منافسو حزب بارزاني يقدمون إلى برلمان كردستان مشروعهم لرئاسة الإقليم

الديمقراطي الكردستاني يقاطع جلسات المناقشة

منافسو حزب بارزاني يقدمون إلى برلمان كردستان مشروعهم لرئاسة الإقليم
TT

منافسو حزب بارزاني يقدمون إلى برلمان كردستان مشروعهم لرئاسة الإقليم

منافسو حزب بارزاني يقدمون إلى برلمان كردستان مشروعهم لرئاسة الإقليم

قدمت أحزاب للاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية في كردستان أمس مشروعها الخاص بتعديل قانون رئاسة الإقليم إلى رئاسة البرلمان، وذلك في اجتماع للجنة القانونية البرلمانية قاطعها الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يترأس زعيمه مسعود بارزاني رئاسة الإقليم.
وقال النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني في برلمان الإقليم، فرحان جوهر لـ«الشرق الأوسط»: «ما أقدمت عليه الأحزاب الأربعة يعتبر خرقا فاضحا لقوانين البرلمان، ونرفض هذه الخطوة جملة وتفصيلا، لأن كل الاتفاقيات يجب أن تطبخ خارج البرلمان ومن ثم يباركها البرلمان، فبرلمان الإقليم لم يستطع اختيار رئيس له لمدة سبعة أشهر إلى حين توصلت الأحزاب السياسية إلى اتفاق خارج البرلمان، تم بموجبه انتخاب رئيس وهيئة رئاسة للبرلمان، لذا يجب أن يتم التوافق خارج البرلمان حول مسألة رئاسة الإقليم»، مشيرا إلى أن حل هذه المسألة مرفوض عن طريق تحدي الأطراف بعضها لبعض، واستخدام الأغلبية والأقلية والنصاب الكامل كبطاقة ضغط ضد الآخر.
واستبعد جوهر توصل الأطراف السياسية في الإقليم إلى التوافق بشأن رئاسة الإقليم قبل 19 أغسطس (آب) أغسطس الحالي، موعد انتهاء ولاية بارزاني، مؤكدا أنه «حتى لو تعدى ذلك الموعد المحدد لانتهاء ولاية رئيس الإقليم، فلن ندخل في مرحلة فراغ قانوني، لأن الرئيس موجود، والبلد في حالة غير طبيعية، لذا سيواصل الرئيس مهامه كرئيس منتهية ولايته غلى حين التوصل إلى توافق يشأن المسألة».
من جانبه، شدد النائب عن كتلة الاتجاه الثالث في برلمان الإقليم، بابير كاملا، على أنه «ليس أمام الأطراف السياسية في الإقليم أي خيار آخر سوى التوصل إلى توافق بشأن مسألة رئاسة الإقليم، وإلا سيواجه الإقليم التقسيم»، مبينا أن الأطراف الأربعة لن تستطيع تمرير تقرير تعديل قانون رئاسة الإقليم إلا بالتوافق السياسي، خصوصا أن المنطقة تمر بظروف استثنائية حساسة.
بدورها، قالت رئاسة برلمان الإقليم في بيان إنها «ترى من الضروري أن تمنح وقتًا إضافيًا للأطراف السياسية والكتل البرلمانية للبحث في إيجاد حلول بتوافق جميع الأطراف نظرًا للوضع الذي يمر به الإقليم واستجابة لدعوات عدد من قيادات قوات البيشمركة»، محذرة من أن أزمة سياسية وقانونية تهدد إقليم كردستان إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين هذه الأطراف قبل 20 أغسطس.
من جهته، قال النائب عن الاتحاد الوطني الكردستاني في برلمان الإقليم، كوران آزاد: «نحن في اللجنة القانونية قررنا رفع تقرير تعديل قانون رئاسة الإقليم إلى رئاسة البرلمان وأقدمنا على هذه الخطوة لأننا لم نستطع أن ننتظر أكثر من ذلك»، متوقعا أن توجه رئاسة البرلمان نداء الأسبوع القادم لعقد جلسة استثنائية خاصة بهذا الشأن.
ومن ضمن السيناريوهات المطروحة من قبل الأطراف السياسية الأربعة المطالبة بتعديل قانون رئاسة الإقليم، يتمثل في أن يتولى رئيس البرلمان رئاسة الإقليم بصورة مؤقتة لمدة شهرين حتى إجراء انتخابات في الإقليم في حال إذا لم تتوصل الأطراف السياسية إلى حل لمسألة الرئاسة قبل 19 أغسطس الحالي، لكن النائبة عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ورئيسة اللجنة القانونية في برلمان الإقليم، فالا فريد،، قالت إن «رئيس البرلمان لا يستطيع أن يكون رئيسا للإقليم لمدة ستين يوما، لأن انتهاء مدة الرئاسة ليس ضمن الخلو، فالخلو له ثلاث حالات مبينة تتمثل في وفاة الرئيس أو استقالته أو عجزه عن أداء مهامه».



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.