اليمنيون يدخلون السودان بلا تأشيرة.. وإرسال فرق طبية عاجلة لعدن

الأصبحي لـ {الشرق الأوسط}: الحشد لمظاهرات بصنعاء تجمع الأطياف كافة ضد تصرفات المتمردين

اليمنيون يدخلون السودان بلا تأشيرة.. وإرسال فرق طبية عاجلة لعدن
TT

اليمنيون يدخلون السودان بلا تأشيرة.. وإرسال فرق طبية عاجلة لعدن

اليمنيون يدخلون السودان بلا تأشيرة.. وإرسال فرق طبية عاجلة لعدن

كشف وزير يمني في الحكومة الشرعية، عن إصدار الحكومة السودانية قرارا يقضي بإعفاء اليمنيين من الحصول على تأشيرة للدخول إلى الأراضي السودانية، مبينا في سياق ذي صلة أن معركة تعز في طريقها للحسم لصالح المقاومة الشعبية المؤيدة للرئيس هادي، والمسنودة من قوات الجيش النظامي.
وقال عز الدين الأصبحي، وزير حقوق الإنسان اليمني، لـ«الشرق الأوسط»، إن وفدا من الحكومة اليمنية زار السودان، وتمخضت المباحثات التي أجريت معه عن الوصول إلى قرار بإعفاء اليمنيين من الحصول على تأشيرة الدخول، فضلا عن تصحيح أوضاع إقامة ما يربو على 70 ألف يمني مقيمين داخل الأراضي السودانية، مقدما الشكر والتقدير للحكومة على مبادرتها في هذا المجال. وتابع: «استقبلنا النائب الثاني للرئيس السوداني حسبو محمد عبد الرحمن، وأطلع الوفد على القرار الجمهوري السوداني بإعفاء اليمنيين من الحصول على تأشيرات للدخول للبلاد، كما بحثنا تنسيق الجهود لاستيعاب المقيمين اليمنيين، وتحسين أوضاع الإقامة، على غرار ما فعلته الحكومة السعودية، كما أن حل مشكلة دخول اليمنيين للسودان من شأنه حل إشكالية العالقين في بعض الدول ومن بينها مصر، فضلا عن مساعدة اليمنيين الذي يتخذون من الخرطوم محطة عبور للمرور لدولة أخرى».
ولفت وزير حقوق الإنسان اليمني إلى أنه جرى الاتفاق مع الحكومة السودانية على إرسال فريق طبي بشكل عاجل، للتنسيق مع فرق الإغاثة الدولية التي تنفذ أعمالها في محافظة عدن، وبقية المحافظات التي جرى تحريرها على يد قوات التحالف العربي، مسنودة من القوات الموالية للرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، والمقاومة الشعبية، وتلبية الاحتياجات الطبية هناك ومعالجة الجرحى. وذكر وزير حقوق الإنسان اليمني أنه جرى بحث المسائل المتعلقة بمشاركة السودان في قوات التحالف الداعم للشرعية اليمنية، وتنسيق العمليات العسكرية في اليمن.
وحول الوضع الميداني في اليمن، أشار الوزير الأصبحي إلى أن الجبهة الفاصلة – حاليا - في العمليات العسكرية هي تعز، كما أن المحافظة هي الوحيدة التي بها مؤسسة عسكرية متحدة ترفض تصرفات القوى الانقلابية، وفي حال إحراز تقدم في هذه الجبهة مع بدء العمليات فيها حاليا، فإن قوى الانقلاب في اليمن تعتبر في حكم الانتهاء والوجود على الأرض؛ كون محافظة تعز تمثل حجر زاوية للتأمين على محافظة عدن، وتطل على الميناء الدولي؛ وبالتالي يجري تأمين الساحلي الغربي الدولي، وقطع أي إمكانية لوصول السلاح للمتمردين الحوثيين، والمواد الدائمة التي تهرّب سرا للحوثيين، كما يشكل تحرير المنطقة تأمين حزام أمني كامل على المناطق الجنوبية لليمن، ويؤدي بشكل قاطع إلى منع وصول الأسلحة المهربة.
وتابع: «محافظة تعز تتميز باتحاد القوات العسكرية، إلا أنه في المقابل فإن نحو 13 لواء عسكريا وكتيبة تهاجم المحافظة من الجهات كافة، وسجلت الحكومة اليمنية حجم خسائر مهولا، وتعتبر معركة تعز هي المفصلية، ولا يمكن إنهاء مشروع المتمردين الحوثيين وقوات صالح المخلوع صالح إلا بتحرير محافظة تعز».
وشدد وزير حقوق الإنسان اليمني على أن بعض المحافظات التي من طائفة المتمردين الحوثيين ذاتها وأعوان المخلوع علي صالح، هي التي بدأت ترفض انقلابهم، مشيرا إلى أن ذلك يبعث بمؤشر يؤكد أن الرفض قادم من الأطياف اليمنية كافة ضد ممارساتهم. وأضاف: «هذا الرفض الذي ظهر في بعض المحافظات يؤكد أن اليمنيين بأطيافهم كافة رفضوا مشروع المتمردين الحوثيين والانقلابين الطائفية، وأفشلوا الحوثيين الذي كانوا يريدون إغراق اليمن في احتراب طويل المدى».
ولفت وزير حقوق الإنسان إلى أن هناك كتلة يمنية مدنية عادت للظهور مجددا في بعض المناطق بالبلاد من أجل القيام بانتفاضة ميدانية ضد التصرفات الطائفية، وهناك مظاهرات قام بها ناشطون وناشطات، ضد الاعتقالات التعسفية التي انتهجتها القوى الانقلابية. وتابع «التيار المدني هو العامل الأساسي والرئيسي في حسم استرداد العاصمة صنعاء من القوى الانقلابية»، مجددا الدعوة للأطياف المدنية كافة، ومؤسساتها، من أجل مساندة الشرعية اليمنية، وعدم جعل صنعاء ساحة احتراب.
وشدد الأصبحي على أهمية تأمين المناطق الساحلية بالكامل، وأضاف: «المناطق الجبلية والوسطى المقاربة بمجرد إعلانها رفض انقلاب الحوثيين فهي تعد من المناطق التي تحرر نفسها بنفسها». وأشار إلى أنه باقتراب قوات المقاومة الشعبية من تحرير صنعاء، فإنه على مؤسسات المجتمع المدني والنشطاء القيام بأدوارهم المطلوبة بالتظاهر، مشددا على أن تلك المؤسسات يجب أن تقوم بدورها للثورة ضد الأفعال العنصرية التي ارتكبتها القوات الانقلابية الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، والمتمردين الحوثيين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.