».

مشهد من مسلسل «تحت الوصاية» بطولة منى زكي (الشرق الأوسط)

لا يمكن تجاهل الشكل البصري السينمائي الذي قدمه المخرج محمد شاكر خضير، وحمل من عزبة البرج والبيوت القديمة وسوق السمك ومراسي المراكب في دمياط خصوصية تؤثر على أبطال المسلسل.
وبحسب خير الله، فإن «تميز المستوى الفني للمخرج يمكن الحكم عليه من الحلقات الأولى، لأن طريقة تفكيره واختياراته تظهر جلية»، مشيرة إلى أنها «من المرات القليلة التي يكون عمل المخرج واضحاً بها للغاية، كما برع المخرج في اختيار دخول الموسيقى، وكيف استخدمها لجعل الموقف الدرامي يتصاعد، مما يجعلها أحد أبطال المسلسل، كما أن تصميم الملابس (لريم العدل) بألوانها الرمادية جاء مناسباً تماماً لأجواء البحر والظروف النفسية للبطلة».

مشهد من مسلسل «تحت الوصاية» بطولة منى زكي (الشرق الأوسط)

وتبدي ماجدة خير الله دهشتها لأن هذا القانون صدر في وقت لم تكن به المرأة قد نالت حقها في التعليم، بينما الآن هناك آلاف النساء المعيلات اللاتي يقمن بالعمل لرعاية أسرهن حتى في وجود الزوج؛ فلماذا نحرم الأرملة من حقها في إدارة حياة أطفالها دون وصاية.
ويحرك المسلسل «تحت الوصاية» المياه الراكدة، وسط تساؤلات عن إمكانية تغيير بعض بنود قانون الوصاية، التي لم تعد مناسبة للأسرة المصرية في العصر الحالي، بحسب خير الله.



مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
TT

مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية

في سابقة جديدة، تسعى من خلالها وزارة الثقافة المصرية إلى تكريس «تقدير رموز مصر الإبداعية» ستُطلق النسخة الأولى من «يوم الثقافة»، التي من المقرر أن تشهد احتفاءً خاصاً بالفنانين المصريين الذي رحلوا عن عالمنا خلال العام الماضي.

ووفق وزارة الثقافة المصرية، فإن الاحتفالية ستُقام، مساء الأربعاء المقبل، على المسرح الكبير في دار الأوبرا، من إخراج الفنان خالد جلال، وتتضمّن تكريم أسماء عددٍ من الرموز الفنية والثقافية الراحلة خلال 2024، التي أثرت الساحة المصرية بأعمالها الخالدة، من بينهم الفنان حسن يوسف، والفنان مصطفى فهمي، والكاتب والمخرج بشير الديك، والفنان أحمد عدوية، والفنان نبيل الحلفاوي، والشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، والفنان صلاح السعدني، والفنان التشكيلي حلمي التوني.

أحمد عدوية (حساب نجله محمد في فيسبوك)

وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري في تصريحات الأحد، إن الاحتفال بيوم الثقافة جاء ليكون مناسبة وطنية تكرم صُنّاع الهوية الثقافية المصرية، مشيراً إلى أن «هذا اليوم سيُعبِّر عن الثقافة بمعناها الأوسع والأشمل».

وأوضح الوزير أن «اختيار النقابات الفنية ولجان المجلس الأعلى للثقافة للمكرمين تم بناءً على مسيرتهم المميزة وإسهاماتهم في ترسيخ الهوية الفكرية والإبداعية لمصر». كما أشار إلى أن الدولة المصرية تهدف إلى أن يُصبح يوم الثقافة تقليداً سنوياً يُبرز إنجازات المتميزين من أبناء الوطن، ويحتفي بالرموز الفكرية والإبداعية التي تركت أثراً عظيماً في تاريخ الثقافة المصرية.

وفي شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، رحل الفنان المصري الكبير صلاح السعدني، الذي اشتهر بلقب «عمدة الدراما المصرية»، عن عمر ناهز 81 عاماً، وقدم الفنان الراحل المولود في محافظة المنوفية (دلتا مصر) عام 1943 أكثر من 200 عمل فني.

صلاح السعدني (أرشيفية)

كما ودّعت مصر في شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2024 كذلك الفنان التشكيلي الكبير حلمي التوني عن عمر ناهز 90 عاماً، بعد رحلة طويلة مفعمة بالبهجة والحب، مُخلفاً حالة من الحزن في الوسط التشكيلي والثقافي المصري، فقد تميَّز التوني الحاصل على جوائز عربية وعالمية عدّة، بـ«اشتباكه» مع التراث المصري ومفرداته وقيمه ورموزه، واشتهر برسم عالم المرأة، الذي عدّه «عالماً لا ينفصل عن عالم الحب».

وفي وقت لاحق من العام نفسه، غيّب الموت الفنان المصري حسن يوسف الذي كان أحد أبرز الوجوه السينمائية في حقبتي الستينات والسبعينات عن عمر ناهز 90 عاماً. وبدأ يوسف المُلقب بـ«الولد الشقي» والمولود في القاهرة عام 1934، مشواره الفني من «المسرح القومي» ومنه إلى السينما التي قدم خلالها عدداً كبيراً من الأعمال من بينها «الخطايا»، و«الباب المفتوح»، و«للرجال فقط»، و«الشياطين الثلاثة»، و«مطلوب أرملة»، و«شاطئ المرح»، و«السيرك»، و«الزواج على الطريقة الحديثة»، و«فتاة الاستعراض»، و«7 أيام في الجنة»، و«كفاني يا قلب».

الفنان حسن يوسف وزوجته شمس البارودي (صفحة شمس على فيسبوك)

وعقب وفاة حسن يوسف بساعات رحل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً بعد صراع مع المرض.

وجدّدت وفاة الفنان نبيل الحلفاوي في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الحزن في الوسط الفني، فقد رحل بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

السيناريست المصري بشير الديك (وزارة الثقافة)

وطوى عام 2024 صفحته الأخيرة برحيل الكاتب والمخرج بشير الديك، إثر صراع مع المرض شهدته أيامه الأخيرة، بالإضافة إلى رحيل «أيقونة» الأغنية الشعبية المصرية أحمد عدوية، قبيل نهاية العام.