لماذا لا تستطيع فرنسا تجاهل تايوان؟

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)
TT

لماذا لا تستطيع فرنسا تجاهل تايوان؟

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)

تعليقاً على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول تايوان بعد عودته الأخيرة من الصين، والتي أوحت بأن فرنسا ستظل محايدة وصامتة في حالة نشوب حرب بين الصين وتايوان، اعتبر تقرير نشرته أمس صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، أن فرنسا لا يمكنها تجاهل تايوان؛ إذ إن أي غزو صيني للجزيرة ستكون له عواقب كبيرة على مصالح فرنسا وأوروبا.
أوضح التقرير أن ضم تايوان من قبل الصين سيكون له بالفعل عواقب وخيمة على فرنسا وأوروبا والعالم الغربي. ستكون في البداية عواقب اقتصادية؛ لأن الجزيرة تنتج 60 في المائة من أشباه الموصلات المستخدمة في التقنيات الجديدة والإلكترونيات الرقمية. فإذا تم تدمير المصانع التايوانية في هجوم عسكري صيني، ستعاني أوروبا بشكل مباشر. وإذا وقعت مصانع أشباه الموصلات تحت سيطرة بكين، فسيكون للصين هيمنة اقتصادية جديدة على منافسيها الغربيين. ففي هذه المنطقة التي يتركز فيها ثلثا سكان العالم والتي هي رئة الاقتصاد العالمي، فإن الهيمنة الصينية على تايوان، بعد السيطرة على هونغ كونغ، من شأنها أن تقلل من نفوذ الولايات المتحدة، فيما لا تزال أوروبا بحاجة لأميركا لمواجهة روسيا في أوروبا.
وأشار التقرير إلى أنه «من الناحية السياسية، سيكون للضم الصيني لتايوان أيضاً عواقب على العالم الديمقراطي، من خلال تقديم النصر لمعسكر الاستبداد». وتساءل: «ماذا ستكون ردود فعل الدول الديمقراطية في المنطقة، مثل كوريا الجنوبية أو أستراليا أو اليابان، التي تعتمد على ضمانات أمنية أميركية؟». يسأل دبلوماسي أوروبي: «هل ستجبر هذه الدول على تبني سياسة خارجية أكثر تصالحية تجاه بكين إذا رأت النفوذ الأميركي يتآكل؟»، يضاف أن لفرنسا كذلك اهتماماً بسلامة مواطنيها البالغ عددهم مليون نسمة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، كونها الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي لديها مناطق في تلك المنطقة.
لكل هذه الأسباب المذكورة، ينقل التقرير عن المتخصص جان سيلفستر مونجرينيه في مقال لمعهد توماس مور للدراسات (ومركزه باريس)، اعتقاده أن فكرة فرنسا التي ستكون «قوة توازن» في منطقة المحيط الهادئ هي «وهم». ويقول: «من الجبهة الأوكرانية إلى مضيق تايوان، ومن المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ، يجب على فرنسا أن تظهر تضامنها مع حلفائها الغربيين ودول العالم الحر، دون مخادعة».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».