مصر لمواجهة استخدام هواتف بأسماء موتى في ارتكاب جرائم

إحاطات برلمانية عقب تكرار وقائع بسببها

مبنى الجهاز القومي للاتصالات (الصفحة الرسمية للجهاز القومي للاتصالات)
مبنى الجهاز القومي للاتصالات (الصفحة الرسمية للجهاز القومي للاتصالات)
TT

مصر لمواجهة استخدام هواتف بأسماء موتى في ارتكاب جرائم

مبنى الجهاز القومي للاتصالات (الصفحة الرسمية للجهاز القومي للاتصالات)
مبنى الجهاز القومي للاتصالات (الصفحة الرسمية للجهاز القومي للاتصالات)

بدأ مجلس النواب المصري (الغرفة الرئيسية للبرلمان) اليوم (الثلاثاء)، مناقشة قضية «تداول خطوط هواتف جوالة مسجلة بأسماء موتى، واستخدامها في ارتكاب جرائم متنوعة».
وتبحث لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، طلبات إحاطة قدمها عدد من أعضاء المجلس، بشأن «سبل مواجهة استخدام الهواتف المحمولة التي مات أصحابها، في ارتكاب الكثير من الجرائم».
وقالت النائبة مرثا محروس، عضو مجلس النواب في طلب إحاطة، إنه «يتم تداول خطوط هواتف (محمولة)، وبيعها عقب وفاة أصحابها، أو توقف صاحبها الأصلي عن استخدامها، ويتم استخدام هذه الخطوط في ارتكاب الكثير من الجرائم، ومنها النصب»، مطالبةً بـ«ضرورة تحديث بيانات مستخدمي خطوط الهواتف الجوالة».
وبلغ عدد مستخدمي الهواتف الجوالة في مصر 99.10 مليون مشترك، مع نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وفقاً لبيانات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فيما بلغ عدد مستخدمي شبكة الإنترنت عن طريق الهواتف الجوالة 69.44 مليون شخص خلال نفس الفترة.
وتبذل مصر جهوداً متنوعة لمواجهة بيع وتداول خطوط الهواتف المحمولة غير المسجلة، وحظر الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات منذ عام 2015 بيع وتداول خطوط الهواتف المحمولة خارج المنافذ الرسمية لشركات الاتصالات مشغلة الخدمة، وذلك بهدف التصدي لتداول الخطوط غير المسجلة بأسماء أصحابها.
وحدد الجهاز عدداً من القواعد التنظيمية بشأن ملكية وتداول خطوط الهاتف المحمول، وقواعد البيانات الخاصة بالمستخدمين، بهدف ضبط قواعد بيانات المستخدمين، ومنع تداول خطوط الهواتف المحمولة في الأسواق من دون بيانات صحيحة، وعدم استخدام هذه الخطوط من غير مالكيها.
وقال الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري، إنه «فوجئ بوجود خطوط هاتف مسجلة باسمه لدى شركات الاتصالات لا يعلم عنها شيئاً». ودعا، في مؤتمر صحافي في مايو (أيار) الماضي خلال افتتاح أحد المشروعات التكنولوجية، المواطنين إلى «التحقق من الخطوط المسجلة بأسمائهم عبر التطبيقات التكنولوجية وتسجيل البيانات الرسمية لأي خطوط يستخدمونها».
وتُلزم القواعد التي حددها الجهاز القومي للاتصالات شركات الاتصالات العاملة في مصر بضرورة تسجيل وتحديث بيانات المستخدمين. وحدد الجهاز فترة زمنية لإعادة تدوير الخطوط عبر بيعها لمستخدمين جدد، إذ لا يجب بيع خط الهاتف لمستخدم جديد إلا بعد مرور 180 يوماً على انقطاعه عن استخدامه بالنسبة لنظام الفاتورة الشهرية، و90 يوماً لنظام الكارت المدفوع مقدماً، كما يجب أن يتم إخطار المستخدم القديم مرتين قبل بيع خطه.
وتُستخدم الهواتف المحمولة في ارتكاب الكثير من الجرائم بينها جرائم مستحدثة مثل «النصب الإلكتروني»، وفقاً للخبير الأمني اللواء محمود الرشيدي، مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق لأمن المعلومات، والذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الهواتف المحمولة مجهولة البيانات، ومنها هواتف مسجلة بأسماء ملاكها عقب موتهم، تستخدم في كل أنواع الجرائم، من العمليات (الإرهابية)، إلى (النصب)، والسب والقذف، والمعاكسات وغيرها، بسبب صعوبة تعقبها من الأجهزة الأمنية». وطالب بـ«استحداث تشريع يفرض عقوبات على مستخدم هذه الهواتف الذي لا
يقوم بتسجيل بياناته، وأن تعمل شركات الاتصالات على إيقاف أي خط هاتف غير مسجل، كما يجب على أجهزة الدولة تكثيف الرقابة على الأسواق التي تباع فيها خطوط هاتف غير مسجلة».
وحسب الرشيدي «لا يتوقف استخدام الهواتف المحمولة مجهولة البيانات على الاتصالات الصوتية، بل يمتد إلى استخدامها عبر شبكة الإنترنت في جرائم (النصب الإلكتروني) وغيرها، فمع التطورات التكنولوجية المتلاحقة أصبح الهاتف المحمول أخطر من المسدس، فجرائمه تتجاوز الحدود الجغرافية والزمنية، إذ يمكنك أن تستخدمه وأنت في القاهرة لارتكاب جريمة إلكترونية ضد شخص آخر في قارة أخرى، مثل سرقة البيانات البنكية وغيرها».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.